; مصر والشريعة الإسلامية «هذه الحملة الشرسة ماذا وراءها؟!» | مجلة المجتمع

العنوان مصر والشريعة الإسلامية «هذه الحملة الشرسة ماذا وراءها؟!»

الكاتب مراسلو المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 30-يوليو-1985

مشاهدات 12

نشر في العدد 727

نشر في الصفحة 20

الثلاثاء 30-يوليو-1985

•النظام المصري يغطي على فشله بشن حملته عبر صحفه على الإسلاميين لا لشيء سوى أنه يخاف من الإسلام.

•الملاحدة والنصارى والشيوعيون هم الذين يهاجمون الدعوة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في مصر.

الحملة الإعلامية الشرسة التي تشنها الصحف والمجلات الحكومية ضد الإسلام والحركة الإسلامية على وجه الخصوص، كشفت عن عدة حقائق لا تخفى على أحد.... 

وأصبح الشيخ حافظ سلامة الحاصل على وسام نجمة سيناء في حرب رمضان وكأنه قد ارتكب جريمة من جرائم الخيانة العظمى بدعوته لمسيرة سلمية تدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية، وتبارى كبار كتاب الحكومة في شن هجوم ضارٍ ضد كل من يرفع صوته مطالبًا بتطبيق الشريعة الإسلامية، ووجد أعداء الإسلام في الداخل والخارج فرصة ذهبية لطمس الحقائق والقذف بالاتهامات والرمي بالعمالة وسوء النية والعمل على إحداث فتنة طائفية !

«حتى لا يغضب الصديق الأمريكي!»

 ونظرة سريعة في صحف ومجلات قاهرة المعز تشعر المرء بمرارة بسبب الصد عن سبيل الله، وعودة خفافيش الظلام الذين يبثون سمومهم وإفكهم في عقول عامة المسلمين.. بل إنك لا تجد صحيفة أو مجلة تصدر في مصر الآن دون أن يكون للباطل صوت فيها إن لم يكن تصدر عنه فمنذ اليوم الأول للإعلان عن المسيرة الخضراء، إذا بالصحف الأمريكية تضخم الأمر وكأنه حالة حرب في مصر. وقد أدهشني عدد المراسلين الأجانب ومندوبي وكالات الأنباء العالمية وشبكات التلفزيون والإذاعات التي جاءت من أوروبا وأمريكا لتغطية أحداث الجمعة الأخيرة من رمضان في مسجد النور، الذي كان مقررًا أن تخرج منه المسيرة الخضراء، هل كل هذا الاهتمام لمسيرة سلمية تدعو لأمر هو من حق كل مسلم في مصر، بل في العالم أجمع وهو أن يتحاكم إلى شريعة الإسلام ويتخذ لذلك وسيلة من وسائل التعبير التي كفلها الدستور والقانون وهي التظاهر السلمي؟!.. وكان طبيعيًا أن تثبت الصحافة المصرية التي تدور في فلك النظام الحاكم أن الأمر خطير وأنه لابد من الضرب على أيدي هؤلاء العابثين باستقرار مصر، حتى لا يغضب الصديق الأمريكي، الذي أبدى قلقه من عدم استقرار الأوضاع في مصر!! وجندت الصحافة عددًا من الكتاب العلمانيين المعروفين بعدائهم لكل ما هو إسلامي وأبدى رؤساء التحرير مهارة فائقة في الهجوم ضد المطالبين بتطبيق أحكام الإسلام والأخذ بالشريعة الإسلامية، وكتب إبراهيم سعده رئيس تحرير جريدة «أخبار اليوم» عدة مقالات على صفحات كاملة حاول بها أن يشوه صورة الداعين إلى الإسلام من خلال حوار «مفبرك» مع «متطرف».. حيث أوحى للقارئ أن هذا «المتطرف» يكفر الناس والمجتمع ويرفض كل شيء ويجعل من نفسه وصيًا على الدين.. إلى آخر هذه النغمة المعروفة... والذي يعرف أمثال إبراهيم سعده وصلاته بأجهزة الأمن في مصر، يدرك مغزى توقيت هجومه على الإسلام مدعيًا أن كل شيء على ما يرام في القاهرة، وأن الدعوة إلى تطبيق الإسلام دعوة مشبوهة.

«موقف مصطفى أمين!»

ومصطفى أمين يقف هو الآخر موقفًا مريبًا من موضوع المسيرة، وكان الأولى به وهو الذيدافع عن «البهائية» من منطلق كاذب وهو حرية الأديان وحرية الاعتقاد... كان الأولى به ألا يتورط في التشهير بالمنظمين للمسيرة، وهو يعلم أن التظاهر السلمي صورة من صور حرية التعبير، فما له الآن، وما أوحوا له وراء وقوفه هذا الموقف غير المشرف والكاتب النصراني موسى صبري يدلي بدلوه هو الآخر في هذه القضية ويكتب محرضًا السلطة والشعب ضد من أسماهم بالإرهابيين ويقول تحت عنوان «الاستقرار أقوى من الإرهاب» في الصفحة الأولى من جريدة الأخبار: «لابد من أن يتهيأ الرأي العام بكل الوضوح والصراحة لتحدي هذا الإرهاب والتصدي له بكل الجسارة».. إنه نفس الأسلوب الذي استخدمه هذا الكاتب وأدى بمصر إلى أحداث سبتمبر ۱۹۸۱ وما تبعه في أكتوبر من نفس العام.. فهل يمكن أن يتم دفع البلاد إلى نفس الظروف التي مرت منذ أربع سنوات فقط؟ وهذا ما حذر منه الأمين العام لحزب العمل الاشتراكي، مطالبًا بعدم دفع البلاد إلى ذلك... ومحذرًا من إقحام موسى صبري نفسه مرة أخرى في هذا الموضوع، وهو تحريض السلطة ضد الشعب أو إحدى فئاته.....

«الشريعة المسيحية!!»

ويتساءل الأديب!! يوسف إدريس في رده على رسالة من الأستاذ خالد محمد خالد حول تطبيق الشريعة الإسلامية قائلًا: «وماذا نفعل بملايين إخواننا الأقباط المصريين إذا هم أصروا هم الآخرون على تطبيق «الشريعة المسيحية».. هل نقسم مصر حينذاك أم نتحول إلى لبنان أخرى؟!...

وهذا الكلام يكشف عن جهل فاضح ويضعه في موقف يثير السخرية والمرارة.. هل سمع أحد من قبل عن هذا التعبير: «الشريعة المسيحية»!! إنه تعبير لم يقل به أحد، ولا المسيحيون أنفسهم يا دكتور، وماذا تعني بكلمة «ملايين» وآخر إحصاء رسمي يقول إنهم ثلاثة ملايين نسمة من بين ثمانية وأربعين مليون مصري! واقرأوا ما كتبه د. يوسف إدريس أيضًا في ختام مقاله المذكور «أهرام ٢٤/٦».. أين عقلك وحكمتك وكتابك وعلماؤك ومفكروك يا مصر؟! أین أنتم يا ملايين المتعلمين والمتنورين وهذي بلادكم تعد لها «جهنم» حقيقية أمام أعينكم وأنتم تنظرون «في قوله» وكأن الأمر لا يعنيكم. وكأن «جهنم» تعد لقوم آخرين!! هل يقصد أن تطبيق الشريعة في مصر سوف يدفع البلاد إلى جهنم!! شاهت الوجوه!!

•الشرقاوي والأسلوب الراقي!

أما عبد الرحمن الشرقاوي، الذي يحتل الآن صفحتين من صفحات أكبر الصحف العلمانية «في مصر وهي الأهرام» التي ساهمت بنصيب وافر لا تحسد عليه في إذكاء الحملة، هذا الكاتب، يستخدم الأسلوب «الراقي»!! في الحديث عن الإسلاميين في مصر، حتى شيوخ الأزهر الذين يتحدثون في الإذاعة والتلفزيون.

وهو ما يعني أن السلطة ترتاح لهم وتقربهم. يقول عنهم الكاتب الفاضل»: «أنقذوا منابرنا قبل أن تتحول إلى معابر ضلال.. أنقذوا مساجدنا وإذاعاتنا المرئية والمسموعة ووسائل النشر قبل أن يجعلوها مباءات فتنة وفساد..!! كفي تسميمًا للأفكار وتشويهًا للإسلام وإثارة للفتنة!!.. ويقول عن جريدة النور الإسلامية الأسبوعية التي يصدرها حزب الأحرار في مصر لو أن أعدى أعداء الإسلام أراد أن يشوهه لما بلغ منه بعض ما تبلغه مثل تلك المجلة «النور» وبعض خطباء المساجد، وبعض «المرتزقة» تجار الدين من المتحدثين في الإذاعة والتلفزيون!! وما يتورط فيه من إطلاق الأحكام الخاطئة والهبوط إلى مستوى يثير التقزز من السباب والفحش باسم الغيرة على الإسلام... من المسئول عن وابلالقذارات التي تقذفها المجلة «النور» على الناس باسم الإسلام، وعن الظلمات التي تنشرها باسم النور!! أرأيتم هذا الأسلوبوالمكانة التي تليق بالكاتب الكبير؟.

«التضليل العلمي!»

د. سعد الدين إبراهيم الأستاذ بالجامعة الأمريكية والذي من سماته أنه يكره البحث العلمي ويعتمد في كتاباته على تقارير المخابرات والتحليل الشاذ للأوضاع وإغفال الحقائق الراسخة.. فمثلًا يقول بحث أجرته وحدة البحوث الاجتماعية والجنائية التابعة للمركز القومي للبحوث حول تطبيق الشريعة الإسلامية ورأي الناس في ذلك أن ٩٦٪ يطالبون بتطبيق الشريعة فورًا بينما يرى الدكتور سعد الدين إبراهيم كما جاء في جريدة الجمهورية    «١٥/٦» أن المهتمين بهذا الموضوع تطبيق الشريعة سواء بالإيجاب أو بالسلب هم أقلية عددية في مجتمعنا.. الداعون والمعارضون لتطبيق الشريعة هما أقليتان عدديتان.. وإن كنا لا نعرف بالضبط حجم كل منهما.. الأغلبية العظمى في مصر غير مهمومة بهذا الموضوع!! هكذا يكون أسلوب البحث العلمي لدى الدكتور ولو كلف نفسه ونزل إلى أي شارع من شوارع مصر لسمع بنفسه الأمي قبل المتعلم يطالب بتطبيق الشريعة، وهو أمر لا يخفى على أحد.. فالبحث العلمي المحايد. والواقع المصري الحقيقي يكذبان رأي الدكتور الذي تثار حوله شبهات كثيرة، أخطرها علاقته بأجهزة الأمن في مصر وأمريكا!!

•«روز اليوسف والكفر الصريح»

ولا تسل عن مجلة روز اليوسف التي تفوح منها روائح الكفر الصريح، وتبرز المجلة رأيًا لأحد كبار المخرفين أسمته المفكر الإسلامي!! حسين أحمد مين حيث جاء على غلاف المجلة «المفكر الإسلامي يتحدى: لا توجد في القرآن آية واحدة تفرض الحجاب» ومن آرائه الشاذة: لا أرى في القوانين الراهنة ما يخالف الإسلام «على الاطلاق» ١% فقط من أحكام الشريعة الإسلامية هي التي تقوم على القرآن والسنة و٩٩٪ من وضع الفقهاء!!.

إن هذه الحملة ضد الإسلام والمطالبين بتطبيق الشريعة كشفت:

•الصلة الوثيقة بين أجهزة الأمن وعدد كبير من كبار الكتاب في الصحف الحكومية. 

•الجهل الفاضح بأبسط مبادئ الإسلام بين كبار مفكرينا وكتابنا!

•أبعاد التآمر ضد الحركة الإسلامية والتذرع بأتفه الأسباب للإيقاع بين السلطة والحركة الإسلامية دون مراعاة أية اعتبارات تهم مصالح البلاد.

•إن هذه الحملة الرهيبة ضد الإسلاميين، كان هدفها الأول تغطية الموقف المتخاذل للحكومة والنظام السياسي من الرغبة الشعبية بتطبيق الشريعة الإسلامية، وهو ما تم إجهاضه في مجلس الشعب في جلسة ٤ مايو الماضي. 

•التهديد الذي لوح به رئيس الجمهورية والإعلان الذي أصدرته وزارة الداخلية عن قربكشف تحركات للجماعات المتطرفة وهو ما لم يعلن حتى الآن، بينما كان الهدف من ذلك الضغط على قادة العمل الإسلامي للحد من النشاط..

•مدى قدرة السلطات الأمريكية على توجيه السياسة الداخلية في مصر إلى الجهة التي تريد.

وإننا نقول إن الحركة الإسلامية في مصر راسخة وثابتة وقوية بإذن الله ولن يضرها كل هذا الوابل من الحقد الذي تقذف به صحافة الحكومة في مصر.

الرابط المختصر :