; منطق القوة يجدي.. ليس إلا! | مجلة المجتمع

العنوان منطق القوة يجدي.. ليس إلا!

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 15-أكتوبر-1985

مشاهدات 24

نشر في العدد 737

نشر في الصفحة 49

الثلاثاء 15-أكتوبر-1985

في عام ٦ هجرية خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ١٤٠٠ من صحابته الأجلاء وهم أهل الشجرة وأهل بيعة الرضوان، وخرج بهم لكي يعتمروا ولم يكن يريد قتالًا.. ولكن مشركي قريش منعوهم من العمرة، فبعث لهم عثمان لكي يتفاوض معهم... فحجز المشركون عثمان -رضي الله عنه- عندهم كرهينة.. وأشيع أيضًا أنه قتل.. فتعاهد الصحابة وبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على القتال من أجل عثمان ولكي يردوا الثأر عن هذا الصحابي الجليل.. ولكن لما علمت قريش باستعداد رسول الله وصحابته للقتال أفرجوا عن عثمان رضي الله عنه.

 

وكذلك حدثت حادثة أخرى في المدينة المنورة عندما اعتدى يهود «بني النضير» على المرأة المسلمة وكشفوا عورتها فقام رجل من المسلمين وقتل اليهودي الذي كشف عورتها... فقام اليهود وقتلوا المسلم، فما كان من رسول الله إلا أن جمعهم وأجلاهم وطردهم من المدينة.

 

إن التاريخ الإسلامي يؤكد لنا حقيقة واحدة ألا وهي أن اليهود لا يؤمن لهم جانب.. ولا ينفع معهم سلام ولا معاهدة ولا صلح.. ولا تنفع معهم إلا لغة الحديد والنار.. وهذا هو التاريخ شاهد على ذلك.

 

ومن هذا المنطلق من حق كل مسلم أن يتساءل: لماذا تسير الأنظمة المتخاذلة في طريق الاستسلام الذليل والخنوع والخضوع لليهود الأنذال الخائنين؟!

 

فها هي إسرائيل قد ضربت من قبل المفاعل النووي العراقي في ٧/٦/١٩٨١ بمناسبة ذكراها بحرب ١٩٦٧، واستغلت انشغاله مع إيران!

 

ثم جاء بعد ذلك حصار اليهود للفدائيين الفلسطينيين في بيروت في عام ۱۹۸۲، واستمر الحصار لمدة ٨٨ يومًا واستعمل العدو اليهودي ثلثي قواته في حصاره لبيروت في جو من الصمت الرهيب للأنظمة العربية التي تفرجت على الفلسطينيين وهم يقاتلون لوحدهم!

 

ثم جاء دور يهود وشارونات العرب ليكملوا مسيرة القضاء على العمل الفدائي الفلسطيني في لبنان، فكانت مجازر صبرا وشاتيلا ومخيم البداوي ونهر البارد وبرج البراجنة وأخيرًا طرابلس المسلمة! ومن قبل كان أيضًا تدمير مخيم تل الزعتر بعد الحصار الطويل، وكان التمثيل الفظيع بأهل المخيم بعد أن وقع في أيدي الباطنيين الحاقدين!

 

والآن جاء ضرب مقر قيادة منظمة التحرير في تونس من قبل دولة العدو كدليل جديد للسائرين في ركب السلام المزعوم.. وبضربتها تلك صفعت كل المنادين والسائرين في طريق الاستسلام وطلب النجدة والعون من أمريكا..

 

إن أكثر ما يقلق إسرائيل هو مناظر قتلاها وضحاياها الذين يسقطون في كمائن وعمليات المقاومة الفدائية المسلحة.. والله يؤكد هذه الحقيقة فيقول: ﴿وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ﴾ (البقرة: ٩٦).

 

ونحن نقول: أين العمل الفدائي المسلح الذي كان يقض مضاجع العدو اليهودي في الستينيات؟!

 

إن على منظمة التحرير الفلسطينية أن تعلنها جهادًا وقتالًا في سبيل الله لتجد بعد ذلك جموع الشباب المسلم الظامئ المندفع للقتال والشهادة في سبيل الله يتدفق عليها.

 

ونقول كذلك: إن تحديد دائرة الصراع مع أنظمة «عرب اليهود» هي الواجبة أولًا لأنه كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «إنهم أخطر من اليهود والنصارى على المسلمين».. وفعلًا أثبت لنا التاريخ أن الذين قتلوا من الفلسطينيين على يد هذا النظام الطائفي أكثر بكثير مما قتل على يد العدو الصهيوني منذ قيام دولته وحتى يومنا هذا!

 

وإن طريق الجهاد والتوكل على الله وطلب النصرة منه وحده هي التي ترجع للمسلمين قدسهم وأوطانهم المغتصبة، أو التي «سلمت» لليهود! وكما قال سيف الله المسلول خالد بن الوليد: «إن أمة يتسابق أبناؤها في طلب الشهادة لا تعرف الهزيمة».

الرابط المختصر :