العنوان نظرية شعب الله المختار وواقع الآثام والشرور
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 02-يوليو-1985
مشاهدات 17
نشر في العدد 723
نشر في الصفحة 35
الثلاثاء 02-يوليو-1985
- الهجرة النبوية أذان لميثاق الإنسانية المعذبة وتأهيل للمبادئ العالمية التي توحد البشر.
- لا تختلف أطروحات العلمانيين والماديين عما طرحته الجاهلية الأولى من حجج واهية لرفضها عالمية الإسلام.
- وباء.. كالسد:
نظرية شعب الله المختار «الوطنية» من الأوبئة العميقة الجذور في تاريخ البشرية وهي اليوم لا تزال في جدتها الأولى وحيويتها السابقة وكأنها من غرائز الشعوب وتقاليد الحياة، وواقع هذه النظرية لا يحفل إلا بالآثام والشرور، كما أنها صارت سدًا منيعًا يقف في وجه كل فكرة إصلاحية.
حدق النظر في موقف قوم لوط عليه السلام وهم يقولون ﴿أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾ (سورة النمل: 56) فستجد أنهم ينزهون أنفسهم لا عن النجاسة بل عن الطهارة تعصبًا منهم لجنسهم النجس وأرضهم التي أصابها البلاء العظيم!!.
الإسلام.. عالمي:
ولم تكن قريش أقل وطنية من أحزاب البعث المعاصرة فلقد أسست معارضتها للفكرة الإسلامية على أساس عالمية الإسلام الذي يجمع بين العربي والعجمي والغني والفقير أو الحر أو المملوك..
لقد أثرت قريش العزة بالإثم على الاندماج العالمي تفضيلًا منها لجنسها وأرضها، ولكن هيهات لآمال قريش أن تحقق وما كان لأي بناء أن يرتفع على أسس هشة.
أفكار ضد العنصرية:
ظل هذا الوباء ينتشر ويتطور حتى بلغ مبلغه في هذا العصر المضطرب لقد كانت فكرة الـ «سوبرمان» لفيلسوف القوة «نيتشه» من الأسباب المعنوية التي قادت العالم إلى الحرب الكونية الثانية، وذلك بعدما تبنى «هتلر» هذه النظرية حيث رأى أن «السوبرمان» هو العنصر الآري على الرغم من بطلان ذلك مخبريًا، وربما كانت هذه الكارثة هي التي حثت الفكر العالمي على إيجاد فلسفة بديلة تقف في وجه الفكر العنصري الإقليمي وآثاره الوخيمة على إنسانية الإنسان.
كحل الوجودية يعمي:
فظهرت الوجودية بشكلها الجديد على يد بعض الفلاسفة ونقاد الأدب مثل سارتر وهيدجر والبير كامو داعية إلى الاهتمام بالإنسان ذلك الوحدة الضائعة والضحية الأولى للفكر الإسلامي المنغلق الذي يتحلى بحلل المذهب الإنساني وقررت الوجودية أن الوجود سابق على الماهية وخرجت بذلك بالفكر من طور من جاء إلى عينه ليكحلها ففقأها..!!.
إخفاق عملي:
هذا كله من أطروحات المذهب المادي العرجاء الموضوعة لحل مشكلة الإقليمية في الفكر أو الوطنية الواهمة، فماذا عن المذهب الغيبي بالنظر إلى الديانات الرئيسية؟ -مع حذف الديانات الوضعية- نجد أن النصرانية أضحت هيكلًا بلا روح بعدما حطم العلم تلك الأعمدة الوهمية التي بنيت عليها بعد تحريفها زد على ذلك وإخفاقها في التغلغل بين فئات الشعوب الأوروبية والأمريكية في الوقت الذي مورست فيه باعتبارها وسيلة استعمارية، أما اليهودية فأقل ما يذكر بشأنها أنها مصدر هذه النظرية، إذ إن عقائدها وأصولها الدينية مبنية على ذلك ويكفي أن (تلمودهم) وهو كتاب فقه اليهود ويصرح بأن الأممين هم حمير بني إسرائيل وقد خلقهم الله على صورة الأدميين ليسهل التعامل معهم كما أن الله لا يقبل عبادة من غير يهودي..
الخلاص في الإسلام:
ولم يبق غير الإسلام.. فأي رجل منصف يأخذ على الإسلام شيئًا..؟ سنجد عبر تاريخ الإسلام المجيد صورًا لا مثيل لها في غيره فقد كانت الهجرة النبوية إعلانًا للعالم على أن الأرض التي يمارس فيها الظلم والاستبعاد والتكبر لا تصلح لمقام الإنسانية، وكانت الهجرة إعلانًا يدوي في أرجاء الأرض أن لا مقام بين فئات تقدس عنصرها وتموت دون اختلاطه بغيره من دماء بني آدم وبذلك كانت الهجرة النبوية أذانًا لميثاق الإنسانية المعذبة وتأهيلًا للمبادئ العالمية التي تجمع بين البشر الذين هم جميعًا من آدم وآدم من تراب.
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ (سورة النساء: 1).
خميس بن عاشور - المدينة المنورة
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلالإفراط والتشدد في القضايا الفرعية.. عبث لا يحقق مقاصد الدين
نشر في العدد 1764
88
السبت 11-أغسطس-2007
«تحرير الإسلام» على المستوى الشعبي والرسمي ضرورة لإنقاذ الأوطان وتوحيد الأمة
نشر في العدد 1766
81
السبت 25-أغسطس-2007