العنوان الباحثة الأمريكية جوسي دافيس تتحدث في ندوة «المجتمع» و«UASR» التي عقدت في واشنطن عن: مفاهيم الأمريكيين الخاطئة عن الإسلام والحركات الإسلامية
الكاتب أحمد ابو الجبين
تاريخ النشر الثلاثاء 28-نوفمبر-1995
مشاهدات 7
نشر في العدد 1177
نشر في الصفحة 34
الثلاثاء 28-نوفمبر-1995
• كثير من الباحثين والأكاديميين ورجال الأعمال العرب والأمريكيين يشتركون في ندوة «المجتمع»
• الإسلاميون هم المعارضة الحقيقية للديكتاتورية والفساد والحكومات العسكرية
• التحول الديمقراطي يخدم مصالح أمريكا حتى لو جاء بالإسلاميين إلى السلطة
• غالبية الأمريكيين لا يعرفون شيئًا عن الإسلام ويجب أن يقوم المسلمون بحملة لتصحيح مفاهيم الأمريكيين للإسلام
• وصول الإسلاميين للحكم في العديد من الدول الإسلامية ليس إلا مسألة وقت.. وعلى الولايات المتحدة أن تتقبل ذلك وتتعامل معه
• المسلمون ليسوا سببًا في عداء الغرب لهم ولكن الغرب هو الذي يخلق العدوات الصغيرة في جميع أنحاء العالم
في واحدة من الندوات التي تنظمها مجلة «المجتمع» بالاشتراك مع المؤسسة المتحدة للدراسات والبحوث بواشنطن، دار حوار مثمر حول علاقة الإسلاميين بالحكومات العلمانية، من خلال ما طرحته جوسي دافيس الكاتبة والصحفية والمحاضرة بالمعهد الأمريكي القومي للسلام من تساؤلات حول حتمية المواجهة العنيفة بين الطرفين، شارك في الندوة جمع من الأكاديميين العرب والأمريكيين.
في البداية تناولت دافيس قضية الصورة المشوهة للإسلام في أذهان الغربيين، وقالت: «إن كلًّا من صناع القرار والمواطنين الأمريكيين العاديين لديهم صورة ذهنية مشوهة للإسلام والعالم الإسلامي، وليس من السهل تغيير هذه الصورة؛ لأن الناس عندما يتبنون أفكارًا معينة عن أية قضية أو جماعة، حتى لو كانت غير مرتبطة بالإسلام يكون من الصعب إخراج هذه الأفكار من عقولهم، من هذا المنطلق فقد ركزت جهدي كصحفية وباحثة من خلال معهد السلام على مشروع يستهدف اكتشاف الأرضيات المشتركة بين الغرب والإسلام كخطوة أولى للتأثير الإيجابي على الصورة الذهنية، ويتضمن هذا المشروع البحثي الذي ستصدر نتائجه في كتاب يحمل عنوان «صور في الإسلام» أو «صور عن الإسلام»، وزيارات للعديد من الدول الإسلامية، ولقاءات مع قادة وزعماء الحركات الإسلامية للتعرف على تصوراتهم عن الغرب، وكيف يشعرون تجاهه بدلًا من التركيز الدائم على إيضاح ما الذي يجب على العالم الإسلامي عمله ليحسن علاقاته مع الغرب. لقد تركز هدفي على الحوار مع الناس الذين يشكلون وجه الحركات الإسلامية المعاصرة لكي أعرف منهم ما الذي يجب على الغرب عمله ليحسن علاقته بالمسلمين.
والواقع أن فكرة المشروع الذي أعمل فيه حاليًا تعود إلى أكثر من ثلاث سنوات ونصف عندما قرأت بعض الأعمال الغربية عن المرأة المسلمة، وكيف أنها تعاني على جميع الأصعدة، ثم أجريت بعض الحوارات مع سيدات مسلمات أكدت لي وجود صورة أخرى معاكسة تمامًا للصورة المشوهة للمرأة المسلمة، وكان من أهم حواراتي مع السيدات المسلمات، الحوار مع السيدة شريفة الخطيب عضو مجلس المرأة المسلمة بشمال أمريكا، التي جمعت لي عددًا من مختلف الأقطار اللاتي جلسن يستمعن بصبر شديد إلى أسئلتي الغبية، ثم قدموا لي ما حواه القرآن الكريم من تعاليم خاصة بالمرأة، وكلها صحيحة وقوية، من هذه الحوارات تيقنت أن هناك فجوة معرفية بين الغرب والمسلمين، كما تأكدت أن غالبية الأمريكيين يحملون أفكارًا مسبقة معادية للإسلام والمسلمين، لا تستند إلى أي أساس معرفي، وشعرت من جانبي أنني مسئولة عن استمرار الصورة المغلوطة للإسلام في أذهان الأمريكيين بوصفي صحفية أمريكية لم أحاول من قبل أن أعرف حقائق هذا الدين وأصحح أخطاء الصورة الذهنية.
وأضافت دافيس: إن مشروعي الآن هو تصحيح الصورة الذهنية عن الإسلام والمسلمين لدى مجموعتين:
الأولى: الأمريكيين العاديين؛ لاعتقادي أن الوصول إلى هذه الفئة أمر بالغ الأهمية في الدول الديمقراطية؛ لأنها تؤثر في تشكيل السياسة الخارجية نحو العالم الإسلامي، وأحاول الوصول إلى هذه الفئة عبر الندوات والمؤتمرات، وكتابة المقالات، والأحاديث الإذاعية المباشرة.
أما الثانية: فهي السياسيون وصناع القرار السياسي، وفي هذا المجال فإنني أشارك في ندوات يعقدها معهد السلام حول الإسلام، ومؤخرًا تم دعوتي إلى البنتاجون للحديث أمام جمع من ضباط البحرية قبل نقلهم إلى مواقع بمناطق مختلفة من العالم الإسلامي، وكذلك أمام لجان الشئون الخارجية، وفي هذه اللقاءات أركز على إيصال الرسالة التالية: أولًا: أن هناك أكثر من بليون مسلم في العالم لا يمكن تجاهلهم، وإذا كان لدينا مخاوف من الإسلام، فإنه يجب علينا أن نتعامل معه ونبحث فيه لنعرف ما إذا كانت هذه المخاوف تستند إلى أسباب منطقية، أم لا، كما أن علينا اكتشاف سبل تحسين العلاقات مع العالم الإسلامي.
العداء غير مبرر
الواقع أن هناك عداء متزايدًا بين العالم الإسلامي وبين الغرب، وأقول ذلك بناء على مقابلات وحوارات مع الإسلاميين في أجزاء عديدة من العالم، ومقابلات وحوارات مع أمريكيين، وأشير هنا إلى نتيجة استطلاع الرأي الذي قام به المجلس الإسلامي الأمريكي حول اتجاهات الأمريكيين نحو الإسلام كدين، فقد كان من أبرز نتائج هذا الاستطلاع أن الإسلام كان أقل الأديان تفصيلًا لدي، رغم أنه في الحقيقة يتفق في كثير من الأمور مع المسيحية، فلماذا إذن هذه النظرة العدائية له؟ والشيء الإيجابي الذي أظهره الاستطلاع أن ٤١% من الذين أجري عليهم قالوا: إنهم لا يستطيعون الإجابة على الأسئلة المقدمة؛ لأنهم لا يعرفون إلا القليل جدًّا عن الإسلام، وهذا -في اعتقادي- أمر يدعو للتفاؤل لأنه يعني أن إيصال حقائق ومعلومات عن الإسلام إلى هؤلاء الناس يمكن أن يغير اتجاهات الرأي العام تغييرًا إيجابيًّا نحو هذا الدين، وفي الحقيقة أن كل الأمريكيين بما فيهم السياسيون في حاجة شديدة للمزيد من المعلومات حول الإسلام والعالم الإسلامي لكي يكون هناك حوار فعلي بين الإسلام والغرب.
العنف الإسلامي ليس حتميًّا
من هنا فإنني أركز في حواراتي مع السياسيين على مساعدتهم في الإجابة على بعض التساؤلات المهمة، وعلى رأسها: هل العنف أمر حتمي لا بد من وقوعه بين الإسلاميين والأنظمة العلمانية؟ وهل يجب على الولايات المتحدة والغرب أن يشعروا بالخوف من كل الحركات الإسلامية؟ وهل كل الحركات الإسلامية حركات عسكرية عنيفة؟ وبناء على حواراتي مع الإسلاميين، ومع خصومهم في الحكومات العلمانية، أحاول أن أنقل إلى المسئولين الأمريكيين ما توصلت إليه من خلاصات مثل:
• إن مصالح الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم بشكل أفضل بتشجيع التحول الديمقراطي في العالم الإسلامي.
• إن احتمالات لجوء الحركات الإسلامية إلى العنف تتضاءل عندما يسمح للإسلاميين بدرجة ما من المشاركة في العملية السياسية والتنافس السياسي السلمي مع الأحزاب الأخرى؛ بينما تزداد احتمالات العنف في حالة قمع هذه الحركات بالقوة ومنعها من المشاركة السياسية، والنماذج التي تؤكد هذه الاستخلاصات هي نموذجي: باكستان والأردن، في مقابل نموذجي الجزائر ومصر؛ ففي باكستان والأردن سمح النظام للأحزاب الإسلامية بالمشاركة، وبالتالي لا يشكل الإسلاميون تهديدًا حقيقيًّا في هاتين الدولتين، ويقومون بالعديد من الأعمال الاجتماعية، ويمثل الإخوان في الأردن الحزب الرئيسي في البلاد. أما في الجزائر ومصر فلم يسمح لهم بالعمل، ويقتصر عملهم تبعًا لذلك على رد الفعل العنيف على عنف الحكومات. إن نموذجي باكستان والأردن يوضحان أن الأحزاب الإسلامية يمكن أن تكون مسئولة ومؤثرة في الحكومة والمجتمع، فهي تشارك في الانتخابات، والأهم أنها تقبل الهزيمة.
• إن على الولايات المتحدة أن تحاول جاهدة فهم أسباب ومسببات العنف من جانب بعض الجماعات الإسلامية، ففي كثير من الحالات تحارب هذه الجماعات أنظمة حكم فاسدة ترفض إقرار التعددية والديمقراطية، وتريد التشبث بالسلطة والثروة، بينما تعاني الشعوب من الفقر، وما توصلت إليه هنا هو أنه إذا كان الإسلاميون يمثلون تهديدًا، فإن هذا التهديد لا يتمثل في العنف، ولكن في صناديق الانتخاب.
إن رسالتي التي أحاول إيصالها إلى السياسيين الأمريكيين، هي أن هناك تعاطفًا متزايدًا في العالم الإسلامي مع الإسلاميين؛ لأنهم الأكثر ذكاء ونشاطًا، والأقدر على القيادة، والأكثر التزامًا في العالم الإسلامي، ولديهم برنامج لتطهير الحكومة من الفساد والاهتمام بالفقراء. وهذه الحقائق -في الواقع- غير مفهومة في الغرب، فعندما تجلس وتتحدث مع شخص مثل راشد الغنوشي، ثم تأتي إلى الولايات المتحدة لتتحدث عنه إلى أناس لم يقابلوه ولم يقرءوا كتاباته، وكل أفكارهم المسبقة عنه أنه يدعو إلى العنف واغتيال الناس، عندئذ يكون الأمر مضحكًا، نعم.. إن الغنوشي يريد أن يشهد سقوط نظام الحكم العلماني في تونس، ولكن هذا لا يعني أنه يدعو الناس إلى الخروج إلى الشوارع لقتل الآخرين، وإنما يدعو إلى الاعتدال وليس إلى استخدام العنف.
كما أنني أحاول لفت انتباه المسئولين الأمريكيين إلى حقيقة أخرى، وهي أن الإسلاميين يديرون حاليًا حوارًا مكثفًا حول عدد من القضايا المهمة تتراوح بين حقوق المرأة وبين العلاقات مع العالم الغربي، وقد أخبرتهم أن أكثر الأصوات حرصًا على حقوق المرأة تأتي من جانب أعضاء الأحزاب الإسلامية من رجال وسيدات.
وحول مصطلح الأصولية الإسلامية، قالت: «إنني لا أحبذ استخدام هذا المصطلح لارتباطه في أذهان الناس بالإرهاب وكونه لا يعبر عن حقيقة الحركات الإسلامية المتعددة، نعم هناك بعض الحركات العنيفة والمستعدة لاستخدام العنف لإسقاط الحكومات، ولكن هناك أيضًا حركات تعارض الحكومات بطريقة سلمية، والمؤكد أن هناك تعاطفًا متزايدًا في جميع أنحاء العالم الإسلامي مع النوع الأخير من الحركات الإسلامية، فالجماهير المسلمة تريد أن تعيش في دول إسلامية حقيقية، ويتزايد هذا التعاطف في الدول التي تفتقر إلى نظام تعددي وديمقراطي وتقمع المعارضة وعندما تتزايد حالات الفساد السياسي والاقتصادي، هذا التعاطف لا يترجم بالضرورة في تأييد شعبي للهجمات المسلحة على الأبرياء كما يحدث في مصر وفي الجزائر، ولكنه قد يترجم في تأييد الهجمات على الحكومات التي تبقى في الحكم بالاستناد إلى القوة والخديعة، وهذا ما عبرت عنه إليزابيث ماير في كتابها «الإسلام وحقوق الإنسان» عندما قالت: «في الجزائر، وتونس، وليبيا، وفي الدول الإسلامية بصفة عامة، أصبح الإسلام مصدر المعارضة السياسية والأكثر قوة ضد الحكومات الديكتاتورية والعسكرية المتوحشة».
