; نحو جهاد اقتصادي لتحرير «الأقصى» | مجلة المجتمع

العنوان نحو جهاد اقتصادي لتحرير «الأقصى»

الكاتب د. أشرف دوابه

تاريخ النشر الثلاثاء 01-أغسطس-2017

مشاهدات 17

نشر في العدد 2110

نشر في الصفحة 48

الثلاثاء 01-أغسطس-2017

شهدت الأيام القليلة الماضية مزيداً من الاعتداء السافر للكيان الصهيوني على المسجد الأقصى، أولى القبلتين ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم، وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال، وقد كان هذا الاعتداء من نوع آخر من خلال فرض إجراءات لدخول المسجد الأقصى عن طريق بوابات إلكترونية،

وهنا برز الدور البطولي للمرجعيات الدينية بالقدس، وكذلك أهل القدس الذين أبوا الصلاة داخل المسجد الأقصى مروراً بتلك البوابات، فرابطوا خارج المسجد الأقصى مصلين حوله، واستشهد منهم من استشهد في ظل خذلان عربي وتواطؤ دولي، وكان من نتيجة ثباتهم أن استجاب المحتل لطلباتهم وفتح «الأقصى» عزيزاً كريماً ودخله أهل القدس كما دخلوه أول مرة مكبرين ومهللين لله رب العالمين.

إن هذه المواقف البطولية يجب أن تعيد للأمة الإسلامية مكانة قضية فلسطين برمتها، هذه القضية التي تحولت من إسلامية إلى عربية ثم تم اختزالها إلى فلسطينية مع أنها قضية دينية بلا منازع.

لقد كشفت الأحداث الجارية في ربوع «الأقصى» خاصة وفلسطين عامة أن أهل فلسطين ما وهنوا وما ضعفوا وما استكانوا، بل بذلوا وما زالوا يبذلون الغالي والرخيص من أجل الدفاع عن «الأقصى» الشريف وأرضهم وديارهم وعرضهم بل وكرامة أمتهم، فقدموا دماءهم وأرواحهم بنفس طيبة هنية، وأموالهم بسخاء منقطع النظير، واستمر العطاء بلا انقطاع.

النصرة الواجبة

إن انتفاضة السكاكين التي ما زالت مستمرة من أجل الأقصى في ظل تلك الظروف العصيبة تبرز قيمة الثقة بالله وحده واليقين بوعده لتلك الفئة المنصورة التي لا يضرها من خالفها أو خذلها أو تآمر عليها، لتذبح الحلم الصهيوني بتقسيم المسجد الأقصى زمانياً بين المسلمين واليهود، ولم يرهب أهل فلسطين ميزان القوى الذي هو بالطبع لصالح الصهاينة، فخرجت السكاكين لتفتك بالصهاينة وترهبهم وتنشر الرعب بينهم مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «نصرت بالرعب مسيرة شهر» (رواه البخاري). 

ولما كان المسلمون أمة واحدة يسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم – وبغض النظر عن تخاذل الصهاينة العرب - فإن الجهاد أصبح فرض عين على المسلمين كافة لنصرة إخوانهم في فلسطين وتحرير المسجد الأقصى، فالأمة الإسلامية التي يربو تعدادها على المليار وثلاثمائة مليون أمة واحدة تجمعها وحدة  العقيدة والشريعة والقبلة، وكذلك وحدة الآلام والآمال، كما قال الله  تعالى : (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً) (الأنبياء:92)، (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) (الحجرات:10)، (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ)  التوبة:71)، وكما روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: «وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره».

فنصرة وكفالة أهل فلسطين من أول الواجبات على الأمة الإسلامية في المشرق والمغرب بكل ما لديها من قوة، وبكل نوع من أنواع الجهاد لمن قدر عليه بمال أو نفس أو قول أو دعاء؛ تطبيقاً لقوله تعالى: (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ) النساء:75)، (وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ) (الأنفال:72)، (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) (المائدة:2).

الجهاد الاقتصادي

وإذا كان إخواننا في فلسطين رجالاً ونساء، شيوخاً وأطفالاً وشباباً، يجودون بأنفسهم وأموالهم وديارهم، ويتقبلون ما يصيبهم بنفس عزيزة أبية، ويقبلون على الموت بقدر إقبال اليهود - أعداء الله وعدوهم - على الحياة، ويصرون على خيار الجهاد لدحر الاحتلال وتحرير المسجد الأقصى مهما كان الثمن، في وقت حيل بين الشعوب المسلمة والجهاد بالنفس معهم، فلا أقل لهذه الشعوب من أن تجود بأموالها للمرابطين في أرض فلسطين، من خلال جهاد كل مسلم ومسلمة جهاداً اقتصادياً يعزون به دينهم، ويذلون به عدوهم، ويطهرون به مالهم، ويشاركون به إخواناً مرابطين في أرض فلسطين في جهادهم.

إن تمكين المرابطين في فلسطين من الجهاد بأنفسهم مرهون بتوافر العدة والعتاد لهم، ولن تتوافر العدة والعتاد إلا بالمال، كما أنه من حق أهل فلسطين علينا ألا تتحول أموالنا إلى رصاص يستقر في قلب كل فلسطيني من خلال شرائنا للبضائع والسلع الصهيونية، ومن هنا تبدو حتمية الجهاد الاقتصادي كضرورة شرعية واقتصادية لمساندة أهل الرباط في فلسطين حتى يتحرر “الأقصى” من خلال الجهاد المالي جنباً إلى جنب مع الجهاد بالنفس.

 

مأثورات اقتصادية

عن عبادة بن الصامت رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استعيذوا بالله من الفقر والعيلة ومن أن تظلموا أو تُظلموا» (رواه الطبراني).

 

مفاهيم اقتصادية

الهندسة المالية الإسلامية

يمكن تعريف الهندسة المالية الإسلامية بأنها: تصميم وتطوير وتطبيق أدوات وعمليات مالية مبتكرة، وصياغة حلول إبداعية لمشكلات التمويل تجمع بين المصداقية الشرعية والكفاءة الاقتصادية والاجتماعية.

والمصداقية الشرعية تعني اتفاق الهندسة المالية مع قواعد الشريعة الإسلامية ومقاصدها، والكفاءة الاقتصادية تعني قدرتها على تحقيق الربحية الملائمة، وحسن التعامل مع المخاطر، مع مراعاة تيسير المعاملات، وتخفيض تكلفتها قدر الإمكان، بينما الكفاءة الاجتماعية تعني قدرتها على تلبية حاجات العملاء المتنوعة والمتجددة، ومراعاة أولويات المجتمع وحاجاته، وترسيخ قيمة العدل في منتجاتها وعملياتها.

 

اخبار اقتصادية

 

البنك الإسلامي للتنمية يعتمد حلولاً لتمكين الشباب اقتصادياً

قال المتحدث الرسمي لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية، عبدالحكيم الواعر: إن البنك الذي تتوزع مشاريعه ونشاطاته على 57 دولة إسلامية سيخصص مستقبل أعماله للشباب وتمكينهم وفقاً لخطط وضعتها إدارته وفي مقدمتها رئيسه بندر حجار.

وقال الواعر، رداً على سؤال حول أهمية إعطاء الأولوية للشباب كما فعلت مجموعة البنك خلال العام الجاري بتخصيص جزء أساسي من اجتماعها السنوي لهم وما يمكن للمجموعة تعلمه وتنفيذه: إن أهم ما في الأمر تعلّم الإنصات للشباب، مضيفاً: هذه القمة سميناها قمة الشباب، حضرها 57 شاب وشابة، تقريباً من الدول الأعضاء، كانت مهمة جداً لتثقيف وتعليم البنك ومسؤولي البنك بالأولويات والتحديات التي تواجه الشباب لخوض غمار معركة التنمية.

وتابع الواعر بالقول بحسب ما نقلته “CNN”: الخبرة التي ننقلها للدول هي فتح باب الحوار مع الشباب والإنصات لمشكلاتهم، البنك قدم الكثير للشباب وقضاياهم، ولكن المرحلة القادمة ستكون متميزة بتقديم حلول أنجع للشباب، لأننا أمام رؤية جديدة تتحدث عن حلول شاملة، تتناول قضايا الشباب بمجملها، منها التعليم والتمويل وقضايا المشاريع الصغيرة والمتوسطة والتدريب وبناء القدرات والتوظيف.

الرابط المختصر :