; إنجازات عدنان مندريس | مجلة المجتمع

العنوان إنجازات عدنان مندريس

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 12-أكتوبر-1982

مشاهدات 11

نشر في العدد 590

نشر في الصفحة 33

الثلاثاء 12-أكتوبر-1982

مولد كتاب:

  • عدنان مندريس: افتتاح المدارس وتعليم اللغة العربية كان شغله الشاغل.

ينزل للساحة كتاب جديد هو «أربكان رجل المرحلة» وعلى الرغم أن الكتاب يتناول بالشرح والتحليل الأوضاع التي نشأت في تركيا في أعقاب قيام البروفسور نجم الدين أربكان بإنشاء حزب السلامة الوطني... ويشرح كيف استطاع هذا القائد الشجاع الذكي أن يقدم الإسلام بأسلوب علمي رائع للشعب التركي.. وأن يفعل في عشر سنوات ما يحتاجه غيره لعشرات من السنين.. وأن يهدم بذكاء وبساطة النموذج الجديد الذي حاول الغرب إقامته في تركيا والعالم الإسلامي، نموذج مصطفى كمال وعلمانيته.. 

على الرغم من تركيز الكتاب على هذه الأمور.. إلا أنه يتناول قضايا الحركة الإسلامية في العالم من خلال تجربة حزب السلامة في تركيا... ومن خلال قائده الأخ نجم الدين أربكان. 

وستنشر المجتمع تباعًا بعض فصول هذا الكتاب.

مدارس الأئمة والخطباء

من أهم إنجازات عدنان مندريس هي تلك المدارس التي أقامها في مختلف أنحاء البلاد وأطلق عليها مدارس الأئمة والخطباء.

تتألف هذه المدارس من المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وتهتم بالدراسات الإسلامية وبتعليم اللغة العربية أساسًا.

وقد أقبل عليها الشباب التركي وخاصة من القرى والأرياف إقبالًا منقطع النظير.. فالأسر التركية تتنافس في إرسال أبنائها التعليم الإسلام واللغة العربية، ولقد خرَّجت هذه المدارس منذ الخمسينات وحتى الآن جيشًا من الدعاة إلى الله، انتشر بعد تخرجه في القرى والأرياف والمدن، منهم المؤذنون ومنهم الأئمة والخطباء، ومنهم الوعاظ يعلمون الناس أمور دينهم ولو أنفقت الحركة الإسلامية في أي بلد إسلامي كل طاقاتها لما استطاعت أن تهيئ مثل هذا الجيش العظيم من الدعاة.. ولكن الله يهيئ الأسباب من حيث لا يحتسب الناس.

ولقد أدرك المسلمون الواعون أهمية هذه المدارس وتأثيرها في ميدان الدعوة إلى الله فهيئوا الأسباب المساعدة الطلاب القادمين من قراهم فأقاموا لهم دورًا للطلبة ينال فيها الطالب طعامه ولباسه وبعض نفقته ولقد ساهمت في هذا المجال جمعية نشر العلم مساهمة محدودة مشكورة. 

ولا يسع المرء إلا أن يقف إجلالًا لهذا الجيل الذي تقدم فيه الشباب للخدمة مشفوعًا بتشجيع أسرته ورعاية إخوانه في الإسلام.

وكأن تركيا كلها كانت مصممة أن تخرج وبسرعة من عملية التجهيل التي فرضها عليها مصطفى كمال وأن تقابل تحدي التكفير بتحدي الإيمان.. وهيهات للزيف أن يقف في مواجهة الإيمان الصادق، كما أن أعداء الإسلام على اختلاف أسمائهم فهموا خطورة هذه المدارس فحاولوا في كل العهود التي أعقبت إعدام مندريس أن يعطلوها.. ولكن الضغط الشعبي وضعف الحكومات التي أعقبت انقلاب عام 1960م منعهم من أن يصلوا إلى غاياتهم هذه.. وعندما اشترك حزب السلامة الوطني في الحكومة لمدة محدودة في أواسط السبعينات زاد عدد هذه المدارس زيادة عظيمة. 

وإذا تأملنا هذين الخبرين.. ندرك حقيقة الموقف في هذه المدارس:

لم تستطع مدارس الأئمة والخطباء استيعاب الأعداد الكبيرة التي ترغب بالالتحاق في هذه المدارس، وتحاول جمعية نشر العلم بناء المزيد من هذه المدارس في ضواحي إستانبول([1]).

صرح وزير التربية والتعليم «إلهامي أردم» أن العدد الحالي من مدارس الأئمة والخطباء يعتبر كافيًا جدًّا، وأنه لن تقام مدرسة واحدة من هذا النوع بعد الآن. وأن هذه المدارس قد انحرفت عن مهمتها، فبعد أن كانت مهمتها الدين.. صارت مهمتها محاربة الماسونية والشيوعية وغيرها من الأمور السياسية([2]).

المعاهدة الإسلامية العالية

وهذه المعاهدة كذلك من الإنجازات الكبيرة والهامة التي تحسب لعدنان مندريس.. فقد أقام عددًا منها في المدن الكبيرة ليتابع فيها الطالب المتخرج من مدارس الأئمة والخطباء دراسته الإسلامية الجامعية ولقد أقامت هذه المعاهد فيما بينها اتحادًا لمتخرجيها أطلقوا عليه اتحاد المعاهد الإسلامية العالية «I. E. T.F» وبدأ الاتحاد بإصدار مجلة علمية إسلامية باسم «الحضارة الإسلامية»..

ولقد قامت الشخصيات التي تولت مسؤولية هذا الاتحاد بدور أساسي في السياسة الإسلامية في تركيا، وأن نظرة إلى بيانات هذا الاتحاد تعطينا فكرة عن أهمية الدور الذي كان يمارسه في هذه الفترة.

بيان اتحاد المعاهد الإسلامية العالية

وجه الاتحاد باسمه وباسم اتحاد جمعيات مدارس الأئمة والخطباء في تركيا بيانًا للشعب التركي طالب فيه وزير الإرشاد القومي التركي بما يلي:

- يجب فتح أبواب مدارس الأئمة والخطباء التي أغلقتها الدولة، فإن الشعب الذي بنى هذه المدارس من عرقه لم يبنها لكي تغلق. 

- يجب فتح المزيد من مدارس الأئمة والخطباء لاستيعاب الطلاب من مختلف المدن، وافتتاح فروع ليلية لهذه المدارس حتى يتمكن العمال والفلاحون من تلقي علومهم الإسلامية ليلًا.

- افتتاح كليات للبنات للتعليم الديني. 

- إفساح المجال أمام خريجي مدارس الأئمة والخطباء للانتساب للجامعات.

«إستانبول 1968/10/5م»

وإني ما زلت أذكر كيف تحولت المساجد التركية الكثيرة والفسيحة إلى قاعات للدرس والتحصيل.. فقد عاد المسجد الذي أرادوه مهجورا إلى الحياة مرة ثانية.. ففي كل أرجائه حلقات.. هذه حلقة تتلو القرآن وأخرى تتعلم اللغة العربية.. وكان واضحًا مدى العلاقة بين القادة المسلمين العظماء الذين بنوا هذه المساجد للعبادة والعلم معًا وبين هذا الجيل الذي أرادوه علمانيًّا فعاد إلى محاضنة الأصلية.. أرادوا قصم العلاقات بين الجيل الجديد وبين القادة بناة الحضارة.. ولكن المسجد أفسد عليهم خططهم وعلم أبناءه كل ما يلزمهم.. علمهم المسجد من بناه ومن أغلقه وحاربه.. وعلمهم المسجد من أقامه دارًا للعلم معًا ومن صاحب الفصام النكد في هذا الأمر.. وعلمهم المسجد أن الأخوة هي أخوة الإيمان التي تسجد لله على أرض المسجد، ولا قيمة بعدها لأُخُوَّة العرق والتراب كما حاولوا أن يعلموه..

كنا نتسلل إلى هذه الحلقات تعلم اللغة التركية ونتفاهم في القضية الإسلامية تغمرنا الأخوة ونستشعر رحمة الله.

الهوامش

([1]) الصحف التركية الصادرة في إستانبول بتاريخ1968/9/24 م

([2]) «وإلهامي أردم هو رجل غير إسلامي بالطبع». 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

تاريخ الإسلام في كوريا

نشر في العدد 151

12

الثلاثاء 22-مايو-1973