; مطالعات في الأخبار (600) | مجلة المجتمع

العنوان مطالعات في الأخبار (600)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 21-ديسمبر-1982

مشاهدات 15

نشر في العدد 600

نشر في الصفحة 24

الثلاثاء 21-ديسمبر-1982

شامير وبطرس

شامير: اليهود أولًا

  • بطرس يبحث أوضاع الكنيسة القبطية مع مطران القدس... والأقصى من يبحث أوضاعه؟

«بدأ‏ وزير خارجية العدو إسحاق شامير زيارة رسمية للأرجنتين، يتبعها بزيارة مماثلة لأورغواي تهدف حسبما ذكر شامير إلى تعزيز التعاون مع هاتين الدولتين في أميركا الجنوبية وبحث وضع المجموعات اليهودية فيهما، ويشارك شامير في العديد من الاجتماعات العامة التي تنظمها الجالية اليهودية. ونسب إليه القول: إن عقد صفقات أسلحة مع الأرجنتين لا تدخل في مهام زيارته إليها وإنه سيبذل قصارى جهده ويتدخل لدى المسؤولين فيها إزاء مسألة الذين اختفت آثارهم من اليهود الأرجنتينيين في السنوات الأخيرة.

وكان عدد من زعماء الجالية اليهودية في الأرجنتين قد نصحوا وزير الخارجية الإسرائيلي بإرجاء زيارته المقررة هذه بسبب التوتر السياسي الذي يسود هذه الدولة الأميركية اللاتينية، إلا أن شامير رفض تأجيل الزيارة حيث يرى أن لها أهمية خاصة لتوثيق العلاقات بين دول أميركا اللاتينية و«إسرائيل»، كما تستهدف تقديم العون الممكن لليهود في هذه الدول».

- ‏لقد نشر هذا الخبر في اليوم نفسه الذي نشر فيه الخبر الآخر المنشور في هذا الباب عن اجتماع وزير الخارجية المصري بمطران القدس والشرق الأوسط لبحث أوضاع الكنيسة القبطية!!

‏وزير الخارجية النصراني، ووزير الخارجية اليهودي، مهتمان بأوضاع أتباع ديانة كل منهما، أو معابدها... فهل سمعتم بوزير خارجية دولة عربية أو مسلمة، بحث في ألمانيا أو في أميركا أو في أستراليا، أو في أية بقعة من بقاع الدنيا، أوضاع المسلمين فيها؟!!

‏لقد سافر شامير إلى الأرجنتين وغيرها من دول أميركا اللاتينية... لا لبحث صفقات أسلحة، كما قال، ولكن ليبحث «وضع المجموعات اليهودية فيهما»! وإنه «سيبذل‏ قصارى جهده لدى المسؤولين فيها إزاء مسألة الذين اختفت آثارهم من اليهود الأرجنتينيين في السنوات الأخيرة»!!

‏وماذا بعد؟ زعماء الجالية اليهودية في الأرجنتين ينصحون وزير الخارجية الإسرائيلي بإرجاء زيارته بسبب الأوضاع في هذه الدولة، فيرفض تأجيل الزيارة ويصر عليها، لأن في مقدمة ما تهدف إليه زيارته: «تقديم العون الممكن لليهود في هذه الدول» بنص عبارة شامير...!

‏فيما وزراء خارجية الدول العربية والمسلمة، هلا تنازلتم وقلدتم وزير الخارجية اليهودي ووزير الخارجية النصراني، وبحثتم أحوال المسلمين في الدول التي تزورونها، وبخاصة أن جولات بعضكم كثيرة هذه الأيام؟!!

أم أن وزراء الخارجية يخشون، إذا ما بحثوا في أوضاع المسلمين أن يقول لهم المسؤولون في تلك الدول: قبل أن تشفقوا على المسلمين في بلادنا أشفقوا على مسلمي بلادكم أولًا...!‏

 

نحن لم ندهش

  • عبد الناصر: الصلح مع العدو

  • في عام 1955 كلف عبد الناصر شخصية أمريكية لعقد معاهدة مع «إسرائيل».

