; نصيحة مخلصة لإخوتنا المجاهدين | مجلة المجتمع

العنوان نصيحة مخلصة لإخوتنا المجاهدين

الكاتب عبدالله خليل شبيب

تاريخ النشر الثلاثاء 29-ديسمبر-1970

مشاهدات 15

نشر في العدد 41

نشر في الصفحة 21

الثلاثاء 29-ديسمبر-1970

...وهؤلاء المجاهدون الذين نقصدهم هم الذين يحاربون اليهود مخلصين، لا لغرض حزبي أو منفعة شخصية أو مزايدات لا تتعدى الضجيج والصخب الذي ليس وراءه شيء!

والمجاهد المخلص إنسان عظيم! وعظمته من أنه يضحي بالنفس وهي أغلى ما يملكه إنسان!

ولذا فلا بد أن تكون تلك التضحية في محلها، وعلى أصولها لئلا تذهب هدرًا فلا يستفيد صاحبها دنيا ولا آخرة!

وإخواننا الفدائيون الآن ربما كانوا على أبواب وحدة أو ما يشبه الوحدة، وهي -كما أظهرت كثيرًا- مطلب جماهيري وشعبي وحكومي.. إلخ.

ولكن لها مزالق يجب أن يحذرها القوم، فيجب ألا يتساهل أو يتنازل عن المبادئ في سبيل تحقيق تلك الوحدة، ومهما قيل فإن الوحدة مع أنصار الشيطان مستحيلة ما داموا يصرون على انحرافاتهم ورفع شعاراتهم المشبوهة المستوردة ولافتاتهم العميلة وأفكارهم الغربية المنكرة!

إن هذه الأمة هي أمة الإسلام، وهذه الأرض هي أرض الإسلام به كانت وبه اتحدت وقويت وتحضرت وامتدت، وحين فقدته فقدت كل شيء وهانت حتى على أذل خلق الله: «اليهود» فانتقصوا منها بقعة من أعزها وأغلاها! واستهانوا بملايينها! وعبثوا بكبارها وصغارها!

الذين أصبحوا خواء كالطبول الجوفاء، وكأصنام التبن والكرتون حينما خلوا من العقيدة الدافعة الخلاقة.. والحضارة الإسلامية المميزة!

والمجاهد لا بد أن يضع الجنة نصب عينيه، ويعلم أنه إن لقي الله فمصيره الجنة، فلا بد أن يكون لها طالبًا، وعليها حريصًا، لا يجاهد في سبيل عرض دنيوي أو صنم من البشر، أو دولة أو شعار أجوف، حتى ولو كان مستوردًا من أقصى الشرق والغرب.

 فمكان أمة الإسلام هو مكان القيادة والريادة والاستقلال والشهادة، وليس مقام الذيلية والقبعية والتقليد كالقردة العاجزة.

إن على الفدائيين أن يطرحوا أي شعار مستورد أجنبي نابع من خارج هذه الأرض، دخيل على الوطن الذي يريدون تحريره، مهما بدا لهم براقًا مزوقًا خداعًا لماعًا!!

 وإن عليهم أن يعتصموا بحبل الله، ويتمسكوا بعروته الوثقى، ويحافظوا على إسلامهم، ويضعوا الله نصب أعينهم، مع الحذر والوعي وكامل الإعداد وحينها لن يضرهم أهل الأرض ولو اجتمعوا عليهم.

وإلا فأين كل جهودهم وجمعهم من كيد الأعداء الذي تكاد تزول منه الجبال؟! إن الله تعالى هو أقوى الأقوياء وهو الركن الشديد الذي يجب أن نأوي إليه، والقوة العظمى التي يجب أن نستند عليها، وعلى من أخلص له وأراد وجهه، وإلا فقد علمتنا التجارب أن أعداءنا كثر وحتى من أنفسنا، فهل نحن واعون وهل نعود إلى الله ونعلنها من صفه حربًا لا هوادة فيها لكل أعدائه؟!

وحينها لن يكون لكل اليهود، ولا أعوان اليهود بنا طاقة ولا علينا حيلة، لأن الله معنا، إن صدقنا النية وكنا صدقًا عند الحرب صبرًا عند اللقاء.

ولأن المسلمين الممزقين المبعثرين الغافلين السادرين في اهتماماتهم الخاصة الذين حوّلهم المستعمرون الكفرة إلى قطعان هائمة تائهة شاردة لا رابط بينها، كثير منها حريص على نفسه ودنياه، هؤلاء لا بد أن يستيقظوا مـن سباتهم إذا سمعوا صيحة الجهاد ونداء المنادي باسم الله وفي سبيل الله «يا خيل الله اركبي».

ولن يقف بعد ذلك أمام كل تلك الملايين شيء، بإصرارها وإيمانها، وإمكاناتها، لو وحدتها واستغلتها، وتمردت على القيد.

وما أقرب ذلك وأهونه لو وجدت الإرادة والعزيمة والتصميم وما أجدر صيحة الجهاد أن تفعل كل ذلك وأن تعيد خلق هذه الأمة من جديد وتغير أنفسها فيغير الله ما بها، وإن الله قد تعهد لعباده المؤمنين بالنصر، ومن أوفى بعهده من الله؟ ومن أصدق من الله قيلا؟! اسمعوا طريق النصر وبشرياته.

﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَيَوۡمَ يَقُومُ ٱلۡأَشۡهَٰدُ﴾ (غافر: 51)

﴿إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ﴾ (محمد: 7)

﴿ۗوَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * ٱلَّذِينَ إِن مَّكَّنَّٰهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَنَهَوۡاْ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۗ وَلِلَّهِ عَٰقِبَةُ ٱلۡأُمُورِ﴾ (الحج: 40 – 41).

 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

صلاح الشربيني.. الداعية الزاهد

نشر في العدد 141

10

الثلاثاء 13-مارس-1973

باختصار: تحية إكبار

نشر في العدد 500

21

الثلاثاء 07-أكتوبر-1980

صبرًا آل ياسر!!

نشر في العدد 500

18

الثلاثاء 07-أكتوبر-1980