العنوان مَا أشبه الليلة بالبارحة
الكاتب أحمد بزيع الياسين
تاريخ النشر الثلاثاء 26-أكتوبر-1976
مشاهدات 20
نشر في العدد 322
نشر في الصفحة 34

الثلاثاء 26-أكتوبر-1976
«ما أشبه تاريخ العرب قبل الإسلام وهم في الجاهلية بحاضرهم اليوم وهم في القرن العشرين؛ عصر الحضارة والتمدن والتطور كما يقولون، ولو التفتنا إلى الوراء لوجدنا التاريخ ينبئنا أن الحروب الطاحنة بين الإخوة الأشقاء العرب في الجاهلية كانت تقوم لأتفه الأسباب أو حتى بدونها؛ يغذي ذلك عدوهم المتربص بهم والمستفيد الوحيد من ضعفهم وانشغالهم في أنفسهم، فالبلاد العربية حينذاك كان يسودها الجهل والظلم والفقر والاستعمار الروماني شمالًا والمجوسي شرقًا وجنوبًا أما وسط الجزيرة العربية فقبائل متفرقة يضرب بعضها بعضًا بلا هوادة ولا شفقة ولا رحمة وهم بذلك يفتخرون، جهل مطبق ورعونه مستشرية، حتى أشرق الإسلام بنوره من بطحاء مكة المكرمة- ببعثه المصطفى الصادق الأمين محمد- صلى الله عليه وسلم- عبد الله ورسوله فعم النور وتبدد الظلام واعتنق العرب دين الإسلام وانتشر في المعمورة بين شعوب العالم وأصبحت أخوة الإسلام تجمعهم والعدل والإحسان هدفهم والمحبة والإيثار أخلاقهم، فأضحت بذلك أمة الإسلام رائدة العالم حقبة من الزمن رغم أنف الموتورين والذين هم لها بالمرصاد ويعملون جاهدين لاسترجاع سيادتهم الغاشمة وأطماعهم الظالمة، ولن يكون لهم ذلك إلا إذا استطاعوا أن يبعدوا المسلمين عن عقيدتهم- التي هي السبب الوحيد لعزهم ومجدهم- كما قال تعالى ﴿لَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾ (البقرة: 217)
ولقد ظهرت- في هذه الأمة- الشعارات التي لا تعد؛ المستوردة من الشرق والغرب على حد سواء، وتعرضت الأمة الإسلامية، لا سيما الأمة العربية التي هي الهدف المستهدف والقلب النابض للأمة الإسلامية، فعاد الظلم والفقر والاستعمار- بصورة أو بأخرى- إلى الواقع العربي وما يجرى الآن في الحلبة العربية لدليل قائم وواضح على أننا نحيا حياة الجاهلية والضياع مرة أخرى، حيث يضرب بعضنا رقاب بعض بلا هوادة ولا رحمة، وصدق فينا تحذير الصادق الأمين حيث قال «لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض».
فنرجو الله تعالى اللطف وأن يهيئ لهذه الأمة أمر رشد يعز به أهل الطاعة ويذل به أهل المعصية ويأمر بها بالمعروف وينهي فيها عن المنكر؛ إنه سميع مجيب وعلى ما يشاء قدير.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل

