العنوان نتائج انتشار الزنى
الكاتب د.عبدالحميد البلالي
تاريخ النشر السبت 27-مارس-2010
مشاهدات 17
نشر في العدد 1895
نشر في الصفحة 58
السبت 27-مارس-2010
تناولنا في العدد الماضي تعريف الزنى في القوانين الوضعية، وسبب انتشاره في العالم، وفي هذا العدد نتناول نتائج انتشار الزنى وما جلب للعالم من ويلات.
فاحشة وساء سبيلا
﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾ (الإسراء: 32)، وعن نتائج انتشار الزنى، يعلق الإمام الرازي على هذه الآية فيقول: «الزنى اشتمل على أنواع من المفاسد:
أولها: اختلاط الأنساب واشتباهها، فلا يعرف الإنسان أن الولد الذي أتت به الزانية أهو منه أو من غيره.
وثانيها: أنه إذا لم يوجد سبب شرعي لأجله يكون هذا الرجل أولى بهذه المرأة من غيره، لم يبق في حصول ذلك الاختصاص إلا التواثب والتقاتل.
وثالثها: أن المرأة إذا باشرت الزنى، وتمرنت عليه يستقذرها كل طبع سليم، وحينئذ لا تحصل الألفة والمحبة ولا يتم السكن.
ورابعها: أنه إذا انفتح باب الزنى فحينئذ لا يبقى لرجل اختصاص بامرأة، كل رجل يمكنه التواثب على كل امرأة شاءت وأرادت.
وخامسها: أنه ليس المقصود من المرأة مجرد قضاء الشهوة، بل تصير شريكة للرجل في ترتيب المنزل وإعداد مهماته، وهذه المهمات لا تتم إلا إذا كانت مقصورة الهمة على هذا الرجل الواحد.
وسادسها: أن الوطء يوجب الذل الشديد، والدليل عليه أن أعظم أنواع الشتم عند الناس ذكر ألفاظ الوقاع» (1).
الأمراض الجنسية
إضافة إلى ما ذكره الإمام الرازي، فإن العالم يعاني في هذا العصر مجموعة كبيرة من الأمراض الجنسية بسبب انتشار هذه الفاحشة، من أبرزها:
1- مرض الإيدز HIV؛ حيث أشارت الإحصاءات العالمية إلى أن عدد المصابين بالايدز بلغ في نهاية 2008م بين 31,1 إلى 35,8 مليونًا، وأن الذين توفوا من الإيدز منذ عام 1981م بلغوا 25 مليونًا. «ومعنى الإيدز - أي انهيار المناعة المكتسبة؛ إذ تنهار لدى المصاب الوسائل الدفاعية التي أودعها الله في جسم الإنسان لتدافع عنه، فيقع فريسة سهلة لكل الجراثيم، ويصاب بالعديد من العلل تودي أخيرًا بحياته» (2).
2- مرض الزهري (السفلس):
«عرف هذا المرض مع نهاية القرن الخامس عشر الميلادي، وهو عادة لا يصيب إلا الإنسان دون سائر مخلوقات الله، وتسببه جرثومة اسمها تريبونيما، وهي صغيرة ودقيقة جدًّا، بحيث لا ترى بالعين المجردة تقوم بخرق الجلد في منطقة ضعيفة بحركة لولبية كالمسمار، وتنتقل هذه الجرثومة من مريض إلى آخر أثناء الاتصال الجنسي» (3).
3- مرض السيلان:
«وهو من أكثر الأمراض المعدية انتشارًا في الوقت الحاضر، وقد يصاب به 200- 500 ملیون شخص في كل عام معظمهم في ريعان الشباب وكذلك ينتقل هذا المرض من إنسان إلى آخر بسبب الاتصال الجنسي» (4).
4- مرض القرحة الرخوة:
«القرحة الرخوة مرض معد ذو طبيعة حادة تسببه بكتيريا صغيرة جدًّا تدخل عن طريق الجلد والأغشية المخاطية مسببة تقرحات في أماكن دخولها يتبعها تضخم وتقيح في الغدد اللمفاوية المجاورة، ولا ينتقل هذا المرض إلا بالاتصال الجنسي» (5).
5- الورم الحبيبي اللمفاوي:
«يبدأ هذا المرض بالتهابات بسيطة، ثم يتعقد ويصبح صعبًا مع الأيام، حيث تلتهب الغدد اللمفاوية، وتمتلئ بالصديد وتسببه جرثومة تسمى كلاميديا .. وأيضا ينتقل المرض بالاتصال الجنسي» (6).
6- التهابات الإحليل المختلفة:
«وهي حالة مرضية مزعجة تصيب الرجال أكثر من النساء، وهي معدية وتسببها أنواع مختلفة من الجراثيم، وتنتقل بالاتصال الجنسي، وتنتشر بسرعة فائقة، حيث يصاحب المرض آلام عند التبول يسبب التهاب المجاري البولية، والتهاب البربخ في الخصية والتهاب البروستات» (7).
وأمراض جنسية أخرى
هذه أشهر الأمراض الجنسية التي يسببها انتشار الزنى، وهناك أمراض كثيرة غيرها، مثل الجرب (الترايكونياسس)، وتقمل العانة، و«المولوسكم»، الفيروسي، والهرش الجنسي، وثأليل الأعضاء الجنسية، والتهاب الشرج، والتهاب المستقيم، والتهاب الفرج و«فایموسس» و«بارافايموسس»... الخ.
نتيجة خطيرة
إن من أهم وأخطر النتائج التي يسببها انتشار الزنى، تضاؤل نسب الزواج، حيث بدأت هذه النتائج تظهر جلية في الغرب، بعد اكتفاء الكثير من الشباب بالعلاقة المحرمة مع الجنس الآخر، وعليه بدأ يقل النمو السكاني في الكثير من دول العالم الغربي، خاصة التي ينتشر فيها الزنى وبالمقابل يزداد عدد أبناء السفاح.
بينما عباد الرحمن بمنأى عن جميع هذه النتائج لأنهم ﴿...وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا﴾ (الفرقان: 68).
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