نقلت وكالات الأنباء الغربية أن جمال عبد الناصر، حين كان رئيسًا لوزراء مصر في عام ‎١9٥٥،‏ كلف إحدى الشخصيات الدينية الأميركية بمهمة سرية تتمشى في محاولة التوصل إلى معاهدة ‏سلام مع «إسرائيل»، وقد صرح بذلك الرجل الذي كُلف بهذه المهمة نفسه.

‏وقالت الوكالة الفرنسية إن المور جاكسون -وهو عضو مؤتمر في كنيسة كويكر- سينشر قريبًا ‏قصة هذه المهمة، وذلك في أحاديث له أجراها مع الصحف الأميركية وقال فيها إنه كاد ينجح في ترتيب لقاء بين المسؤولين المصريين والإسرائيليين، إلا أن المفاوضات فشلت في أعقاب وقوع مصادمات بين بعض الجنود الإسرائيليين واللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة في نهاية شهر أغسطس من عام ‎١٩٥٥‏.

وصرح جاكسون أنه قام بهذه المهمة بموافقة السلطات الأميركية، وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية لصحيفة نيويورك تايمز وجود هذه المهمة.

‏وقد التقى جاكسون خلال جهود الوساطة التي بذلها مع ديفيد بن غوريون الذي كان يشغل منصب وزير دفاع إسرائيل وكذلك رئيس وزرائها موشيه شاريت... كما أجرى محادثات مطولة مع عبد الناصر.

وأضاف جاكسون أن الأطراف المعنية بالمفاوضات طلبت منه التزام الصمت بشأنها، وذكر أن كبار المسؤولين المصريين قرروا وضع حد لصمته الطويل وذلك لإظهار أن سياسة التقارب مع «إسرائيل» التي بدأها أنور السادات كان لها سوابق.

وقال: إن الكثيرين من أنصار عبد الناصر سوف تصيبهم الدهشة بلا شك لدى علمهم أنه قام بهذه المحاولة.

- لا ننقل هذا الكلام هنا لنشفي صدورنا من عبد الناصر الذي فتك بالحركة الإسلامية طوال حكمه لمصر. فقد صار كثيرون -في الآونة الأخيرة- يأخذون على «المجتمع»،‏ وغيرها من المجلات الإسلامية عدم سكوتها على عبد الناصر، واستمرار نقدها لفترة حكمه، معللين مأخذهم بأن الرجل قد مات، وفترة حكمه باتت جزءً من التاريخ، فلا داعي -في رأيهم- للتعرض له ولحكمه.

‏ونحن مع هؤلاء في أن الرجل قد مات وأمره إلى الله يحكم فيه ما يشاء، ولكن حديثنا عنه وعن حكمه ليس من باب التشفي والشماتة، وليس من أجل الانتقاص من شخصه، إنما حديثنا لكشف مرحلة هامة من تاريخ أمتنا المعاصر، صورته أجهزة الإعلام بأنه أمجاد وانتصارات وبطولات... وهو في حقيقته هزائم وانكسارات ونكسات.

‏صحيح أن فترة حكم عبد الناصر باتت جزءً من التاريخ، ولكنه تاريخ لم يكتب بأمانة،‏ وما زالت هناك كثير من الحقائق مستورة لم يكشف النقاب عنها بعد.

‏لقد ذكر جاكسون في كلامه الذي نقلناه أن عبد الناصر كلفه بمهمة التوصل إلى معاهدة سلام مع العدو المحتل لفلسطين في عام ١٩٥٥‏، أي بعد عام واحد من الضربة الأليمة التي وجهت للحركة الإسلامية في مصر باعتقال معظم أعضائها وشنق

قادتها وخيرة رجالها.

‏لقد كان الإخوان المسلمون إذن هم العقبة أمام الاتفاق مع العدو، وهم القوة التي يجب أن تبعد قبل عقد أية اتفاقية سلام مع اليهود في فلسطين!

‏وإذا كان جاكسون قد قال إن الكثيرين من أنصار عبد الناصر ستصيبهم الدهشة لدى علمهم بأنه قام بهذه المحاولة، فإننا لم ندهش طبعًا، ليس لأننا لسنا من أنصار عبد الناصر، بل لأننا نقول يقينًا إن كل من يعادي الحركة الإسلامية إنما يخدم أعداء الأمة والعروبة... ناهيك عن الإسلام.

الأقباط في مصر

بقلم د. إحسان السيد

  • وزير خارجية العدو يبحث شؤون اليهود في الأرجنتين... ووزراء خارجيتنا ماذا يبحثون؟

  • بطرس: استغل منصبه

‏«اجتمع‏ الدكتور بطرس غالي وزير الدولة المصري للشؤون الخارجية بالأنبا باسيليوس مطران القدس والشرق الأدنى للأقباط الأرثوذكس، وتم خلال الاجتماع بحث أوضاع الكنيسة القبطية المصرية في الأراضي المحتلة في القدس وموقف «إسرائيل» تجاه حقوق وممتلكات الكنيسة، وكذلك الوضع بالنسبة لدير السلطان الذي تمتلكه الكنيسة القبطية المصرية والذي مكنت السلطات الإسرائيلية الرهبان الأحباش من الاستيلاء عليه بعد احتلال إسرائيل للضفة الغربية عام 1967».

- هذا خبر نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، ننشره بنصه لنتساءل: ألا يرى النظام المصري نفسه نظامًا علمانيًا؟ كيف إذن يبحث وزير خارجيته في قضية دينية؟ وما شأن وزير الخارجية في هذا غير أنه وزير قبطي يسعى لمصلحة دينه وأتباعه!.

ثم إذا كان هذا الاهتمام من أحد وزراء النظام بالكنيسة القبطية في الأراضي المحتلة... فأين الاهتمام بالمسجد الأقصى الذي تنتهك حرمته كل يوم؟ ما بال الصمت هو الرد الرسمي من النظام الرسمي تجاه اغتصاب ممتلكات المسلمين في الأراضي المحتلة؟ هل قرأتم ذات يوم خبرًا عن بحث وزير مصري -الأوقاف أو غيره- مع المسؤولين في دولة العدو أوضاع مسجد من المساجد في فلسطين؟!

إن الأقباط في مصر يعملون في دأب وسرية ويخططون لتكون لهم كلمتهم في مصر بعد أن يصبحوا أكثر قوة، في ظل هذه الأنظمة التي توالت على مصر وهي تفض الطرف عنهم، في الوقت الذي تضطهد فيه الإسلاميين وتطاردهم. 

‏وإن التقارير الخاصة والمعلنة تشير إلى أن الأقباط في مصر يستفيدون من جميع الفرص المتاحة، ويجندون أتباعهم ويوجهونهم وفق خطط مدروسة. ولهم اتصالات بالكنائس خارج مصر، ويتلقون معونات مادية مختلفة المصادر.

‏وجميع الضجات التي تشهدها مصر، من محاكمة عصمت السادات إلى محاكمة الأخوة في تنظيم الجهاد. توفر للأقباط ستارًا يعملون تحته.

‏وإذا كانت الأنظمة المصرية المتعاقبة لم تتردد في اعتقال الإسلاميين ومحاكمتهم، فإن أحدًا منها لم يجرؤ، ولن يجرؤ، على محاكمة تنظيم من تنظيمات الأقباط المختلفة والتي ثبت جمعها للسلاح وتخزينه!

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 13

111

الثلاثاء 09-يونيو-1970

نشر في العدد 14

41

الثلاثاء 16-يونيو-1970