مزيد من الاضطرابات في الدول السلطوية
لقد خلصت من دراستي وبحثي للظاهرة الإسلامية إلى حقيقة تقول: إن الحكومات التي تسعى إلى قمع الإسلاميين ولا تسمح لهم بالحركة سوف تواجه اضطرابات مستمرة، وأن المعارضة الحقيقية في العالم الإسلامي إنما تأتي من جانب الحركات الإسلامية التي تعتقد أن من واجبها محاربة الفساد، وأن الشعوب سوف تقف وراءها لتحقيق هذا الهدف، وفي هذه الحالة سيكون على السياسيين الأمريكيين، إما أن يدعموا تحولًا ديمقراطيًّا من المؤكد أنه سيأتي بالإسلاميين إلى السلطة أو أن يتخلوا عن المبادئ الديمقراطية بدافع الخوف من الإسلام السياسي، لقد أخبرني إسلاميون أكثر من مرة أن الإسلام والولايات المتحدة ليسوا في حاجة إلى أن يصبحا عدوين، وأنهم يريدون علاقات طيبة مع الولايات المتحدة ومع الغرب، ولكن السياسة الخارجية الأمريكية والغربية عمومًا تختلف تمامًا عن القيم الديمقراطية التي يتغنى بها الغرب، ولعل هذا ما يجعلني أطرح سؤالًا يقول: «كيف يجب أن تتعامل وتستجيب السياسة الخارجية الأمريكية للتأثير الإسلامي السياسي؟ ومن خلال حواراتي وزياراتي للدول الإسلامية أقدم التوصيات التالية:
• إن سياستنا تجاه الإسلام يجب أن تكون سياسة خيرية تهدف إلى النفع العام، باعتبار أنه يشترك في العديد من المعتقدات والقيم مع المسيحية واليهودية.
• إن سياستنا يجب أن تدعم التعددية والديمقراطية، مع توسيع مفهومنا للديمقراطية وعدم قصره على المفهوم الغربي.
• يجب علينا أن نثق في قدرة المسلمين على تطوير نظام سياسي متميز وفريد حتى لو أقيمت الحكومة فيه على أساس ديني.
• إن على سياستنا أن تفرق بين الحركات الإسلامية المعتدلة والحركات المسلحة، ولا يجب أن نستعمل الكلمة الأخيرة بطريقة آلية، ويجب أن نضع في اعتبارنا أسباب العنف من جانب بعض الحركات الإسلامية؛ ففي الجزائر على سبيل المثال لم تتجه الحركة الإسلامية للعنف إلا ردًّا على إلغاء الانتخابات التي فازوا فيها.
• إن سياستنا يجب أن تقف بقوة ضد أية محاولات لإسقاط الحكومات الديمقراطية بالقوة بما فيها الحكومات الإسلامية التي تأتي عبر الانتخابات.
• يجب على الحكومة الأمريكية أن تدعم علاقتها مع الحركات الإسلامية المعتدلة ومع كل الحركات التي تشترك في الصراع السياسي السلمي لتحرير الشعوب من الأنظمة الفاسدة.
• وأخيرًا فإنه يجب تشجيع الأمريكيين خاصة المسئولين عن السياسة الخارجية على أن يعرفوا أكثر الحركات الإسلامية بعد أن أصبحت قوة لا يمكن التغاضي عنها سواء في الخارج أو في الداخل.
الحضور يحاورون دافيس
وبعدما انتهت دافيس من طرحها دار بينها وبين الحضور من الباحثين والأكاديميين ورجال الإعلام العرب والأمريكيين الذين حضروا الندوة حوار مفتوح حول ما طرحته.
جهل الأمريكيين بالإسلام
وفي البداية طرح الأستاذ أحمد أبو الجبين الباحث بالمؤسسة المتحدة للدراسات والبحوث -الذي أدار الندوة- عدة تساؤلات حول مدى قدرة السيدة دافيس على نشر أفكارها الإيجابية حول الإسلام والظاهرة الإسلامية في الصحف الأمريكية الكبرى، والتي يغلب عليها العداء للإسلام من خلال المقالات التي تنشرها ضد الظاهرة الإسلامية، وحول أثر لقاءاته بالمسئولين في الخارجية الأمريكية على موقفهم العدائي للإسلام، وكيف ترد على الكتابات الأمريكية التي رأت في السماح للإسلاميين بالمشاركة في العملية السياسية في باكستان والأردن نكسة للديمقراطية، رغم أن الحركة الإسلامية في هذين البلدين ليست عنيفة.
وقد ردت السيدة دافيس على هذه التساؤلات بقولها: «لقد سبق وكتبت عدة مقالات بصحيفة الواشنطن بوست وغيرها من الصحف والدوريات أصحح فيها الصورة الذهنية الأمريكية عن الإسلام والمسلمين، ومؤخرًا نشرت مقالًا مهمًّا عن المرأة في الإسلام أرد فيه على ما يقال عن المرأة المحجبة، فالأمريكيون لا يفهمون لماذا ترتدي المسلمات الحجاب؟ ويقولون: إنه نوع من القهر، وقلت في مقالي: إن هذا غير صحيح، أما عن تأثير هذه الكتابات واللقاءات مع المسئولين فمن الطبيعي أن تكون هناك نسبة كبيرة لا تقتنع بما أقول، فليس من السهل تغيير الصورة السلبية عن الإسلام في أذهان الناس بمجرد حوار موضوعي أو مقال في جريدة، ومع ذلك فإن عددًا كبيرًا من الناس في الدوائر السياسية لا يحملون مشاعر تجاه الإسلام؛ لأنهم ببساطة لا يعرفون شيئًا عنه، وتنحصر اهتماماتهم في محيط المصالح الأمريكية الضيقة، هؤلاء الناس من المهم الوصول إليهم وتقديم الحقائق لهم، ومن هنا لا يجب أن نستسلم ونتوقف عن العمل بذريعة أن التأثير لا زال ضعيفًا. إن من المهم القيام بحملات تصحيح الصورة الذهنية عن الإسلام على جميع المستويات، على مستوى أعضاء الكونجرس والناس العاديين، ووسائل الإعلام، ومن هنا فإنني أقترح أن يتم عقد ندوات توعية للعاملين في وسائل الإعلام الأمريكية عن الإسلام، تقدم لهم فيها حقائق هذا الدين ويجاب على تساؤلاتهم وشكوكهم، ومن الممكن أن تقوم المؤسسات الإسلامية بعقد مثل هذه الندوات مرة كل شهر أو كل ستة أشهر، وأعتقد أنها ستكون لها نتائج إيجابية على المدى الطويل.
إنني لا أعتقد أن غالبية الأمريكيين يكرهون الإسلام، والمشكلة أنهم لا يعرفون الكثير عنه، على سبيل المثال كنت أتحاور مع واحد من الذين تصفهم وسائل الإعلام بالمتطرفين الإسلاميين، وهو الدكتور حسن الترابي، وتفرع الحديث بنا إلى قضايا عديدة منها قضية الكحول وتحريمه في الإسلام، وعندما سألته: لماذا لا يسمح بشرب القليل من الكحول؟ رد قائلًا: إن هناك عقابًا دينيًّا ودنيويًّا، وآخر أخرويًّا لشارب الكحول، وعندما أبديت دهشتي لذلك قال: انظري إلى المجتمع الأمريكي وما فعله فيه إباحة شرب الكحول وغيره من المسكرات، من تدمير للأسر وقتل للأبرياء في الطرق العامة، بسبب السائقين المخمورين، ولم أجد ما أرد به عليه، هذا الجدل لو سمعه أي أمريكي محافظ سيصدق على ما قاله الترابي ويقتنع بصحته، نفس الشيء في قضية قطع يد السارق، فعندما سألت الترابي عنها قال: إن هذا الحكم ليس سهلًا، فنحن لا نفعل ذلك لأن طفلًا سرق رغيفًا من الخبز، وإنما نفعله في الجرائم الكبيرة التي تتهدد فيها حياة الأبرياء، هذه الحقيقة لا يعرفها الأمريكيون.
وفي إحدى المرات دعيت للحديث عن الظاهرة الإسلامية في جامعة هوارد، وفي هذه المحاضرة قلت: إنني اكتشفت الإسلام بطريقة مخالفة لما اكتشفه به لويس فرخان «زعيم حركة أمة الإسلام Nation of Islam الأمريكية السوداء»، إن جمال الإسلام لدى الأمريكيين السود يكمن في أنه دين مساواة، وبالنسبة لأناس تربوا على التمييز العنصري ضدهم، فإنهم قد وجدوا في الإسلام الدين المنصف الذي يقول: إن كل الناس متساويين أمام الله، فأنت تصلي، وتركع، وتسجد مع المسلم الأبيض، ولا فرق بينكما، ولكن هل يتوقف التمييز العنصري على الجنس الأبيض فقط؟ في الحقيقة لا، فهناك من السود ما يميز بعنف ضد الأسود.
الإسلاميون في باكستان والأردن
وردًّا على السؤال الخاص بأوضاع الإسلاميين في باكستان والأردن، قالت السيدة دافيس: إن من الضروري الإيمان بالعملية الديمقراطية بما تحتمه من التسليم بحكم الأغلبية، إن الناس عندما يصلون إلى الحكم من خلال العملية الانتخابية النزيهة من حقهم تنفيذ برامجهم التي يعتقدون أنها الأصلح للمجتمع، وعلى المعارضة أن تتحمل ذلك، ومن ناحيتي عندما جاء ريجان إلى السلطة لم أكن أحبه، وأعتقد أنه أضر كثيرًا بأوضاع الأقليات في أمريكا، خاصة أوضاع السود، ولكن هذه هي الديمقراطية التي تحتم علي أن أتحمل هذه السياسات التي أعارضها لحين الانتخابات القادمة، وإذا ما جاء الإسلاميون إلى السلطة، فإن تغييرًا يجب أن يحدث في اتجاهاتهم نحو الديمقراطية، وما أحاول إقناع الأمريكيين به هو أنه ما دام أغلبية سكان الشرق الأوسط من المسلمين، فلماذا لا يسمح لهم باختيار نظام حكمهم الإسلامي؟ ولماذا لا تعطى لهم الفرصة لإدارة مجتمعاتهم بالشكل الذي يرضيهم؟ إنني أعتقد أن الإسلام يجب أن تمنح له الفرصة لكي يعلمنا دروسًا هامة عن دور الدين والأخلاق في تشكيل المجتمع، وهذا ما نفتقده في المجتمعات الغربية.
التأييد الأمريكي للحكومات المعادية للديمقراطية
وفي مداخلته طرح د. أحمد يوسف المدير التنفيذي للمؤسسة المتحدة للدراسات والبحوث عددًا من التساؤلات، بدأها بالقول: «إن الأمريكيين يرفعون حاليًا شعار تأييد الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وأعتقد أن الإسلاميين قد قبلوا التحدي، ويسيرون حاليًا في اتجاه قبول شعار الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكن هذا يحتاج إلى سنوات ليأتي ثماره، فلماذا لا يتم إعطاؤهم الفرصة والصبر عليهم لكي نرى كيف سيطبقون هذا الشعار؟ إن استمرار التأييد الأمريكي للحكومات التي تنتهك الديمقراطية وحقوق الإنسان قد يؤدي إلى عدم إيمان الإسلاميين بهذه الشعارات. إن من الملاحظ أن أمريكا تدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان إذا كانا في صالح الحكومات، وينقلبون عليهما إذا كانا في صالح الإسلاميين، والمثال البارز على ذلك هو مثال الجزائر، الأمر الذي يجعل الناس يتشككون في حقيقة الديمقراطية، وربما يؤدي ذلك إلى الاتجاه إلى العنف والإرهاب كرد على ذلك التلاعب بالألفاظ».
وقد عقبت السيدة دافيس على ذلك بالقول: إنني أعتقد أن وصول الإسلاميين إلى الحكم في العديد من الدول الإسلامية ليس إلا مسألة وقت، فنحن نشاهد حاليًا تغييرات مهمة في هذه الدول، وإن كانت لم تصل إلى مرحلة الثورة بعد، فالتغيير قادم لا محالة، وعلى الولايات المتحدة أن لا تقف مكتوفة الأيدي إزاء هذه الحقائق، فليس من المنطقي أن نرفض مساعدة الحكومات الإسلامية، ومن الخطأ أن لا نساعد شعب البوسنة -على سبيل المثال- خوفًا من قيام حكومة إسلامية تتشبه بالنموذج الإيراني، فلم يقل البوسنيون ذلك، ولم يعبروا عن عداء ديني للغرب، وإنما نحن الذين نخلق العداوات الصغيرة في جميع أنحاء العالم.
أخطاء المسلمين التي تثير الغرب
وقد طرح الأستاذ عبد الرحمن العمودي المدير التنفيذي للمجلس الإسلامي الأمريكي في واشنطن عدة تساؤلات حول الأخطاء التي يقع فيها المسلمون وتثير عداء الغرب لهم، وضرورة تشكيل لجان عمل مشتركة بين المؤسسات الإسلامية والمهتمين بالظاهرة الإسلامية من الأمريكيين لتسهيل الاتصال بالمجتمع الأمريكي ورجال الإدارة الأمريكية، كما تساءل الأستاذ العمودي عن إمكانية قيام المعهد القومي الأمريكي للسلام بدعوة الشيخ راشد الغنوشي للحديث أمام خبراء المعهد، وأوضح تناقض الموقف الأمريكي والغربي وازدواجيته من خلال المقارنة بين موقفه من وصول المؤتمر الوطني الإفريقي إلى السلطة في جنوب إفريقيا دون أن يعرف أحد نواياه، والموقف المناقض لذلك في الجزائر الذي أيد فيه الغرب منع وصول الإسلاميين إلى السلطة بدعوى عدم معرفة ما سيفعله الإسلاميون وهم في السلطة، وتساءل الأستاذ العمودي أيضًا عن موقف المعهد القومي للسلام من عمليات السلام الجارية الآن بين إسرائيل وبعض الدول العربية.
الأمريكيون والدعوة الإسلامية
وفي ردها على هذه التساؤلات أوضحت السيدة دافيس أن الأمريكيين السود الذين لا يعرفون شيئًا عن الإسلام ولا يحملون له أي مشاعر عدائية، هم أهم فئات المجتمع الأمريكي الذين يمكن أن تتوجه إليهم المؤسسات الإسلامية العاملة في الولايات المتحدة في الوقت الحاضر، فهؤلاء الأمريكيون الذين لا زالوا يتعرضون لأشكال متعددة من التمييز والقهر هم الأكثر استعدادًا لفهم حقيقة الإسلام وتعاطفًا معه، من منطلق قناعتهم بأن من حق المقهورين استخدام كل الوسائل المتاحة لوقف هذا القهر، ولكن أي نوع من الأمريكيين السود ستتوجه إليهم؟ فأنت لا تستطيع جذب جميع هؤلاء الناس للتعاطف مع الإسلام، وعليك أن تحدد أية فئة منهم ستوجه إليها خطابك. ومن جانبي فإني على استعداد لمساعدتكم في الوصول إلى هؤلاء الناس، كما أنه من المهم أن تشارك المرأة المسلمة في هذه الجهود؛ لأن من أكبر الانتقادات التي توجه للإسلام في هذا البلد أن المرأة لا مكان لها في هذا الدين، وهو أمر بعيد جدًّا عن الحقيقة، ومن هنا فإن قيام المرأة المسلمة بدور مع السيدات الأمريكيات الباحثات عن الحماية والحقوق قد يساهم في إيصال رسالة الإسلام إليهن.
وفيما يتعلق بأسباب العداء الغربي للمسلمين، قالت: إن المسلمين لم يرتكبوا من جانبهم أي أخطاء تبرر هذا العداء، بل على العكس فإنهم يقومون في الوقت الحاضر بالعديد من الأعمال الإيجابية، مثل عقد المؤتمرات التي تركز على التفاهم مع الغرب بديلًا عن المواجهة مثل المؤتمر الذي عقد في واشنطن قبل عامين، وآمل أن تستمر مثل هذه الأنشطة وأن يتمكن المسلمون من عقد مؤتمرات صحفية لهذا الغرض، ومؤخرًا أنشأت محطة الإذاعة القومية العامة في واشنطن قسمًا للأديان ترأس تحريره سيدة أمريكية سوداء تدعى برندا ولسون، فلماذا لا توجه إليها الدعوة من جانب المؤسسات الإسلامية لإمدادها بالمعلومات الصحيحة عن الإسلام.
وردًّا على مداخلة الأستاذ أحمد أبو الجبين مدير تحرير مجلة شئون الشرق الأوسط حول علاقة إسرائيل بتشويه صورة الإسلام والمسلمين في الغرب، وقوله: «إن المسلمين يعتقدون أن الغرب لن يسمح بوصول الإسلاميين إلى السلطة في الشرق الأوسط طالما بقت إسرائيل في المنطقة»، قالت السيدة دافيس: لا يستطيع أحد أن ينكر العلاقة الخاصة والمتميزة بين الولايات المتحدة و«إسرائيل»، ولكنها ليست وحدها المسئولة عن العداء الغربي للإسلام.
ازدواجية القيم الغربية
وفي مداخلته تساءل الأستاذ جعفر الشايب مدير مكتب واشنطن لحقوق الإنسان بالخليج العربي عن حقيقة التعارض المزعوم بين المصالح الأمريكية الأمنية والاقتصادية ووصول الإسلاميين إلى السلطة في الشرق الأوسط، وخاصة في منطقة الخليج، وقال: «إن هذا يعبر عن ضيق نظر شديد للمصالح القومية الأمريكية، فهل على الإسلاميين أن يؤكدوا لأمريكا أنه لن يتم الإضرار بهذه المصالح إذا وصلوا إلى السلطة؟». وأوضح الأستاذ الشايب تناقض الموقف الأمريكي من قضية الديمقراطية في بلدان عربية عنها في بلدان أخرى، حيث تم التدخل في الجزائر لمنع الإسلاميين من الحكم رغم أنهم جاءوا بإرادة الشعب وبالطريق الديمقراطي، فإلى أي حد تتناقض شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان التي ترفعها الولايات المتحدة وتسعى إلى فرضها في العالم مع المصالح الأمريكية.
وقد ردت السيدة دافيس على ذلك بالقول: إن أمريكا تحتفظ بعلاقات جيدة جدًّا مع بعض الدول العربية في الوقت الحاضر، وهي علاقات قائمة على حاجة الطرفين المتبادلة لبعضهما البعض، ولا تحبذ الولايات المتحدة إحداث أي تغيير في النظام السياسي لهذه الدول لعدم تأكدها من أن البديل الإسلامي سيحافظ على هذه العلاقات المتميزة بين البلدين.
إن السؤال الذي يجب أن توليه الحركات الإسلامية اهتمامًا مضاعفًا هو: كيف يتم تشجيع الغرب والولايات المتحدة على تأييد وصول الإسلاميين للسلطة؟ وأول خطوة في هذا الاتجاه أن تؤكد للغرب أن هناك إسلاميين معتدلين يمكن التعامل معهم، وتبرهن على أنك إذا وصلت إلى السلطة ستكون قادرًا على الحفاظ على العلاقات الجيدة مع الغرب، وأن نظام الشورى الإسلامي الذي ستقيمه لا يتعارض جوهريًّا مع المبادئ الديمقراطية الغربية، وأن النظام الإسلامي ليس بالضرورة موجهًا ضد الغرب والحضارة الغربية.
