; معرض الكتاب الإسلامي الرابع.. سوق عكاظ للفكر في جمعية الإصلاح | مجلة المجتمع

العنوان معرض الكتاب الإسلامي الرابع.. سوق عكاظ للفكر في جمعية الإصلاح

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الجمعة 18-أغسطس-1978

مشاهدات 12

نشر في العدد 408

نشر في الصفحة 12

الجمعة 18-أغسطس-1978

• الفكر الإسلامي عصا موسى تلقف إفك الشرق والغرب

• متوسط زوار المعرض يوميًّا أكثر من ألفي زائر.

 

إذا كان عكاظ هو سوق الأدب والثقافة في الجاهلية وصدر الإسلام، فإن عكاظ اليوم تتمثل بكل نظيف من الأدب والفكر والثقافة والعلوم في معرض الكتاب الإسلامي الرابع، الذي نظمته جمعية الإصلاح الاجتماعي، على عادتها التي جرت عليها سنويًّا.

ولقد شهدت قاعة المعرض إقبالًا جماهيريًّا شديدًا، ولعل من زار المعرض، ووقف متأملًا معجبًا باندفاع المهتمين بالفكر والثقافة الإسلامية، لزيارة المعرض، واقتناء ما يزخر به من نتاج المفكرين والكتاب الإسلاميين وقد امتلأت ظاهرة الاندفاع الشديد لشراء الكتاب الإسلامي بكثير من الإيحاءات والمعاني، وليس هذا بالغريب المبتدع، فشبابنا المسلم حريص كل الحرص على ثقافته، مهتم كل الاهتمام بما يزيد ارتباطه بدينه، مصمم على تزويد نفسه بما يستقيم مع الدعوة والعقيدة الإسلامية من الفكر، وقد توفرت بغية الشباب المسلم في هذا المعرض، وهذا يمثل إصرارهم على اتخاذ الدعوة الإسلامية ونتاجها الفكري والثقافي والعلمي روحًا وسلوكًا ومنهج حياة.

ومن شأن هذا الاندفاع أن يحقق هدف الجمعية بإقامة هذا المعرض، فنشر الثقافة الصحيحة والفكر السليم المتناسق مع أصول عقيدة الإسلام وفروعها، هو الهدف الأساسي من إقامة هذا المعرض وغيره من المعارض السابقة، هذا وقد بلغ عدد الحاضرين يوم افتتاح المعرض -3982- زائرًا. وهذا رقم قلما شهدته معارض الكتب في عالمنا العربي والإسلامي، والسبب واضح، وهو أن الإسلام وحده -ولا شيء غيره- دفع بهذا الجمهور الهائل الغفير للإقبال على ما يفيده في دينه ودنياه، ويعينه على بناء نفسه والتزود التحصن بالفكر السليم ضد أي فكر دخيل وافد.

والملاحظ أنه قد برزت في المعرض ظاهرة غاية في التنظيم والدقة، وقد شكلت هيئة كاملة متعاونة للإشراف على المعرض وتنظيم شؤونه، وتتألف هذه الهيئة من أربع لجان، هي:

أولًا: لجنة الإشراف الإداري:

وتتألف من الإخوة السادة: حسن، وتقوم هذه اللجنة بالمهام الإدارية كاملية، حيث يرجع إليها في كل أمر، ليتم إنجاح المعرض وفق الشكل المطلوب، ولكي يحقق غايته المنشودة.

ثانيًا: لجنة مراقبة الكتب:

ومن مهمة هذا اللجنة الوقوف على كل كتاب، والحكم على صلاحية عرضه، ولها الحق في رفض كل كتاب لا يتناسق مع الهدف من إقامة المعرض، وعدم السماح، بعرض أي كتاب لا يمثل التصور الإسلامي في موضوعه أو معالجته لأفكار كاتبه، وتلقى هذه اللجنة تعاونًا مخلصًا من أصحاب المكتبات في الحفاظ على قداسة ديننا، وإبعاد كل ما يشوب فكرنا الناصع عن سوق العرض.

 

ثالثًا: لجنة مراجعة أسعار الكتب:

ومهمة هذه اللجنة، ضبط أسعار الكتب المباعة للزوار، حيث تعتمد في ضبطها لعملية البيع، على الفهرس الضخم، الذي هيأته الجمعية، واحتوى على أسماء كافة الكتب المعروضة بأسعارها قبل الخصم، وفي حالة وقوع سوء فهم بين الزائر المشتري والبائع، تكون هذه اللجنة هي الحكم الفاصل في الأمر، ولهذا أهميته ودوره الكبير، في تحقيق طمأنينة الزوار إلى ما يشترون، وطمأنينة أصحاب المكتبات إلى كسبهم الحلال المشروع.

رابعًا: لجنة الترتيب والإشراف الداخلي:

ومهمتها ملاحظة سير الأمور على ما يرام داخل المعرض، وبين المكتبات، وتلبية حاجة الزائر، وإرشاده إلى بغيته وحاجته، وتقديم العون لكل من يحتاجه داخل قاعة المعرض، فضلًا عن التنظيمات الداخلية المسندة إلى هذه اللجنة.

وقد دأبت إدارة المعرض على إصدار نشرة ثقافية يومية، وتوزيعها دون مقابل على كافة الزوار ورواد الفكر الإسلامي والثقافة النظيفة، وتحوي هذه النشرات مقتطفات وشذرات من التوجيهات الفكرية الإسلامية المناسبة، فضلًا على التراجم والسير المختصرة، التي يجد فيها القارئ متعة وروعة تلبي حاجته وظمأه دونما عناء، كما دأبت إدارة المعرض، على إصدار وثيقة رسمية تتضمن أخبار المعرض يوميًّا، حيث توزع على كافة الحضور أيضًا، وتحوي هذه الوثيقة على إحصائيات حسابية لعدد الزوار، وعدد الكتب والأشرطة المباعة، وفق رسومات بيانية متقنة، وأرقام سهلة المتناول بحيث يستطيع الزائر بسهولة ويسر، أن يقف على أخبار المعرض وكميات الكتب المباعة، كما يمكنه أن يعرف أكثر الكتب مبيعًا، وأكثر فروع الثقافة إقبالًا.

وعلى سبيل المثال، فقد بلغ عدد الزوار يوم الأربعاء 28 شعبان 2344 زائرًا، وقد تم في هذا اليوم بيع 3793 كتابًا و1150 شريطًا، وإذا أجرينا عملية حسابية على الأيام الخمسة الأولى لافتتاح المعرض، فإننا نجد أن عدد الزوار بلغ 13574 زائرًا، أما الكتب المباعة في الفترة نفسها، فقد بلغت 17395 كتابًا تقريبًا، ولهذا الرقم الضخم دلالته الواضحة في إقبال أبناء أمتنا على الكتاب الإسلامي، وهنا أستطيع أن أقول: إن الفكر الإسلامي، هو عصا موسى، تلقف كل ما يأفكه المأجورون، عملاء الشرق والغرب، وكتاب الفكر المستورد المدسوس، وإلى الأمام، وعلى بركة الله، والله ولي التوفيق.

 

الرابط المختصر :