; نشطاء ألبان وبوشناق يحذرون من استهداف الإسلام المعتدل | مجلة المجتمع

العنوان نشطاء ألبان وبوشناق يحذرون من استهداف الإسلام المعتدل

الكاتب هاني صلاح

تاريخ النشر السبت 01-أكتوبر-2016

مشاهدات 26

نشر في العدد 2100

نشر في الصفحة 59

السبت 01-أكتوبر-2016

 

نشطاء ألبان وبوشناق يحذرون من استهداف الإسلام المعتدل

إثر دعوة الخارجية النمساوية لمواجهة «التطرف الإسلامي» بغرب البلقان..

استقبل نشطاء ألبان وبوشناق بحذر تصريحات صادرة عن الخارجية النمساوية تدعو حكومات دول غرب البلقان إلى تصعيد المواجهة مع «التطرف الإسلامي» في بلدانها، وحذر هؤلاء النشطاء من تحول «الحرب على الإرهاب» إلى «حرب على الإسلام»؛ من خلال استهداف الإسلام الوسطي المعتدل بدلاً من المتطرفين أنفسهم.

فقد أعرب وزير الشؤون الخارجية النمساوية، «سيباستيان كورتس»، عن قلق بلاده من تصاعد «التطرف الإسلامي»  في دول غرب البلقان، داعياً كلاً من ألبانيا وكوسوفا والبوسنة - وهي الدول الثلاث في المنطقة ذات الأغلبية المسلمة - إلى العمل على مواجهة «التطرف الإسلامي»!

وبحسب ما نشرته جريدة «كوها نت» الكوسوفية في 19سبتمبر 2016م، نقلاً عن جريدة «kleinezeitung» النمساوية، فقد صرح «كورتس»، قبيل مغادرته لنيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي عقدت في 20 سبتمبر 2016م؛ بأنه سوف يعقد على هامش اجتماعات الأمم المتحدة اجتماعاً خاصاً مع وزراء خارجية دول غرب البلقان جميعها بما فيها صربيا لتباحث هذا الأمر.

ووفق جريدة «بانوراما» الألبانية، فقد ادعى «كورتس» أن النساء في كوسوفا وألبانيا والبوسنة، يجبرن على ارتداء النقاب خلال السير في الشوارع وذلك مقابل أموال يتقاضينها.

هذه التصريحات من قبل المسؤول الأول عن العلاقات الخارجية النمساوية حظيت باهتمام كافة وسائل الإعلام الألبانية، كما استقبلت بانتقادات واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي من قبل الألبان.

وللتعرف على وجهات نظر الألبان والبوشناق - وهما الشعبان المسلمان الأبرز في منطقة غرب البلقان - تحاورت «المجتمع» مع عدد من النشطاء والمحللين السياسيين.

البوسنة: لا بد من التمييز بين التطرف والتدين:

وحول تصريحات وزير الخارجية النمساوي بأن التطرف الإسلامي بات مصدر قلق في دول غرب البلقان، قال محمد تولتش، المحلل السياسي والناشط في المجتمع المدني بدولة البوسنة والهرسك، في تصريحات خاصة لـ «المجتمع»: إنه لا يمكننا نفي وجود تلك الظاهرة؛ فالتقديرات الواقعية تشير بوجود حوالي 500 عضو في منظمة «داعش» الإرهابية من دول البلقان، ولكن تبقى أعداد المتطرفين ضئيلة قياساً بعدد المسلمين، ولا يشكلون تأثيراً حقيقياً، ولكن أعداء المسلمين يستغلون تلك الظاهرة أسوأ استغلال لصالحهم.

وتابع: دول البلقان ليست معزولة عما يحدث في كل أنحاء العالم من انتشار التطرف، خاصة بعد سلسلة هزائم الإصلاح السلمي في العالم العربي والإسلامي، والعمل بمكيالين في السياسات الدولية، والتناقضات المستمرة من المجتمع الغربي، وانتشار «الإسلاموفوبيا» في أوروبا.. كل هذا يجعل دول البلقان المتعطشة للإسلام وبغياب معرفة اللغة العربية ملاذاً خصباً لنشر الأفكار المنحرفة والمتطرفة منها، ولكنها ليست منتشرة بدرجة كبيرة كما يضخمها الإعلام الصربي وقنواته الغربية التي تريد تشويه صورة الإسلام والمسلمين.

وحذر تولتش، وهو كذلك رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والتعليم والرياضة (أكوس)، والتي تعد من أبرز المؤسسات المدنية الشبابية في البوسنة؛ من وضع الجميع في سلة واحدة، موضحاً أن هناك على سبيل المثال السلفية المعتدلة، وهناك جماعات التكفير، فلا يصح النظر للاتجاهين نظرة واحدة، وإلا دفعنا المعتدل الذي اختار لنفسه اتجاهاً دينياً هو مقتنع به إلى التطرف.

وشدد على ضرورة مواجهة مشكلة التطرف الديني من خلال علماء المسلمين والمؤسسات المعنية بالتعليم الديني والتربية الصحيحة؛ وعلينا دعمها وإزالة العقبات من أمامها لنشر رسالتها، مؤكداً أننا – المسلمين - معنيون بمعالجة ظاهرة التطرف أكثر من غيرنا، كما أن إيجاد الحلول لها نحن أدرى بها أكثر من الآخرين، لذا لا بد من دعم المؤسسات الإسلامية الدعوية المعتدلة للقيام بدورها المطلوب.

كوسوفا: الحرب على الإرهاب أم الإسلام

وحول تصريحات وزير الخارجية النمساوي ودعوته لحكومات دول غرب البلقان بالعمل على مواجهة «التطرف الإسلامي»؛ قال كوراب خيراي، رئيس الأئمة في محافظة درينتسا بشمال كوسوفا، في تصريحات خاصة لـ «المجتمع»: نستشعر أن الحملة العالمية على «الإرهاب» إنما تستهدف الإسلام نفسه؛ وكأن هناك حرباً حقيقية على الإسلام تحت لافتة الحرب على الإرهاب.

وتابع: ما يضطرنا لقول ذلك أن كافة الحملات التي في الأساس تستهدف المتطرفين والإرهابيين؛ نجدها على أرض الواقع تطال المعتدلين والذين هم بدورهم يحاربون التطرف ويرفضون كافة وسائل العنف، ولهم جهود بارزة في توعية الشباب وحمايته من الوقوع في شباك المتطرفين.

وضرب خيراي، وهو كذلك مسؤول قسم التربية في المؤسسة الثقافية للعلوم والتربية (آكيا)، والتي تعد من أبرز المؤسسات الشبابية الإسلامية في كوسوفا؛ مثالاً على ذلك بأنه في عام 2014م تم غلق 14 مؤسسة إسلامية مدنية غير حكومية من بينها مؤسسة «آكيا» نفسها بقرار من وزارة الشؤون الاجتماعية تلبية لتوصيات أمنية، موضحاً أنه حتى اليوم ما زالت أنشطة هذه المؤسسات الإسلامية مجمدة ولم يصدر أي قرار من المحاكم بشأنها سواء بالإدانة أو البراءة.

إهدار للحريات الدينية والمدنية

وفي السياق نفسه، ورداً على مزاعم وزير خارجية النمسا بأن المسلمات يتقاضين أموالاً مقابل تغطية كافة الجسم خلال السير في الشوارع، أكد أيوب هازيري، المدرس السابق لمادة الفقه بكلية الدراسات الإسلامية في بريشتينا (العاصمة الكوسوفية) في تصريحات خاصة لـ «المجتمع»: إن الحجاب كان وما زال جزءاً من الهوية الدينية والثقافية لمسلمي كوسوفا، واتهام النساء بأنهن يتقاضين أموالاً مقابل السير في الشوارع بالنقاب، ليس عليه أي دليل ويناقض الحقائق على أرض الواقع.

وعبر هازيري، وهو كذلك باحث دكتوراه حالياً بإحدى جامعات دولة بروناي، عن أسفه أن يصدر مثل هذا الاتهام من شخصية دوماً تدعو لحقوق الإنسان، ونسي أن الحريات الدينية هي ضمن حقوق الإنسان.

ولفت هازيري، والذي صدر له 6 كتب، بالإضافة لعشرات المقالات المنشورة في وسائل الإعلام الألبانية، إلى أن ما يحدث هو عكس تماماً ما تنقله وسائل الإعلام، موضحاً أن المحجبات في المناطق الألبانية (كوسوفا، ألبانيا، مقدونيا)  يضيق عليهن في حرياتهن الدينية.

مدللاً على كلامه بفقدان المئات سواء من المدرسات أو الطالبات في المدارس الحكومية فرصتهن في التدريس أو التعلم لرفض الإدارات التعليمية لهن بذلك وهن محجبات.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

حَديث صَريح للشيخ محمد أبو زهرة

نشر في العدد 2

1011

الثلاثاء 24-مارس-1970

مع القراء

نشر في العدد 1

904

الثلاثاء 17-مارس-1970

مع القراء 1

نشر في العدد 2

909

الثلاثاء 24-مارس-1970