العنوان الشيخ البيانوني يصرح للمجتمع: سيسمع العالم عن عملياتنا
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 21-يوليو-1981
مشاهدات 16
نشر في العدد 537
نشر في الصفحة 16
الثلاثاء 21-يوليو-1981
- المقابلة تلقي بالضوء الكاشف على حقيقة الصراع الدائر في إحدى
الدول الشقيقة.
- البيانوني! الاتجاه الإسلامي لم يختر الثورة في
البدء، وإنما اضطر إلى حمل السلاح دفاعًا عن وجود الشعب وحقوقه.
- وثائق تاريخية تؤكد أن اليهود والاستعمار خططوا لإقامة دويلات
طائفية تكون حاجزًا بين اليهود والمسلمين.
- الأمين العام للجبهة يقول: إن الطائفية النصيرية بدأت تفكر
لتكفر والطريق أمامها لا يزال مفتوحًا.
- في أحداث «آذار-مارس» كان المتظاهرون يكشفون عن
صدورهم للرصاص غير مبالين بالموت في سبيل الله.
- البيانوني يؤكد: لا خلاف بين الإخوان المسلمين على
شيء.. والجميع لقيادة مركزية واحدة.
- مصادر تسليح المجاهدين: الغنائم- السوق الحرة- تصنيع
المجاهدين الذاتي.
- البيانوني يشيد بأوضاع المجاهدين ويقول: إذا طال الصراع فسيرى
العدو منا عجبًا.
- القدرة على الحسم في قبضة القيادة منذ زمن، ولا نظن أن
شيئًا ما يغيب عن خطتنا، وإن غدًا لناظره قريب.
- سيكون هناك ميثاق سياسي تلتقي عليه جميع الطوائف بحيث يشارك
الجميع في الحكم على أساس إسلامية الدولة.
استبشر المسلمون خيرًا عندما وقفت الجهات الإسلامية المقاتلة
للنصيرية في جبهة واحدة وهي تواجه عدوها الشرس بالحديد والنار بغية رفع الظلم
والحيف عن المسلمين المستضعفين في أحد أقطار العالم الإسلامي، وتنبثق عن الجبهة
الإسلامية أمانة عامة يرأسها فضيلة الشيخ محمد أبوالنصر البيانوني الذي ينال
تقديرًا طيبًا في الأوساط الإسلامية، وقد سنحت الفرصة «للمجتمع» أن
تلتقي بفضيلة الشيخ البيانوني الذي تحدث إلينا عن طبيعة الحركة الجهادية وتكوينها
وظروفها وثمارها ومستقبلها، وذلك في رده على أسئلتنا ضمن الحوار التالي:
السؤال الأول:
فضيلة الشيخ: يتساءل بعض الصحفيين سواء على
المستوى العربي أو الدولي، قائلين: لماذا اختار الاتجاه الإسلامي دولة من دول
الصمود والرفض، رفضت جميع معاهدات «كامب ديفيد» وكل المخططات اليهودية
والصهيونية، وهي من الدول الثورية، اختارها ليثور عليها؟
الحقيقة.. إن الاتجاه الإسلامي لم يختر تفجير الثورة
في «...»، وإنما اضطر المسلمون إلى حمل السلاح، دفاعًا عن وجودهم وحقوقهم،
بعدما حاول النظام الطائفي أن يعمل على استئصال الإسلام والمسلمين، وذلك
باعتقال وقتل كل من يرتفع له صوت في الدعوة إلى الإسلام، وقد انكشفت نيات هذا
النظام العدوانية، فيما قال الطاغية في مؤتمرات الحزب، كما نقلنا بعضًا منه، في
المذكرة التي رفعتها قيادة الثورة الإسلامية إلى مؤتمر القمة في الطائف، فلم يكن
أمام الاتجاه الإسلامي خيار إلا أن ينفذ قوله تعالى: ﴿فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ ۚ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ عَسَى
اللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا
وَأَشَدُّ تَنكِيلًا﴾ (النساء:84)، ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ
بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ (الحج:39)
إلى غير ذلك من النصوص التي توجب على المسلمين أن يدفعوا عن أنفسهم الظلم والعدوان.
هذا ولقد كان الاتجاه الإسلامي، يرغب بالوصول إلى إقامة الحكم
الإسلامي، عن طريق الحرية السياسية، القائمة على أساس الإقناع والتنافس الحر.. فلما
لم يجد من الطغاة إلا لغة البطش والإرهاب، لم يجد بُدًا من الرد باللغة الوحيدة
التي يفهمها الخصم.
ولو استعرضنا تاريخ الحركة الإسلامية في بلدنا، لرأينا أنها لم
تحمل السلاح في وجه خصومها من أعداء الله، إلا بعد أن استشهد الكثير من أبنائها
تحت التعذيب في أقبية السجون، ضمن خطة تهدف إلى تصفية العاملين المخلصين في الحقل
الإسلامي.
ولقد حاول النظام الطائفي، أن يفسر تصاعد الثورة الإسلامية، على
ضوء رفضه -كما يزعم- لاتفاقات «كامب ديفيد» علمًا بأن أول
حادثة اغتيال قام بها المجاهدون، هي قتل الرائد «غرة»، إنما كانت بعد
استشهاد الأخ «حسن عصفور»- رحمه الله تعالى- الذي قتله المجرم «غرة» تحت
التعذيب، وكان ذلك قبل معاهدة «كامب ديفيد» بسنين، كما لم تتوسع دائرة
العمليات الجهادية إلا بعد أن قتلت السلطة الشهيد «مروان حديد»- رحمه
الله تعالى- في حزیران 1976، وكان ذلك قبل «كامب ديفيد» أيضًا، ومن هنا
تظهر مغالطات النظام الطائفي، ومكره وخداعه..
أما أن النظام الطائفي في بلدنا، يرفض كل المخططات اليهودية
والصهيونية، فلم يعد داع للتعليق على ذلك، بعدما عرف الناس الكثير عن خياناته
كتسليم الجولان، ومهزلة حرب 73، وما كان بعدها من فصل القوات، وما كان من خدمته
المفضوحة لتلك المخططات على أرض لبنان.
ونرى أن في تكتم الإعلام العربي على فضائح هذا النظام، وجرائمه
في «...» وغيرها، وإغفاله لحركة الثورة الإسلامية أكبر دليل على عمالة هذا
النظام للشرق والغرب، ونزاهة اتجاه الثورة الإسلامية.
السؤال الثاني:
كيف نستطيع أن نتصور أن الطائفة النصيرية بنسبتها
القليلة، استطاعت أن تسيطر على جميع المراكز القيادية، وتحكم هذا البلد بأغلبيته
المسلمة؟
أنتم تعلمون أن «...» بعد الاستقلال مرت بصراعات
سياسية، وانقلابات عسكرية، كانت خلالها الأقليات تسعى للمحافظة على كيانها،
بالانتساب إلى الجيش، ونتيجة لذلك: فقد أصبحت العصبية الأقوى في الجيش للأقليات،
وعلى مذهب «ابن خلدون» لابد أن يؤول الحكم للعصبية الأقوى، وكان ذلك، ثم
دخلت الأقليات نفسها في صراع، وكانت العصبية الأقوى للنصيريين، الذين اتخذوا من
حزب البعث وشعاراته واجهة لهم، فآل إليهم الحكم، فعملوا على إبعاد كل معارض لهم،
وسيطروا على كافة المراكز الحساسة في الجيش ومرافق الدولة الهامة، على الرغم من
نسبتهم القليلة، وكثرة الجهل والتخلف فيهم، وساعدهم على تلك غفلة بعض المسلمين
آنذاك، وسير بعضهم الآخر في ركابهم حرصًا على تحقيق منافعهم وأهوائهم.
وحركة الجهاد المباركة ستنهي هذه الأوضاع الشاذة التي دمرت
البلاد، وأشاعت الفساد -بإذن الله عز وجل.
السؤال الثالث:
ما حقيقة المقولة التي تفيد أن النصيريين سيؤسسون
دولة نصيرية لهم في منطقة الساحل، وستكون حائلًا بين المسلمين في «...» وبين
اليهود في الأرض المحتلة؟
الجواب:
هذه المقولة صحيحة، وهي ترجع في جذورها إلى بدايات القرن
العشرين، ونجد مظاهرها، في كثير من وثائق التخطيط الاستعماري، وإذا رجعنا إلى
محادثات «سايكس بيكو» بين البريطانيين والفرنسيين، وإلى الرسائل
المتبادلة بين الشريف «حسين» وبين دول الحلفاء، لوجدنا أن الحلفاء كانوا
يصرون على أن تكون سواحل البحر الأبيض الشرقية خارجة عن خريطة العالم العربي،
وأعطى الاستعمار الفرنسي هذا الموضوع صيغته العملية، فأنشأ دولة النصيريين، وأطلق
عليها اسم «العلويين» وبعد ذلك تتابعت المخططات، وأعطى اليهود جزءًا من
هذا الساحل، ولو رجعنا إلى كتاب "خنجر إسرائيل"، وهو وثيقة سياسية
وعسكرية هامة، لوجدنا أن اليهود يخططون لإقامة دويلات طائفية صغيرة وعاجزة،
يتحكمون فيها، وتكون تحت حمايتهم، وتحول بين دولتهم وبين العالم الإسلامي من أن
يفاجئهم بأي موقف ولعل الأحداث الأخيرة التي قام بها النصيريون في تركيا أحد خيوط
هذه المؤامرة الانفصالية الخبيثة.
ولكن شعبنا الذي أجهض الدولة النصيرية الأولى، جدير بإجهاض هذه
المخططات -بإذن الله تعالى- وكما كان لبعض عقلاء الطائفة في الماضي دور في
هذا الإجهاض، فإننا نهيب الآن بالمتعقلين منهم أن يفكروا..
السؤال الرابع:
هل تعتقدون أن الطائفة النصيرية متعاطفة مع
النظام الحاكم في بلدكم؟
الجواب:
نستطيع أن نقول- بكل أسف: أن النظام هناك استطاع أن
يجر كثيرًا من أبناء الطائفة إلى مساندته في معركته الخاسرة، بعد أن أوهمهم أن
الشعب يهدف إلى القضاء عليهم، ولكننا نتيجة للأحداث، نعتقد أن الطائفة النصيرية،
بدأت تفكر لتكفر، والطريق أمامها لايزال مفتوحًا لتسهم بشكل إيجابي، حتى لا تبلغ
المأساة نهايتها.
السؤال الخامس:
هل تعتقدون أن الوضع الداخلي
في «...» لصالح الثورة الإسلامية أم أن الشعب بدأ يتململ ويسأم،
ويقول: كفانا خسائر؟
الجواب:
لا شك أن شعبنا الأعزل، قَدَّم العظيم من التضحيات، وتحمل
الكثير من الظلم والاضطهاد، ولكنه على الرغم من كل ذلك، يزداد قناعة يومًا
بعد يوم بسلامة الطريق الشاق الذي سلكناه في سبيل إنقاذه من هذا الأخطبوط الطائفي
الخبيث.
ومما يؤكد قناعة الشعب في «...» بكل فئاته، بصحة
طريقنا، التفافه حول ثورته الإسلامية المباركة الذي عبر عنه أحسن تعبير، في غضبته
الثائرة، في أحداث آذار -مارس- عام ١٩٨٠، ولا يزال يقدم كل يوم قوافل جديدة تنضم
إلى مسيرة الجهاد المباركة.
السؤال السادس:
ما أحداث آذار- مارس- ۱۹۸۰، التي أشرتم إليها في جوابكم؟
الجواب:
لقد شهدت «...» في تلك الفترة، انتفاضة شعبية شاملة،
خرج فيها عشرات الألوف من أبناء الشعب يعلنون غضبتهم على النظام والفساد، هاتفين
بانتصار الثورة الإسلامية، وسقوط النظام الطائفي وأذنابه، ولقد عمدت السلطة
الباغية وقتئذ إلى تفريق هذه المظاهرات الغاضية بإطلاق النار على تلك الجموع، مما
أدى إلى سقوط المئات من القتلى والجرحى، وكان المتظاهرون يكشفون عن صدورهم للرصاص،
غير مبالين بالموت في سبيل الله، ومتحدين قوات البغي والإرهاب وأعقب ذلك
إضراب عام لمدة أسبوعين شاركت فيه فئات الشعب كافة.
السؤال السابع:
تكتب الصحف- بعض الأحيان- أن الذين يقومون
بالثورة هم «الإخوان المسلمون» ويتحدثون عن الخلافات بين فصائلهم، وبين
قياداتهم، فلا أدري.. وباعتبارك الأمين العام للجبهة الإسلامية هل تعطينا
فكرة عن حقيقة هذه الأمور؟
الجواب:
بعد أن فجرت «الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين» الثورة،
سارع الكثير من أفراد الجماعات الإسلامية الأخرى إلى الالتحاق بركب الجهاد،
وإيمانًا من «الإخوان المسلمين» بفريضة اتحاد فصائلهم، فقد اتحدوا بعد
خلاف، واجتمعت كلمتهم تحت قيادة مركزية واحدة، كما تجمع المسلمون هناك تحت
راية «الجبهة الإسلامية» والشعب ملتف حول ثورته المباركة؛ لأنه متيقن أن
ثورته الإسلامية ستكفل للجميع حقوقهم، وتحقق لهم تطلعاتهم، وسيصل برها وعدلها لكل
مواطن، وكل المواطنين يدركون أن الإسلام رحمة وعدل، وقد اتصل بنا الكثيرون من غير
المسلمين، وأعلنوا لنا أنهم يقبلون إسلامية جمهوريتنا وأن الإسلام مصدر التشريع
والتقنين فيها.
السؤال الثامن:
هل «الفئة المقاتلة في
مدينة «ح ...» والتي هي تحت قيادة «عدنان عقلة» انضمت
إلى «الإخوان المسلمين»؟
الجواب:
أنا أؤكد أن جميع فصائل الإخوان المسلمين بمن فيهم
الأخ «عدنان عقلة» وإخوانه يلتقون على قيادة واحدة، والحمد لله.
السؤال التاسع:
أسألك سؤالًا خاصًا: لماذا استقر عليك الرأي
في أن تكون الأمين العام للجبهة الإسلامية؟
الجواب:
أنا أرى أن هذا السؤال ينبغي أن يوجه إلى غيري، ومع ذلك فلعل الإخوة
وقع اختيارهم عليّ لأنني فيما يبدو أشكل قاسمًا مشتركًا بين جهات راغبة بالتلاحم،
فالإخوان المسلمون يعتبرونني صديقهم، والعلماء يعتبرونني منهم، وليس بيني وبين أي
تشکیل إسلامي آخر بُعد أو خلاف، وأسال الله أن يعينني على القيام بأعباء هذه
المسؤولية خير قيام.
السؤال العاشر:
ما هي الجبهة الإسلامية؟ هل هي عبارة عن تنظيم
سياسي، أَم قيادة للعمل الجهادي داخل «...» أَم هي حكومة ظل؟
الجواب:
الجبهة الإسلامية في تجمع يضم المتعاونين من المسلمين
في «...». على مختلف جماعاتهم، وهيئاتهم وتنظيماتهم. لتحقيق الأهداف
المنشودة، كما جاء تعريفها في «الميثاق» وهي بمثابة القيادة للثورة
الإسلامية، في جميع مجالاتها الفكرية والسياسية والجهادية.
