الجمعة 18-أغسطس-1978
الأسلوب المعجز..
إن أسلوب القرآن الكريم المعجز، ونظمه الذي سحر الألباب ولعب بالأفئدة، هو الدليل الذي أقنع العرب ولا سيما الفصحاء بصدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى أنه رسول من الله يوحى إليه هذا القرآن، فعندما سمعت العرب آي التنزيل أنكروا أن يكون هذا من قول البشر، ومن أجل ذلك تعلل المعاندون بأنه سحر أو أنه من كلام الجن، وأمام هذا الإعجاز لأسلوب التنزيل الإلهي، فقد تحداهم الله أن يأتوا بمثله، ولو كان الجن والإنس بعضهم لبعض ظهيرًا، وبهذا نزل القرآن يأمر محمدًا عليه الصلاة والسلام بتحد معجز للمعاندين ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ (الإسراء: 88).
إذًا فلا مناص من الإيمان والتسليم أمام هذا الإعجاز، الذي أدهش العرب وهم يتربعون على عرش الصياغة والقول.
م ه ق
الكلام والسكوت ...
السكوت في موضعه صفة تزين الرجل، كما أن المنطق في وقته من أشرف الخصال، والكلام لإبانة الحق فضيلة عظيمة، لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس، وقول الخير هو مجال النطق، وإن لم يكن فالصمت أوجب، ومن ذلك ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت» والصمت هنا سلامة، لأن الكلام في موضع الصمت ندامة، وقد تجر كلمة على صاحبها ما لم يكن يحسبانه، وفي هذا المعنى قال أحد الشعراء:
رأيت الكلام يزين الفتى |
| وفي الصمت خير لمن قد صمت |
فكم من حروف تجر الحتوف |
| ومن ناطق ود أن لو سكت |
لغة
الغلط |
| الفصيح |
نحن المسلمون أسياد العالم |
| نحن المسلمين سادة العالم |
أملأ الرجل إناءه |
| ملأ الرجل إناءه |
اشتريت باقة من الورد |
| اشتريت طاقة من الورد |
أخذت عمولة البيع |
| أخذت عمالة البيع |
رأيت ضالتي فجأة |
| رأيت ضالتي فجاءة |
عدت من السفر متوعكًا |
| عدت من السفر موعوكًا |
أذنت لك بالانصراف |
| أذنت لك في الانصراف |
وداع راحل
إنها نفثة أخيرة، وكلمات خالدة، للدكتور مصطفى السباعي، ودَّع بها عمره وأهله وأولاده وإخوانه:
بالله يا صبيتي لا تهلعوا جزعًا
|
| على أبيكم، طريق الموت أقدار |
تركتكم في حمى الرحمن يكلؤكم |
| من يهده الله لا توبقه أوزار |
وأنتم يا أهيل الحي صبيتكم |
| أمانة عندكم، هيل يهمل الجار؟ |
أفدي بنفسي أمًا لا يفارقها |
| هم وتنهار حزنًا حين أنهار |
فكيف تسكن بعد اليوم من شجن |
| يا لوعة الثكل، ما في الدار ديار |
وزوجة منحتني كل ما ملكت |
| من صادق الود، تحنان وإيثار |
عشنا زمانًا هنيًا من تواصلنا |
| فكم يؤرق بعد العز إدبار |
وإخوة جعلوني بعد فقد أبي |
| أبا لآمالهم، روض وأزهار |
الملتقى في جنان الخلد إن قبلت |
| منا صلاة وطاعات وأذكار |
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل