العنوان الناطق الرسمي للحركة الإسلامية بالصومال لـ «المجتمع»: نسعى لجمع الفعاليات السياسية والفصائل المتناحرة حرصا على وحدة البلاد
الكاتب حسن حاج محمود
تاريخ النشر الثلاثاء 10-يناير-1995
مشاهدات 12
نشر في العدد 1133
نشر في الصفحة 36
الثلاثاء 10-يناير-1995
مقديشيو:
الصراع بين الفصائل المتناحرة ليس نابعا من مبادئ ولا يمت المصلحة الشعب أو إنقاذ البلاد بصلة ودافعه التكالب على السلطة وهدفه «أنا أو الدمار»
خروج الأمم المتحدة في مارس ١٩٩٥م قد يؤدي إلى تفجر الوضع من جديد بين المليشيات
«هناك جهود كبيرة تبذل من أجل المصالحة تركز على مصالحة العشائر حتى تبدأ من أرضية صلبة»
منذ سقوط نظام سياد بري في الصومال الذي أذاق الشعب الصومالي أشد صنوف القهر والاضطهاد، وعانى المسلمون في أرض الصومال ألوانًا من الشقاء من جراء سياسة حاكم طاغية مستبد تقلب بين أنواع الولاءات المختلفة التي ليس من بينها الولاء للإسلام حتى ورثته أحزاب متناحرة وفصائل متقاتلة تحركها أطماع شخصية ومصالح خاصة، مما أدى إلى ازدياد الانقسام بين صفوف الشعب وانتشار المجاعة على أرض الوطن، وأعطى الفرصة للقوى الطامعة أن تدنس التراب الصومالي متدثرة بغطاء المعونة الإنسانية وإنقاذ الشعب من معاناة الجوع، لكن هذه المعاناة لم تدفع بالمتناحرين إلى وحدة الصف ونبذ الفرقة لسيادة المصلحة الشخصية على كل ما عداها، وسعيًا من «المجتمع» للتعرف على رأى الحركة الإسلامية الصومالية في هذه المحنة التي يعانيها الشعب الصومالي فكان هذا الحوار مع الدكتور إبراهيم الدسوقي الناطق الرسمي باسم الحركة الإسلامية في الصومال.
المجتمع: شهدت العاصمة الصومالية مؤخرًا مؤتمرين متنافسين بزعم السعي لتحقيق المصالحة الوطنية في البلاد... الأول بزعامة على مهدي محمد، والثاني بزعامة محمد فارح عيديد.. فماهي رؤيتكم لهذه التطورات؟
د. إبراهيم الدسوقي: أولًا: إنها المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه التطورات الخطيرة وهي سابقة خطيرة ونذير شؤم قد يؤدى إلى مزيد من التعقيدات للوضع المتردي أصلًا.
ثانيًا: إن إعلان كل من أصحاب هذين المؤتمرين أن في مقديشيو عن نيته في تشكيل حكومة وحدة وطنية ذات قاعدة عريضة زاعمًا أنه يتمتع بتأييد أغلبية الشعب الصومالي.. هذا الإعلان يمثل بادرة خطيرة لا تثير قلق الحركة الإسلامية والعناصر القيادية الخيرة في المجتمع فحسب بل الشعب الصومالي كله الذي اكتوى بنيران الحروب الأهلية.
ثالثًا: إن الصراع يدور الآن بين التحالف الصومالي للإنقاذ (SSA) الذي يتزعمه السيد على مهدى محمد والذي يضم ۱۳ فصيلًا، وبين التكتل الذي يتزعمه اللواء محمد فارح عيديد الذي يضم هو الآخر ۱۳ فصيلًا، منها التحالف الوطني الصومالي (SNA)، وفصائل أخرى وتجدر الإشارة إلى أن عدد الجبهات الصومالية الفاعلة إبان سقوط سياد بري لم يتجاوز ثلاث جبهات فقط بينما يبلغ عددها اليوم نحو ٢٦ جبهة، ولا يستغرب أن تشهد الساحة الصومالية ميلاد مزيد من جبهات صومالية جديدة، وهذه الزيادة المطردة في عدد الفصائل الصومالية إن دلت على شيء، فإنما تدل على مدى الهوة السحيقة التي تفصل بين هذه الفصائل واحتدام الخلافات والصراعات الداخلية في كل فصيل من جهة وعدم قدرتها على إيجاد حل سياسي للأزمة الصومالية المستعصية من جهة أخرى.
وترى الحركة الإسلامية في الصومال أن هذه المؤتمرات لا تملك أية أرصدة أو مؤهلات للتوصل إلى حل عملي للأزمة، بل قد تؤدى إلى تفاقمها ونشوب معارك جديدة أوسع نطاقًا وأكثر شراسة من ذي قبل.
جوهر الصراع بين الفصائل
المجتمع: ولماذا فشلت الجبهات الصومالية في عقد مؤتمر واحد للتباحث معًا في أفضل السبل الموصولة إلى الحلول السليمة؟
د. إبراهيم الدسوقي: جوهر الصراع بين الفصائل الصومالية ليس نابعًا من مبادئ ولا يمت إلى مصلحة الشعب بصلة وإنما يدور حول المقولة الخبيثة «إما أنا أو الدمار»، والتكالب على السلطة واتباع سياسة الغاية تبرر الوسيلة حتى بلغ السيل الزبي وشهدت العاصمة المنقسمة المنهوكة مؤتمرين يتوعد كل منهما للآخر بالويل والثبور وعظائم الأمور، مما يجعل ضربًا من الخيال الحديث عن جمع هؤلاء حول مائدة واحدة للتباحث معًا في أفضل السبل الموصلة إلى الحلول السلمية، ولو فرضنا إمكانية جمع الفرقاء حول مائدة المفاوضات فلا يتوقع تحقيق حل جذري.
المجتمع: وبما أن الفصائل الصومالية قد أخفقت في الجلوس معًا، فما هي التوقعات المحتملة والنتائج المنتظرة من التطورات الجديدة؟
د. إبراهيم الدسوقي: يمكن وضع النتائج المحتملة المؤتمرات مقديشو كالتالي:
أ- أن تنتهي هذه المؤتمرات بدون إثارة مشاكل جديدة وهذا ما أتمناه، إلا أنه احتمالبعيد حسب قراءتنا للأحداث الجارية.
ب- أن يمضي كل تحالف قدمًا في تنفيذ برنامجه المعلن ونشهد ميلاد حكومتين إحداهما في الشطر الشمالي من العاصمة والأخرى في الشطر الجنوبي منها، وهذا بمثابة حالة حرب شاملة.
ج - أن يقوم طرف واحد بتشكيل حكومة، ويعارض الطرف الآخر ذلك التشكيل دون إعلان حكومة أخرى من جانبه، وهذا بدوره يؤجج الصراع ويذكي الضغائن والأحقاد.
د - أن يعودوا إلى الرشد والتعقلويمارسوا قدرًا من ضبط النفس فيجروا اتصالات مباشرة حتى يتمكنوا من الوصول إلى صيغة ما محددة المعالم قابلة للتعاون والحركة الإسلامية تسعى إلى تهدئة الموقف باتصالاتها المباشرة مع الأطراف الصومالية المختلفة لحصر أضرار التطورات الأخيرة والحيلولة دون تفاقم الأزمة والانزلاق إلى مستنقع الحروب الأهلية.
المجتمع: ما هي رؤيتكم لظاهرة الانفصال التي أعلنتها بعض المحافظات؟ وما هي توقعاتكم المستقبل الوحدة الصومالية؟
د. إبراهيم الدسوقي: الحركة الإسلامية تعارض الانفصال، وتؤيد أية خطوة نحو تقوية وحدة الشعب الصومالي.
وترى الحركة أن التمحور حول زعامات عرفت بسياسات التذبذب وتبادل الأدوار والمواقف قد يؤدى إلى استفحال الأزمة وتفاقمها في شمال البلاد، والآمال معقودة بعد الله على النخبة الخيرة من الإسلاميين والأعيان والوجهاء والمثقفين في الحفاظ على مصالح المواطنين ومقاومة أي اتجاه يهدف إلى إشعال نار الفتنة والاحتراب بين الصوماليين.
إن شمال الصومال كجنوبه من حيث عدم وجود سلطة حقيقية تدير مصالح المجتمع وبالتالي فالخلافات السياسية العامة تنعكس على الجميع، وبهذا فإن الشعب الصومالي يحتاج حتى يحل مشاكله إلى الوفاق الوطني فالتمزقات الداخلية وتقسيم البلاد إلى دويلات قبلية ضعيفة لا تقدم الحلول العملية ولا تساهمفي حل الأزمة.
المجتمع: اتخذت الأمم المتحدة قرار الانسحاب من الصومال قبل نهاية شهر مارس ١٩٩٥م فهل من الممكن أن تؤدى هذه الخطورة إلى اندلاع موجة جديدةمن الحرب الأهلية؟
د. إبراهيم الدسوقي: الاحتمالات كلها واردة، لأن القوة الدولية العاملة في الصومال كانت تدير بعض المرافق الحيوية في بعض المدن الرئيسة في الصومال مثل المطارات والموانئ وغيرها، وخروجها يحدث بلا شك فراغًا قد يشكل بؤر التوتر بين المليشيات المتناحرة حيث يحرص كل فصيل على احتلال بعض هذه المرافق. ولكن ليس بالضرورة أن يؤدى هذا العامل وحده تفجير الوضع، إلا إذا تضافرت معه عوامل أخرى.
التحالفات والقوى الناشئة
المجتمع: برزت محاور سياسية وتكتلات عدة لا تشكلها الأسس القبلية البحتة ولا يتزعمها الشمال والجنوب ألا تعتقدون أن هذا يمثل تغيرا نوعيا يمكن التعامل معه بإيجابية؟
د. إبراهيم الدسوقي: الحقيقة يمكن اعتبار التطورات الأخيرة في ساحة الجبهات طورًا جديدًا من التخبطات والعشوائية التي صاحبت دومًا سياساتها عبر تاريخها المشئوم ففي عام ۱۹۹۰م تكون تحالف استراتيجي ثلاثي لا تشكله الأسس القبلية البحتة مكون من المؤتمر الصومالي الموحد USC بقيادة اللواء محمد فارح عيديد والحركة الوطنية الصومالية SNM بزعامة السيد عبد الرحمن أحمد على «تور» والحركة القومية الصومالية، برئاسة العقيد أحمد عمر جيس، وهذا التحالف كان يرمى إلى الإطاحة بالنظام الصومالي السابق والاستيلاء على تركته كوريث شرعي أوحد.
وفي عام ۱۹۹۲م تكون تحالف عسكري تحت اسم جيش التحرير الصومالي SLA برئاسة اللواء محمد فارح عيديد رئيس المؤتمر الصومالي الموحد USC «جناح»، وعضوية كل من العقيد أحمد عمر جيس رئيس الحركة القومية الصومالية SPM «جناح»، والسيد عبد ورسني إسحاق رئيس الحركة الوطنية الصومالية – الجنوبية- SNM والسيد محمد نور عليو رئيس الحركة الديمقراطية الصومالية SDM «جناح» ثم تطور هذا التحالف العسكري إلى تحالف سياسي في نفس العام تحت اسم التحالف الوطني الصومالي SNA، وفى هذا العام ازداد عدد الفصائل التي تنطوي تحت مظلة هذا التحالف حتى وصل إلى سبعة فصائل، بيد أن جميعها أجنحة لها نظيراتها المنافسة في التحالف المنافس، وفى عام ۱۹۹۲م تكون التحالف الديمقراطي الصومالي DAS بزعامة السيد على مهدى محمد وهو تحالف سياسي يضم حوالی ۱۲ فصيلًا من الفصائل الصومالية إلا أن غالبيتها أجنحة لها مثيلاتها المنافسة في التحالف المنافس بزعامة اللواء عيديد، ثم تطور التحالف الديمقراطي الصومالي إلى التحالف الصومالي للإنقاذ (SSA) برئاسة على مهدى أيضًا وبعضوية حوالي ۱۳ فصيلًا.
وفي هذه الأيام بلغ السيل الزبى، واختلط الحابل بالنابل واحتدم الصراع بين الفرقاء، واشتدت المنافسة في الحصول على الأغلبية حتى عقد مؤتمران منفصلان في العاصمة، مع العلم بأن كل طرف يُدعى أنه يمثل الأغلبية، ومحول بتشكيل حكومة وحدة وطنية ذات قاعدة عريضة.
وبناء على ذلك فإن التعبيرات الجديدة لا تمثل تعبيرًا في الاتجاه الصحيح، بل هو تجذير لتفتت وحدة الشعب الصومالي، وتجسيد معاناته وإطالة أمد الصراع والاقتتال بين الصوماليين.
غياب الدولة.. ودور الحركة الإسلامية
المجتمع: تدركون مدى الخطورة التي نجمت عن غياب الدولة الصومالية فلماذا لا تتعاون الحركة الإسلامية مع الجهات العاملة في الساحة لإقامة الدولةالصومالية؟
د. إبراهيم الدسوقي: تعتبر الجبهات الصومالية بمثابة رمال متحركة، ومن الصعوبة بمكان الوصول معها إلى صيغة وفاقية للخروج بالشعب الصومالي من النفق المظلم الذي وقع فيه وانتشاله من الأنقاض التي تراكمت فوقه سواء بصورة إقامة الدولة الصومالية، أو في أي شكل من الأشكال بالتعاون مع الوجهاء والأعيان والمثقفين والحركة الإسلامية تعمل جاهدة على إيجاد العلاقة بين الفرقاء وخلق الأجواء الملائمة للحوار، ورأب الصدع ولم الشمل بين أبناء هذا الشعب الذي مزقته الحروب الأهلية التي يؤجج نيرانها تجار الحرب في الداخل والخارج، كما تعمل على تفعيل المصالحة وتحريكها داخل أطر جديدة تختلف جذريا عن المسارات والمحاور القديمةوالقائمة على عقد مؤتمرات المصالحة بين زعماء الجبهات الصومالية المتناحرة والتي سجلت فشلها الذريع.
