; مسلمو سوريا يواجهون الحكم النصيري | مجلة المجتمع

العنوان مسلمو سوريا يواجهون الحكم النصيري

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 03-يوليو-1979

مشاهدات 15

نشر في العدد 452

نشر في الصفحة 4

الثلاثاء 03-يوليو-1979

تناقلت وكالات الأنباء في الأسبوع الماضي خبرين.

الأول:

بدأت يوم الخميس 22 يونيو بغرفة الجنايات التابعة لمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء في المغرب محاكمة «المجرمين» الذين قاموا باغتيال الشهيد

 عمر بن جلون مناضل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والمدير السابق لجريدة المحرر المغربية. «والشهيد» عمر بن جلون كان قد تعرض لاعتداء إجرامي شنيع أودى بحياته بتاريخ 18 / 12 / 75 ومنذ هذا التاريخ والقضية موجودة رهن التحقيق.

الثاني:

 «أعلنت شرطة، جاكرتا، بأنها بدأت حملة لاعتقال جميع أعضاء «جمعية الشبان المسلمين» ومصادرة ممتلكات الجمعية وذلك بعد أن ثبت أن الجمعية المذكورة صلات وثيقة بالشيوعيين وأن هناك تعاون وتنسيق بينهم للقيام بعدد من الاغتيالات السياسية».

يبرز هذان الخبران مدى اتساع التآمر ضد الحركة الإسلامية، وإذا ما عرفت ارتباطات الحكومات المعنية الدولية اتضحت حقيقة التنسيق الدولي المعادي للنهضة الإسلامية، كما يكشف هذان الخبران زيف الاتهامات الموجهة للإسلاميين وحقد الحكومات العميلة على تنامي الالتفاف الجماهيري الواسع حول الإسلام والذي يمثل تهديدًا لمصالح السلطات الحاكمة المستبدة وصالح أعداء الأمة ولمخططاتهم التآمرية في نهب خيرات العالم الإسلامي واستعباد المسلمين وسلب حرياتهم وانتهاك حرماتهم.

فالمتهمون بالتحريض على اغتيال الزعيم الشيوعي المغربي «عمر بن جلون» هم من قادة «جمعية الشبيبة الإسلامية» ومنذ تاريخ اغتياله والشباب المسلم المغربي يعاني من الملاحقة والاعتقال والتعذيب والتشريد كل ذلك مع أن القتلة قد اعترفوا بفعلتهم وأن ليست لهم أية علاقة بجمعية الشبيبة الإسلامية.

والإسلاميون في أندونيسيا يواجهون مثل هذه الاتهامات الملفقة التي تواجه إخوانهم في المغرب إلا أن الاتهامات تفضح الحكومات المعادية للإسلام فكيف يستقيم قتل زعيم شيوعي بالتعاون مع الشيوعيين وكيف تثبت تهم العمالة لغضين في آن واحد؟

وخلاصة الأمر أن التآمر ضد الإسلام والإسلاميين ليس بالأمر الجديد. فصراع الخير والشر والإيمان والكفر، وحزب الله وحزب الشيطان قائم منذ بدى الخليقة ومستمر إلى قيام الساعة والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

وتأتي قضية مدرسة المدفعية في حلب وتتصاعد محنة المسلمين في سوريا لتعرض للعالم أجمع مأساة المسلمين هناك فقد كان الاضطهاد والتعذيب والاغتيال والتشريد الذي عصف بالمسلمين السوريين طوال السنوات الماضية تحت ستار كثيف من التعتيم وظل الإعلام العربي والعالمي متغافل عن تلك الاحداث مؤكدًا على «موقف سوريا القومي وتصديها الحازم للهجمة الإمبريالية -الصهيونية- الساداتية»

واليوم يتعرض الإسلاميون في شتى أنحاء العالم لهجمة إعلامية شرسة يقودها الحقد الأعمى سلاحها التزييف والتلفيق تعاضدها جميع القوى المعادية للإسلام.

وأمام هذه الهجمة لا بد من التصدي الإسلامي لتبيان الحقيقة لمن يتخذها وهو حق طبيعي شرعي فإلى المتشدقين بالحرية والعدل وإلى أدعياء حماية حقوق الإنسان وإلى الذين أعمتهم العمالة وأغرتهم السلطة وأخافهم الوعيد والتهديد وأيضًا إلى الباحثين عن الحقيقة هاكم كشف الحساب.

أولًا: الصراع الطائفي أوجده النصيريون.

عندما استولى حسني الزعيم -رائد الانقلابات العسكرية المشئومة في العالم العربي- على الحكم في سوريا، فتح صفحتين بغيضتين في عالم السياسة العربية الأولى هي الدعوة إلى إنهاء «الصراع العربي- الإسرائيلي» عن طريق التسوية «السلمية». والثانية بدء تسلل النصيريون إلى مراكز القوة والتسلط في سوريا.

فمنذ عام 1949 والخطر النصيري يتعاظم متسترًا بحزب البعث الاشتراكي ومتعاونًا مع اليهود والنصارى، ومع الشيوعيين في بعض المراحل.

وقد شهدت سوريا انتفاضات شعبية عديدة ضد التسلط النصيري وكانت أشهرها قبيل حرب حزيران 1967 والتي سببها تطاول البعثيون النصيريون على الدين الإسلامي حين تصاعدت الهجمات الإلحادية التي كانت تبثها الأجهزة الحاكمة في تلك الفترة.

وجاء مقال نشر في مجلة «جيش الشعب» الصادرة عن وزارة الدفاع السورية في عددها رقم 794 بتاريخ 25 ميسان 1967 وبعنوان «خلق الإنسان العربي الاشتراكي الجديد».

ليفجر الصراع الطائفي فعمت سوريا ثورة شعبية، ولكن حادث حرب حزيران لتنقذ النظام النصيري الحاكم من الانهيار، وكما قال معلق إذاعة دمشق حينها «أن إسرائيل لن تحقق نصرًا يذكر، طالما أن حكام دمشق بخير».

وإن كانت الأقلية النصيرية تمثل أقل من 9% من مجموع الشعب السوري إلا أن سيطرتها الكاملة على القيادات العسكرية والسياسية والإدارية والاقتصادية في البلاد وممارستها المستبدة الظالمة قد زادت من استياء المسلمين وأوجدت تحركًا شعبيًا عامًا ضد السلطة الحاكمة.

لذا فإن دعوى النصيريين وأبواقهم بأن هدف الإسلاميين هو إثارة الطائفية ساقطة لأن النصيريين أنفسهم هم من بدأ الصراع الطائفي بتسلطهم وطغيانهم، وما يجرى الآن في سوريا هو صراع بين أقلية حاكمة وغالبية مهضومة الحقوق.

ثانيًا: جماعة الإخوان المسلمون بريئة من اتهامات النصيريون:

من المؤسف أن إحدى قواعد السياسة العربية الحديثة أنه عندما تصادف أية حكومة معارضة شعبية تلصق تهمة تحريكها بالإخوان المسلمين. وقد تكون هذه التهمة مدعاة فخر إذا ما علمنا واقع الحكومات السيء.

ولكن واقع الحال في سوريا يثبت أن المعارضة تضم جبهة عريضة ذات منطلقات فكرية مختلفة يجمعها العمل لإسقاط الحكم الاستبدادي والتسلط الطائفي.

وتتضح براءة الإخوان المسلمين إذا ما تذكرنا أن قبيل المساعي السورية الأخيرة للوحدة مع العراق كانت تهم الاغتيالات والتخريب والتآمر تنصب على الجناح البعثي الآخر.

وحيث أنه لا بد من متهم فكان هذه المرة الإخوان المسلمون.

 ثالثًا: من هم عملاء أمريكا وإسرائيل والسادات؟

إن تاريخ وممارسات الإخوان المسلمين يؤكد منهجهم الإسلامي الواضح والتزامهم العميق بالقضايا الوطنية الحقة فجهادهم في مصر ضد الاحتلال البريطاني وفي فلسطين ضد اليهود ورعايتهم للثورة الفلسطينية المسلحة دليل ناصع على موقفهم الصامد تجاه العدو الأمريكي- اليهودي، ولذا فلا غرابة أن تتحرك الحكومات العميلة لأمريكا لضربهم بين حين وآخر بتغطية من مختلف وسائل الإعلام الغربية.

إن موقف جماعة الإخوان المسلمين من مؤامرة الاستسلام للعدو اليهودي واضح جلي أكدته مواقف السادات نفسه تجاههم وتجاه الجماعات الإسلامية كلها في مصر. فحين نرى السادات يتهمهم بالعمالة لجبهة الرفض نجد الإعلام النصيري يقذفهم بتهمة العمالة للسادات.

هذا ومن أفواههم ندينهم.

«إن إرادة الرئيس الأسد الحسنة قد تجلت فعلًا، فطوال سنوات عديدة كان مؤيدًا للبحث عن السلام، وعمل بشكل وثيق مع أسلافي في البيت الأبيض ومع وزير الخارجية كيسنجر وغيره في نطاق الجهود التي بذلت»

«من كلمة الرئيس الأمريكي كارتر في جنيف 9 أيار 1977»

إن الخلاف السوري المصري ليس خلافًا حول الأهداف، بل حول الوسائل ليس إلا»

«الرئيس السوري الأسد قبيل سفر الرئيس السادات إلى إسرائيل»

«إن الرئيس السوري لا يجب تجاهله أو عدم الاهتمام به فهو ما زال عنصرًا أساسيًا ومعتدلًا وضروريًا لعقد أية تسوية سلمية.

«الرئيس كارتر مؤكدًا على ضرورة مواصلة الدعم الاقتصادي الأمريكي لسوريا»

فمن هم عملاء أمريكا وإسرائيل والسادات؟

أليسوا هم من أصدروا البلاغ السوري رقم 66 حول سقوط القنيطرة؟

وأخيرًا يأتي الاشتباك الجوي -السوري- الإسرائيلي، وكما تقول الزميلة «القبس»: إذا كان ثمة من تفسير للاشتباك الجوي السوري- الإسرائيلي، فقد يكون في مراجعة بعض الأوضاع الداخلية في البلدين فإسرائيل تمر في أزمة اقتصادية خانقة وخطيرة، لم تنجح مراهم «معاهدة الصلح» بمعالجتها. كذلك في سوريا وضع داخلي يقتضي معالجة سريعة وجذرية، لكن بعيدًا عن الأنظار.

فإلى متى تبقى المواجهة ما بين الحكم النصيري ومسلمي سوريا بعيدًا عن الأنظار؟

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

الحركة الإسلامية في الهند

نشر في العدد 6

112

الثلاثاء 21-أبريل-1970

مناقشات حول الحركة الإسلامية

نشر في العدد 11

37

الثلاثاء 26-مايو-1970