العنوان المجتمع المحلي (العدد 1238)
الكاتب المحرر المحلي
تاريخ النشر الثلاثاء 11-فبراير-1997
مشاهدات 12
نشر في العدد 1238
نشر في الصفحة 10
الثلاثاء 11-فبراير-1997
سمو أمير البلاد في كلمته بمناسبة العشر الأواخر من رمضان
نحرص دائما على تجديد أنفسنا بالإسلام
-الكويت تعلم أن حقيقتها هي الإسلام الحنيف بشريعته السمحة
كعادته السنوية ألقى أمير البلاد سمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح كلمة بمناسبة العشر الأواخر من رمضان أكد فيها أن الكويت تعلم أن حقيقتها هي الإسلام الحنيف بشريعته السمحة وقيمه العليا مبينًا إننا نحرص دائما على تجديد أنفسنا بالإسلام وعلى حفظ مجتمعنا به وبأحكامه الشاملة وأخلاقه الطاهرة.
وأوضح سموه أنه لكي يكون عملنا على بصيرة كما نطق القرآن الحكيم فإن خطواتنا لابد أن تكون محسوبة لا تطيش بها الحماسة عن ضوابط الحكمة وإلا نسب إلى الشرع الإلهي تقصيرنا في الاجتهاد، وأضاف قائلًا: ومن ثم فقد أسندنا إلى اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية هذه المهمة الثقيلة وهي مهمة تربوية وتشريعية معا، وأكد سمو الأمير أن اللجنة ماضية بعزم وأناة لتحقيق حلمنا جميعًا في أن تظللنا شريعة الله مذكرًا بأن يكون الحارس الأكبر لهذه الشريعة إيمان القلوب بها، واليقين بأن السعادة الدنيوية والأخروية لا تتحقق إلا بتطبيقها كما قال سبحانه ﴿يَأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَنُ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا* فَأَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا﴾ (النساء: ١٧٤- ۱۷٥).
وقال سموه: إنه مما تعتز به الكويت أنها آمنت بالكلمة الحرة، لأنها سبيل المشاركة الفعالة والنقد البنَّاء تشيد بالصالح وتسانده، وتكشف الطالح وتقوِّمه، مشيرًا إلى أنها تستند إلى آدابنا الموروثة من التثبت قبل الاتهام، والأخذ بالرفق وإيثار الكلمة الطيبة جاعلين مصلحة الوطن فوق الأفراد والأهواء، وأضاف قائلًا: إن هذا هو ما نأمله من صحافتنا.
واختتم حديثه بالقول: إن ديننا القويم يدفعنا دائما إلى معارج النزاهة والكرامة وهذا شهر الصيام أحد معالمه وشعائره نتلمس بركة أيامه فنتضرع إلى الله أن يرفع درجات شهدائنا، وأن يرد أسرانا سالمين، وأن يحفظ الكويت ويحرسها بعينه التي لا تنام من كل شر ومكر فيه وحده العصمة.
وقال سمو الأمير لنتذكر أن الله تعالى وزع المواهب فليست هناك نفْس هي صورة مكررة عن نفس أخرى، بل كل نفس لديها ماليس لدى نفس سواها وهذا أحد الأسرار في عظمة الإنسان وكرامته التي اختصه الله بها.
وبين أن علينا وعلى الآباء والأمهات وعلى أولي العلم والخبرة أن نولي هذه النفوس اهتمامنا، وأن نهيئ لكل نفس مجالها الذي تعطي فيه ونبينا يقول: «اعملوا فكل ميسر لما خلق له»
وذكر سموه أنه ليس كل البشر مخترعين وليس كل الناس علماء فلك أو رياضيات، وليس كل بني آدم شعراء أو فلاسفة، لكن النسيج البشري خيوط متلاحمة متآزرة، وعلينا في المقام الأول أن نفجر الطاقات الكامنة في ذواتنا ونفوسنا ولها السبل لنكشف عن أغوارها لتندفع بقواها إلى العمل الذي يرضي الله ويشرف الإنسان ويبني الوطن، ففي بناء الوطن كل جهد مطلوب وكل عمل لازم مرغوب والشرف الأكبر هو العمل المفيد ولقد قال الشاعر القديم:
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها *** ولكن بأخلاق الرجال تضيق
لجنة السنابل الخيرية تواصل استثمار الصدقة الجارية في أعمال الخير
أعلن المدير التنفيذي للجنة السنابل الخيرية بالأمانة العامة للجان الخيرية وليد البدو إن لجنة السنابل من أولى اللجان الكويتية التي اهتمت بالصدقة الجارية لتحقيق الخير لكل محتاج ويتيم وأرملة ومسكين ومتعفف.
وقال البدو إن إنشاء هذه اللجنة بعيد التحرير مباشرة في مايو ۱۹۹۱م جاء تعبيرا عن شكر الله لتلك النعمة العظيمة، مضيفا أن اللجنة مازالت تسعى منذ تأسيسها إلى تحقيق أهدافها الإنسانية الرائدة من خلال إحياء سنة الصدقة الجارية وبين أن اللجنة تقوم باستثمار الصدقات في مشاريع تنفقه من ريعها على أعمال الخير المختلفة بالإضافة إلى إرشاداتها للمحسنين حول أفضل السبل في العمل الخيري من خلال تقديم المساعدة للمسلمين في مختلف بقاع الأرض.
وأضاف البدو إن الصدقة الجارية (الوقف الخيري) من أهم أعمال الخير، وجزاؤها عند الله يمتد إلى ما بعد وفاة الإنسان وهي من أحب القربات إلى الله وأوضح البدو أن من أوجه الصدقة الجارية التي ينفق عليها من ريع المال العائد الآبار والمساجد والمشاريع الإنتاجية وطباعة الكتب والمصاحف وغيرها.
واختتم البدو تصريحه بمناشدة أهل الخير إلى المساهمة في هذا العمل الخيري والذي سهل عملية التبرع والمشاركة للجميع.
الطيار الذي أنصفه القضاء الكويتي لرفضه حمل الخمور على طائرته يتحدث لـ المجتمع:
نقل الخمور على الطائرات مناقض للشريعة والقانون الكويتي
أيدت محكمة الاستئناف الحكم الذي أصدرته المحكمة الإدارية لصالح الكابتن محمد عالي القمبزان وذلك بضرورة عودته لعمله كطيار في الخطوط الجوية الكويتية وصرف كل مستحقاته المادية عن الفترة التي توقف فيها عن العمل.
وأعلن الكابتن طيار محمد القمبزان إن رفضه إدخال الخمور إلى طائرات الخطوط الجوية الكويتية جاء من منطلق حرصه والتزامه بقوانين الكويت المستمدة من الشريعة الإسلامية والتي تحرم الخمر وقال في لقاء مع المجتمع حول حيثيات قضيته مع مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية قال إن القانون يجرم نقل الخمور لخطورة وجود ركاب مخمورين مما يعرض سلامة الطائرة والركاب للخطر وأشار إلى أن انتهاء رخصته كانت ضمن محاولات العراقيل التي وضعت أمامه بعد إصراره على تطبيق الشريعة والقانون في الامتناع عن نقل الخمور على طائرات الخطوط الكويتية وهذا نص المقابلة:
- ماهي الحيثيات التي على ضوئها اقتنعت المحكمة بعدالة القضية وجاء الحكم لصالحك؟
- في البداية وبصفتي كابتن طيار يعمل في مؤسسة الخطوط الكويتية فالواجب أن ألتزم بتعليمات المؤسسة وقوانين البلاد المستمدة من أحكام الشريعة الإسلامية التي تحرم الخمر وكذلك القانون يحرم نقل الخمور على الطائرات فمن الناحية الشرعية ومن الناحية القانونية يحرم نقل الخمور، وفي إحدى الرحلات عام ١٩٩٤م وبالذات رحلة البحرين وما هو معروف أن بعض الركاب يشتري من السوق الحرة بعض أنواع الخمور ويدخل بها الطائرة الكويتية فأمرت رجال أمن حماية الطائرات التابعين لوزارة الداخلية بضرورة الالتزام بالقانون وقلت لهم بصفتي كابتن الطائرة والمسؤول الأول عنها في هذه الرحلة لا أقبل بدخول الخمر في الطائرة وعليهم تنفيذ الأمر، لأن هناك مخاطر عديدة في حالة وجود الخمور عند الركاب وفي حالة وجود ركاب مخمورين وحفظا لسلامة الطائرة وسلامة الركاب أمرت بمنع دخول الخمر في الطائرة - ولي ملاحظة على وزارة الداخلية وبالذات بعض رجال الأمن الذين من مسؤوليتهم حماية الطائرات يجب عليهم الالتزام بتطبيق القانون ويمنعوا دخول الخمور في الطائرات، ولكن من المؤسف أن رسالة صدرت من قسم حماية الطائرات إلى إدارة العمليات تخبرهم أن طيارا كويتيًّا يمنع الخمور على الطائرة، وهذا أمر مستغرب فبدل الالتزام بتطبيق القانون نلاحظ إن هناك من يستنكر منع الخمور على الطائرات.
من هذه الحادثة التي تحتوي على العديد من المخالفات القانونية والشرعية الخاصة بمنع دخول الخمور للطائرات الكويتية بدأت إدارة العمليات التابعة المؤسسة الخطوط الجوية الكويتية بوضع العراقيل في طريق عملي واستدعاني نائب مدير إدارة العمليات الشؤون الأساطيل وسألني لماذا منعت الخمور في رحلة البحرين؟ فقلت: لأن القرآن وهو كتاب الله يحرم الخمر هذا من جانب شرعي، وكذلك قوانين المؤسسة تمنع نقل الخمور عبر الطائرات الكويتية، وقد طلب من مسؤول الأسطول بمنعي من الطيران إلى الدول التي تبيع الخمور، وفعلا صدر قرار إداري بمنعي من الطيران وفوجئتُ بأنهم أرسلوا كتابا إلى الطيران المدني فيما يتعلق بموضوع رخصة الطيران وقالوا إن رخصتي منتهية وإنني أقود الطائرة برخصة منتهية، وقد لجؤوا لموضوع الرخصة عندما وجدوا أن معي الحق في موضوع منع الخمور على الطائرة، وأنا في الطيران منذ سنوات عديدة، ولم تحدث أي مشاكل تذكر فيما يتعلق بموضوع الطيران، ولكن افتعلوا موضوع الرخصة كممسك، وكانت رخصتي مجددة وليس من مسؤولية الطيار تجديد الرخصة حيث تتم هذه المعاملة بصور روتينية ومن خلال إجراءات إدارية وإذا صار خلل في هذه الإجراءات فليست من مسؤولية الطيار وهذا ما يثبته القانون وما تعارفت عليه الإجراءات الإدارية وقد أثبت ذلك للمحكمة واقتنعت بما قلت، وتبين أن موضوع الرخصة مفتعل، وهذا ما عزز موقفي بالقضية وتدخل الطيران المدني في اختصاصات القضاء وهذا استغلال سيئ للسلطة ومخالفة للقوانين واللوائح عندما قرر منعي من الطيران لسبب الرخصة هذا فيما يتعلق بموضوع قضية الطيران المدني، أما فيما يتعلق بمؤسسة الخطوط الجوية الكويتية ومدير إدارة العمليات فهو علي دراية كاملة وهناك عدة صيغ وأساليب مختلفة ولغة تفاهم بينه وبين الطيران المدنِي بخصوص موضوع رخص الطيارين وقد أثبت ذلك للقضاء فبعض الطيارين يطير برخصة منتهية ولم يأخذوا بحقه أي إجراء، والبعض دفع غرامات ... دينار وذلك لجهلهم بالقانون أو لأنهم من غير المقربين، علما بأنني من الطيارين القدماء ولم يتم استدعائي للحصول على أي منصب إداري أو امتیازات خاصة وفضلت العمل بصمت وواثق من نفسي وعارف أن هناك تجاوزات تشتكي منها كل الإدارات، فليس هناك تقدير للكفاءات، وقد سبق أن قدمت تظلما للطيران المدني ولم يؤخذ به، مما دفعني أن لجأت لرئيس مجلس الإدارة بمؤسسة الخطوط الكويتية وقدمت شكوى ضد الطيران المدني عن الإدارة القانونية بالمؤسسة وتولى التحقيق فهد العجمي وهو رجل قدير وملتزم بدينه وملم بقوانين المؤسسة وفاهم عمله بصورة ممتازة واستغرق التحقيق خمسة شهور تقريبًا وتم استدعاء مدير العمليات ونائبه ورئيس الأسطول المسؤول، وجاء في مذكرة التحقيق للإدارة القانونية التابعة للمؤسسة بإحالة مدير العمليات ونائبه المجلس تأديبي، وقد أخذ مدير الإدارة القانونية النتيجة وذهب بها للمدير العام الذي لم يقبل النتيجة وطلب تغييرها ورفض المحقق هذا الطلب لأنه استشهد بالمستندات التي قدمتها له وحكم على أساسها وأن تجديد الرخصة ليست من مسؤولية الطيار وعلى الإدارة أن تقوم بعملية التجديد، لذلك شكلوا لجنة تحقيق ثانية برئاسة شخص من جنسية عربية حتى يستطيعوا التأثير عليه في مجريات التحقيق، وفعلا جاءت نتيجة التحقيق الثاني بإحالتي لمجلس تأديبي، فلم أقبل هذه النتيجة وقد تظلمت للمدير فلم يرد على التظلم وقدمت شكوى لرئيس مجلس الإدارة فرد بأن الإجراءات التي اتخذت بحقي سليمة واعتبروني متغيبا عن العمل وإنهاء خدماتي.
موقف مجانب للصواب
- هل لجأت لجمعية الطيارين؟
- نعم ذهبت للجمعية ومنذ بداية الموضوع وكتبت لهم عدة كتب ذكرت فيها بأنني أتعرض لمعوقات وتضييق بسبب نقل الخمور في الطائرة وللأسف كان تجاوبهم سلبيًّا، وقالوا نلجأ للمصلحة وأنا أطالب بحقي وبعد ذلك تأتي للمصالحة، وعندما وصل الموضوع لقطع رزقي وصدر قرار بإنهاء خدماتي، وأحضرت لهم المذكرة القانونية وأخبرتهم بأنني حصلت على هذه المذكرة بطريقتي الخاصة وأخذوا يعلقون على هذه المذكرة والتنصُّل من مسؤولياتهم والمحافظة على حقوق الطيارين حيث ينص النظام الأساسي للجمعية خدمة كافة أعضائها والمحافظة على حقوقهم وتوطيد روابط الود والصداقة بينهم، فالمحافظة على حقوق الطيارين من مسؤولية الجمعية وهي لم تقم بدورها ومتواطئة مع إدارة العمليات ومسؤولي الجمعية لهم مصالح مع إدارة العمليات التوظيف فئة معينة بإدارة العمليات وإدارة الهندسة، وبذلك تكون الجمعية مثل السد الذي يدافع عن المؤسسة بسبب تبادل المصالح، وحتى أثبت حقي أمام الجمعية أحضرت لهم المحقق وأخبرهم بعدالة قضيتي فما كان من الجمعية إلا أن شهدت بالمحقق لدى مسؤولي المؤسسة وتم التضييق عليه وتوبيخه وتأنيبه بسبب وقوفه معي وحدث كل هذا للمحقق بسبب وشاية الجمعية ضده وهناك دليل آخر على تواطؤ الجمعية مع المؤسسة وهو إضراب الطيارين الأخير والذي اعتبره إضرابا صوريًّا القصد منه الضغط على وزارة المالية لضخ أموال لسد العجز في ميزانية المؤسسة والبالغ ۲۷ مليون دينار في أحد البنوك والمؤسسة تدفع رواتب الموظفين على شكل قروض من هذا البنك وحساب المؤسسة مكشوف في هذا البنك فتم اللجوء للجمعية وتم الاستفادة من المصالح المتبادلة بالتعيينات وبعثات الطيارين، وتم تسهيل مهمات بعض الطيارين المحسوبين على إدارة الجمعية، ومن خلال الإضراب تحرك كثير من الطيارين بحسن نية للحصول على حقوقهم المهضومة وفعلا حقق الإضراب هدفه ودفعت الحكومة 100 مليون للمؤسسة .حقق الإضراب هدفه ودفعت الحكومة ١٠٠ مليون للمؤسسة.
في ندوة نظمها «منتدى أصحاب القلم... مناقشة:
تاريخ الإسلام في روسيا والصين الشعبية.
كتب: محمد معوض
نظم منتدى أصحاب القلم بالكويت يوم الأحد ٢٦ يناير الماضي، ندوة بعنوان الإسلام في روسيا والصين الشعبية، حاضر فيها د. فيكتور لبيديف - المستشرق الروسي وأستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة موسكو وأحد المتخصصين في دراسة قضية ما يسمى بالإسلام السياسي في الوطن العربي، وأحد الباحثين الصينيين في تاريخ الإسلام والدراسات الإسلامية، وقد شارك في الندوة نخبة من المفكرين وأساتذة الجامعات، وعدد من الدبلوماسيين والعاملين بسفارتي روسيا والصين الشعبية بدولة الكويت، وحضر الندوة الدكتور عبد الرحمن السميط؛ رئيس لجنة مسلمي إفريقيا، وعدد من الشخصيات العامة ورجال السلك الدبلوماسي في الكويت.
وقد افتتحت الندوة الكاتبة والأديبة إقبال الغربللي - صاحبة المنتدى - بكلمة جاء فيها: إن الأمانة في حياة الإنسان تمتد إلى جميع الميادين الدنيوية، ويظل المؤمن الصادق هو الذي يرعى الأمانة حتى أدق صورها كي يظل على عهده مع الله.
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَبِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ (النور: ٥٥)، هذا هو وعد الله ينجزه لعباده المؤمنين وينزل النصر عليهم، حين يوفون بعهدهم مع الله بالأمانة التي حملوها وهي أمانة الكلمة التي تأتي مشرقة بالطهر، غنية بالصدق، نابعة من الإيمان، تحمل الحق وتنصره، وتصد الباطل والفساد، وأمانة القلم من خلال تسخيره للجهاد في سبيل الحق وهذا هو نهج منتدانا منتدى أصحاب القلم، ولعل ندوتنا اليوم هي خير تعبير عن هذا النهج.
ثم تحدث د. فكتور ليبيديف حول موضوع المسلمون في روسيا، فذكر أنه يوجد في روسيا الاتحادية ما بين ١٥ إلى ٢٠ مليون مسلم، وتشكل الجمعيات الإسلامية ٢٥% من الجمعيات الدينية المسجلة لدى الدوائر الرسمية والتي يصل عددها إلى ١٢ ألف جمعية.
وقال: إن المسلمين الروس يقطنون في الغالب على ضفاف نهر فولفا في تترستان وبشكرتستان وموردوفيا، وأدموزنيا، وتشوفاشيا، وماريال، وفي منطقة القوقاز، حيث تقع جمهورية الشيشان وكبردا - بلكار وداغستان ودايفه، وأسيتيا و کارتشاي - تشركسيه، وفي سيبيريا، وإن المسلمين الروس ينتسبون إلى المذهب السنِّي الحنفي والشافعي، وأقلية شيعية جعفرية وبينهم فرق صوفية، وأكد على أن روسيا القيصرية كان يوجد بها حوالي ٣٠ ألف مسجد وجامع، لم يتبق منها في العهد السوفييتي سوى عدة مئات من المساجد، كما أنه في ظل الحكم السوفييتي كان لدى المسلمين أربع إدارات دينية في طشقند، وأوفا، وباكو، ومحج قلقة، أما الآن فيوجد في روسيا حوالي ٤٠ إدارة دينية.
وقال: إن الأساس الإسلامي ساعد على تشكيل عدة حركات دينية منها حركة نور وحركة اتحاد مسلمي روسيا، وحركة مسلمي روسيا، وإن كانت هذه الحركات بحكم وجود بعض الخلافات بينها وعدم وجود شخصيات لامعة ومؤثرة تقودها لم تحقق نجاحًا ملحوظًا أثناء الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
وتحدث أحد المستشرقين الصينيين عن الإسلام في الصين، فذكر أنه من بين القوميات الـ 56 التي تتعايش في الصين؛ عشر قوميات تعتنق الإسلام ويبلغ عدد المسلمون حوالي ۱۲۰ مليون مسلم.
وقال المستشرق الصيني: إن من المؤرخين الصينيين من يرى أن عام ٦٥١ الميلادي هو بداية وصول الإسلام إلى الصين، حيث وصل أول وفد عربي إليها نيابة عن الخليفة، وقابل الإمبراطور قاو زونغ (من أسرة تانغ الملكية) حاكم الصين في ذلك العصر، وذلك حسب ما ورد في المصادر التاريخية الصينية، غير أن معظم الباحثين الصينيين يرون أن انتشار الإسلام في الصين عملية طويلة الأمد، فيعتبر عصر أسرة تانغ الملكية (٦١٨ - ٩٠٧م) وأسرة مونغ الملكية ( ۹٦٠ - ۱۲۷۹م) بداية عملية لانتشار الإسلام في الصين، إذ وصل مسلمون عرب وفرس وغيرهم من ما وراء النهر إلى الصين باستمرار عن طريقين طريق البخور البحري المنطلق من المناطق الساحلية في جنوب شرقي الصين، وطريق الحرير البري المنطلق من شمال غربي الصين، وحمل هؤلاء المسلمون معهم الإسلام ونشروه عن طريق تأدية الشعائر الدينية وإقامة المساجد، وكذلك التزاوج والمصاهرة، والاختلاط الاجتماعي مع السكان المحليين الصينيين.
وقال إن الأغلبية العظمى من المسلمين الصينيين من أهل السنة يلتزمون بمذهب الحنفية وفي نفس الوقت يحترمون مذاهب المالكية والشافعية والحنبلية.
أما المساجد في الصين فقال إن عددها يقدر بأكثر من ٢٤ ألف مسجد، ويُعد أقدمها مسجد هواي شينغ في كانتون، الذي تأسس في عهد أسرة تانغ (٦١٨ - ٩٠٧م).
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل