; نظرات فيما يجري على الساحة العربية | مجلة المجتمع

العنوان نظرات فيما يجري على الساحة العربية

الكاتب أبو خالد

تاريخ النشر الثلاثاء 21-سبتمبر-1982

مشاهدات 14

نشر في العدد 588

نشر في الصفحة 18

الثلاثاء 21-سبتمبر-1982

      المنطقة العربية تموج بأحداث متلاحقة، وتأخذ أشكالًا مختلفة من الصراع العسكري والسياسي، من العنف والمساومة، من التوتر والقلق، ولكنها جميعًا تنطلق من محور واحد ذي قطبين متعارضين: إسلام، أو لا إسلام، حرية وكرامة هذه الأمة، أو عبودية وتبعية، فلسطين عربية مسلمة، أو إسرائيل يهودية كافرة، هلال متألق في السماء، أو صليب جاثم على الصدور، أنظمة تنشر الخلاص من أعدائها بالالتجاء إليهم، وجماهير تريد الخلاص من أعدائها -أعداء الله- بالالتجاء الى الله، وهذه بعض النماذج لما يجري على الساحة العربية:

  • الوفاق الدولي وتقسيم مناطق النفوذ بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، فقد أطلقت الولايات المتحدة يد روسيا في أفغانستان، وأطلقت روسيا يد أمريكا في الشرق الأوسط، والحصلة النهائية اتفاق الدول الكبرى على تدمير الإسلام، وإذلال المسلمين.

     مؤتمر قمة فاس ومستقبل الشعب الفلسطيني:

    اجتمع قادة العرب في فاس، وخرجوا (بمشروع سلام عربي موحد) ذي ثماني نقاط، يمكن إجمالها في عرض الصلح مع إسرائيل مقابل إقامة دولة فلسطينية في الضفة والقطاع: ﴿وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ﴾ (سورة الأحزاب: 25)، ما الذي فعله السادات (الخائن) غير الصلح مع إسرائيل مقابل الانسحاب من سيناء، وإقامة حكم إداري ذاتي كامل للفلسطينيين في الضفة والقطاع، فسره السادات على أنه تمهيد لإقامة الدولة الفلسطينية، وفسره اليهود على أنه حكم ذاتي للسكان، وليس للأرض؛ بمعنى أن الضفة والقطاع إسرائيليتان، عليهما سكان عرب، يديرون شئونهم الداخلية بأنفسهم، قرارات قمة فاس أكدت على أن الضفة والقطاع يمثلان مع سكانهما الفلسطينيين العرب كيانًا مستقلًا عن إسرائيل، وأن هذا الكيان مع بقية الكيانات العربية مستعد لتحقيق السلام مع إسرائيل بضمانات دولية، وفي هذا إقرار عربي شامل بأحقية اليهود في بقية فلسطين مما يهدم الأساس الذي قامت عليه حركة التحرير الوطني الفلسطيني، وهو تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، ويمثل تنازلًا، بل تناقصًا وارتدادًا وإلغاءً للميثاق الوطني الفلسطيني، وسيرًا في طريق السادات (الخائن) بأصباغ أكثر لمعانًا هذه المرة، لكن على أية حال لا تخرج عن كونه أصباغًا.

فما هو الموقف الإسرائيلي إزاء هذه المبادرة العربية (للسلام)؟

     إسرائيل رفضت المبادرة واعتبرتها صفرًا، بل أضافت إلى أن هذا (الصفر) كفيل بتدمير إسرائيل على مراحل- يا سبحان الله-؛ ترفض إسرائيل ما كانت تطالب به بالأمس، ويطالب العرب بما كانوا يرفضونه بالأمس، وماذا بعد ذلك؟ اللجوء إلى أمريكا السند الأول لإسرائيل، وأمريكا لها مبادرتها الخاصة بها، والتي لا ترضى عنها بديلًا، والتي لا تريد للفلسطينيين كيانًا مستقلًا، بل تابعًا.

      كل هذا يحدث في غياب الإسلام، ولو ناقشت أحدًا من اليائسين القانطين: أيجوز أن يحدث هذا؟ لإجاب بعضهم: ألم يعقد الرسول -صلى الله عليه وسلم- صلحًا مع اليهود عندما كان في حالة لا تؤهله لخوض غمار الحروب؟ ونحن الآن في حالة ضعف: نقول نعم، عقد الرسول -صلى الله عليه وسلم- صلحًا مع اليهود في المدينة، وكان اليهود في ديارهم، ولم يغتصبوا ديار المسلمين، ويطردوهم كما هو الحال في فلسطين؛ فاليهود هنا مغتصبون، والفلسطينيون المسلمون مشردون، ثم أن الصلح في الإسلام محدد المدة، ومشروع الصلح المقترح دائم وبضمانات دولية، أي أنه تنازل مطلق عن أرض إسلامية لغير المسلمين، وهذا لا يجوز شرعًا، ثم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حيد اليهود لمقاتلة المشركين، وعندما نقض اليهود العهد قاتلهم وأجلاهم، وهل في مخطط العرب اليوم مقاتلة اليهود وإجلائهم من فلسطين عندما ينقضون العهود؟ وهم ينقضونها يوميًا، إن البعد عن منهج الله، ثم الزعم بالسير على منهاج الله ورسوله أمر غير معقول ولا مقبول، ويردد البعض الآخر قوله -تعالى-: ﴿وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله﴾ (سورة الأنفال: 61)، ونحن نسأل هنا: من الذي جنح للسلم؟ اليهود في فلسطين، أم العرب في فاس؟ المعتدي عليهم (المسلمون)، يطلبون السلم من المعتدين (اليهود)، ولكن اليهود يرفضون، فهل هذا هو مفهوم الآية الكريمة؟ يقول فقهاء المسلمين في تفسير هذه الآية: إن الجنوح للسلم يأتي ابتداء من الكفار، ولا يبادئهم المسلمون بطلبه، وبشرط ألا يكون الكفار معتدين كحال اليهود اليوم، بل أن بعض الفقهاء يرى أن هذه‏ ‏الآية منسوخة بقوله تعالى في صورة محمد‏: ﴿فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾ (سورة محمد: 35)، وقوله -تعالى-: ﴿ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين﴾ (سورة آل عمران: 139).

     وهذا هو المعنى الذي أخذ به صلاح الدين الأيوبي الذي حرر فلسطين من الصليبيين عندما طالبه أحد القادة العرب (المأجورين) بالصلح مع ‎ الصليبيين فقال: أنت عربي، وأنا كردي، وأنا أفهم بالقرآن منك.

     شعب فلسطين المسلم ينتظر من المسلمين النجدة لنصرتهم وتحرير فلسطين كلها من اليهود، وينتظر من قادته أن يعودوا إلى الله، وينهجوا نهج رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم- بحق، لا أن يقروا لليهود بالاغتصاب، ويتصالحوا معهم، ويستعينوا     بأعوان اليهود لإقامة كيان هزيل ذليل تابع منزوع السلاح.

 يقول الله تعالى في سورة المائدة آية (52،51‏‏):

 ﴿يأيها الذين آمنوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ. فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ

 فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِين﴾ (سورة المائدة: 51-52).

‏مصرع بشير الجميل واحتلال بيروت الغربية:

‏     تناقلت وكالات الأنباء خبر مصرع بشير الجميل مساء الثلاثاء14/9/82، ومعه ستة وعشرون من أركان قيادة حزب الكتائب، ذكر منهم: جان نادر، وفؤاد أبو نجم، وشاكر عون، وأيلي نجار، وبيير فاضل، وميشال ثلج، وجان أسمر، وساسين كرم، وملحم إبراهيم نمر، وميشال حداد، وأنطوان أيوب، بالإضافة  إلى ستين جريحًا آخر؛ وذلك نتيجة انفجار عبوة ناسفة زنتها أكثر من (‎٢٠٠)‏ كغم، وضعت على سطح المبنى المكون من ثلاث طوابق، وأن الطابق الثالث والثاني انهارا على الطابق الأول، الذي انهار بدوره على رؤوس المجتمعين، وأن جثة الجميل انتشلت من تحت كتلة هائلة من الأسمنت بعد أكثر من سبع ساعات من الانفجار، وأنهم لم يتعرفوا على الجثة إلا من الخاتم الذي كان بإصبعه...الخ.

     ولم يعلن عن الجهة التي نفذت العملية، وإن كانت أصابع الاتهام قد أشارت إلى إسرائيل التي قامت بعد ذلك مباشرة بغزو بيروت الغربية واحتلالها بعد معارك مع القوات الوطنية، ثم دخلت مخيم صبرا ومعها الجرافات لإزالته من الوجود، وشوهدت قوات من الكتائب مع الإسرائيليين، ثم أعلن بعد ذلك ترشيح (أمين الجميل) لرئاسة الجمهورية اللبنانية بدلًا من الصريع بشير الجميل، وهو شقيقه الأكبر، ويبلغ من العمر أربعين عامًا، ‏وبغض النظر عن الجهة التي كانت وراء مصرع بشير الجميل، وبغض النظر عن تبرير ‏إسرائيل لاحتلال غرب بيروت، والظالم لا يعدم حجة لتبرير ظلمه، فإن الذي نود أن نسجله ‏هنا هو أن الصريع بشير الجميل كان صليبيًا، وأنه كان شديد الحقد على الإسلام والمسلمين وعلى العرب والعروبة، وأنه كان سفاحًا دمويًا، وأنه كان صديقًا شخصيًا لشارون المجرم، وأنه اجتمع به قبل غزو إسرائيل للبنان، وأنه مخطط للغزو معه، ومهد وشارك، وأنه كان وراء انفجارات السيارات الهائلة في غرب بيروت التي ذهب ضحيتها عدد كبير من المسلمين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، بالإضافة إلى الشباب، وأن ميليشياته انتهكت أعراض الحرائر من المسلمات جهارًا نهارًا وبصورة همجية لم يسبق لها مثيل في التاريخ، حتى أن عشرات منهن جئن باكيات إلى قادة المقاومة محشرجات الصوت، وهن يصفن كيف أن عشرات من الكتائبيين الصليبين المتوحشين تعاقبوا عليهن بلا وازع من خلق أو ضمير، وبشير الجميل هذا مع رجاله سبق له أن ذبح المسلمين على الهوية كما تذبح الخراف، وراحت تشكو إلى ربها ظلم الإنسان للإنسان عائلات كاملة، نشرت صورهم ورقابهم منحورة بالسكاكين، ولم يسلم من إجرام بشير الجميل حتى المسيحيين من منافسيه؛ فقتل طوني فرنجية ابن رئيس الجمهورية الأسبق سليمان فرنجية، وعددًا من أنصاره، وصفى أنصار كميل شمعون بقوة السلاح، وحاول اغتيال ريمون أده أكثر من مرة مما اضطره للهرب والإقامة في باريس.

‏     ونحن لا ننسى أن بشير الجميل وحزبه كاد أن يصبح أثرًا بعد عين على أيدي القوات الإسلامية -الفلسطينية واللبنانية- التي سيطرت على أكثر من (80%) من أرض لبنان لولا تدخل الجيش السوري لصالح الكتائبيين وأنصارهم، مما قلب الموازين، فكانت بعد ذلك مجزرة تل الزعتر الرهيبة والمسلخ والكرنتينا، ثم أننا نعلم أيضًا أن جهات عربية دعمت بشير الجميل حتى انتخب رئيسًا للجمهورية.

     قيل إنه من ضمن الستة والعشرين الذين صرعوا مع بشير الجميل خمسة من غلاة قادة حزب الكتائب، الذين لا يقلون عنه حقدًا على الإسلام والمسلمين وعلى العرب والعروبة، ولم يبق من أركان قيادته ممن بقوا على قيد الحياة إلا واحدًا أو اثنين، أما أمين الجميل الذي رشح بدلًا منه لرئاسة الجمهورية فيقال إنه أكثر اعتدالًا من بشير، وأن فيه مسحة عربية، وأنه كان يقوم بالاتصال برجال المقاومة الفلسطينية لمحاولة التوفيق وحل المشاكل متجنبًا إراقة مزيد من الدماء، وبغض النظر عن مدى صحة هذا الكلام، فإننا نود أن نذكر أمين الجميل، ومن لف لفه بالمصير الرهيب الذي آل إليه شقيقه بشير نتيجة تعصبه وإجرامه وتعامله مع إسرائيل.

 ونذكر كل الذين يلهثون وراء التعامل والتعايش مع اليهود- (سلام) بالمصير الرهيب الذي آل إليه سلف بشير الجميل ورائده في التعامل والصلح مع إسرائيل ذلك هو أنور السادات الذي أخذه الله أخذ عزيز مقتدر بعد أن استسلم لليهود، وأقر لهم بالأرض التي باركها الله، يقول الله -تعالى- في صورة الأعراف الآية (‎١٧٩):‏ ﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾ (سورة الأعراف: 179).

     ما هكذا كان المسلمون يتعاملون مع النصارى -يا أمين الجميل- عندما كان الإسلام يسود وينتصر، وهذا جزء من (الوثيقة العمرية) لمن له قلب، أو القى السمع وهو بصير، يقول عمر بن الحطاب عند فتح القدس في تأمينه سكانها: «هذا ما أعطى عبد الله أمير المؤمنين أهل إيلياء القدس» من الأمان: أعطاهم أمانًا لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم سقيمها، وبريئها، وسائر ملتها، إنه لا تسكن كنائسهم، ولا تهدم، ولا ينقص منها ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم، ولا يسكن إيلاء معهم أحد من اليهود». 

     حذار من الصلح مع اليهود، وحذار من عذرهم ذلك أنهم يقولون: ﴿ليس علينا في الأميين سبيل﴾ (سورة آل عمران75) فإن الله لعنهم، وغضب عليهم، وطردهم من رحمته :﴿أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾ (سورة آل عمران: 87)‏‏، ﴿أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ﴾ (سورة آل عمران: 77)، والصراع بين اليهود والنصارى أقدم من الصراع بين اليهود والسلمين

قادة المقاومة والتصريحات المحبوسة:

     قبل أن يخرج أبو عمار من بيروت أدلى بتصريح قال فيه: إن لدي معلومات عن تواطؤ بعض الأنظمة العربية مع إسرائيل، لو نشرتها لزلزلت كثيرًا من الأوضاع في الشرق الأوسط، وخرج أبو عمار من بيروت، ولم ينشر هذه المعلومات، وعاد إلى (تبويس اللحى) والتنقل بين البلدان العربية ولسان حاله يقول: 

           ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى           عدوًا له ما من صداقته بد

      وزار الأخ أبو إياد الكويت مؤخرًا، وألقى خطابًا مطولًا في مهرجان حافل بجمعية الخريجين، واستمع الناس إلى الخطاب وهم يتصببون عرقًا من شدة الحر والرطوبة، وكانوا ينتظرون أن يستمعوا إلى شيء جديد غير الذي قرءوه وسمعوه عبر أجهزة الإعلام، ولكن ظنهم خاب فلم يستمعوا إلى شيء جديد غير بعض التلميحات والتهديدات المبطنة، والآيات والأحاديث النبوية التي لم نعهدها من أبي إياد في السنوات الأخيرة بالرغم من أنه يحمل في طياته إيمانًا يطفو على السطح بين الحين والآخر، وبالرغم من اليسار الملتف حوله، والواقف خلفه، والزاعم أنه يمثله، وليس يهمنا هنا هو ما قاله أبو إياد؛ فقد استمع الناس إليه، ونشرته الصحف مجتزءًا أو سهبًا، ولكن الذي يهمنا هو:

ما لم يقله أبو إياد:

1-إن الاتحاد السوفيتي لم يقدم للمقاومة الفلسطينية شيئًا ذا بال، وكان في إمكانه أن يقدم الكثير، ولكن الذي منعه من ذلك عدة عوامل، منها:

  1. أن الاتحاد السوفييتي ذكر للنظام السوري أن بإمكانه أن يحمي الأرض السورية جميعها، ولكنه ليس على استعداد للحرب مع القوات السورية خارج الأراضي السورية.
  2. أن التدخل في لبنان لصالح القوى الوطنية والفلسطينية يحتاج إلى طلب من السلطة الشرعية، وهو ما لم يحصل.

2-أن النظام السوري وقف حجر عثرة في سبيل دعم الاتحاد السوفييتي للقوى الوطنية والفلسطينية، وإن كامل الأسعد ذهب إلى سوريا وهو يحمل نصابًا قانونيًا لانتخاب بشير الجميل هو و(66) عضوًا من أعضاء البرلمان، وعاد إلى بيروت، وقد أصبح النصاب (57) عضوًا لصالح بشير الجميل.

  1. أن النظام الليبي وعد أبا عمار بأنواع من الصواريخ المتطورة ضد الدبابات في حالة غزو إسرائيل للبنان، ولكن صاروخًا واحدًا منها لم يصل.
  2. أن الأشبال الصغار من المقاتلين المسلمين الذين تصدوا لزحف الدبابات الإسرائيلية، وأثناء القصف والغارات الجوية عليهم كانوا مع كل قذيفة يطلقونها يهتفون (الله أكبر) وأن أفلامًا سجلت ذلك بالصوت والصورة، وستنشر قربيًا.
  3. أن مقاتلي جيش التحرير الذين وصلوا من الأردن في البداية قاتلوا قتالًا رائعًا، وأوقعوا في اليهود إصابات كثيرة، وأوقفوا تقدمهم تمامًا، ولم يصابوا بخسائر تذكر، ولكن مددًا جديدًا من الأردن لم يأت.
  4. إن القوات السورية التي قاتلت في غرب بيروت لم تكن في البداية تملك روح القتال سخطًا على قيادتها، ولكنها قاتلت في النهاية قتال الأبطال دفاعًا عن الفلسطينيين واللبنانيين، ودفاعًا عن نفسها ‏القرطاسية.

‏ملاحقة الإسلاميين في مصر ما زالت مستمرة:

‏     في الوقت الذي تعلن فيه السلطات المصرية عن الإفراج عن معتقلين إسلاميين تكون قد أعدت قائمة جديدة لاعتقالات جديدة بحجة (إحباط محاولة للاستيلاء على السلطة) أو أي حجة أخرى، وفي هذه المرة (بالتعاون مع الخارج)، وأنهم كانوا على اتصال بقيادتهم المعتقلة في الداخل والمقيمة في الخارج، وأن لديهم خططًا بديلة... الخ.

‏     وبغض النظر عن التفصيلات والتبريرات فما يهمنا هنا هو الواقعة ومدلولاتها، فالإسلاميون عمومًا مستهدفون في ذواتهم وعقيدتهم، ويجري تصفيتهم جسديًا، أو تشويه عقديتهم فكريًا؛ حتى يحافظ الاستسلاميون على كراسيهم، وينفذوا حرفيًا سياسة التطبيع بكافة أشكاله السياسية والاقتصادية وحتى العقيدية، ألم تصدر في مصر صحيفة (دينية) تجبب الناس وخاصة الناشئة منهم في اليهود والصلح مع اليهود؟ ألم تحذف الآيات المعادية لليهود من البرامج الدراسية؟ ألم تظهر جماعية (دينية) صوفية في الصعيد تدعو إلى (إسلام) غريب ما أنزل الله به من سلطان؟ فلم يجد كل ذلك نفعًا في (تطبيع) الشعب المصري المسلم العريق، فلا بد من الاعتقالات تلو الاعتقالات وعلى الشبهة مجرد الشبهة قبل أن يتمكن هذا الشعب العربي المسلم من استرداد هويته، وامتلاك زمام أمره ومن ثم قيادته هذه الأمة إلى النصر والعزة، ولكن الشعب الذي أخرج من جلبابه خالد الإسلامبولي ورفاقه الشهداء الأبرار قادر في كل لحظة أن يخرج مثلهم، وبعدئذ لن تقود مصر هذه الأمة إلى المذلة والهوان، بل إلى العزة والنصر بإذن الله‏‏:﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ (سورة الأنفال: 33)‏‏.

الرابط المختصر :