العنوان مساحة حرة العدد 1895
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر السبت 27-مارس-2010
مشاهدات 14
نشر في العدد 1895
نشر في الصفحة 62
السبت 27-مارس-2010
الفراسة عند العرب
خلق الله عالم الإنسان وعالم الحيوان وعالم النبات وعالم الجماد، وجعل من الآيات الدالة على وجوده وكامل قدرته وعظيم حكمته التفاوت بين أفراد كل جنس من هذه الأجناس، وتلك آية ناطقة بوحدانيته..
وفي كل شيء له آية
تدل على أنه الواحد
وقد خص عالم الإنسان من بين هذه العوالم بالتفاوت بين أفراده في الغرائز والإحساسات، والشعور والوجدانيات والذكاء والغباء، تفاوتًا يبدأ واضحًا جليًا في التصرفات والأفعال والأقوال وغير ذلك من شؤون الحياة، ولهذا اشتهر في القديم والحديث أفراد بالدهاء والمكر، وأفراد بالبلاهة ونقص العقل، وآخرون بالفصاحة والبلاغة واشتهر بعض الناس بالفراسة، فكانت نظراتهم مفاتيح علمهم بواطن النفوس وما تكنه الصدور وما تخبئه القلوب.
وقد توسع الباحثون في الفراسة وآثارها في المجتمع وفي معرفة حقائق الأشياء؛ فبعضهم يعرف علم الفراسة بأنه الاستدلال بهيئة الإنسان وأقواله على أخلاقه وفضائله، فهي صناعة صيادة لمعرفة أخلاق الإنسان وأحواله، وماضيه وحاضره ومستقيله -على ما كانوا يزعمون- وهي تعتمد في بعض نواحيها على دراسة الصلة بين مظاهر الجسم الشكلية وأعماق النفس الإنسانية وما فيها من تبدل واضطراب.
ولقد كانت الفراسة إلهامًا أو وحيًّا تحلى به جميع الأنبياء، وقد نبّه الله عز وجل على صدق الفراسة حيث يقول تعالى: ﴿يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ﴾ (الرحمن: 41).
ولقد سماها العرب قبل الإسلام أسماء مختلفة، وقسموها إلى قيافة الأثر، وقيافة البشرة. وقيافة الأثر في الاستدلال على الأشخاص بتتبع آثار الأقدام والأخفاف والحوافر.
يحكى أن أهل القيافة كانوا يفرقون بين أثر قدم الشاب والشيخ، وقدم الرجل والمرأة، والبكر والثيب وتطلق كلمة القائف العربية على متتبع الآثار الذي يعرف شبه الرجل بأخيه وأبيه، والجمع القافة.
وقيافة البشر في الاستدلال بهيئات أعضاء الشخصين على المشاركة والاتحاد بينهما في النسب والولادة وفي سائر أحوالهما وأخلاقهما، ويدخل في نطاقها الاستدلال بهيئة الإنسان المعرفة حالته وما هو عليه من فرح أو حزن من براءة أو إثم..
ويروى أن مجزز الأسلمي كان واقفًا ودخل فرأى أسامة بن زيد وزيدًا عليهما القطيفة قد غطيا رأسيهما وبدت أقدامهما، فنظر إليهما مجزر الأسلمي وقال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض، ومما يروى في هذا الصدد عن بني مدلج من أهل القافة أنه إذا عرض على أحدهم مولود في عشرين امرأة فيهن أمه ألحقه بها.
ومن ذلك ما قيل: إن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأی أعرابيًّا قادمًا من جبل فقال: من أين أقبلت؟ فقال: من أعلى الجبل ثم سألوه عما صنعه هناك، قال: ابن لي هلك فدفنته، قال: ما سمعنا مرثيك فيه قال: وما يدريك يا أمير المؤمنين، فوالله ما تفوهت بذلك، وإنما حدثت به نفسي.. فأي فطنة وأي ذكاء يسمو إلى هذه الفطنة وهذا الذكاء؟!.
إسماعيل محمد أحمد - الكويت
القدس تبدأ الانتفاضة الثالثة
الشعب الفلسطيني يتولى الأمر في هذه اللحظة بعد أن يئس من تحقيق أي تقدم في عملية السلام لاستعادة حقوقه وإنهاء حالة الحصار، والتهويد، والاعتداء على المقدسات.
اليوم يشعر الفلسطينيون بأن الأمور لم تعد تحتمل الانتظار، فقد قدم قادتهم في رام الله كل التنازلات إلى حد المهانة وبدون أية نتيجة، بل لقد أمعن الاحتلال في تدنيس المقدسات الإسلامية والعربية بعد أن استولى عليها بالاحتلال المباشر وألحق قسمًا مهمًّا منها بالتراث اليهودي المزعوم.
الدول العربية تتفرج إلا من قلة منها تساند، لكن ذلك لم يعد كافيا، والشعب الفلسطيني يعلم أنه ما لم تتعرض المصالح الأمريكية في المنطقة للخطر فإن أقصى ما يمكن أن تفعله أمريكا هو الاحتجاج والإدانة لحليفتها الإستراتيجية وربما تؤخر إرسال مبعوثها إلى المنطقة كما تفعل الآن، لكنها لن تقدم على أية خطوة تضع «إسرائيل» أمام استحقاق جدي.
إذن الواقع القيادي والفصائلي وواقع منظمة التحرير لا يعطي الأمل في التغيير ولا الواقع العربي، ولا الواقع الدولي، فماذا يفعل شعب تحت الاحتلال منذ عدة عقود وقد تحررت كل الشعوب والأمم إلا هو؟
ليلة الثلاثاء 16 مارس الجاري بدأت بواكير الانتفاضة الثالثة في الظهور في شوارع القدس الشرقية ومن أحياء المدينة المقدسة العربية وضواحيها، واشتبك المواطنون وما زالوا في اشتباكهم حتى الآن، والمؤكد أن نار هذه الانتفاضة ستعم كافة المناطق المحتلة وقد تشمل الداخل الإسرائيلي، أي مناطق إقامة الفلسطينيين داخل الخط الأخضر.
لن تستمر هذه المهزلة إلى ما لا نهاية ولن يقبل الشعب الفلسطيني المزيد من الإهانة والحصار والتنكيل والمس بمقدساته، وهو يعلم أنه لن يخسر كثيرًا بالمواجهة المباشرة مع العدو الإسرائيلي، ولذلك يمسك اليوم بزمام الأمور وبثقة في النصر.
إن واجب كل مواطن فلسطيني وعربي أن يقف مع أبناء القدس وغيرها من المدن والقرى الفلسطينية المنتفضة على الاحتلال، كما أن على قيادة الشعب الفلسطيني في الدرجة الأولى أن تنسى خلافاتها السياسية والتنظيمية لتنخرط في العمل البطولي الذي يقوم به أبناء وطنهم من أجل وقف العدوان ونيل حريتهم، وهذا يتطلب الإسراع من جانب «حماس» إلى توقيع الورقة المصرية وقبول فتح بالتعديلات التي طلبتها «حماس» وتسخير كل شيء في هذه اللحظة التاريخية من أجل نجاح الانتفاضة وتحقيق أهدافها الواضحة.
ويبقى أن تقوم الدول العربية والإسلامية بواجبها تجاه نصرة أشقائها وتسارع بعقد القمة لتتخذ قرارات على مستوى المسؤولية وفي مصلحة فلسطين والوطن العربي الذي مزقته خلافات قادة ورؤساء هذه الدول.
زياد أبو شاويش - فلسطين
سياسات ودعوات تمهد للتقسيم
لكل فعل رد فعل مساو له في القوة ومضاد له في الاتجاه، قانون علمي كان يجب اللجوء إليه لمواجهة الخريطة الأمريكية لتقسيم البلاد العربية على أساس طائفي وعرقي، وذلك بتبني مشروع للوحدة في مواجهة مشروع التقسيم ومع ذلك وللأسف، فبدلاً من اتباع سياسات وخطوات في اتجاه الوحدة صدرت قوانين ودعوات تمهد لنجاح مشروع التقسيم وسأتخذ من مصر لبيان ذلك.
أولاً: التقسيم اللغوي: مطالبة د. زاهي حواس للسيد وزير التعليم بتدريس اللغة الهيروغيليفية لتلاميذ المدارس ابتداء من المرحلة الابتدائية حتى نهاية الثانوية..
مما يعطي الشرعية ويعزز مطالبات موجودة فعلا للنوبيين لتدريس اللغة النوبية وللمسيحيين بتدريس اللغة القبطية، وبذلك يتم القضاء على الوحدة اللغوية للشعب المصري، تمهيدا للتقسيم الفعلي.
ثانيا: التمثيل البرلماني: تحت زعم التمييز الإيجابي للفئات المهمشة صدر قانون بتخصيص مقاعد للمرأة (كوتة) بمجلس الشعب، وهذا القانون يعطي الشرعية ويعزز المطالبات المعلنة من أقباط الداخل والخارج بتخصيص «كوتة» للأقباط بزعم أنهم أيضًا فئات مهمشة، وبذلك يتحول مجلس الشعب من مؤسسة قومية يعتبر العضو فيه ممثلا عن الأمة بأسرها بغض النظر عن الدين أو العرق أو الدائرة التي انتخب عنها إلى مؤسسة طائفية.
رغم أن برلمانات الدول العريقة في الديمقراطية كبريطانيا وفرنسا وأمريكا
وألمانيا لم تلجأ لمثل ذلك؛ لأنه ضد المساواة بين المواطنين وضد قومية البرلمان، رغم أن تمثيل المرأة فيها ضعيف أيضًا. وهذا التمييز يفتح الباب نحو التمييز الإيجابي للأقباط وللنوبيين بتخصيص كوتة لهم؛ الأمر الذي يؤدي بنا في النهاية إلى التمثيل الطائفي في مؤسسة قومية مما يمهد للتقسيم الفعلي.
ثالثا: سياسة القبول بالجامعات: تحت دعوى لم شمل الأسرة والتخفيف من الأعباء المالية تم اعتماد سياسة التوزيع الجغرافي في القبول بالجامعات، وهذه السياسة تمثل حائلا ضد اندماج كافة فئات الشعب وتكرس الفرز السكاني على أساس عرقي، حيث تمنع أبناء المحافظات من الالتحاق بجامعات المحافظات الأخرى.
والخطورة هنا أنه يكرس الفزر السكاني على أساس عرقي للنوبيين، حيث يحصر قبولهم على جامعات الجنوب مما يدعم دعوات بعض النوبيين لبناء قرى ومدن لا يسكنها غير النوبيين، وبإحداث فرز سكاني على أساس ديني أو عرقي نكون قد أوجدنا أهم عامل للتقسيم الفعلي.
ممدوح أحمد فؤاد حسين - مصر
طلب «المجتمع»
«جامعة الفلاح بالهند» تقدر الجهود التي تنشرها مجلة المجتمع الغراء في نشر العلم والثقافة الإسلامية، وتدعو الله لكم بالتقدم والتوفيق في خدمة الإسلام والمسلمين، وتشكر لكم إرسال المجلة بصفة منتظمة إلى مكتبتها المركزية، والتي يستفيد منها نحو خمسة آلاف طالب وطالبة ومئات الأساتذة والباحثين، وترجو مداومة إرسالها وعدم انقطاعها.
عرفان أحمد الفلاحي
أمنين المكتبة المركزية