العنوان معالم على الطريق .. جيش محمد سوف يعود
الكاتب د. توفيق الواعي
تاريخ النشر السبت 10-مارس-2001
مشاهدات 10
نشر في العدد 1441
نشر في الصفحة 47
السبت 10-مارس-2001
خيبر خيبر يا يهود…جيش محمد سوف يعود !!! يا شارون يا خسيس.. دم العرب مش رخيص .. درة درة.. راجعين للقدس الحرة.
كم يسعد كل مسلم أن يستيقظ الشباب وكم يفرح المخلصين ويشفي صدور المؤمنين مظاهر الفداء والتضحية والإقدام الذي يزلزل أقدام الصهاينة ويستثير هلعهم ويفضح جبنهم، وقد جاءوا إلى هذه الأرض في هالة من الظنون وسحابات من الأوهام، تخيل لهم أن الأمة قد ماتت، وأن الرجال قد واراهم التراب، يرددون محمد مات خلف بنات، وكأنهم نسوا أو تناسوا هذه الأمة المعطاءة وهذه العقيدة الولود التي تنجب رجال الصدق وتخرج شباب العزائم الذين ما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا، وقد زلزلوا الدنيا ورفعوا لواء الحق وطهروها من الأبالسة والكافرين، ويستحيل أن ينسى اليهود خيبر، وقينقاع، وبني النضير.
ويستحيل أن تنسى الصليبية مؤتة، وتبوك وفتوح الشام ومصر، وما بعدها بقيادة شبان ربانيين، وأبطال مؤمنين، لا يهابون الدنيا مجتمعة ولا الأمم متآزرة. روى البخاري في فتح خيبر أن رسول الله r لما كثر طغيان يهود قصدهم وصلى الصبح قريباً من خيبر بغلس ثم قال: «الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين» (أخرجه البخاري (3647)، ومسلم (1365)، لأنه لا يثبت أحد أمام جند الله، ولأنه إما النصر، وإما الشهادة. وروى البيهقي: لما نزل الرسول r خيبر، قال: «لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يأخذها عنوة. فتطاولت لها قريش ورجا كل رجل منهم أن يكون صاحب ذلك، وبتنا طيبة نفوسنا أن الفتح غداً، فصلى رسول الله r صلاة الغداة، ثم دعا باللواء، وقام قائماً فما منا من رجل له منزلة من رسول الله r إلا وهو يرجو أن يكون ذلك الرجل. فدعا علي بن أبي طالب وهو يشتكي عينيه، قال: فمسحها ثم دفع إليه اللواء فنهض به وأتى مدينة خيبر، وخرج مرحب صاحب الحصن وعليه مغفر يماني وحجر ثقبه مثل البيضة على رأسه وهو يرتجز» (أخرجه مسلم (2406) باختلاف يسير) ويقول:
قد علمت خيبر أني مرحب *** شاك السلاح بطل مجرب
إذا الليوث أقبلت تلهب *** وأحجمت عن صولة المغلب
فقال علي t:
أنا الذي سمتني أمي حيدرة
كليث غابات شديد القسورة
أكيلكم بالصاع كيل السندرة
قال: فاختلفا ضربتين فبدره علي بضربة، فقد الحجر والمغفر ورأسه ووقع في الأضراس، وفتح الله عليه وأخذ المدينة، واندحرت يهود أمام، ضربات فتية الإسلام، وجند الإيمان، وكان الفتح ، المبين الذي ذكره الله في كتابه العزيز، ولم تتعلم يهود من الدروس التي سبقت تلك الغزوة، وهو درس بني النضير وبني قريظة، لأن يهود جبلوا، على البغي والعدوان، فغدروا برسول الله r في حربه مع المشركين في غزوة الخندق، ونقضوا عهد رسول الله r، وأرادوا استئصاله مع المشركين، فعاجلهم الله وقال لجيشه بعد اندحار، المشركين من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة، وكان اندحار اليهود في هذه الغزوة مروعاً، حكى وقائعها القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا﴾ «الأحزاب 25-27».
وقتلت رؤوس يهود في هذه الغزوة، وأُتي ، بحيي بن أخطب وعليه حلة مجموعة يداه إلى عنقه بحبل، فلما نظر إلى رسول الله r قال: والله ما لمت نفسي في عداوتك، ولكنه من يخذل الله يخذل، ولقد عرف عدو الله أنه يعادي الله ورسوله ويشاقهما، ولكنه الحقد اليهودي والبغي على الأنبياء والمرسلين والطبيعة الملتوية التي لا تستقيم إلا بالسيف وقطع الرقاب.
ولقد تجلى الحقد والبغي اليهوديين في أفعال بني النضير، إذ دبروا أمراً لاغتيال رسول الله r وهو في ديارهم وبينه وبينهم عهد مسالمة وأمان وتعاون، ولكن الطبيعة اليهودية هي هي، إذ ذهب إليهم رسول الله r في ديارهم، فاستقبلوه بالبشر والترحاب وأجلسوه إلى جدار بيوتهم، وقال بعضهم لبعض: إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه، فمن رجل منكم يعلو هذا البيت فيلقي عليه صخرة فيريحنا منه؟ فصعد رجل منهم ليلقي عليه صخرة كما دبروا، فألهم الله رسوله ما بينت يهود من غدر، فقام كأنما ليقضي أمراً، فلما غاب استبطأه من معه، فخرجوا من المحلة يسألون عنه، فعلموا أنه دخل المدينة. وأمر رسول الله r بالتهيؤ لحرب بني النضير لظهور الخيانة منهم، ونقض عهد الأمان الذي بينه وبينهم، وكان قد سبق هذا إقناعهم في سب رسول الله r، ومحاولة تأليب الأعداء عليه. فذهب إليهم رسول الله r بالمسلمين، وأمهلهم ثلاثة أيام ليفارقوا جواره، ولكن المنافقين في المدينة وعلى رأسهم ابن سلول أرسلوا إليهم يعدونهم بالنصر والتأييد، وقد حاصرهم الرسول r سنين وعشرين ليلة وقذف الله في قلوبهم الرعب، ففاوضوا رسول الله r على الرحيل، فأجابهم رسول الله r، وقد قص القرآن نبأ الحادث عبرة لأجيال المسلمين في قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ﴾ «الحشر: 2».
فهل يعتبر أولو الأبصار اليوم من قيام فتية الإسلام في ديار الإسلام تنادي بالويل لليهود؟ حتى أطفال المدارس الابتدائية ارتفعت حناجر الصغار وسواعدهم بالحجارة، متذكرين مجدهم الغابر، وسلفهم الصالح، ورسولهم الأمين، مرددين: خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود. نعم، سوف يعود، ولن تمنعه استعدادات اليهود وجيوشهم وحصونهم، وسيأتيهم الله من حيث لم يحتسبوا، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
بسرعة الصاروخ.. كيف سرَّعت دول عربية التغيير فـي المناهـج الدراسيــة لمصلحــة اليهــود؟
نشر في العدد 2180
30
الخميس 01-يونيو-2023