وهذه الأطر الجديدة للمصالحة الوطنية تقوم على المصالحة بين القبائل المجاورة بعيدًا عن الأضواء وعن التأثيرات الجهرية وتحذير الشعب من مغبة الانصياع وراء مغامرات هواة الحروب والاحتراب.
المجتمع: مادام الشعب الصومالي يعيش في دوامة العنف منذ تدمير شمال الصومال عام ۱۹۸۸م فما هي الآلية التي تتحركون من خلالها لإنقاذ الموقف؟
د. إبراهيم الدسوقي: تتحرك الحركة من خلال تجميع وتفعيل الفعاليات السياسة على إيجاد حل المعضلة الأمنية التي تحتل في أولى قائمة أولويات الحياة والعمل على نزع فتيل الحروب.
وإلى جانب هذه الأعمال التي تعتبر بمثابة إسعافات أولية أو علاج مكثف فإن الحركة بالتعاون مع الفعاليات السياسية الحليفة تعد برنامجًا سياسيًا يرمى إلى إيجاد المناخ البلورة عمل سياسي جاد خارج الأطر الفئوية أو الجبهوية، لإعادة صياغة الدولة الصومالية وفق أسس ومبادئ تنبثق من التراث الإسلامي العريق لهذا الشعب وتأصيل هويته الإسلامية والعربية.
المجتمع: تظهر في الساحة الصومالية جهود كبيرة للمصالحة الوطنية في عدة محاور فما هو دور الحركة الإسلامية في دعم هذه الجهود؟
د. إبراهيم الدسوقي: لقد نشطت جهود المصالحة في الصومال منذ وقت مبكر حيث تزامنت مع انهيار النظام ومنذ تلك الفترة دخلنا في المصالحة وعملنا في مختلف المحاور، فهناك جهود بدلناها للتقريب بين وجهات نظر الجبهات المتصارعة وتضييق هوة الخلافات بينهم و الهدف الأساسي في تلك المرحلة التي اشتدت وطأة الحروب الأهلية على المجتمع الصومالي إيقاف الحروب وتقليل الخسائر المادية البشرية، والعودة إلى أسلوب المفاوضات الجاد، وانطلاقًا من هذا فإننا شاركنا في جهود المصالحة أيا كان مكان انعقادها سواء اخل الصومال أو خارجها بما في ذلك المؤاتمرات التي تنظمها الأمم المتحدة، أما المحور الآخر فهو يتمثل في نزع فتيل الحرب بين القبائل الصومالية ونحاول الصلح بين العشائر حتى لا تكون أسواقا لتجار الحروب المحليين والعالميين والحركة الإسلامية في الصومال تدرك أهمية المصالحة ولهذا تتعاون مع جميع الأطراف لتحقيق هذا الهدف مهما كلف الأمر وعلى رأس تلك الجهات التي تتعاون معها «المجلس الصومالي للمصالحة»، والذي أظهر فاعلية كبيرة وحقق نجاحات مهمة في هذه السنة، وفى هذه المناسبة نعتقد أن المصالحة الصومالية لابد أن تركز على المصالحة بين العشائر الصومالية حتى تنطلقمن أرضية صلبة.
نحن.. وعدوان النظام العراقي على الكويت
المجتمع: الصومال دولة عربية تتأثر بأحداث العالم العربي سلبًا أو إيجابًا ومن المعلوم أن طاغية العراق حرك قواته مرة أخرى تجاه الحدود الكويتية مما آثار موجة من المشاعر المختلطة في العالم كله، فما موقف الحركة الإسلامية من هذه الأحداث المؤلمة؟ وهل ترون في اعتراف النظام العراقي بدولة الكويت وسيادتها على أرضها أية مصداقية؟
د. إبراهيم الدسوقي: موقف الحركة الإسلامية منذ نشوب أزمة الخليج الثانية والناتجة عن احتلال الكويت كان واضحًا، أعلناه في حينه كما أعلنا في بياننا أن تحريك القوات العراقية تجاه الكويت مرة أخرى قد خدم أعداء الأمة وخلق أجواء جديدة تزرع فيها الأحقاد للأجيال القادمة، أما اعتراف العراق للكويت فإنه خطوة في الاتجاه الصحيح وأملنا أن تتحول إلى خطوة عملية إن دولة الكويت معترف بها عالميا فلماذا العراق يتصرف تصرفات تتنافى مع أبسط القواعد التي تنظم العلاقات الدولية، علما بأن كل المغامرات التي دخلها العراق في هذا المجال باءت بفشل ذريع وأدت إلى كوارث بشرية وبيئية واقتصادية على كافة شعوب المنطقة بمن فيهم الشعب العراقي الأسير.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
في أشد لحظات التوتر.. المجتمع على الحدود العراقية الكويتية الشمالية
نشر في العدد 1121
11
الثلاثاء 18-أكتوبر-1994