العنوان من شذرات القلم (العدد: 383)
الكاتب عبد العزيز الحمد
تاريخ النشر الثلاثاء 24-يناير-1978
مشاهدات 12
نشر في العدد 383
نشر في الصفحة 26
الثلاثاء 24-يناير-1978
الظلم شؤم
حكى أن الرشيد حبس أبا العتاهية فكتب على جدار الحبس
أمـا والله أن الظلـم شـؤم
وما زال المسيء هو الظلوم
إلى الديان يوم الدين نمضي
وعند الله تجتمـع الخصـوم
ستعلـم في الحساب إذا التقينا
غدًا عند المليـك مـن الظلوم
تنـام ولـم تنم عنـك المنايـا
تنبـه للمنيـة يـا نـؤم
تروم الخلـد في دار المنايـا
ومـا حي علـى الدنيـا يدوم
سـل الأيـام عـن أمم تقضيت
ستخبرك المعالـم والرســـــــوم
فأخبر الرشيد بذلك فبكا بكاء شديدًا ودعا أبا العتاهية فاستحله، ووهب له ألف دينار لحبسه من غير موجب شرعي.
في رحاب آية:
يقول تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ (البقرة: 186).
إنها آيـة عجيبة، آية تسكب في قلب المؤمن النداوة الحلوة والود المؤنس، والرضى المطمئن، والثقـة واليقين، ويعيش معها المؤمن في جناب رضی، وقربى ندية وملاذ أمين وقرار مكين، لم يقل الله فقل لهم: إني قريب، إنما تولى بذاتـه العلية الجواب على عباده، وبمجرد السؤال قريب، ولم يقل أسمع الدعاء، إنما عجل بإجابة الدعاء، أجيب دعوة الداع إذا دعان، فالذي ينشئه الإيمان، وتنشئه الاستجابة للـه هو الرشد.
سيد قطب- في ظلال القرآن
رجـل في كلمات
• قال ابن عباس ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: اللهم علمه الحكمة، وقال أيضًا دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح على ناصيتي، وقال: اللهم علمه الحكمة وتأويل الكتـاب.
• ولما مات ابن عباس قال محمد بن الحنفية، مات رباني هذه الأمة.
• وقال مجاهد كان ابن عباس: يسمى البحر من كثرة علمه.
• وقال الأعمش: كان ابن عباس إذا رأيته قلت أجمل الناس فإذا تكلم قلت أفصح الناس، فإذا حدث قلت: أعلم الناس.
الأتقياء الأخفياء
روى ابن ماجة أن عمر بن الخطاب خرج إلى المسجد فوجد معاذًا عند قبر الرسول صلى الله عليه وسلم يبكي، فقال ما يبكيك؟ قال: حدیث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اليسير من الرياء شرك، ومن عادى أولياء الله فقد بارز الله بالمحاربة، إن الله يحب الأبرار والأتقياء الأخفياء الذين إن غابوا لم يفتقدوا، وإن حضروا لم يعرفوا قلوبهم مصابيح الهدى، يخرجون من كل غبراء مظلمة».
أبطال كيد
أسرت مزينة ثابت بن المنذر الخزرجي، وقالوا: لا نأخذ فداءه إلا تيسًا، فغضب قومـه، وقالوا: لا تفعل هذا فأرسل إليهم ثابتًا أن يعطوا مزينة ما طلبوا، فلما جاءوا بالتيس، قال ثابت: أعطوهم أخوهم، وخذوا أخاكم، فسموا: مزينة التيس.
صفات حميدة
لا تسأل الناس عن مالي وكثـرته
وسائل الناس عن حزمي وعن خلقي
اليوم أعلـم أني مـن سراتهـم
إذا تطيش يد الرعديـدة الفرق
قد أركب الهول مسدولًا عساكره
وأكتـم السـر فيـه ضربة العنق
أعطي السنان غـداة الروع حصته
وعامل الرمـح أرويه من الطلـق
عف المطالب عما لسـت نائلـه
وإن ظلمت شـديد الحق والحنـق
وقـد أجـود وما مالي بـذي نقع
وقـد أكر وراء المحجـر الفرق
قد يعسر المـرء حيًا وهو ذو كرم
وقـد تثوب سـوام العاجز الحمق
سيكثر المال يومًا بعـد قلتـه
ويكتسي العود بعد اليبس بالورق
أبو محجن الثقفي
أتراني في كنيسة
قال البخاري: سمعت الحميدي يقول كنا عند الشافعي، فأتاه رجل فسأله عن مسألة، فقال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا، فقال الرجل للشافعي ما تقول أنت، فقال: سبحان الله تراني في كنيسة تراني في بيعة، ترى على وسطي زنارًا، أقول: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا، وأنت تقول لي ما تقول أنت.
من أغضب الجليل
قال الأصمعي: تلوت على أعرابي والذاريات فلما بلغت: ﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ﴾ (الذاريات: 22)، قال: حسبك، وقام إلى ناقته فنحرها ووزعها على من أقبل وأدبر، وعمد إلى سيفه فكسره، وولى فلقيته بالطواف قد نحل جسمه وأصفر لونه، فسلم عليّ واستقرأني السورة فلما بلغت، وقال قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقًا فهل وجدتم غير هذا، فقرأت: ﴿فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَاْلأَرْضِ إِنَّهُ لحقّ﴾ (الذاريات: 23)، فصاح وقال: سبحان الله من ذا الذي أغضب الجليل حتى حلف؟؟ قالها ثلاثًا فخرجت معها روحه.
فيض المقدير- المناوى
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل