العنوان مصر المسلمة يتهددها الخطر (الجزء الأول)
الكاتب د.عبدالله أحمد محمد
تاريخ النشر الثلاثاء 19-يونيو-1979
مشاهدات 91
نشر في العدد 450
نشر في الصفحة 22

الثلاثاء 19-يونيو-1979
مصر ترفع لحاخامها القادم من إسرائيل مرتباته ونفقاته
أهمية وخطر
لمصر أكثر من أهمية.. لذا يتهددها أكثر من خطر. فلئن نظرنا إلى موقعها فهي تتوسط قارات العالم الثلاث.. أوروبا.. أفريقيا.. أسيا، تطل من شمالها على أوروبا لا يفصل بينهما سوى مياه الأبيض المتوسط، وتطل من شرقها على آسيا إذ تدخل شبه جزيرة سيناء في حدود أسيا، ويفصلها عن الجزيرة العربية خليج العقبة ومياه البحر الأحمر، وتطل من جنوبها وغربها على أفريقيا القارة السوداء التي يتهددها أكثر من خطر...
وهي إلى جانب ذلك تتحكم في تجارة أوربا إلى أفريقيا وأسيا عن طريق قناة السويس التي تمر في شمالًا على البحر المتوسط وشرقًا إلى أرضها، فضلًا عن شواطئها الطويلة البحر الأحمر..
•ولئن نظرنا إلى مناخها.. فإنها الأرض التي لا تغيب عنها الشمس.. مع اعتدال جوها بين البرودة والحرارة، فضلًا عن أنها تجمع بين المصايف في شمالها و «المشاتي» فيجنوبها وشرقها...
•ولئن نظرنا إلى ثرواتها.. فإنها إذا رزق الله مسئوليها الإخلاص. فإنها من أخصب بقاع العالم زراعيًا، حيث تتوفر لها التربة، ومع التربة الماء، إذ يجري فيها أحد أطول الأنهار في العالم «نهر النيل» ويمدها مع الماء بالخصب والنماء حيث يحمل مع مياهه «الغرين» الذي يمثل سمادًا طبيعيًا للأرض يزيدها قوة وخصبًا، ويذكر أنه من الناحية التاريخية كانت أرض مصر على عهد الرومان يزرع منها ٩٥ بالمائة من مساحتها.
ومصر ليست زراعية فحسب إنها يمكن أن تكون بلدًا صناعيًا من الدرجة الأولى بالنظر إلى وفرة المواد الخام من جميع أنواع المعادن، وأكثرها تتركز في شبه جزيرة سيناء التي يحرص اليهود على ضمها إلى أرضهم..
فضلًا عن توفر الأيدي العاملة بسعر أرخص بكثير من المستوى العالمي للأجور مع اعتدال الجو الذي يساعد على قيام كثير من الصناعات.
أما رأس المال وما يلزمه.. فإنه يمكن أن يتوفر لو كفت الأيدي العابثة التي تمتص عرق الشعب، وتدفع به إلى جيوبها وتريقه على موائد الخمروعلى موائد القمار وعلى أقدام الراقصات والعاهرات...
•ولئن نظرنا إلى شعبها فإننا نجده يتميز بما يلي:
- إقباله السهل على الإسلام فيما لو وجد القدوة الصالحة، وعدم إصراره على المعصية أو الكبيرة كما تفعل شعوب أخرى ﴿أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾
- وقوفه السريع والعاطفي والمتكتل وراء الحاكم.. إن وجد فيه الصلاح، وانصرافه عنه في سلبية قاتلة إن وجد فيه الخداع، مع النكتة اللاذعة يطلقها تقض مضجع الظالم، وتكشف عن ذكاء الشعب المظلوم.
- استعداده للتضحية بالمال والنفس لو وجد سبيله إلى الاقتناع العاطفي والعقلي مع استعداده للصبر الطويل على كل الأوضاع.
