; ملف أفغانستان مع المجاهدين الأفغان.. ثلاثة لقاءات حية في ميدان القتال | مجلة المجتمع

العنوان ملف أفغانستان مع المجاهدين الأفغان.. ثلاثة لقاءات حية في ميدان القتال

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 31-مايو-1983

مشاهدات 16

نشر في العدد 623

نشر في الصفحة 26

الثلاثاء 31-مايو-1983

·       المجاهدون يأسرون و يقتلون مئات الروس والشيوعيين في عمليات جهادية مباركة.

كل من زار مواقع المجاهدين لابد أن يدلي بشهادة مفادها أن أوضاع المجاهدين بخير والحمد لله، جهاد مستمر، تقوى تأخذ الألباب، تصعيد العمليات الجهادية، وفي أرض المعركة، التقت المجتمع مع أحد المجاهدين الكبار؛ حيث أجرت معه حوارًا؛ لتقدمه للقراء.

ولا شك أن الجهاد الأفغاني برز على الصعيد الدولي كقضية إسلامية لها ثقلها، يحسب العالم حسابها ببروز ممثل الحركة الجهادية «عبد رب الرسول سياف»، الذي أصبح بلا ريب رمز الجهاد، وعنوان صموده في وجه المؤامرات الدولية، والذي استعصى على الإغراءات والتهديدات، لقد أصبح اسم «سياف» يتردد على لسان أي مسلم صادق، وأصبح مثالًا حيًّا للقائد، الذي يقود الأمم المظلومة في وجه الطغيان الكافر المدجج بالسلاح، وأضحى «سياف» نموذجًا واقعيًّا لمن أراد أن يعرف كيف يستعلي الإيمان في نفوس الأفراد، فيجعلها قممًا شاهقة، وجبالًا راسخة.

صمم المجاهدون على حمل الراية في وجه الجاهلية الملحدة، ومقابل السرطان الأحمر، والأخطبوط الشيوعي تقابل أحد هؤلاء، فيملأ نفسك مهابة واحترامًا للرجولة الحقة، والوضوح الذي لا غبش فيه ولا لبس، ترى المجاهد، وترى كلا من هؤلاء القادة واضح الرأي، ثابت الكلمة، نير الفكر، ويمثل التصميم والتنظيم، وهذا سر الغيظ العالمي ضده، فالواحد من هؤلاء الأفذاذ ربّى جيشًا يفوق عدده مائة ألف، كلهم مصمم على الموت.

وهناك رجال في خضم المعارك، يغيب صوتهم تحت أزير الطائرات، ودوي المدافع، لا تكاد تلمحهم؛ لأن غبار الجهاد يعلو جبينهم ولأمة الحرب وعدته تخفى ملامح شخصيتهم، أولئك الأخفياء الأتقياء الأبرياء ومن هؤلاء الرجال القلائل المجاهد الشيخ جلال الدين حقاني.

أما الآن، فإليك أخي القارئ حوارنا مع المجاهد.

س: متى بدأت الجهاد؟

جـ: بدأت الجهاد سنة ١٩٧٤ بعد انقلاب محمد داود، الذي حصل في تموز سنة ۱۹۷۳.

س: هل لك أن تحدثنا شيئًا عن تاريخك الجهادي؟
جـ: بعد انقلاب داود الشيوعي، هجمنا على مجموعة من الشيوعيين وقتلنا ۱۳ شيوعيًّا، فجاءت الحكومة وحاصرت بيتي، فهربت مع ١٣، ثم ازدادوا حتى أصبحوا سبعين من تلاميذي إلى الجبل، وبعد شهر ونصف في الجبل جاءت الحكومة، ودخلت في معركة معنا وبعد ثلاثة أیام هزمت الحكومة، فاحتلت الطرق الموصلة إلينا، ومنع وصول الطعام إلينا، وكان في حكومة داود معظم الموظفين شيوعيون، كانت هناك عداوة طويلة بين الشيوعيين والمسلمين، وتغلب المسلمون، ولكن حكومة داود حمت الشيوعيين

الهجرة إلى الباكستان

ثم أجبرنا على الهجرة من أفغانستان إلى باكستان، كنا في أيام داود ننزل سرًّا إلى أفغانستان ثلاثة أشهر وستة أشهر أو سبعة أشهر في كل مرة نبلغ الناس، ونقاتل الشيوعيين، ومعنا بعض القنابل والمسدسات.

وقد قتلنا مسؤولًا شيوعيًّا اسمه «دین محمد» و د.«مهمند» في منطقة زرمة / بكتيا، وقتلنا «بركي برك»، وكانت ظروفنا صعبة جدًّا.

وجاء انقلاب تراقي في أبريل ۱۹۷۸ اجتمع المجاهدون في بيشاور، وقرر الحاضرون دخول أفغانستان لإعلان الجهاد، وبعد ثلاثة أيام ذهبت إلى بكتيا أنا ونصر الله منصور، واتصلنا بالناس، وأعلنا الجهاد بعد ستة أيام من انقلاب تراقي، ولكن الناس وقفوا مع الحكومة، ومكثنا في الجبل في منطقة جدران/ بكتيا سبعة أشهر على ضيق شديد في الطعام واللباس؛ لأن الناس منعوها عنا، ثم سقط الثلج في الجبال؛ فنزلنا إلى «خوست»/ بكتيا، ومرت علينا (3 أشهر)، وكان الناس في هذه السنة معرضين عن الجهاد، أما نحن فقد بدأنا ٣٠ شخصًا، ثم أصبح عددنا (٣٥٠) شخصًا في آخر السنة.

وسبب قيام الناس على تراقي؛ بسبب القوانين:

1-    المرأة.

2- أخذ السلاح.

3- أخذ المال.

إذ إن تراقي أصدر قوانين كثيرة مصادمة للشريعة الإسلامية بشأن المرأة، منها: المساواة للرجل، وتحديد الطلاق والزواج، وأخذ يحاول إفساد المرأة وإخراجها عارية.

وكذلك جمع تراقي السلاح من القبائل، وهذا شيء مستهجن وغريب، وبدأ يصادر أموال الناس، ويستولي على أراضيهم ويوزعها، فأصدر العلماء فتوى بتكفير تراقي، فقامت مظاهرات ابتدأت في منطقة هراة، فقاومها بالطائرات والدبابات، فقتل في يوم واحد (٣٠ – ٥٠) ألفًا.

فهبت المقاومة المسلحة ضده في كثير من أرجاء أفغانستان، وبعد الدخول الروسي عمت المقاومة جميع أنحاء أفغانستان.

س: ماذا تتوقع للجهاد الأفغاني؟

جـ: نتوقع الانتصار- إن شاء الله ـ

س: سمعنا أنك تقيم الحدود في منطقتك المحررة، هل صحيح؟
جـ: نعم، أقيم الحدود.

س: كم عدد المجاهدين في منطقتك؟

جـ: عندنا حوالي عشرين ألفًا.

س: أيهما أكثر.. انتصاراتكم أم هزائمكم؟

جـ : بل انتصاراتنا أكثر بكثير من هزائمنا، في هذا الصيف انتصرنا في كل المعارك.

س: لماذا تقاتلون؟

جـ : لتكون كلمة الله هي العليا، ولإقامة حكم الله في الأرض.

س: ما رأيك في المفاوضات مع روسيا؟

جـ: لا مانع منها إذا كانت على أساس الإسلام، بحيث يتحقق ما يلي قبل كل شيء: ينسحبون دون قيد أو شرط، و يدفعون كل خسائر الحرب.

س: كيف حال المجاهدين؟

جـ: روحهم المعنوية عالية، ولكن حالتهم المادية في ضائقة شديدة؛ إذ إن بعضهم يجرح في المعارك، ويؤتى به إلى بيشاور، وبعد أن يعافى لا يجد الأجرة؛ حتى يرجع إلى حدود أفغانستان.
س: هل لك أن تحدثنا عن بعض المعارك؟

جـ: أحدثك عن معركتين فقط من معارك كثيرة جدًّا:

الأولى: أيام تراقي.

الثانية: (۱۹۸۲).

الأولى: مضاد الدبابات، كانت أكبر مشكلة تواجهنا أيام «تراقي» الدبابات، ونحن لا نملك أي مضاد للدبابات «P2P7»، فجمعنا دراهم قليلة، وطفنا لنشتري مضادًا، وعبثا لم نجد، وكان عددنا كما مر حوالي (٣٥٠) شخصًا، وفي أحد الأيام هاجمتنا قوات «تراقي»، وعددها عدة آلاف من الدبابات والمدافع والرشاشات، ودار بيننا معركة استمرت يومين ونصفًا، وهزم الجيش، وغنمنا (25 مضادًا «P2,7» + مدافع + رشاشات + 8 دبابات + ۱۰۰۰ (ألف أسير كل واحد معه كلاشنكوف).
الثانية: معركة ۱۹۸۲

(كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ) (البقرة: 249)
قال جلال الدين: كنا ٥٩ مجاهدًا، فهاجمنا العدو بقوة (۲۲۰) دبابة وناقلة، وبقيت الطائرات تقصف طيلة المعركة، وعدد الشيوعيين (١٥٠٠)، وأعداد العدو إنما تعرف عادة من أنباء العدو.
وكانت النتيجة تدمير ٤٥ دبابة وسيارة، وقتل (١٥٠) شيوعيًّا، والجرحى مئة، وغنمنا رشاشًا مضادًا للطائرات، و ۳ رشاشات كرينوف، و ۷ كلاشينكوف، وغنمنا مدفعًا ٧٦ ملم، و۲۸۰ قذيفة مدفع، و٣٦ ألفا من الرصاصات (الطلقات).

في الختام، نحييك أيها الأخ، وندعو الله تعالى أن يكمل جهودكم ويكللها بالنجاح والانتصار، وما ذلك على الله بعزيز.

مع المجاهدين الأفغان

وفي منطقة «بغمان» التقت «المجتمع» مع المجاهد سيد يحيى معزة جل، والمجاهد عبدالواحد عبدالحميد، اللذين يقودان بعض مجموعات المجاهدين.

وتقع منطقة بغمان بطرف كابل؛ إذ إنها تبعد 8كم فقط عن طرف كابل، ومن المعلوم أن «بغمان» هي مسقط رأس الشيخ سياف رمز الجهاد الأفغاني، وعنوان صموده في وجه المؤامرات والإغراءات؛ إذ إن الشيخ سياف (عبد رب الرسول سياف) ولد في قرية «شاول خيل» بغمان.

ومنطقة «بغمان» هي كذلك مسقط رأس حفيظ الله أمين، الذي حكم ثلاثة أشهر قبل الاجتياح الروسي في ٢٧ ديسمبر ۱۹۷۹، وكان حفيظ الله أمين (قد) صبغ منطقته بالصبغة الشيوعية الحمراء، فقد كان الشيخ سياف أيام حفيظ الله أمين في السجن، فبدأ حفيظ الله يرفع مراتب أبناء منطقته، ويزج بهم في مناصب داخل حزب خلق الشيوعي، الذي يقوده.

ثم مَنَّ الله على المنطقة، فخرج سياف من السجن بقدر من الله، وأطيح بحفيظ الله أمين إلى الهاوية، والآن تحول أبناء المنطقة كلهم إلى مجاهدين.

وهذه المنطقة تشكل خطرًا ماحقًا على النظام الشيوعي، مما دفعهم لأن يجمعوا كل رجال قرية «شاول خيل» قرية الشيخ سياف لقتلهم، وقتلوا قسمًا كبيرًا ممن ظفروا به.

وقد شهدت هذه المنطقة الصيف الماضي حربًا طاحنة ضروسًا كبدوا فيها الشيوعيين خسائر فادحة، وكلفتهم تضحيات جمة في النفس والمال والمعدات.

 

- سيد يحيى منذ أربع سنوات/ العمر ٢٥ سنة، دخل ٦٠ - ٧٠ معركة.
س: كم قتلت من الشيوعيين؟

جـ: حوالي ألف شيوعي- مدة الجهاد (۳ سنوات في بغمان + سنة في بنشير).

س: كم دبابة حطمت؟

جـ : المجموعة حطمت ۸۰ – ۹۰ دبابة؛ إذ إنني قائد مجموعة حوالي (٢٥٠) شخصًا.

س: كم دبابة حطمت بنفسك؟

جـ: ۲۰ - ٢٥ دبابة بالألغام + سبعة من R.P.J..

س: هل أنت متزوج؟

جـ : تزوجت قبل شهور.

س: هل كانت أسرتك أمك وإخوانك في الداخل؟

جـ : نعم.

س : كيف تعيشون؟

جـ : والدي يعمل.

س: من يجاهد من أسرتك؟

جـ : أنا وأخي..

قصة غريبة مع أخي: «جمع الروس جميع شباب قريتنا «شاول خيل»؛ ليقتلوهم. وهي قرية سياف، فأرادوا قتل جميع الرجال؛ بسبب أنهم من قرية سياف، فهرب أخي، وفتحوا عليه سبع رشاشات، ولم يصيبوه وهو الآن يجاهد.

س: كم طائرة أسقطتم؟

جـ : لم نسقط طائرات.

س: لماذا تجاهدون؟

جـ : من أجل الدين والسلام.

س: كم شهيدًا سقط منكم؟!

جـ : ۱۲ شهيدًا، وفي هذه السنة اثنان.

س: ماذا تفعلون بالشهداء؟

جـ : كنا ندفنهم بأرض المعركة.

س: هل كنتم تتركونهم؟

جـ : كنا نرفعهم مباشرة مهما كانت التضحيات.

وحوار آخر مع المجاهد عبدالواحد عبدالحميد- العمر: ٢٥ سنة. المولد: قرية في بغمان، وهي مركز بغمان- مدة الجهاد: سنتان.

س: كم معركة خضت؟

جـ : حوالي ثمانين معركة.

س: كم عدد مجموعتك؟

جـ : سبعمائة، بدأت ۱۹ شخصًا، والبقية تجمعوا مع الأيام.

س: كم قتلت مجموعتك؟

جـ : أكثر من ١٥٠٠ شيوعي، وقد هاجمت بعض مراكز الشيوعيين. فيها مائة - مائة وخمسين (حوالي ثماني مرات)، فقتلوا جميعًا

س: كم قتلت بنفسك؟

جـ : حوالي ثمانين شيوعيًّا، مرة ألقيت قنبلة داخل فوهة دبابة فقتلت ۱۲ شخصًا.

س: كم دبابة حطمت مجموعتك؟

جـ : مائة دبابة وشاحنة.

س : كم دبابة حطمت بنفسك؟

جـ : حوالي عشرين.

س: كم معركة من المعارك انتصرتم فيها؟

جـ : انتصرنا في ۷۸ معركة، وهزمنا في معركتين.

س: لماذا هزمتم؟

جـ : في السنة الأولى كنا ۱۹ شخصًا، فاستشهد سبعة وبقي ۱۲ شخصًا، وكان العدو كثيرًا، فتراجعنا.

س: كم أسيرًا أسرتم؟

جـ : أكثر من مائة أسير سلمناهم إلى المحكمة الشرعية العسكرية، فأطلقت بعضهم، وقتلت الباقي.

س: كم عدد الشهداء؟

جـ: ٢٤ شهيدًا.

س: هل أسقطتم طائرات؟

جـ: أسقطنا أربعة، اثنتين أسقطتهما أنا، واثنتين أسقطتهما المجموعة.
س: ما أمنيتك؟

جـ : الدولة الإسلامية، وأن يحكم الإسلام الأرض، وإرضاء الله، والشهادة في سبيل الله.

س: كم مرة أصبت؟

جـ: ٣ مرات شظايا في اليد والجبهة، الآن في الرأس.

الشهداء: ۷ شهداء، بقوا ٣ أيام، وبعدها رجعنا فوجدناهم، كأنهم نائمون ومغطون.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 727

18

الثلاثاء 30-يوليو-1985