; ندوة الأسرة - الوضوء | مجلة المجتمع

العنوان ندوة الأسرة - الوضوء

الكاتب أبو أنس

تاريخ النشر الثلاثاء 22-ديسمبر-1970

مشاهدات 13

نشر في العدد 40

نشر في الصفحة 26

الثلاثاء 22-ديسمبر-1970

الأسرة

ندوة الأسرة

الوضوء

الأب:

ندوتنا اليوم عن الوضوء لأهميته حيث لا تصلح صلاة بدونه.

الابن:

ما دلیل مشروعية الوضوء؟

 الأب:

هناك ثلاثة أدلة، فالدليل الأول القرآن الكريم لقوله تعالى: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذا قُمْتُمْ إلى الصَّلاةِ فاغْسِلُوا وُجُوهَكم وأيْدِيَكم إلى المَرافِقِ وامْسَحُوا بِرُءُوسِكم وأرْجُلَكم إلى الكَعْبَيْنِ..﴾ (المائدة: ٦).

الابنة:

دعني يا والدي أذكر الدليل الثاني من السنة، قال -صلى الله عليه وسلم-: لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ".

 الأب:

أحسنت يا ابنتي، أما الدليل الثالث فهو الإجماع، فقد انعقد إجماع المسلمين على مشروعيته من لدن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى يومنا هذا.

الأم:

ولكن ما فضل الوضوء؟

الأب:

ورد في فضل الوضوء أحاديث كثيرة أكتفي بما يأتي:

عن عبد الله الصنابجي -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذا توضأ العبد المؤمن فمضمض خرجت الخطايا من فِيهِ، فإِذا استنثر خرجت الخطايا من أنفه، فإذا غسل وجهه خرجت الخطايا من وجهه حتى تخرج من تحت أشفار عينيه، فإِذا غسل يديه خرجت الخطايا من يديه حتى تخرج من تحت أظفار يديه، فإِذا مسح برأْسه خرجت الخطايا من رأسه حتى تخرج من أذنيه، فإِذا غسل رجليه خرجت الخطايا من رجليه حتى تخرج من تحت أظفار رجليه، ثم كان مشيه إلَى المسجد وصلاته نافلة له».

الابنة:

ولكن ما هي نواقض الوضوء؟

الأم

مما ينقض الوضوء خروج شيء من أحد السبيلين كالبول، والغائط، والريح، والمني، والمذي، والودي.

الابن:

وأُضيف النوم المستغرق الذي لا يبقى معه إدراك، وكذلك زوال العقل سواء بالجنون، أو الإغماء، أو السكر.

الأب:

أُحِب أن أسألكم: ما هي الأمور التي يجب الوضوء لها؟

 الابنة:

يجب الوضوء للصلاة بمختلف فروضها وسننها، كصلاة الفرض أو النفل وصلاة الجنازة.

الأم:

وهناك الطواف بالكعبة؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الطواف صلاة إلا أن الله تعالى أحل فيه الكلام فمن تكلم فلا يتكلم الا بخير».

 الابن:

أما الأمر الثالث فهو مس المصحف؛ لقوله تعالى: ﴿لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يمس القرآن إلا طاهر».

الأب:

صدقتم جميعًا، ولكن أُحب أن أُضيف بعض الأحوال التي يُستحب الوضوء لها، وهي: عند ذكر الله -عز وجل- لحديث المهاجر بن قنفذ -رضي الله عنه-: «أنه سلّم على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يتوضأ فلم يرد عليه حتى توضأ، فرد عليه وقال: إنه لم يمنعني أن أرد عليك إلا أني كرهت أن أذكر الله إلا على طهارة». وكذلك الوضوء للجنب لقول عائشة -رضي الله عنها-: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا كان جنبًا فأراد أن يأكل أو ينام توضأ».

الوضوء قبل الغسل، الوضوء مما مسته النار لقوله -صلى الله عليا وسلم-: «توضؤوا مما مست النار».

ويُستحب تجديد الوضوء عند كل صلاة.

وأخيرًا الوضوء عند النوم لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذلك: «إِذَا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقِك الأيمن، وقل: اللهم أسلمت نفسي إِليك، وفوّضت أَمري إإليك، وألجأت ظهري إليك، رغبةً ورهبةً إِليك، لا ملجأ ولا منجى منك إِلا إليك، آمنت بكتابك الذِي أَنزلت، وبنبيك الذي أَرسلت، فإن مِتَّ مِتَّ على الفِطرة، واجعلهن آخر ما تقول»، والآن لنقم جميعًا لنتوضأ ونردد حديث رسولنا الكريم ثم نذهب لننام.

من الظلمات إلى النور

قصة فتاة أسلمت

دعت منظمة اتحاد الطلبة المسلمين في مدينة أيبادان بنيجيريا مؤخرًا إلى حفلة أقامتها في إحدى القاعات فتجمع جمهور غفير، وبدأ الحفل، فإذا بشابة تتقدم إلى المشاهدين، إنها ابنة رجل من أكبر القساوسة في إحدى مدن نيجيريا، لقد هداها الله إلى الإسلام. وكان الترحيب عظيمًا من الجماهير، وأخذ بعض الأساتذة من كلية عبد الله بايرو يُلقون كلماتهم، فقالوا: إن الإسلام دين الفطرة، وهذه الفتاة عادت إلى فطرتها السليمة. ثم جاء دور الفتاة وكانت طالبة جامعية مستنيرة، فشرحت للمستمعين كيف هداها فكرها الفطري إلى البحث عن دين سماوي، فقالت بأن أباها كان قد فشل في إقناعها بالعقيدة المسيحية، إذ كان يزعم لها بأن الله قد أنجب ابنًا واحدًا هو عيسى المسيح -عليه السلام-، فكانت تُجيبه في صغرها ببراءة تامة بقولها: كيف تريدني أن أؤمن برب يتزوج وينجب، ويكون له من البنين أقل من الناس، فأنت نفسك لديك أكثر من سبعة أبناء، كما أن الرب كما تعتقد ليس له إلا ولد واحد، وقد قتله الأشرار اليهود، وهم لا يزالون يعيثون في الأرض الفساد. وقالت الأخت المسلمة الجديدة الإيمان بأن أباها لم يجد جوابًا على هذا التساؤل، وتركها في شك من أمر عقيدته المسيحية، فما كان منها إلا أن تركت المذهب الأرثوذكسي، وأخذت تدرس المذهب البروتستانتي فلم تعجبها عقيدة التثليث، ولم يقبلها عقلها الناضج، إذ كيف يكون الثلاثة -الله، والابن، والروح والمقدس- واحدًا هو الله؟

سمع الناس هذا الكلام المتفتح، والمكاشفة القلبية الصادقة فأخذوا يبكون فرحًا وسرورًا ورضا بهذا الدين القويم، وارتفعت كلمات «الله أكبر» من صميم قلوبهم، وواصلت الفتاة حديثها فقالت: لقد تقلبت وترددت على عدة كنائس، واختلفت إلى كثير من المذاهب فلم أجد فيها بغيتي. وفي يوم هيأه الله لها حيث التقت باثنين من الطلاب المسلمين بجامعة أيبادان، فشرحا لها الإسلام. وحثها كل منهما عن البحث عن كتب بالإنجليزية تعرض هذا الدين، وأعطياها عنوان مكتبة جامعة أحمدو بللو.

فأخذت تزور المكتبة وتُطالع الكتب المتوفرة فيها، فوجدت فيه ضالتها وأيقنت أن هذا هو الدين الحق، فآمنت به وصدقت، وأعلنت إسلامها في الكلية على مسمع ومرأى من الطلاب، ثم رددت الفتاة الشهادة أمام آلاف المُحتفين بها، واختُتم الحديث وقد فاضت النفوس بالغبطة والعيون تفيض بالدمع.

بقيت كلمة وهي أن الفتاة المذكورة تحب البحث والأدب والكتابة، وتود أن تُهيأ لها الفرصة للكتابة عن هـذا الدين بالإنجليزية؛ داعيةً إليه مبشرةً به، فسبحان الله العظيم الذي جـعل أعداء الإسلام أكبر مناصر له، حيث هدى قلب عمر بن الخطاب إلى الإسلام، سبحان الله الذي هدى هذه الفتاه ابنة القسيس إلى دين الفطرة، ولتكن صوتًا يدعو إليه ويدافع عنه.

 ولكن هل يُستغرب ذلك عن دين كل سيرته عجائب؟! لا والله ولكن يا ليت قومي يعلمون.

أبو أنس

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

الأب حينما يصارع الهاتف!

نشر في العدد 2184

1826

الأحد 01-أكتوبر-2023

هي... هو...  ومن المسئول؟

نشر في العدد 74

23

الثلاثاء 24-أغسطس-1971

النهج التربوي في ظل الإسلام

نشر في العدد 1037

11

الثلاثاء 09-فبراير-1993