العنوان موعظة بيغن الجديدة!
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 21-مارس-1978
مشاهدات 15
نشر في العدد 391
نشر في الصفحة 10
الثلاثاء 21-مارس-1978
القرار ٢٤٢ لا يدعو للانسحاب من الضفة الغربية
لاشك أن التفسير الجديد الذي ابتكره رئيس الوزراء اليهودي مناحيم بيغن لقرار مجلس الأمن رقم ٢٤٢ كان صفعة خشنة للسفير الأمريكي المتنقل ألفرد أثرتون، بل ولكل الساعين إلى إحلال السلام في الشرق الأوسط تحت المظلة الأمريكية.
يقول بيغن: إن القرار المذكور يدعو إلى إنسحاب القوات اليهودية من الأراضي العربية المحتلة، أي تلك التي كانت واقعة تحت السيادة المعترف بها لإحدى الدول العربية.
وهذا، حسب رأي بيغن، لايشمل الضفة الغربية، على إعتبار أن «إسرائيل» لم تعترف بسيــــــــادة الأردن عليها كي تنسحب منها.
ويأتي هذا التفسير انسجامًا مع النظرية اليهودية التي أعلنها بيغن عند تسلمه السلطة، والقائلة بأن القوات الإسرائيلية لم «تحتل» الضفة الغربية في حرب 5 حزيران يونيو عام ١٩٦٧، وإنما «حررت یهودا والسامره»!
ويعتقد المراقبون أن هذا يشكل تصلبًا خطرًا في الموقف الإسرائيلي، وتعتقد صحيفه نيوزويك الأمريكية أنه لو أصر بيغن على موقفه فإن ذلك سيكون «عقبة محزنة أمام مسيرة السلام». ویری كارتر أن من شأن هذا الموقف المتعنت أن «يعيدنا إلى الوراء لعدة أشهر أو سنوات».
وتضيف «نيوزويك» قائلة أن موقف بيغن الجديد يجعل من المستحيل التوصل إلى إعلان مبادئ، توقع عليه كل من مصر و «اسرائیل»، بل وسوف يكون من الصعب على الملك حسين الانضمام إلى مفاوضات السلام وهو فاقد لأي أمل بإمكانيه استرداد الأراضي التي فقدها خلال حرب عام ١٩٦٧
على الصعيد الداخلي أدى موقف حكومة بيغن إلى نشوء ردود فعل مختلفة. فقد هاجم زعماء حزب العمل المعارض سياسة بيغن.
وأدان إيغال آلون، وزير الخارجية السابق، لأنه يرى أن تبني مثل هذه السياسة من شأنه أن يحطم ويقوض محادثات السلام. وتعتقد صحيفة «دافار» الإسرائيلية أن سياسة بيغن تعطي الانطباع بأن حكومته تتهرب من معالجة القضايا الجوهرية.
وكما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية فإن أفضل شيء حدث في الشرق الأوسط منذ رحلة السادات إلى القدس هو الخلاف الموجود داخل إسرائيل حول مفاوضات السلام.
إضافة إلى الخلاف بين كتلة ليكود وحزب العمل، فقد تعاظم الخلاف داخل الحكومة الإسرائيلية ذاتها، وخاصة بين وزير الزراعة أريل شارون الذي يدعو إلى التوسع في سياسة الاستيطان، وبين وزير الدفاع عزرا وايزمان الذي دعا إلى التوقف عن إقامة المستوطنات خلال مرحلة المفاوضات مع المصريين.
وخلال هذه الأثناء، حاولت بريطانيا بطريقة متواضعة العودة إلى الدخول فى «معمعة» الشرق الأوسط! فقد أرسل رئيس الوزراء البريطاني جیمس کالاهان وزير خارجيته دافید أوين إلى المنطقة. وقد قابل أوين رئيس وزراء العدو. وأطرف ما في الأمر أن وزير الخارجية البريطاني تحدث عن بيغن بالنحو التالي:
«أنا لا أستطيع تحمل هذا الرجل، إنه لا يتحدث إليك، بل يعظك بصورة مستمرة، والأنكى من ذلك أنه يعاملك كما لو كنت طفلًا».
ثمة سؤال صغير: ماذا يمكن أن يقدم هذا الواعظ؟، القادم من أعماق التاريخ وبطون الكتب المؤلفة في بابل، لما تسميه أجهزة الإعلام «عملية إحلال السلام في الشرق الأوسط»؟؟
صحيفة كریستشن ساینس مونيتور تقول:
«الأمر المحزن بالنسبة إلى الموقف الحالي في الشرق الأوسط هو أن رئيس وزراء إسرائيل بيغن يعرقل، لغاية لا يمكن تحقيقها، أفضل فرصة توفرت حتى الآن لتحقيق السلام».
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل