العنوان مساحة حرة: 1843
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر السبت 14-مارس-2009
مشاهدات 34
نشر في العدد 1843
نشر في الصفحة 62
السبت 14-مارس-2009
نصر ام هزيمة؟!
ظن العدو الصهيوني بضربه أولاً مدرسة الشرطة أن ينفلت الأمن، ولكنه وطوال ثلاثة وعشرين يوماً من القصف لم تسجل أي حالة واحدة لجريمة في القطاع كله... وعاش سكان القطاع في أمن قل أن تحقق أمثاله أجهزة قوية تعمل في بلاد ليس فيها حرب!!
كما ظن العدو أن يرفع المجاهدون المقاومون الراية البيضاء بسبب الجوع والخوف بعد حصار طويل جدا .. وكان ينتظر ذلك في اليوم الأول أو الثاني!
وحسب الجيش الغازي أن يخرج المواطنون من بيوتهم بتأثير الحرب النفسية حيث أسقطت عليهم ملايين الأوراق التي تحمل التهديد والإنذار والدعوة إلى الخروج من البيوت قبل هدمها .. فلم يحصل شيء من ذلك، وكان استشهاد الشيخ نزار ريان . يرحمه الله . بسبب بقائه في بيته مع كامل أفراد أسرته وكان من المفترض - كما يحصل في بلدان كثيرة - أن يتدفق السكان على مصر أو غيرها لاجئين هربا من المعركة فلم يفعلوا!! وكان من حسابات الجيش الإسرائيلي أن تتناحر المنظمات الفلسطينية وتتشتت جهودها، وكان ذلك من ظنون دول أخرى ومتربصين بالمقاومة.. ومما يؤيد هذا الظن أن «إسرائيل» كانت تعلن أنها تحارب «حماس» فقط.. ولكن الذي حصل هو أن المنظمات جميعها توحدت وتألفت وقابلت العدو بصف واحد مترابط، وفوتت على أعدائها فرصة كانت تنتظرها!! ولم تظهر أي انقسامات أو شذوذ في مقاومة العدو في غزة كلها وكان من حسابات الجيش الإسرائيلي - كما نقلت الأخبار - أن تسفر الحرب عن الإفراج عن الأسير اليهودي الموجود لدى «حماس» منذ زمن.. فلم يحصل ذلك وانسحب الجيش الإسرائيلي دون أن يعرف مكان الأسير!! وكان من ظنون العدو أن تضعف عزيمة المجاهدين المقاومين وأن ينفد غذاؤهم وسلاحهم.. ولكن الذي حصل العكس.. فقد كان القادة يخرجون في وسائل الإعلام ويؤكدون استعدادهم للقتال والصمود والمقاومة، ولو استمرت الحرب عاما كاملا !! وكان ازدياد عدد القتلى والجرحى في صفوف أهل غزة يزيد المقاومة استبسالاً وشجاعة وإقداما، لأنهم يحسبون القتلى شهداء بإذن الله تعالى والجرحى يرجى لهم الشفاء والأجر العظيم وكان أعداء المقاومة يقدرون أن عدد أفراد المقاومة قليل جدا . في نظرهم . ولا سلاح لهم مما يرجح احتمال الاستسلام العاجل.. ولكن الذي حصل من أول يوم أن خرج المواطنون للشوارع وقالوا بصوت واحد كل غزة حماس وكل غزة مقاومة وتبين أن لديهم سلاحاً استمر استعمالهم له إلى آخر لحظة حينما أعلن العدو توقفه عن الحرب و استسلامه للمقاومة والخبراء العسكريون يؤكدون أن الشعوب لا تهزم على أرضها، وأن حسابات النصر والهزيمة لا تقاس بعدد القتلى والجرحى وقد تبين لكل متابع لأخبار الحرب على غزة أن عدد الشهداء من الأطفال قد بلغ أربعمائة وخمسين طفلاً، وعدد الشهيدات من النساء أكثر من مائتي امرأة والعدد الباقي من ألف وثلاثمائة هم من المدنيين من كبار السن وغيرهم، بينما لم يستشهد من أفراد المقاومة سوى سبعين فردا تقريباً، بينما بلغ عدد القتلى من الجيش الإسرائيلي ثمانين أو أكثر، كلهم جنود عسكريون مقاتلون وأمام هذه المعطيات يقف المراقبون والمحللون ليصفوا نهاية الحرب، ويقرروا أن المقاومة قد انتصرت أو انهزمت.
أيها الإعلاميون.. احترمونا نصدقكم
كان الإعلام ضرورة حتى الأمس القريب خبراً يصاغ ثم ينشر، وقد يتأخر عن الحدث قليلاً أو كثيراً، فحين كان الإمبراطور نابليون معتقلا في جزيرة سانت هيلانية وجاءه الأجل، لم يصل الخبر إلى فرنسا إلا بعد نصف عام.
أما اليوم فالقنابل تسقط على غزة والصور تنقل للعالم فوراً، لذا فأمر الكذب والتلفيق صار صعبا، ومن لا يحترم القارئ والمشاهد سيسقط، وهناك ألف بديل مكانه. أقرأ في صحيفة في الرياض الرجل يتطلع أن يكون الشخص الأول في بلده المنكوب به وبأمثاله يقول: حماس رقم صغير لدى إيران، وأقرأ قبل يومين في صحيفة «الحياة» أن صحيفة «نيوزويك» الأمريكية تقول: حماس ليست حجراً بيد إيران فإيران مولت لوقت طويل جماعات أخرى في فلسطين، ولم تقبل حماس أقوال إيران وأسلحتها إلا أخيرا، وهذا لا يعني أن طهران هي الأمرة والناهية في سياسة حماس وقراراتها، والأرجح أن استفزاز حماس وقرارها الخروج من التهدئة ليس من رأي إيران، ولا قرينة على إضعاف العمليات الإسرائيلية» نفوذ إيران وهي الحالة الأهم، وينقل المقال نصاً عن كتاب الإحياء الشيعي، يذكر أن إيران لا نفوذ لها بغزة، ولكن نفوذ إيران في العالم العربي مصدره مكانتها ودفاعها عن القضية الفلسطينية «مقال نيوزويك نشر١٤/١/٢٠٠٩م».
فأنا كمطلع ومتابع أفقد الثقة بمن يكذب ويزور وينافق!!
قضية أخرى أكبر من يتابع الصحافة الأمريكية وحتى الإسرائيلية، ويقارن بين بعضها وما يكتبه إعلاميون عرب (بالجنسية) من تحميل كبير المسؤولية لحماس في حرق غزة، وأحيل هؤلاء إلى ما يجري في رام الله من قتل يومي للفلسطينيين واعتقال فهل كانت حماس هناك؟!
الأمر الثاني: لقد أصدرت «إسرائيل» دراسة شاملة لعملها خلال ربع قرن سمتها إسرائيل ۲۰۲۰م ابتدأت العمل عام ١٩٩٥م وأصدرت الدراسة في ١٨ مجلداً، حجبت الأول لأنه يتحدث عن الأمن، ونشرت الباقي، وجرى ترجمة التقرير للعربية.
المهم أن إسرائيل، حشدت ابتداء ٢٥٠ خبيرا مع الجامعات والنقابات، واستعانت بعدة جامعات أوروبية وأمريكية ويابانية وحددت ثلاثة مسارات أساسية هي:
1 - «إسرائيل» إذا نجحت عملية السلام أو فشلت.
2- «إسرائيل» والدول الصناعية (مقارنة).
3- « إسرائيل» ويهود العالم.
في المسار الأول أعلنت «إسرائيل» ماذا تنتظر من فوائد من نجاح عملية السلام، مثل انتهاء المقاطعة كليا، وإقامة العلاقات، وفتح الحدود الإسرائيلية - العربية دون العكس) وجعل إسرائيل جنة سياحة»، واستخدام العمالة العربية الرخيصة، واتخاذ «إسرائيل» كمركز للشركات متعددة الجنسيات، وجعل إسرائيل مركزاً لتطبيب العرب.... إلخ. الغريب أنها لم تذكر فائدة واحدة للعرب على الإطلاق إذا نجح السلام.
السلام في فلسطين نجاحه وفشله بأيدي «إسرائيل» وأمريكا، فإذا فشل فماذا تعمل «إسرائيل»؟
۱ - إعادة احتلال غزة والضفة.
٢ - حل جميع الأجهزة الأمنية.
3- التضييق على الفلسطينيين لحملهم على الهجرة.
4- إلغاء الاتفاقيات مع مصر والأردن.
واضح أن «إسرائيل» هكذا تفكر، وهذه سياستها تعلنها للعالم.
إسرائيل لا تشعر بالخطر
جاء في التقرير أن إسرائيل، لا تشعر بخطر داخلي أو خارجي.. والسؤال: لماذا إذن يجري حرق غزة والقتل في الضفة؟!
وأخيرا أجد في الصحف الأمريكية أنه حين زارت وزيرة الخارجية «الإسرائيلية» واشنطن عقدت مؤتمراً صحفيا دام ساعة بعدها ثار صحفيون وقال بعضهم: تسمحون للوزيرة بالحديث ساعة وتطلبون منا الاختصار ؟! منذ متى تسمحون للمجرمين أمثال الوزيرة بالحضور إلى هنا واستضافتهم هكذا وبشكل لائق؟!
صحفي آخر وصف إسرائيل، بحكومة «موغابي».
صحفي ثالث يطالب الوزيرة أن تعترف بجرائمها وخرقها للتهدئة.
أما تعليق الوزيرة فجاء غريباً إذ قالت: «حماس» لا تمثل الشعب الفلسطيني، وهناك شريك فلسطيني، وكي ندعمه يجب علينا تدمير «حماس».
ما رأي بعض الإعلاميين الذين لا يعجبهم في الأكل إلا لحم «حماس».
أ. د. نعمان السامرائي
طلب المجتمع
- اتحاد طلاب المسلمين في أراكان بدولة بورما، منظمة طلابية إسلامية وحيدة في ساحة أراكان المحتلة وهي تعمل في مجال الدعوة والتعليم والتربية والثقافة الإسلامية، وتهتم بشؤون الطلاب الروهنجيين بهدف تطويرهم علمياً وتأهيلهم فكرياً ليكونوا دعاة وقادة في المستقبل. والاتحاد يستفيد من مجلة المجتمع استفادة كبيرة لذلك نرجو منحنا اشتراكا مجانيا بالمجلة .
التناقض بين الشكل والمضمون
نصادف في حياتنا اليومية من يعتني بمظهره وهندامه، فيروقنا ذلك ويعجبنا لكننا نصدم حين نشاهد بعض تصرفاته التي تخلو من الذوق، ونتعجب من عدم تناسب شكله ومضمونه ونلتقي في مجلس عابر بمن يوشك أن يكمل الأربعين من عمره، فإذا تحاورنا معه وجدنا تناوله للأمور لا يختلف كثيراً عن تناول الصبيان فنكون أكثر عجبا!
هذه النماذج تمثل حالة من تأخر النضج الفكري، وما ينتج عنه من خلل في السلوك، وهي وإن كانت مزعجة أو مؤذية لمن يقابلها، إلا أنها أكثر أذى لأصحابها.
وهم مع ذلك آخر من يشعر بها ! فكيف وصلوا إلى هذه الحال ؟! جواب هذا السؤال يكمن في أن تنمية الأجسام أسهل وأسرع من تنمية العقول، وتحسين الشكل أسهل وأسرع من تحسين الطباع وعليه يمكن تحويل شخص من الهزال إلى السمنة في عدة أشهر، وتغيير هيئته الخارجية في ساعة.
لكن من الصعب تحويله في سنوات من جاهل إلى عالم، أو من سيئ الأخلاق إلى حسنها حتى على مستوى الدول يكون في مقدور أي دولة صنع تنمية مادية في فترة يسيرة، لكنها تعجز عن تحقيق تنمية فكرية بنفس المستوى وفي ذات المدة.
ذلك أن التنمية الروحية والفكرية أصعب وأبطأ بكثير من التنمية المادية و على سبيل المثال: لو أن شخصاً هداه الله إلى التوبة وسلك طريق الاستقامة لوجدنا أن تحوله نحو الأفضل يكون عبر طريقين ظاهر يتمثل في التزام الشرع في الأمور العملية كالمواظبة على الصلاة، والعبادات الظاهرة، ونحو ذلك وباطن يتمثل في إعادة صياغة كل شيء بداخله بما يتفق مع طريقه الجديد وبينما لا يحتاج في الجانب الأول إلا لأيام، يحتاج في الجانب الآخر لسنوات حتى يصل إلى بعض ما يطمح إليه.
عبد اللطيف الثبيتي
مكة المكرمة
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل