; نظرة إلى العالم الإسلامي «أفريقيا.. وآسيا» | مجلة المجتمع

العنوان نظرة إلى العالم الإسلامي «أفريقيا.. وآسيا»

الكاتب بدر العصيمي

تاريخ النشر الثلاثاء 27-يوليو-1971

مشاهدات 18

نشر في العدد 70

نشر في الصفحة 14

الثلاثاء 27-يوليو-1971

نظرة على العالم الإسلامي «أفريقيا.. وآسيا» 

لا يزال المسلمون يتعرضون للعدوان والاعتداء الشيوعي والصليبي الحاقد.. بمباركة وتأييد من أعداء الإسلام.

● في أرتيريا

يتعرض إخواننا المسلمون لاعتداءات وحشية من قبل الجيش الإثيوبي الصليبي بمساعدة من أمريكا وإسرائيل وبمباركة قلبية من بابا الفاتيكان وعدم اكتراث من الشيوعيين وخصوصًا الصينيين حيث إن الإمبراطور الصليبي «هیلاسیلاسي» اعترف بالصين الشعبية لكي تمتنع عن مساعدة ثوار إرتريا.

● وفي الصومال الفرنسي

حيث يحتل موقعًا استراتيجيًا ولا يزال الاستعمار الفرنسي يحتل هذه البقعة التي أغلب سكانها إن لم نقل كلهم من المسلمين والقارئ يعرف مدى حقد فرنسا على الإسلام ومحاربته. وكانت فرنسا قد قامت باستفتاء تحت إشرافها لمعرفة رغبة سكان هذه المنطقة في تقرير مصيرهم وادعت أن اغلب السكان طالبوا بالبقاء تحت راية الاستعمار الفرنسي.

●وفي الصومال الغربي «هرر»

لا تزال جبهة التحرير الصومالية تكافح من أجل الانفصال عن الحبشة، والانضمام للصومال ومن المؤسف أن هذه الجبهة لا تلقى عونًا من الدول الإسلامية اللهم إلا الصومال.

● وفي الصومال الكيني «انفدي»

الذي اقتطع من جمهورية الصومال وضم إلى كينيا والمعروف أن الاستفتاء الذي قامت به بريطانيا لمعرفة رغبة سكان هذا الإقليم قد أظهر رغبة السكان في الانضمام للصومال ولكن بريطانيا ضمته إلى كينيا حيث اغتصبت حقوق أهله المسلمين ويبلغ عددهم ۲۰ % من السكان.

● وفي زنجبار

التي لا تزال تتعرض لعدوان من الصليبي «يوليوس نيريري» ذي العلاقات الوثيقة والصلات الطيبة مع الفاتيكان والشيوعيين الأوروبيين، فهتك أعراض النساء المسلمات وزوجهن من غير المسلمين وصلب الرجال وقتل الأطفال الأبرياء كل هذا لم يهز مشاعر البابا الذي زمجر وغضب وملأ الدنيا صراخًا وعويلًا لأن بعض الهندوس قتلوا على يد الجيش الباكستاني.

● وفي جنوب أفريقيا

التي ينتشر الإسلام فيها سريعًا بين المواطنين السود الأفريقيين وقد قامت حكومة

أفريقيا الجنوبية العنصرية باغتيال الشيخ عبد الله زعيم المسلمين في جنوب أفريقيا ولا ننسى كلمة الأسقف «كانتربري» الذي حذر الحكومة من مغبة عـدم الاكتراث بانتشار الإسلام لان الأفارقة يعلمون أن الحكام العنصريين البيض مسيحيون وبينما هؤلاء الحكام يمارسون تفرقة وهم يتبعون ديانة تنادي بالمساواة والحرية والإخاء نجد أن الأفارقة يعرضون عن اتباع المسيحية ويعتنقون الإسلام الدين الذي لا يفرق بين ذكر وأنثى وغني وفقير وأسود وأبيض والناس سواسية كأسنان المشط وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى فهل فكرت لماذا تقع التدخلات والعدوان الخارجي من المرتزقة والاستعمار الأوروبي على دول أفريقية وإسلامية فقط؟

 

«آسیا»

● في الهند

        ذات الديانات العديدة عندما تعرض المسلمون لاعتداءات وحشية من قبل الهندوس وحكومتهم الهندوسية في الوقت الذي حدثت فيه مجاعات في الهند وجدنا الحكومات العربية والإسلامية تبعث المساعدات الكبيرة لها غير مكترثة لما أصاب المسلمين من عدوان هندوسي.

● وباكستان

التي اعتمدت على المساعدات الغربية الاستعمارية وخصوصًا الأمريكية والبريطانية عندما تعرضت للأزمتين الانفصالية والاقتصادية التي نتجت عن الإعصار الذي اجتاح باكستان الشرقية لم تسارع الدول العربية لمدها بالمساعدات اللازمة ولم تقف بجانبها لتشد أزرها في مواجهة الدعايات الاستعمارية.

● وفي الفلبين

عندما حدثت الأزمة الأخيرة لم تقم قيامة أحد سواء الشرق أو الغرب فعندما تعرض إخواننا المسلمون الفلبينيون لاعتداءات الكاثوليك لم تتحرك الدول العربية لتأييدها وحتى البرامج الإعلامية لم تتكلم عنهم اللهم إلا أخبار بسيطه توردها في نشرات الأخبار بينما الأزمة التي حدثت في أيرلندا بين الكاثوليك والبروتستانت أفرد لها برنامج خاص هو برنامج «أضواء على الأحداث العالمية» والمعروف أن في الفلبين تبلغ نسبة المسلمين ۱۰% حوالي «۳٫5 ملیون» وأمامهم هو « حاجي مكي ألونتو » وهناك وزیر مسلم واحد هو وزير الصحة «عماد كروز» ونتيجة لعدوان الاستعمار الإسباني والتبشير الصليبي حاول المسلمون إقامة جمعيات لهم منها جمعيات تكامل الإسلام ، إقامة الإسلام ، ومؤتمر الإسلام وهداية الإسلام ، وجمعيــة المعهد الإسلامي .

● وفي تايلاند

ففي المنطقة الجنوبية مــن البلاد «باتاني» يبلغ عدد المسلمين ثلاثة ملايين مسلم يتكلمون اللغة الملاوية ويتعرضون لاضطهاد من الحكومة التي تشن حربًا ضدهم بحجة أنهم عصابات شيوعية ويقال إنهم يفكرون في فتح مكتب لهم في دمشق لشـرح قضيتهم وحقيقتها.

● وفي روسيا

حيث المناطق الوسطى الجنوبية ذات الغالبية الإسلامية لا زالت تتعرض لعدوان ومضايقات من الحكومة الشيوعية حيث إن هناك مناطق بها كثير من المسلمين لا يوجد فيها أي مسجد لأن الحكومة تمنع المسلمين من بناء أي مسجد.

● وفي قبرص

التي يبلغ عدد المسلمين ۲۰ ٪ من السكان تحاول الدول الاستعمارية الغربية والشيوعية ضم هذه الدولة إلى اليونان لكي يقضى على الإسلام نهائيًا فيها.

وما لم تتحد الدول الإسلامية وتساعد بعضها بعضا وتصبح جسمًا واحدًا إذا تعرض عضو منه لأذى تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.

فلن يكتب لها الخير والبقاء فالاتحاد قوة ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا (آل عمران: 103) 

                                                                                  بدر العصيمي

 

 صفحات من نضال مُسلمي الفلبّين (الأندلس الصَامدة)

 

﴿إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا

(الكهف: 20)

 

ليست مأساة الأندلس هي الأولى والأخيرة في تاريخ الإسلام.. ففي تاريخنا الطويل ونضالنا المستمر.. تتكرر «مأساة الأندلس» في ديار الإسلام وفي غير دياره..

وليست «فلسطين» وحدها هي مأساة الأندلس في هذا العصر. بل تفاقمت الأخطار المحدقة بالإسلام حتى تعددت المآسي وأصبح «للأندلس الأولى» مثيلات وأخوات في الفلبين وکشمیر وتركستان وأرتيريا.

تناقلت وكالات الأنباء في الشهر الماضي خبر الاعتداء الغاشم والمذبحة المروعة التي وقعت في بيت من بيوت الله بولاية «كوتا باتو» إحدى الولايات الإسلامية بالفلبين وسقط فيها خمسون شهيدًا منهم الشيخ والشاب والمرأة والطفل حتى وجد من بين الضحايا طفل يلتهم ثدي أمه.

ليست هذه هي المذبحة الأولى والأخيرة التي تقوم بها الصليبية لإبادة المسلمين في الفلبين.

وليست هذه آخر المؤامرات التي يتعرض لها إخواننا في عقر دارهم وفي رحاب مساجدهم ودور عباداتهم.

لن يندمل الجرح أو يزول الخطر عن المجتمع المسلم في الفلبين بتهديد بعض المسئولين في حكومة الفلبين للذين قاموا بالمؤامرة لأن أحداث التاريخ تثبت اشتراك الحكومات الفلبينية في تنفيذ المخطط الصليبي لإبادة المجتمع المسلم أو إزالة صبغة الإسلام عنه ولن تخفف زفراتنا وانهمار دموعنا وارتفاع صراخنا من آلام ومأساة إخوتنا في العقيدة والدم.

أقول: لن يخفف ذلك كله شيئًا مما حدث ولن يرفع عن كاهل المسلمين العناء والأخطار ما لم تتخذ إجراءات حاسمة وإيجابية من قبل العالم الإسلامي على المستوى الرسمي والشعبي.. أن مسلمي الفلبين يستحقون من كل فرد في العالم الإسلامي أن يساهم بماله ودمه وجهده في سبيل الحفاظ على الإسلام في تلك البلاد التي ضربت أروع الأمثلة في تاريخ الاستبسال من أجل الدفاع عن العقيدة.

ربما يجهل الكثير منا أن الفلبين هي «الأندلس الثانية» التي امتدت إليها براثن الاستعمار الصليبي الإسباني بعد أن قضى على الإسلام والمسلمين في الأندلس الأولى بإسبانيا وغايته القضاء على الإسلام بها أو تنصير أهلها.

فعلى أرض الفلبين التقت القوتان قوة الإيمان والحق الممثلة في مسلمي الفلبين بقوة الكفر والباطل الممثلة في إسبانيا وجيشها الصليبي ورغم التباين بين القوتين في العدد والعدة فقد صمدت قوة الإيمان ولم يستطع الاستعمار الإسباني أن يطفئ نور الإسلام في تلك البقاع رغم جميع الحيل والمكائد والإرهاب التي لجأ إليها وليس مرد ذلك إلا إلى شيء واحد هو صلابة الإيمان وقوة التمسك بالعقيدة التي ما تزال إلى يومنا هذا الصفة التي يلمسها القريب والبعيد في مسلمي الفلبين. 

نعم لقد كانت الفلبين عند وصول الإسبان إليها دولة إسلامية أو شبه دولة إسلامية لأن ظلال الإسلام كانت تخيم على كل بقعة فيها ولم يكن الإسلام منحصرًا في جنوب الفلبين أو في «مندناو» كما يتوهم بعض المؤرخين. 

ولقد كانت الولاية التي تقع فيها العاصمة الحالية «مانيلا» ولاية إسلامية يحكمها مسلم هو «راجا سليمان» 

ولكن الاستعمار الإسباني منذ أن حكم الفلبين من «9٤٠ هـ - ۱5۲۱ م» حتى عام «۱۳۱۸ هـ - ۱۸۹۸ م» 

ـ وهي حقبة طويلة جدا قضاها المسلمون بالفلبين في الدفاع عن عقيدتهم ضد غزو استعماري تبشيري - لم يستطع محو الإسلام من الفلبين وإن كان قد تمكن من القضاء على الدولة الإسلامية فيها وأقام محلها دولة كاثوليكية بجنوب شرقي آسيا ولولا الاستعمار الإسباني لكانت الفلبين مثلها اليوم كمثل أندونيسيا وماليزيا يرفرف على ربوعها علم الإسلام. 

ولكن هل انتهى كفاح المسلمين في الفلبين بعد زوال الاستعمار الإسباني؟ لا.. لقد حل محله استعمار صليبي آخر هو الاستعمار الأمريكي في عام «١٣١٩ هـ ـ ۱۸۹۹ م» فسعى إلى تنصير المسلمين كما فعل الاستعمار الإسباني ولاقى من مسلمي الفلبين مقاومة عنيفة وكفاحا صلبا استمر حوالي أربعين عاما. 

ماذا تتصور يا أخي المسلم عن آثار هذا النضال الذي دام عدة قرون وماذا حل بالمسلمين في الفلبين من خراب ودمار وكم تقدر عدد الشهداء وجملة الضحايا في الأرواح؟

أي مثل أروع في تاريخ الجهاد في الإسلام من هذا المثل وأي تضحية أثمن وأغلى في تاريخ التضحيات من هذه التضحية؟ 

هذه لمحة عابرة عن «الأندلس الثانية» التي صمدت أمام أخطر أنواع الغزو الصليبي.. وما زالت وستظل إلى أخر يوم في حياة هذا الوجود صامدة مكافحة في سبيل الحفاظ على كلمة التوحيد وروح الإسلام..

سل نفسك - يا أخي - ماذا قدمت وماذا يمكن أن تقدم لنصرة إخوانك وأعلم أن البذل والتضحية في سبيل الدعوة إلى الإسلام والذود عن حياضه هو من أفضل القربات.. وطريق إلى الخيرات وغاية يجتنــي بها المسلمون أطيب الثمرات من الدعوة الى الحق الذي به تعمر الأرض وتسعد المخلوقات.

               علي عيسى محمد علي

                                                                   الداعية المسلم بتايلاند

 

الرابط المختصر :