السؤال الحادي عشر:
هل يلتزم الجميع بآراء الجبهة -أي
المشاركون- وهل يعطون البيعة لأمينها العام؟
الجواب:
تعتبر الجبهة مبدأ الشورى ركنًا أصيلًا في عملها ورسم سياساتها
واتخاذ قراراتها، وهي ملزمة لجميع الأعضاء المشاركين، كما ورد ذلك واضحًا
في «ميثاق الجبهة الإسلامية»، أما موضوع البيعة، فلم يحن وقت
الحديث عنه الآن.
السؤال الثاني عشر:
كيف تحصلون على السلاح؟ وما هي مصادر أسلحتكم؟ مع
أن سوق السلاح محصور جدًا، ومعظم الدول العربية تمنع بيع السلاح داخلها، ومن أين
تأتيكم الأموال لشراء الأسلحة، وهي باهظة السعر؟
الجواب:
لقد بدأ المجاهدون القتال بالمتوافر من السلاح، وبما كانوا
يغنمون من عدوهم، والسوق الحرة واسعة، وإمكانية التصنيع موجودة، والثقافة
العسكرية للمجاهدين تنمو شيئًا فشيئًا، وإذا طال الصراع -لا سمح
الله- فسيرى العدو منا عجبًا..
وأما أموالنا فمن جيوب جميع المسلمين في العالم، ولا عجب في
ذلك، إذ إن المسلمين في كل مكان يعتبرون الثورة الإسلامية في «...» ثورتهم،
فهم لا يبخلون بأموالهم عن دعم إخوانهم المجاهدين الذين يبذلون أموالهم وأنفسهم في
سبيل الله.
السؤال الثالث عشر:
هل دفعت لكم بعض الدول أموالًا معينة، أو عرضت
عليكم، وقبلتم ذلك؟
الجواب:
أؤكد لكم أن الممول الوحيد للحركة الجهادية في «...»، إنما
هم المسلمون في كافة أنحاء العالم.
السؤال الرابع عشر:
ما حقيقة مساعدة الأردن والعراق لكم؟
الجواب:
هذه الدول ترفض تسليم أي مسلم يمر عبر أراضيها، فارًا بدينه
ونفسه، إلى السلطة الطائفية في بلدنا، وخاصة بعدما صدر المرسوم (49) القاضي
بإعدام كل من انتسب للإخوان المسلمين، ونحن نشكر ونكبر فيهم هذا الموقف الإنساني
النبيل.
السؤال الخامس عشر:
أين يتم تدريب عناصركم، وهل لكم قواعد للتدريب في
الأقطار العربية المجاورة؟
الجواب:
يتم تدريب عناصرنا داخل بلدنا نفسه، والمناطق التي تساعد على ذلك
كثيرة، والسلطة مقتنعة بذلك تمامًا، غير أنها تتهم بعض الدول المجاورة، بإقامة
معسكرات تدريب فيها، تغطية لعجزها عن كشف قواعد التدريب، وتبريرًا لمواقفها
العدائية من تلك الدول.
السؤال السادس عشر:
إذا كنتم تنفون أن يكون لكم قواعد تدريب في
الأردن، فلماذا يعادي النظام الطائفي الأردن ويكيد له؟
الجواب:
بكل بساطة إن النظام الطائفي عندنا يعادي الأردن ويكيد له لعدة
أسباب منها:
أنه وقف إلى جانب العراق في حربه ضد إيران، بينما يقف النظام
الطائفي إلى جانب إیران في هذه الحرب، ولأنه لم يلتق معه على ضرب الإسلام
والمسلمين، ولم يوافقه على تسليم أي مواطن، يمر عبر أراضيه ليعدمه، ولقد
سمعتم في خطاب الطاغية «...» كيف أنه عرض على الملك «حسين» أن يسمح
له بملاحقة أعداء النظام الأردني على الأرض «...». في مقابل أن يلاحق هو
أعداءه على الأرض الأردنية، فهل سمع عقلاء العالم عن مجنون يقترح مثل هذا الاقتراح
البليد؟ ومن الطبيعي أن يرفض الأردن ذلك.
السؤال السابع عشر:
ما موقف الأحزاب السياسية الأخرى من الصراع
القائم بينكم وبين النظام الحاكم؟
الجواب:
الأحزاب السياسية عندنا قسمان: قسم متورط مع الحكم، وقسم
معارض للحكم، وبعض الأحزاب المعارضة لم تستطع أن تبلور معارضتها إلى خطة
حركية وبعضها تبلورت خطتها ولكن لم تستطع أن تضعها موضع التنفيذ.
السؤال الثامن عشر:
هل تعتقد أن الإخوة القادة المقاتلين، الذين
يجيدون فن القتال، والموت في سبيل الله، يجيدون أيضًا فن السياسة، وإدارة الدولة،
وتكوين علاقات دبلوماسية في هذا العالم المعقد المتشابك، وذو المصالح المترابطة؟
الجواب:
لا ينجح في الحرب في هذا العصر من لا يمتلك قدرات سياسية،
وما دمنا قد دخلنا المعركة، فالمعركة بطبيعتها تجعل الإنسان يفكر في كل ما ينفعها
ويضرها، وهذا بالضرورة يجعل آفاق القيادات تمتد عبر هذا العالم، ولذا فأنا أعتقد
أن القيادة تمتلك من القدرات السياسية والإدارية، ما يجعلها تقوم بأعباء مسؤولياتها
خير قيام، وإن غدًا لناظره قريب.
السؤال التاسع عشر:
من أين للقيادة الإسلامية المعاصرة الخبرة
السياسية، فإدارة شؤون دولة معينة، تقوم على نظریات اقتصادية معقدة، وتقوم على
نظام إداري للوزارات، وعلى نظام سياسي معين، يحاول أن يقيم علاقات مجاورة مع
الأشقاء، وبصراحة كاملة: هل المشايخ الذين يجيدون الإفتاء وإلقاء
المواعظ والدروس لديهم القدرة على إدارة الدولة؟
الجواب:
لا تظن أن هناك حركة سياسية في العالم الإسلامي تمتلك من
الطاقات والخبرات والاختصاصات ما تمتلكه الحركة الإسلامية، والحركة الإسلامية كما
تفكر في الفرد تفكر في الجهاز، وكما تفكر في التربية تفكر في الاختصاص، ولن تكون
دولة شيوخ فقط وإنما لكل رجل في دولتنا المنشودة دور ضمن اختصاصه ومؤهلاته.
السؤال العشرون:
«الخميني» كانت له نفس القدرات
والطاقات الفكرية من الخريجين «فبني صدر» مثلًا هو خريج في الاقتصاد،
وغيره من الخريجين حوله، ومع ذلك لم يستطيعوا أن يديروا دفة البلاد، بل إيران الآن
تعيش في أزمة سياسية داخلية، وفي صراعات لم تكن نموذجًا للدولة المرتقبة،
ويقال: إن فئات الشعب في إيران بدأت تتململ بعد أن كانت تطمح أن تكون هذه
الثورة هي المنقذة.
الجواب:
قد يكون ما تقوله عن الوضع في إيران صحيحًا، ولا يعني ذلك
بالضرورة أن يكون منطبقًا على وضع الثورة الإسلامية في سورية، فنحن نفكر في
المستقبل أكثر مما نفكر في الحاضر، ونفكر لما بعد الدولة أكثر مما نفكر لإقامة
الدولة، ونرجو أن تكون استعداداتنا منطلقة انطلاقًا صحيحًا من النظام الإسلامي
المتكامل ومعبرة عن طموحات شعبنا وتطلعاته.
السؤال الحادي والعشرون:
ألا تتوقع أن بعض الفئات السياسية، تتخوف فيما
إذا آل الحكم إلى الإسلاميين أن يمارسوا نفس الأسلوب الذي
مارسه «الخميني» في إيران، فيحرمون الفئات السياسية الأخرى من أن تمارس
الحكم أو تشارك فيها؟
الجواب:
لا خوف على أحد يسلم بإسلامية دولتنا، ولا يخالف الأمة في
عقيدتها، أن يحرم في ظل الثورة الإسلامية من المشاركة في الحكم، وإسلامية
دولتنا حق لا يجوز أن ينازع فيه أحد، فالإسلام قديمًا وحديثًا، هو الذي حرر
البلاد، وحرر العباد، وهو ضمانة للجميع.
السؤال الثاني والعشرون:
وبالنسبة لغير المسلمين كالنصارى مثلًا
وغيرهم، هل سيكون منهم وزراء، وهل يحق لهم دخول الجيش، باعتبار أن هناك نصوصا
شرعية قد تمنع ذلك، كيف ستتصرفون أنتم إزاء الفئات السياسية والفئات الدينية
الأخرى؟
الجواب:
نحن نعتقد أن الإسلام لا يحول دون وجود ميثاق سياسي يلتقي عليه
كل المواطنين على ضوء الإسلام، وبما لا يتناقض مع نصوصه، وعندئذ فالحرية السياسية
مصونة، وحقوق الأقليات محفوظة، ولقد أكدنا ذلك في "ميثاق الجبهة
الإسلامية".
السؤال الثالث والعشرون:
هل تتوقع لو نصر الله المجاهدين -إن شاء
الله- أن تحكم البلاد بالنظام الحزبي، بمعنى أن الحزب الواحد هو الذي يحكم
أَم أنها ستحكم بنظام ما يقال عنه ديمقراطي أو شوري؟
الجواب:
نحن نرفض فكرة أن تحكم البلاد بنظام الحزب الواحد؛ لأنها لا
تلتقي مع نظام الحكم في الإسلام الذي يقوم على مبدأ الشورى، وكفالة حرية المواطنين
ضمن النظام الإسلامي.
السؤال الرابع والعشرون:
هل ستوافقون على وجود أحزاب متعددة في البلاد،
ولو كانت ذات خط غير إسلامي؟
الجواب:
الحرية السياسية مضمونة لكل من يسلم بإسلامية «...». فإذا
ما سلمت جهة ما بذلك، فبإمكانها أن تطرح برنامجًا سياسيًا يركز على جانب من جوانب
الإصلاح، بما لا يتناقض مع أوسع الاجتهادات الفقهية.
السؤال الخامس والعشرون:
هل لكم تصور معين لدستور دولة إسلامية يعد
حاليًا؟
الجواب:
نعم، هناك مسودة إعلان دستوري معدة منذ الآن للمرحلة الأولى لما
بعد النصر، ريثما يتم انتخاب هيئة تأسيسية تضع الدستور الدائم، وأن «ميثاق
الجبهة الإسلامية» وبيان الثورة الإسلامية ومنهاجها «كل ذلك نعتبره أساسًا
نظريًا لآرائنا الدستورية.
السؤال السادس والعشرون:
هل بينكم وبين الثورة الإيرانية تعاون، وما حدود
ذلك؟
الجواب:
في الحقيقة إننا مشفقون على الثورة الإيرانية من الأخطاء التي
يتعثر بها بعض رجالاتها ولعل من أبرز الأخطاء التي وقعت فيها هي تورطها مع
نظام «...» ووضع يدها في يده الملطخة بدماء المسلمين.
السؤال السابع والعشرون:
هل أرسلتم- كما سمعنا- وفودًا إلى رجالات
الثورة الإيرانية، لعرض قضيتكم عليهم، وهل أفلحت هذه الوفود في مهمتها؟
الجواب:
نعم لقد أرسلنا وفودًا عرضت قضيتنا العادلة، ولم نر فائدة من
ذلك.
السؤال الثامن والعشرون:
نحن- ولا شك- نعتقد أن الله جل جلاله بيده
كل شيء- والغيب بيده- ولكن هل هناك عندكم بشائر للنصر في «...»،
والمعركة- كما يبدو- غير متكافئة؟
الجواب:
نحن واثقون بنصر الله، والبشائر كثيرة، ومن عرف دقائق مسيرتنا
لا يشك في ظفرنا ﴿كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً
بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ ومن الله نستمد العون.
السؤال التاسع والعشرون:
هل عندكم القدرة على الحسم، وهل تملكون إسقاط
النظام؟ وهل وضعتم في حسابكم القوى المحيطة ببلدكم، والتي لن تسمح لنظام إسلامي
يقوم في «...» وخاصة وهي على عتبة دولة إسرائيل؟
الجواب:
القدرة على الحسم في قبضة القيادة منذ زمن، ولا نظن أن شيئًا ما
يغيب عن خطتنا -بفضل الله- وإن غدًا لناظره قريب.
السؤال الثلاثون:
هل للثورة الإسلامية أنصار في الجيش؟
الجواب:
للثورة الإسلامية، أنصار في كل مجال ﴿وَمَا يَعْلَمُ
جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ﴾ ﴿وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾.
السؤال الحادي والثلاثون:
هل الدولة الإسلامية ستقيم علاقات حُسن جوار، مع
الأنظمة المجاورة لها؟
الجواب:
إن جرائم النظام الطائفي لم تقف عند حدود بلدنا فحسب، بل تعدتها
إلى الدول المجاورة، مما أدى إلى سوء العلاقات، وجعل «...» اليوم تعيش في
عزلة خانقة، ونحن سنحرص على إقامة علاقات حُسن الجوار مع الدول المجاورة، القائمة
على أساس التعاون، والاحترام المتبادل، وعدم التدخل.
السؤال الثاني والثلاثون:
ما موقفكم من المنظمات الفلسطينية، ومن قضية
تحرير فلسطين؟
الجواب:
إننا نؤكد لإخواننا الفلسطينيين، أن تحرير فلسطين يجب أن يسبقه
تحرر المقاومة الفلسطينية من هيمنة الأنظمة التي تهدف إلى تطويعها واحتوائها، وأن
يتحد الصف الفلسطيني في مواجهة المؤامرات والتحديات، وإننا نطالبهم بإعلان إسلامية
المعركة، وسنضع كل إمكانياتنا تحت تصرف الذين يعملون بإخلاص من أجل القضية
الفلسطينية.
السؤال السابع والثلاثون:
هل عندكم -فضيلة الشيخ- ما ترغبون في ذكره
في ختام هذه المقابلة؟
الجواب:
أرجو أن يعي الناس جميعًا طبيعة معركتنا العادلة وأن يزول هذا
التعتيم الإعلامي عن تحرك شعب بأكمله دفاعًا عن حريته وعقيدته وكرامته، فيسهم
أنصار الحق في كل مكان بالدور الذي يفرضه عليهم الواجب، ويمليه الشعور بالمسؤولية
أمام الله عز وجل، بوجوب وحدة المسلمين وتضامنهم «فمن أصبح لا يهتم بأمر المسلمين
فليس منهم».
ولا يسعني في ختام هذا اللقاء الكريم، إلا أن أشكركم على مزيد
اهتمامكم بالحركة الجهادية المباركة في بلادنا التي باركها رسول الله- صلى الله
عليه وسلم- وأكبر الدور الرائد الذي تقوم به مجلتكم «المجتمع» الغراء في
تنمية الوعي الإسلامي وخدمة قضايا المسلمين في مثل هذه الظروف العصيبة.
وفقكم الله وسدد خطاكم، وأخذ بأيدينا وأيديكم إلى ما فيه الخير
والسداد..
ولقاؤنا الآخر على أرض جمهوريتنا الإسلامية قريبًا بإذن الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل