العنوان مواكب الشهداء (25)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 01-سبتمبر-1970
مشاهدات 20
نشر في العدد 25
نشر في الصفحة 2
الثلاثاء 01-سبتمبر-1970
بسم الله الرحمن الرحيم
لعقلك وقلبك
مواكب الشهداء
شهيد غدر اليهود، ونقضهم للعهود، اهتز لجنازته عرش الرحمن!
· وإليكم قصته: وصلت الأنباء إلى القائد الرسول صلوات الله عليه، تفيد أن قريشًا وحلفاءها قد اجمعوا أمرهم على غزو المسلمين في المدينة؛ واعدوا لهذا الهجوم عشرة آلاف مقاتل، فيهم ما يقرب من سبعمائة فارس! بينما تعداد الجيش الإسلامي لا يزيد عن ثلاثة آلاف مقاتل
· واستقر رأي المسلمين على البقاء في بلدهم يحصنونها ولا يخرجون لمواجهة هذا الجيش اللجب.
· وعاهد القائد الأعلى اليهود المجاورين له من بني قريظة على عدم الاعتداء واستعار منهم المكاتل وأدوات الحفر للخندق الذي ارتأى المسلمون حفره حول المدينة وساهم في الحفر بنفسه القائد عليه السلام.
· وبينما المسلمون يشتد عليهم الحصار، والضائقة الاقتصادية تأخذ بخناقهم، ويتسلل المنافقون هروبًا من العمل، ويشيعون الهزيمة في صفوف الصامدين، ويصيح المنهزمون في أنفسهم من أمثال معتب بن قشير (كان محمد يعدنا أن نأخذ كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط)
وأخذوا يدعون إلى الاستسلام و الانهزام حيث نزل فيهم القرآن ﴿قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلًا أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا﴾ ( الأحزاب: 18-19)
· في هذا الموقف العصيب تأتي الأنباء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اليهود قد نقضوا العهد، واجتمـع زعماؤهم سرًا بالمشركين! فلم يجد القائد عليه السلام إلا أن يفرق جمع الحلفاء المشركين ففكر أن يصالح بني غطفان على الرجوع نظير ثلث ثمار المدينة، ووقف يستشير أصحابه!
لكن سعد بن معاذ قال لـه يا رسول الله: أمرًا تحبه فنصنعه؟ أم شيئًا أمرك الله به لابد لنا من العمل به؟ أم شيئًا تصنعه لنا؟ قال: بـل شيء أصنعه لكم، والله ما أصنع ذلك إلا لأني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة، وكالبوكم من كل جانب، فأردت أن أكسر من شوكتهم إلـى أمر ما!
فقال سعد: يا رسول الله قد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك بالله وعبادة الأوثان، لا نعبد الله ولا نعرفه، وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها إلا قرى «أي استضافة» أو بيعًا، أفحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا له، وأعزنا بك وبه، نعطهم أموالنا؟! والله ما لنا بهذا من حاجة، والله لا نعطيهم إلا السيف حتى يحكم الله بيننا وبينهم، قال عليه السلام «فأنت وذاك، فتناول سعد الصحيفة «مسودة المعاهدة» فمحا ما فيها من الكتاب ثم قال ليجهدوا علينا!».
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
بسرعة الصاروخ.. كيف سرَّعت دول عربية التغيير فـي المناهـج الدراسيــة لمصلحــة اليهــود؟
نشر في العدد 2180
30
الخميس 01-يونيو-2023