; منطلقات متميزة لجمعية الإصلاح الاجتماعي | مجلة المجتمع

العنوان منطلقات متميزة لجمعية الإصلاح الاجتماعي

الكاتب العم حمود الرومي

تاريخ النشر الثلاثاء 06-ديسمبر-1988

مشاهدات 29

نشر في العدد 894

نشر في الصفحة 22

الثلاثاء 06-ديسمبر-1988

  • الجمعية مطالبة بالاستفادة من الوسائل العلمية الحديثة، والعمل على مواكبة التطور التقني واستخدام وسائله في الدعوة.

تمر خمس وعشرون سنة على انطلاقة يوم جمعية الإصلاح الاجتماعي منذ تأسيسها، ذلك اليوم الذي اجتمع فيه نفر من صلحاء الكويت ورجالاتها الكرام، وتباحثوا في ضرورة قيام كيان إسلامي في هذا البلد، ليسهم في الحفاظ على دين وأخلاق مجتمعنا المسلم، وليعمل على الإصلاح على هدي من كتاب الله سبحانه، وسنة رسوله المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، ولقد كان يومًا مباركًا عندما حددت الجمعية أهدافها انطلاقًا من قوله -تعالى: ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ﴾ (هود، آية: 88) فكان منهجها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان أسلوبها الموعظة الحسنة والقول الطيب انطلاقًا من قوله الباري -عز وجل- ﴿ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ  (النحل، آية 125).

ولقد تميز نشاط جمعية الإصلاح الاجتماعي على المستوى المحلي بعدد من الجوانب:

۱- إرشاد الشباب إلى طريق الحق والاستقامة، وشغل أوقات الفراغ بما يفيد وينفع، وإذا كان هذا الجانب هو واحد من أبرز أهداف الجمعية، فإن العمل على تحقيقه ساهم مساهمة فعالة ببعث معاني الصحوة الإسلامية في نفوس الشباب في هذا البلد المسلم، وكان لمجلة المجتمع -وهي لسان الجمعية- دور بارز في صقل معاني الصحوة، وذلك بما قدمه كبار رجالات الدعوة للأجيال من أمثال العلامة أبي الحسن الندوي، والمرحوم أبي الأعلى المودودي، وغيرهما كثير، ولتضمن الجمعية تحصين عقول الشباب على المستوى التعليمي والثقافي عملت علىتقديم المناهج الصالحة للجهات المختصة في كل الشؤون كالتربية والتعليم، والإعلام فيما يعود بالخير على الصالح العام وفق التشريع الإسلامي، ويذكر هنا أن في كثير من الحالات لقيت الجمعية تجاوبًا من المسؤولين المعنيين بهذه الجوانب والحمد لله.

٢- تشجيع أعمال البر والخير، وإغاثة الملهوف، ومساعدة المحتاج؛ وذلك تحقيقًا للحديث النبوي: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد، إذا أشتكى منه عضوًا؛ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، ومن هذا المنطلق أنشأت جمعية الإصلاح الاجتماعي لجنة الزكاة والخيرات، وقامت اللجنة بتبصير المسلمين بركن الزكاة، والتذكير بما يجب عليهم في أموالهم، مع الحث على مد يد العون للقيام بأداء هذا الركن العظيم، ومن ثم عملت الجمعية على توزيع الأموال على المحتاجين بعد دراسة حاجاتهم، وكثيرًا ما كانت تستقبل حالات طارئة شملت المحتاجين وابن السبيل.

3-مكافحة أشكال الفساد المتعددة، ومحاربة الرذائل المستوردة، والوقوف بصلابة في مواجهة المروجين لها والعاملين على إشاعتها، وكان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو سبيل الجمعية في تحقيق الهدف الذي ما كانت تخشى لومة لائم وهي تعمل من أجله.

4- التصدي للحركات والأيديولوجيات الضالة المدمرة كالماسونية، والشيوعية، والفكر العلماني، والحركات الباطنية، والعقائد الضالة، وذلك على المستوى المحلي والخارجي، واعتمدت الجمعية لتحقيق هدفها هذا بالدرجة الأولى على مجلتها المجتمع التي فضحت مخططات هذه الحركات، وتلك القوى بطرح موضوعي فحذرت من مخاطرها، وكشفت فسادها، وفضحت مَنْ وراءها.

ولم تنس جمعية الإصلاح الاجتماعي أوضاع الشعوب الإسلامية المنكوبة، ولا سيما شعبي فلسطين وأفغانستان، كما أنها مدت يد العون إلى الشعوب المسلمة التي أصابتها النكبات، والزلازل، والفيضانات، متعاونة في انتشال المسلمين في تلك البلدان الفقيرة كالسودان، وبنغلاديش من نكباتها ومجاعاتها مع جمعيات الخير الأخرى في هذا البلد المسلم.

وبمثل هذا النشاط الجاد كسبت جمعية الإصلاح الاجتماعي قلوب تلك الشعوب المسلمة التي امتلأت قلوبها حبًا للكويت، ولأهل الكويت.

هذا ولم تأل جمعية الإصلاح الاجتماعي جهدًا، ولم تدخر وسعًا في العمل على جمع الأمة المسلمة وشعوبها على مبادئ الإسلام ودعوته، ولم تتأخر عن الدعوة للاعتصام بحبل الله، والتمسك بشريعته السمحاء في كل مجالات الحياة، والجمعية إذ فعلت هذا وما زالت تفعله فلأنها تعتقد أن فعلها هذا أمانة يجب أن تؤديها، وتبلغ بهامهما كانت النتائج.

واليوم إذ تمر ذكرى خمس وعشرين سنة على انطلاقة هذه الجمعية، فإنني أدعوا سائر أعضائها الكرام وجميع لجانها وفروعها العاملة ضمن الأهداف العامة إلى:

1- المزيد من العمل الإسلامي في مجتمعنا المسلم، والمزيد من بذل الجهود المخلصة لتخليص هذا المجتمع من كل شائبة تشوبه.

2- الإخلاص في العمل ابتغاء وجه الله؛ حتى يتحقق رضا الله، ويتحقق اكتمال العمل الطيب والجهد المبذول من أجل أن يظل مجتمعناالمسلم ناصعًا.

3- الاستفادة من الوسائل العلمية الحديثة في تحقيق الأنشطة المختلفة، والعمل على مواكبة التطور التقني واستخدام وسائله في الدعوة.

4- العمل على وحدة الصف المسلم ابتغاء مرضاة الله استنادًا إلى قوله -تعالى-: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ﴾ (آل عمران، آية: 103)، وقوله -سبحانه-: ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ﴾ (الأنفال، آية: 46). 

وختامًا أدعو المولى -سبحانه- أن يبارك في خطوات جميع العاملين في حقل الدعوة الإسلامية، وأن يلهمهم الرشاد، والله ولي التوفيق.

الرابط المختصر :