استغلال لا تعاون
وقد طرح الأستاذ علي رمضان أبو زعكوك مدير مركز الدراسات الليبية بواشنطن عددًا من النقاط المهمة دارت حول مصالح الغرب الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط التي تحميها الأنظمة العربية، وقال: «إن قدوم حكومة إسلامية لن يضمن على أية حال هذه المصالح كما هي الآن؛ لأنها مصالح قائمة على الاستغلال، فلا يمكن لحكومة إسلامية أن تقبل هذا الاستغلال البشع لثروات المسلمين، فمن العبث أن يكون سعر برميل من الفحم هو ۲۰۰ دولار، بينما يظل سعر برميل البترول الأكثر أهمية من الفحم هو ١٥ دولارًا فقط»، كما تناول الأستاذ أبو زعكوك قيم الديمقراطية الغربية وحقوق الإنسان، وقال: «إن بها ثقوبًا كثيرة تسمح باستغلال البشر أسوأ استغلال، وأضاف أن المجتمع الإسلامي الذي يدار بطريقة إسلامية لن يسمح -على سبيل المثال- بوجود ثلاثة ملايين مشرد في الشوارع، كما هو حاصل في الولايات المتحدة حاليًا، كما لن يسمح بتفاقم المشكلات العديدة في مجال الرعاية الصحية، بينما يتم إنفاق بلايين الدولارات في مشاريع غزو الفضاء».
وقد أعربت السيدة دافيس عن موافقتها على هذا الطرح وقالت: في بعض الحالات فإن المصالح الغربية لن يتم ضمانها تحت الحكم الإسلامي بسبب استغلال الغرب، ومع ذلك فإن إمكانية قيام علاقات جيدة بين الغرب والحكومات الإسلامية تظل قائمة، نعم.. يمكن إنهاء معاناة الفقراء في الولايات المتحدة إذا نحن وجهنا البلايين التي ننفقها على الفضاء إلى تحسين أوضاعهم المعيشية، ولكن هناك أناس لا يؤمنون بذلك ويقولون: إن مشاريع غزو الفضاء تحافظ على متانة الاقتصاد الأمريكي وقوته.
الدور اليهودي في التشويه
كما طرح الدكتور عبد الله الشيخ الباحث بالمؤسسة المتحدة سؤالًا حول المصالح الأمريكية، وما إذا كانت وحدها التي تحدد علاقة الولايات المتحدة بالإسلاميين؟ وهل من الحتمي أن تعني أي مكاسب الإسلاميين خسارة على الجانب الآخر للأمريكيين؟ وقال: إن بعض الناس في أمريكا والغرب ينظرون إلى الإسلام على أنه دين توسعي، وأن وصول أنصاره إلى السلطة سيكون فيه تهديد للغرب ككل، كما أنهم يعتقدون أن الحكومات العلمانية هي الأقدر على خدمة المصالح الغربية، وأن أي نظام حكم آخر لا يستطيع أن يخدم الغرب ومصالحه، مثلما تخدمه الأنظمة العلمانية، وعلى سبيل المثال فإن البترول العربي هو الذي بنى الحضارة الغربية الحديثة، وبالتالي فإن الغرب لن يفرط في الحكومات العربية التي تعطيه هذا البترول بأبخس الأسعار مقابل ضمان دعمه السياسي والعسكري لها، وأضاف د. الشيخ أن قضية إقناع الناس بسلمية الظاهرة والحركة الإسلامية وأنها غير موجهة ضد الولايات المتحدة من الأمور العسيرة، وضرب على ذلك مثلًا بزيارة الدكتور حسن الترابي للولايات المتحدة وتأكيده في جميع أحاديثه على نقاط الالتقاء بين الإسلام والغرب وضرورة إقامة علاقات طيبة بينهما، ثم خرجت الصحف الأمريكية تقول: لا تصدقوا هذا الرجل فهو ليس معتدلًا بل متطرفًا، يدعو للجهاد والحرب المقدسة ضد الغرب! وهنا لا يمكن إغفال الدور اليهودي في إساءة العلاقات بين الغرب والإسلاميين، بما لديهم من نفوذ داخل الإدارة الأمريكية والكونجرس ووسائل الإعلام القومية.
وقد نفت السيدة دافيس أن يكون كل اليهود متآمرين على تشويه صورة الإسلام، وقالت: إن هناك أعدادًا كبيرة من اليهود لا يهتمون سوى بإسرائيل، ولكن هناك أعداد أخرى كبيرة أيضًا لا يحملون مشاعر عداء تجاه الإسلام، ومع ذلك فإنني أتفق مع القول بأن هناك أناسًا يقفون بين الغرب وبين فهم حقيقة الدين الإسلامي.
وفي نهاية الندوة وجه الحضور شكرهم للسيدة دافيس على طرحها المميز خلال الندوة التي كانت نقلة في أساليب الحوار العميقة بين المسلمين وعقلاء الغربيين الذين يفهمون حقيقة الإسلام وشموله، وتأمل «المجتمع» أن توافي قراءها دائمًا بالندوات والأطروحات المميزة حول الحوار الدائم بين «الإسلام والغرب».
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل