العنوان من شذرات القلم (عدد 297)
الكاتب عبد العزيز الحمد
تاريخ النشر الثلاثاء 27-أبريل-1976
مشاهدات 12
نشر في العدد 297
نشر في الصفحة 34
الثلاثاء 27-أبريل-1976
•كم كانوا يخسرون
«لقد كان في استطاعة المؤمنين أن ينجوا بحياتهم في مقابل الهزيمة لإيمانهم. ولكن كم كانوا يخسرون هم أنفسهم؟ وكم كانت البشرية كلها تخسر؟
كم كانوا يخسرون وهم يقتلون هذا المعنى الكبير معنى زهادة الحياة بلا عقيدة وبشاعتها بلا حرية وانحطاطها حين يسيطر الطغاة على الأرواح بعد سيطرتهم على الأجساد؟
إنه معنى كريم جدًا، ومعنى كبير جدًا هذا الذي ربحوه، وهم بعد في الأرض ربحوه وهم يجدون مس النار، فتحترق أجسادهم الفانية وينتصر هذا المعنى الكريم الذي تزكيه النار.
معالم في الطريق
•كيف تنصح أخاك؟
قال حاتم الأصم: إذا رأيت من أخيك عيبًا فإن كتمت عنه فقد خنته، وإن قلته لغيره فقد اغتبته، وإن واجهته به أوحشته، فقال كيف أصنع؟ قال تكنى عنه وتعرّض به وتجعله في جملة الحديث.
•أيها الحائر:
قلت للرجل الواقف على باب العام- أول السنة- أعطني نورًا استضئ به في هذا الغيب المجهول فإني حائر، فقال لي: ضع يدك في يد الله فإنه سيهديك سواء السبيل.
وعلى مفترق الطرق وقف الساري الكليل في موكب الزمن يلقى نظرة إلى الوراء ليستعرض ما لقى من عناء السفر ومتاعب السير ويلقى بنظره إلى الأمام يتكشف ما بقي من مراحل الطريق.
أيها الحائر في بيداء الحياة، إلى متى التيه والضلال وبيدك المصباح المنير ﴿قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ (المائدة: 15-16).
حسن البنا
* بين الحسنة والسيئة
عن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: يقول الله عز وجل «إذا أراد عبدي أن يعمل سيئة فلا تكتبوها حتى يعملها فإن عملها فاكتبوها بمثلها، وإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنة، وإن أراد أن يعمل حسنة، فلم يعملها، فاكتبوها له حسنة فإن عملها فاكتبوها بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف».
رواه البخاري ومسلم
* الله أكبر:
بين الوقت والوقت من اليوم تدق ساعة الإسلام بهذا الرنين الله أكبر، الله أكبر، كما تدق الساعة في موضع ليتكلم الوقت برنينها.
بين ساعات وساعات من اليوم يعرض كل مؤمن حسابه فيقوم بين يدي الله ويرفعه إليه وكيف يكون من لا يزال ينتظر طوال عمره فيما بين ساعات وساعات- الله أكبر؟
الرافعي- وحي القلم
* وما قدروا الله حق قدره:
إن إحدى العناكب- جمع عنكبوت- المائية تصنع لنفسها عشًّا على شكل منطاد- بالون- من خيوط بيت العنكبوت وتعلقه بشيء ما تحت الماء، ثم تمسك ببراعة فقاعة هواء في شعر تحت جسمها؟ وتحملها إلى الماء، ثم تطلقها تحت العش، ثم تكرر هذه العملية حتى ينتفخ العش وعندئذ تلد صغارها وتربيها آمنة عليها من هبوب الهواء، فها هنا نجد طريقة النسج بما يشمله من هندسة وتركيب وملاحه جوية.
-العلم يدعو إلى الإيمان-
* من سوء الحيل:
اختصم رجلان في شاه وقد أخذ كل منهما بأذنها فجاء رجل فقالا له قد رضينا بحكمك، فقال إن رضيتما بحكمي فليحلف كل واحد منكما بالطلاق أنه لا يرجع فيما أحكم به فحلفا فقال: خلياها فخلياها، فأخذ أذنها وساقها لنفسه فجعلا ينظران إليه ولا يقدران على كلامه.
* شعر:
يا من يجيب دعا المضطر في الظلم /// يا كاشف الضر والبلوى مع السقم
قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا /// وأنت يا حي يا قيوم لم تنم
أدعوك ربي حزينا هائمًا قلقًا /// فارحم بكائي بحق البيت والحرم
إن كان جودك لا يرجوه ذو سفه /// فمن يجود على العاصين بالكرم.
* تواضع عمر:
قال عمر رضى الله عنه: أيها الناس لقد رأيتني أرعى على خالات لي من بني مخزوم فيقبض لي القبضة من التمر والزبيب فأظل اليوم وأي يوم فقال له عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه والله يا أمير المؤمنين ما زدت على أن قصرت بنفسك، فقال عمر رضى الله عنه ويحك يا ابن عوف إني خلوت بنفسي فحدثتني فقالت: أنت أمير المؤمنين فمن ذا أفضل منك؟ فأردت أن أعرفها نفسها.
إعداد: عبد العزيز الحَمد
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل