العنوان من يقف ضد العمل الإسلامي في الكويت؟
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 30-ديسمبر-1997
مشاهدات 13
نشر في العدد 1282
نشر في الصفحة 9
الثلاثاء 30-ديسمبر-1997
ابتُلي القلم بمن أمسك به من تلامذة الغزو الفكري الاستعماري وحوله إلى معول هدم لقيم الخير والفضيلة، وسخره لخدمة الشر والرذيلة، وهؤلاء رغم أنهم قلة في الكويت الطيبة المعطاءة قد لا يتجاوز عددهم عشرة أشخاص إلا أنهم يثيرون ضجيجًا وصراخًا ممقوتين كالطبل الأجوف يسوؤهم فعل الخير، ويعلو صراخهم إذا سمعوا عن إنجازات الخيرين من أبناء الكويت في الداخل أو الخارج ولأنهم متفقون على توزيع الأدوار فيما بينهم والإسراف في الحديث والكتابة، فإن البعض يحسبهم كثيرًا وما هم بكثير، بل هم كغثاء السيل لا يمثلون إلا أنفسهم الشريرة. ودعونا نستعرض بعض هذه الشخصيات وما يفعلون من خير أو شر، فأما الشر فيقرؤه الجميع على صفحات الجرائد والمجلات، وأما الخير فلا أثر له منهم على أرض الواقع، ولا يذكر لأحد منهم عمل خير أو معروف. وأما مسالكهم وسلوكياتهم فهي مما نأبى أن نخوض فيه، ويكفي أن نقول إن بعضهم خرج أيام الغزو الغاشم يقول للعراقيين إنه بعثي مثلهم، وعاد فقبع في سرداب بيته غارقًا في سكره وغيبوبته وأكثر من ثلاثة منهم لهم سجل حافل في وزارة العدل وقد أدينوا في المحاكم في قضايا مخلة بالدين والأمانة، وقسم منهم تاريخه القديم والحديث مملوء بالمنكر والرذيلة، وانتماءات بعضهم للماسونية اليهودية معروفة، وانتماءات آخرين للشعوبية الدخيلة أيضًا معروفة. هؤلاء التافهون يريدون أن يقفوا ضد التوجه الإسلامي في الكويت ولكن هيهات، فهم كما قال الشاعر:
كناطح صخرة يومًا ليوهنها *** فلم يضرها وأوهى قرنَهُ الوعلُ
وكما أسلفنا فإن هؤلاء قلة في مجتمعنا والحمد لله، فيما نجد كثيرًا من الكتاب الواعين الذين لا يترددون عن نصرة الخير ودعمه والدعوة إلى التمسك بقيم الإسلام وأخلاقه. في الكويت عشرات من جمعيات النفع العام، وعلى الأخص الجمعيات الخيرية الإسلامية مثل الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وجمعية الإصلاح الاجتماعي، وجمعية إحياء التراث، ولجنة إفريقيا وجمعية عبد الله النوري الخيرية، وجمعية النجاة الخيرية، وصندوق إعانة المرضى، وغيرها كثير من جمعيات النفع العام التي تقوم بجهد كبير وعمل واسع على الساحتين المحلية والعالمية ونشاطاتها ظاهرة جلية في إفريقيا وشرق وجنوب شرق آسيا وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، وبلدان إسلامية أخرى، وبواسطة هذه الجمعيات تأخذ تبرعات أهل الخير ووصاياهم طريقها إلى المساجد والمدارس ودور العلم وإلى مشاريع كفالة الأيتام وإرسال البعثات وإنشاء المراكز الصحية والمهنية لمعالجة أبناء المسلمين وتعليمهم. إن بعض هذه الجمعيات واللجان الكويتية قام بعمل كبير، والأرقام خير دليل على ذلك:
فقد بنت هذه اللجان أكثر من 5 آلاف مسجد وحفرت أكثر من 9 آلاف بئر، وبنت أكثر من ۱۱۰۰ مركز صحي ومستشفى، وكفلت أكثر من ٣٠ ألف يتيم ووزعت أكثر من ١٠ ملايين كتيب و٤٥ ألف مكتبة على طلاب العلم، وأنشأت إذاعة بعشر لغات تغطي ١٦ دولة، و۲۰مركزًا للتدريب المهني و٤٠ مشروعًا إنتاجيًا. وهناك ما يربو على خمسين لجنة زكاة منتشرة في جميع أنحاء الكويت تجمع من داخل الكويت وتوزع داخل الكويت، أما الأعمال الخارجية فتتم وفقًا لوصايا أهل الخير الذين يشترطون المكان والمشروع الذي يتم فيه العمل الخيري في أي بقعة من العالم يحددونها. ونقول لهؤلاء الذين يتهجمون على الإسلام والعمل الإسلامي هذه بعض منجزات الجمعيات والهيئات الإسلامية الخيرية في الكويت فماذا فعلتم أنتم؟ وماذا قدمتم؟ هل بنيتم مسجدًا؟ هل بنيتم مدرسة؟ هل بنيتم دارًا للأيتام؟ هل بنيتم مركزًا صحيًا أو مهنيًا؟ هل ساعدتم فقيرًا محتاجًا؟
إن أعداء الإسلام يحاولون النيل منه وهم يستعينون ببعض الأقلام التي تسير في ركابهم للطعن في الإسلام والمسلمين وتشويه الحقائق. والمجتمع التي أخذت موقفًا هادئًا إزاء هذه الحملات سوف تتصدى لهؤلاء الذين أصبحوا سبة لأوطانهم وقيمها وأخلاقها حتى يرتدعوا عن غيهم. وإن المسلمين في الكويت لسائرون بخطى ثابتة إن شاء الله لا يلتفتون إلى الخلف ولا يضرهم من عاداهم وإنما الجرم كل الجرم على أولئك الذين افتروا على الله الكذب، ولذلك نقول لهم: ﴿اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ (التوبة: ١١٩).. ندعو الله أن يهديهم إلى سواء السبيل.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
برقية جمعية الإصلاح الاجتماعي إلى مؤتمر وزراء التربية العرب في ليبيا
نشر في العدد 3
113
الثلاثاء 31-مارس-1970