والجندي المصري من أكفأ جنود العالم، وقد قيل إبان الحرب العالمية الثانية أن الجندي الألماني يساوي ثمانية من الجنود الإنجليز، والجندي المصري يتفوق بالضعف على الجندي الألماني، ومعنى ذلك أن الجندي المصري يساوي ستة عشر جنديًا إنجليزيًا.
ولقد أثبت جهاد شباب مصر المسلم إبان حربي القنال وفلسطين.. أن الواحد منهم بخمسين أو مائة من الأعداء.
- الوفرة العددية لشعب مصر «٤٠» مليونًا مع الاستعداد للاستمرار والمزيد، فبرغم دعاوی تحديد النسل التي تشكل تحت أسماء عديدة، وقامت على تشجيعها وزارات وهيئات رسمية، فلا يزال تناسل الشعب المصري يتكاثر، ولو أطلق له حرية التناسل، وكان مع ذلك شيء من الرخاء الاقتصادي، فضلًا عن مبادئ الإسلام وخلقه.. لأقبل الشباب على الزواج في سن مبكر ولتضاعف عدد الشعب أضعافًا كثيرة وهذه لها أكثر من فائدة..
فهي تعطي الشعب القدرة على الاستمرار في الحروب.. مع إحاطة الأعداء به من كل جانب.
وهي تعطي عاملًا اقتصاديًا ضخمًا يساعد على وفرة الإنتاج ورخصه فضلًا عما تعطيه من الأهمية الأدبية للشعب المصري وسط شعوب المنطقة.
ودعاوى الندرة الاقتصادية وعدم قدرة الموارد الموجودة على مواجهة الانفجار السكاني هذه الدعاوى ساقطة: علميًا.. بما قدمنا من وفرة الموارد لولا أنها لا تستعمل أو تستغل وتذهب إلى غير الشعب.
كل هذه العوامل أو بعضها يعطي مصر خطورة وأهمية لا تتوفر لغيرها من شعوب المنطقة ولذا كانت هدفًا لكل أنواع الاستعمار التي عرفها العالم، ابتداء من استعمار الفراعنة القدماء، وانتهاء إلى استعمار الفراعنة الجدد.. مرورًا باستعمار الهكسوس والرومان والفرنسيين، والإنجليز، واليهود....
لكن برغم ذلك، فلقد ثبت أن مصر مقبرة الغزاة، وأنها كنانة الله في أرضه.. فقد خرجت من ذلك كله سليمة العقيدة في مجموعها، حريصة وفية لدينها ومثلها، وعرف الناس،- وإن لم يدرك بعد بعض الحكام- أن الخداع وإن انطلي على لشعب فترة، فإنه لا يطول، وأن الاستبداد وإن عاش حينًا فإنه لا يدوم، وأن الكفر والفسوق وإن تمكن دهرًا فإن الشعب لا يلبث أن يلفظه ويدوسه.. وفي الفراعين القدامى والجدد، وفي الغزاة المستعمرين قديمًا وحديثًا.. عبرة لمن أراد العبرة، وتذكرة لمن تنفعه الذكرى.
تاريخ قديم وحديث
وعمر الشعب المصري، أو عمر حضارته- كما يحلو للبعض أن يتشدق- ثلاثة ألاف سنة بالنظر إلى أجداده الفراعين.
لكنا نعتبر ما قبل الإسلام جاهلية... جاهلية بلغت حد عبادة الفراعين وحد استخفاف الفراعين أن يقولوا مثلما حكى القرآن الكريم:﴿فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ ﴾ أو ﴿مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي﴾ (سورة القصص: 38) أو ﴿ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ (سورة غافر: 29) الأمر الذي تجدد في العصر الحديث حين ارتدت مصر إلى شيء من الجاهلية، فقال أحد فراعينها الجدد «أنا.. خلقت فيكم الحرية وخلقت فيكم الكرامة...» ذلك المخلوق التافه يخلق، فماذا ترك للخالق؟
ونعتبر بميزان الله أن ميلاد هذا الشعب الحق منذ الفتح الإسلامي على عهد عمر بن الخطاب حين توجه جيش عمرو بن العاص المظفر إلى أرض مصر.. ففتح القلوب بالقرآن قبل أن يفتح البلاد بالسيف، ودخل شعب مصر- طواعية واختيارًا- في دين الله أفواجًا، ورأى الفارق الضخم بين حكم الرومان وتعسفهم، وحكم الإسلام وعدله ورحمته حتى لقد كان النصارى يفرون من حكم الرومان- وهم أهل دينهم- إلى حكم الإسلام، وهو ليس بدينهم.. لما وجدوه في ظله من رحمة وعدل وأمان...
وبقى من بقى من شعب مصر على قبطيته.. لم يكرهه أحد على ترك دينه، بل لم يلق القبط في مصر ما تلقاه أية أقلية في وطن آخر، والمثل الذي ضربه عمر- رضي الله عنه- غداة فتح مصر حين شكا إليه أحد أقباط مصر أنه تسابق مع ابن عمرو بن العاص فلما سبقه ضربه ابن عمرو بن العاص، فاستدعى عمر الحاكم المسلم العادل عمرًا وابنه، وعلى ملأ من الناس قال للقبطي: اضرب ابن الأكرمين، وقال عمر لواليه عمرو.. لو فعلها ابنك مرة أخرى لضربتك أنت.. إشارة إلى أنه ما شجع الابن على ذلك إلا وجاهة أبيه ومكانته..
ووعى الشعب المصري الدرس، ووعى معه قول الله: ﴿لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ (سورة الممتحنة: 8) ووعى معه وصية رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «من آذى ذميًا فأنا خصمه يوم القيامة» وعي ذلك كله.. ليضع الأقلية القبطية بين صفوفه في مكان كريم عزيز، لم تعرفه أقلية في مكان آخر قبل الإسلام ولا بعده.
وتعرض الشعب المصري لألوان من الغزو قديمًا وحديثًا؛ طمعًا في خيرات مصر، وجوهًا، أو حربًا لدينها وعقيدتها، وكانت كذلك هدفًا لحملات الصليب عليها خلال قرون من الزمان.. أعطت فيه مصر نماذج التضحية والاستبسال.. حتى هزم الصليبيون على أرضها في المنصورة، ثم هزموا على يد أبنائها في حطين بقيادة صلاح الدين.
ووضعت مصر بذلك نهاية الحروب الصليبية العسكرية لتتعرض بعد ذلك لألوان من الحروب الأخرى.
وقبلها وضعت مصر نهاية حروب التتار في عين جالوت، ووضعت مثلًا من البسالة والذكاء الحربي كبيرًا..
وبعدها كانت معارك مصر مع الاستعمار الفرنسي.. رغم أنها حاربت عزلاء من السلاح، ومن العون من دولة الخلافة وغيرها من بلاد الإسلام.. ثم معاركها مع الاستعمار الإنجليزي المتقدم.. كانت كلها نماذج لإخلاص الشعب وحرصه على دينه واستجابة لعلمائه.. وثورة القاهرة على الفرنسيين.. مثل، ووقفهم الزحف الإنجليزي القادم من الغرب وهزيمة الإنجليز أكثر من مرةفي رشيد وفي كفر الدوار.. مثل آخر، ولولا الخيانة من الحكم القائم.. ومن بعض العناصر الأخرى في الجيش المصري.. لاستطاع القائد المسلم أحمد عرابي أن يصد الغزو الإنجليزي الفاجر عن أن يطأ أرض مصر...
ولقد بدأ تاريخ الاستعمار الإنجليزي سنة ۱۸۸۲، وأعقبه بعد دخوله بسنة واحدة إقصاء الشريعة الإسلامية عن التطبيق، وظل الاستعمار الإنجليزي يحاول تغريب مصر في لغتها، وفي قيمها ومثلها، فكان نصيبه على العموم الفشل، وإن خلف وراءه عملاء يؤدون نفس دوره سوف نشير إليهم بعد قليل، ورحل الاستعمار الإنجليزي عن أرض مصر سنة ١٩٥٦ بعد أكثر من سبعين عامًا من الاحتلال العسكري المصحوب بحرب العقيدة والفكر في مصر.
صناعة الانقلاب العسكري والخط اليهودي النصراني
لم يعد خافيًا بعد ما نشر من كتابات رجال المخابرات الأمريكية المركزية ومن الوثائق الأخرى التي صدقتها الأحداث وبعد ما شهد به رجال ثقات نثق في أمانتهم وصدقهم لم يعد خافيًا أن الانقلاب العسكري الذي تم في مصر سنة ١٩٥٢ كان انقلابًا لصالح اليهود والنصارى في مصر..
•وبيان ذلك.. أن اليهود أدركوا منذ قدموا أرض فلسطين، أن الخطر الأكبر عليهم هو من أكبر قوة في المنطقة.. قوة الشعب المصري الملاصق لأرض فلسطين، فلو استطاعوا أن يخضعوا هذا الشعب وأن يطوعوه للنفوذ اليهودي... لتخلصوا بذلك من أكبر خطر على وجودهم في فلسطين.
وتأكد الخطر اليهودي في الانقلاب المصري بأكثر من دليل:
- ما صرح به اللواء معروف الحضري- رحمه الله- من أنه شاهد جمال عبد الناصر يخرج من خطوط الحصار في الفالوجة- أكثر من مرة في منتصف الليل، ليدلف في سيارة يهودية داخل الخطوط اليهودية.. ليجتمع مع اليهود- بغير علم قيادته ثم يعود مع خيوط الفجر.
- ما احتفظ به اللواء معروفالخضري- رحمه الله. من مستند بخط جمال عبد الناصر وجهه الأخير إليه إبان أسر الأول، يطلب فيه التعاون مع ضابط المخابرات اليهودي «كوهين»- الأمر الذي رفضه معروف الخضري- رحمه الله.
- ما صرح به مؤسس إسرائیل بن جوريون في الكنيسيت اليهودي، قبل وقوع الانقلاب العسكري المصري من أن انقلابًا سوف يحدث في مصر لن نكون- أي اليهود- أقل فرحًا به من المصريين.
- ما ذكره مایلز کوبلاند من اتصال المخابرات المركزية بجمال عبد الناصر قبل الانقلاب، وما ركز عليه من أن الانقلاب لا يعتبر اليهود عدوه الأول بل يعتبر المصريين «من رجعيين وملكيين وأحزاب» هم عدوه الأول!
وهو ما تأكد من خلو البيانات الأولى للانقلاب من الحديث عن فلسطين أو اليهود!
- ما مارسه الانقلاب العسكريالمصري من حرب السحق والإبادةللجماعة الإسلامية التي حملت على أعناقها عبء الدعوة في مصر منذ نصف قرن، والتي حملت عبء الجهاد الحق في فلسطين ضد اليهود... ليبقى الشعب المصري- بعد القضاء على هذه الجماعة- بغير حصانة إسلامية جديدة تستطيع الوقوف في وجه الزحف اليهودي.
فلقد ذاقت الجماعة المذكورة في عهد الانقلاب العسكري المشئوم القتل والتعذيب والتشريد، وحرب السحق والإبادة بلا رحمة ولا هوادة مرتين مرة سنة ١٩٥٤- ١٩٥٥- قبل الهجوم اليهودي سنة 1٩٥٦بسنة واحدة، ومرة سنة ١٩٦٥-١9٦٦ قبل الهجوم اليهودي ١٩٦٧ كذلك بسنة واحدة.
- ما وضح من خلال الحربين التي خاضها الانقلاب العسكري ضد اليهود والتي صحبها في كل مرة الانسحاب، ومع الانسحاب الهزيمة لأكبر قوة ضاربة في الشرق الأوسط! ومع الانسحاب والهزيمة كسبت إسرائيل لسبعة أضعاف مساحتها سنة ١٩٤٨!
ما وضح من خلال ذلك كله، وبرغم أن القيادة كانت تجمع بين كونها سياسية وعسكرية، على غير وضعها في عهد الملك السابق.
نقول ما وضح من خلال ذلك كله من أن الحرب لم تكن جدية، وأنها يشوبها شك كبير في خيانة مقصودة للتمكين لليهود من الأرض، وإضفاء شرعية الكسب عن طريق الحرب لليهود، ثم ما ينتج عن ذلك كله من فقدان العرب الأمل في كسب حربي لهم، متى كانت من أكبر قوة ضاربة عاجزة عنه.
الأمر الذي يشيع اليأس في قلوب العرب والمسلمين، ويدفعهم إلى التسليم بالأمر الواقع في قبول وجود إسرائيل في المنطقة رغم عدوانها وغصبها لأرض فلسطين!
- ما مارسه الانقلاب العسكريلقبول الأمر الواقع بوجود إسرائيل في المنطقة وجودًا شرعيًا معترفًا به من أصحاب الحق نفسه، ويتضح التمهيد الاقتصادي بإجراءات التخريب الاقتصادي التي لم تعد خافية طوال ثلاثين عامًا من هذا الانقلاب العسكري الأمر الذي أدى إلى فراغ الخزينة المصرية، ونزول الاقتصاد المصري إلى تحت الصفر- كما صرح بذلك رئيس الدولة الحالي بعد الحرب الأخيرة.. مما جعل الناس- عامة الناس- يسلمون بعد الخنق الاقتصادي المذكور بوجوب الصلح مع إسرائيل والتسليم بالأمر الواقع ظنًا منهم.. أن ما هم فيه من خنق اقتصادي هو بسبب الحرب مع إسرائيل!
أما التمهيد الإعلامي.. فقد مر بأكثر من طريق.. طريق الدعاية بأن مصر صارت أكبر قوة ضاربة في الشرق الأوسط، ثم تقع الهزيمة فيقع معها اليأس من النصر!
ثم ما أعقب ذلك من ادعاء أن كل مشاكل مصر هو بسبب حربها مع إسرائيل، وأن الرخاء ينتظر مصر مع الصلح والسلام!
أما التمهيد السياسي.. فقد كان تمهيدًا خارجيًا.. بما مورس من خيانة وتآمر مع القوى اليهودية المتعاونة مع القوى الصليبية الدولية، وتمهيدًا داخليًا بما مورس من إجراءات القمع الشديد الذي أفقد الشعب كثيرًا من نخوته، وجعله يتخلى عن كثير من شجاعته، مما جعله غير قادر وغير راغب في مواجهة حربية مع العدو!
...ذلك «بعض» ما مارسه الانقلاب العسكري في مصر خدمة للحط اليهودي، وتحقيقًا لمخططه، ونقول «بعض»؛ لأن ما تكشف لنا مع الدليل، وما خفي لابد أنه أعظم، ولعل معاهدة الصلح الأخيرة.. قد أكدت كل ما سبق، ولعل ما سوف يعانيه الشعب المصري من غزو فكري واقتصادي على قيمه ومعنوياته من قبل اليهود سوف يكون تأكيدًا آخر.
هذا عن الخط اليهودي.. الذي يعمل متعمقًا، والذي صار له- كما أشار بيجين- من الأصدقاء في مصر، أكثر من أصدقائه في إسرائيل، ويكفي أن يعرف أن وزير خارجية مصر الحالي متزوج من يهودية، وأن ابن كبير مصر تزوج من حفيدة يهودية، وأن حاخام مصر الذي سوف يترأس يهودها «١٤٠ فردًا حتى الآن» سوف يقدم إليها من إسرائيل وسوف تدفع الدولة له راتبه ونفقاته!
- يتبع العدد القادم-
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
بسرعة الصاروخ.. كيف سرَّعت دول عربية التغيير فـي المناهـج الدراسيــة لمصلحــة اليهــود؟
نشر في العدد 2180
19
الخميس 01-يونيو-2023

