العنوان نوادي الروتاري بين الصهيونية والاختباء في ضلال المثاليّة
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 12-ديسمبر-1978
مشاهدات 16
نشر في العدد 423
نشر في الصفحة 13
الثلاثاء 12-ديسمبر-1978
● ما هي أقنعة الصهيونية..؟
● لماذا تتستر الماسونية في الروتاري..؟
● إسرائيل هي المستفيدة الوحيدة من الروتاري..!!
● كيف نقف في وجه الروتاري ونتائجها..؟؟
كتبت «المجتمع» في العدد رقم «» الصادر بتاريخ «» خبر نُقِل عن إذاعة العدو اليهودي مفاده أن اجتماعًا لرؤساء نوادي الروتاري في عدد من الدول العربية ومن بينها الكويت سيعقد قريبًا، هذا الخبر مع صغره واقتضاب تعليقنا عليه في حينه إلا إنه يشكل مؤشرًا خطيرًا لتغلغل نوادي الروتاري في الكويت ومنطقة الخليج والجزيرة ينعكس على الوضع الأمني فيها.
فما هي نوادي الروتاري؟ ومن الذين ينتسبون إليها. هذا ما سيحاول هذا المقال أن يجيب عليه!
إن الحرب بين المسلمين والصهيونية لم تقف عند ميدان الحروب والسلاح بل تجاوزت ذلك إلى ميدان العقيدة والأخلاق والفكر والاقتصاد وغير ذلك. وذلك لأن هذه الميادين جميعها مكملة لبعضها البعض، فالأمة التي تهزم عقيدة وأخلاقًا وفكرًا لا يمكن بحال أن تنتصر عسكريًا مهما ملكت من سلاح متطور أو كثير. فالسلاح وحده لا يحارب ولا يحقق النصر وإنما الذي ينتصر هو صاحبه بما يحمله من إيمان وأخلاق وفکر.
ولقد أدركت الصهيونية ذلك إدراكًا تامًا، الأمر الذي جعلها تركز في حربها مع كل من المسلمين والنصارى في ميدان العقيدة والأخلاق والفكر، واستطاعت أن تصل بذلك إلى حد لا يستطيعه السلاح البتة.
ولم تدخل الصهيونية هذه المعركة سافرة معلنة عن هويتها، وإنما دخلتها متسترة تحت رداء الماسونية، ولم تكتف الصهيونية بذلك إذ خشيت أن يكتشف أمرها وحقيقتها، الأمر الذي يجمد أنشطتها فاخترعت بالإضافة إليها أشكالًا جديدة تتخفى تحتها مثل نوادي الروتاري وغيرها. فما هي نوادي الروتاري؟ وما حقيقتها؟ وما أهدافها؟
كيف بدأت نوادي الروتاري؟
أسسها عام ١٩٠٥م المحامي «بول هاريس» في مدينة شيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم وسع نشاطها «شيرلي بري» السكرتير العام لها فامتدت إلى أوروبا وآسيا، ومن الجدير بالذكر أن أول ناد للروتاري تأسس في فلسطين عام ١٩٢٩ ليكون رائدًا
● الروتاري بين المظاهر الباسمة والحقيقة القاتلة..
وأساسًا لإقامة دولة العصابات الإسرائيلية.
كيف يصبح الإنسان عضوًا في الروتاري؟
لا يستطيع أي إنسان أن يكون «روتاريًا» ولا تقبل نوادي الروتاري طلبات انتساب، وإنما هي التي تختار أعضاءها الجدد بوساطة تزكية وترشيح من الأعضاء القدامى، ولا تقبلهم إلا بعد دراسة وافية دقيقة لعقيدة المرشح للعضوية وفكره وشخصيته ومهنته ومركزه الاجتماعي، وبعد هذا كله يوافق المجلس الإداري لنادي الروتاري على المرشح فينال العضوية. ومن الجدير بالذكر أن هذه الطريقة نفسها هي المتبعة في الجمعيات الماسونية، الأمر الذي يؤكد على الارتباط بينهما.
هذا ولا يقبل من العمال أحد للعضوية، فهم محرومون من ذلك، كما لا يقبل من أفراد المهنة الواحدة في منطقة النادي سوى عضو واحد فقط إلا في حالات نادرة، وهذه الشروط جميعها تهدف إلى أن يكون النادي ممثلًا للمجتمع كله تقريبًا أو يكون صورة مصغرة عن المجتمع، كما تهدف أيضًا إلى أن يكون النادي قليل الأعضاء نسبيًا، الأمر الذي ييسر عليهم دراسة أوضاع المجتمع والتأثير فيه والوصول إلى أهدافهم الخبيثة.
الدين والوطن عند نوادي الروتاري
إن مسألة الدين والوطن ليست بذات قيمة، ولا يلتفت إليها في نوادي الروتاري، بل يستهان بها إلى أبعد الحدود، الأمر الذي يجعل العضو ينظر إلى الدين والوطن باستهانة وبلا مبالاة ولا يخفى ما لإبعاد الفرد عن دينه ووطنه من ضرر، وهذا هدف من أهداف الصهيونية الأولى.
العلاقة بين نادي الروتاري وأعضائه
إن نادي الروتاري يربط أعضاءه به برباط متين، ويراقبهم مراقبة دقيقة، إذ يفرض عليهم الحضور إلى مقر النادي واجتماعاته الأسبوعية بنسبة لا تقل عن 60% وفي الحالات القاهرة التي لا يستطيع العضو فيها الحضور فعليه أن يعتذر، وإذا كان مسافرًا فعليه أن يحصل على خاتم النادي الروتاري في ذلك المكان إن وجد في وقت الاجتماع حتى يحتسب له ذلك من نسبة الحضور. هذه الدقة كلها إنما تهدف إلى غسيل مخ الأعضاء حتى يكونوا بين يدي النادي أحجار شطرنج لا حول لها ولا قوة يحركها ويلقنها ما يشاء.
نوادي الروتاري والسياسة
المبدأ الرئيسي في نوادي الروتاري هو ابتعادها عن السياسة، وهي دائمة الترديد والتركيز على هذا المبدأ. إلا أن هذا الانكار المركز إنما يخفي وراءه عكس ذلك تمامًا، وذلك لأنها لا تمنع أعضاءها من العمل السياسي مهما كان، وتهدف بذلك أن تجمع بين جميع الاتجاهات أو على أكثرها على الأقل، الأمر الذي يجعلها مع أهدافها في مأمن وحرية مهما تغيرت الظروف السياسية، كما يمكنها أيضًا بذلك أن توجه بصورة مباشرة أو غير مباشرة جميع الاتجاهات السياسية لصالحها. ومع هذا ومع إنها تتجنب أن تتخذ باسمها علانية مواقف سياسية واضحة إلا أننا نجدها قد وقفت بكل قواها ضد دول المحور في أثناء الحرب العالمية الثانية بغية تحطيمها وتعاونت في سبيل ذلك مع الماسونيين واليهود، ولم تكتف بهذا وإنما رسمت خطة اقتصادية للإبقاء على تحطيم اقتصاد هذه الدول إلى أبعد مدى ممكن.
وبالإضافة إلى ذلك فإنها قد ناقشت في بريطانيا بتاريخ ١٦ / مايو / ١٩٥١ أهم مشكلتين لدى المسلمين وهما مشكلة فلسطين ومشكلة الباكستان والهند، كما أنه في أوائل سنة ١٩٧٤ التقى المؤتمر القطري لنوادي الروتاري في مؤتمر عالمي عقدوه في جزيرة صقلية وكان موضوعه الرئيسي الذي التقى لأجله الروتاريون القادمون من الدول العربية وإسرائيل هو بحث مشكلة السلام وشروطه بين شعوب حوض البحر الأبيض المتوسط.
وفضلًا عن هذا كله فهناك حديث أسبوعي غير محدد الهدف ظاهرًا يعقب حفلة الغداء أو العشاء، وإنما في الحقيقة هناك شخص مختص يختار المتحدثين وموضوعاتهم، الأمر الذي يخلق لدى أعضاء النادي وجهة نظر واحدة متميزة. وبعد هذا وغيره، هل يمكن أن نعد نوادي الروتاري بعيدة عن السياسة؟
نوادي الروتاري والدين
لا يعد دين المرشح للعضوية أمرًا ذا بال لقبوله عضوًا في النادي أو في علاقاته مع بقية الأعضاء، وهناك إلحاح مقصود مركز على ذلك، الأمر الذي يجعل العضو ينسى أمر دينه ثم ينظر إليه بهوان، ثم ينساه ليقيم مقامه روابط أخرى. هذا أولًا، وهناك هدف آخر لهذا الاستخفاف بأمر الدين، وهو توفير الحماية للأقليات الدينية وتتمثل هذه الأقليات في البلاد الإسلامية بخاصة في الأقليات اليهودية والنصرانية، كما أنها تتمثل في العالم بعامة في الأقلية اليهودية.
ولذلك فإن نوادي الروتاري توزع على أفرادها قائمة بأسماء الأديان المعترف بها وقد رتبت ترتيبًا أبجديًا بحسب الحروف الإنجليزية وأطلقت على الإسلام اسم «المحمدية»، وذلك لربطها بشخص الرسول صلى الله عليه وسلم ومن ثم لوضعها مع قائمة الأديان البشرية بعد إبعادها عن مصدرها الإلهي. وهذه هي القائمة البوذية، النصرانية، الكونفوشيوسية، الهندوكية، اليهودية، المحمدية، ... وآخرها «التأويزم» وهي عقيدة بشرية صينية وجدت سنة ٥٠٠ ق . م تؤمن بأن تحقيق السعادة يتم بالاستجابة لمطالب الغرائز البشرية، وهكذا تحشر نوادي الروتاري الإسلام مع ما يسمى ديانات، ثم تمهل جميع هذه الأديان، ويكون هذا الإهمال لصالح الديانة اليهودية، الأمر الذي يؤدي إلى إهانة
الإسلام الحنيف والاستخفاف به، وبخاصة إذا علمنا أن الإسلام شامل لجميع نواحي حياة الإنسان.
ولقد أثر هذا المنحى الروتاري أيضًا على النصرانية وكنائسها تأثيرًا شديدًا، فتنبهت الكنيسة لذلك وحاربت نوادي الروتاري محاربة عنيفة، حتى أن مرسومًا بابويًا من المجلس الأعلى للفاتيكان صدر في ٢٠ ديسمبر عام ١٩٥٠ ليحرم على رجال الدين النصراني والشعب النصراني دخول أندية الروتاري.
نوادي الروتاري والماسونية
هناك أمور كثيرة تؤكد علاقة نوادي الروتاري بالماسونية وأن العلاقة بينهما هي علاقة الأصل الذي هو الماسونية بالفرع الذي هو نوادي الروتاري. ومن هذه الأمور التي تؤكد هذه العلاقة هي:
1- كان نشو نوادي الروتاري عام 1905م وهي فترة نشاط الماسونية.
2- إن نسبة الماسونيين في نوادي الروتاري نسبة كبيرة، ويضاف إلى ذلك استلامهم المراكز الهامة فيها، وفي بعض الأحيان لم يكن يقبل في نوادي الروتاري سوى الماسونيين فقط مثل نادي أدنبرة في بريطانيا سنة 1921م.
3- لاحظنا في كثير من الأحيان أن العلاقة بين نشاط نوادي الروتاري ونشاط الماسونية علاقة عكسية، الأمر الذي يؤكد أنه في حالة ضعف النشاط الماسوني لسبب ما يركز أعضاؤها نشاطاتهم في نوادي الروتاري وغيرها.
4- تشابه مواقف كل من الماسونية ونوادي الروتاري بالنسبة إلى الدين والوطن واختيار الأعضاء والتركيز على بعض القيم للتستر تحتها مثل الإخاء والمساواة والإنسانية والعالمية.
5- امتداح مؤتمرات نوادي الروتاري لإسرائيل وتقديم المساعدات لها.
إن هذا كله يدعونا إلى الاعتقاد بأن نوادي الروتاري وأمثالها تكون أداة تهيئة للأعضاء ليدخلوا الماسونية فيما بعد، أو هي أداة تمويه في المجتمعات التي يتعذر فيها قيام النشاط الماسوني لسبب من الأسباب، ومن هنا تتضح علاقة الروتاري بالماسونية، ومن ثم بالصهيونية العالمية، وإنها ليست إلا أداة لتنفيذ مخططاتها.
وليس هذا عجيبًا إذا علمنا أن من بين مقررات أول مؤتمر صهيوني في مدينة «بال»: غزو المنظمات السرية وإقامة ديانات جديدة تبتعد بالناس عن ديانتهم بينما يبقى اليهود هم المستفيدون الوحيدون أولًا وآخرًا.
لذلك فإن أندية الروتاري وما يشابهها مثل نوادي الليونز «أي الأسود» والكيواني والأكستشانج وغيرها ليست إلا مؤسسات صهيونية تخدم المصالح الصهيونية تحت ستار الإخاء الإنساني والمشاركة في الشؤون الاجتماعية والاقتصادية والتقريب بين الأديان، وبهذا يمتزج اليهود بالشعوب دون حذر منهم أو تفرقة الأمر الذي يوصلهم إلى جميع المعلومات التي تساعدهم في تحقيق أغراضهم أو نشر عادات معينة تعين على التفسخ الاجتماعي وزرع تقاليد وبدع جديدة تبعد الناس عن عقيدتهم وعن التفكير في أمورهم المصيرية، وتربطهم بالقشور، الأمر الذي يؤدي إلى تبديد فكرهم ووقتهم ومالهم في أمور تافهات ومشاريع لا قيمة لها.
نوادي الروتاري والمشاهير
وحتى تستطيع هذ النوداي أن تؤدي مهامها خير أداء فإنها تجتذب المشهورين في الفن والأدب والصحافة وبخاصة السذج منهم، أو الذين يحبون المظاهر المترفة لتستفيد من معلوماتهم مهما كانت بريئة أو سطحية ثم تتخذهم أيضًا مطية لترويج بعض الاتجاهات والأفكار الهدامة البعيدة عن الولاء للدين عن طريق تقليد العامة لهؤلاء فيقلدونهم أو يتبنون أراءهم أو يحذون حذوهم بالانضمام إلى هذه النوادي.
نوادي الروتاري في البلاد الإسلامية:
مع الأسف نجد هذه النوادي في بعض البلاد الإسلامية ذات نشاط عريض مثل السودان والأردن والجزائر وتونس والمغرب ولبنان كما أنها استطاعت إعادة فتح نواديها في مصر بعد أن أغلقت بقرار وزاري واليوم يريد «الروتاريون» استغلال الدولة المصرية إذ دعوا الرئيس السادات ليرعى مؤتمر الروتاري لمنطقة الشرق الأوسط في الإسكندرية الذي عقد في 6/ 4/ 1978، فأناب عنه في ذلك محافظ الإسكندرية، ثم أرسل إليهم برقبة قال فيها: إنه يأمل أن يسود السلام كل العالم وأن تتوجه الجهود في بلدان العالم إلى توفير الطعام والأمن للشعوب بدلًا من المدفع والدبابة كما أشاد فيها بمبادئ الروتاري ومثله العُليا التي تقوم على اعتزاز كل عضو بعمله وهو ما ندعو إليه في مصر.
هل تدل النتائج إلى مسبباتها؟
ومع أن هناك بلدانًا إسلامية لا نستطيع أن نثبت رسميًا وجود نواد للروتاري فيها، إلا أن أهدافها وخططها التي سبق ذكرها نجدها واضحة كل الوضوح فيها، وعند كثير من فئات الشعب التي صارت تعاني من فراغ عقائدي بسبب ابتعادها عن دينها، ومن فراغ فكري وتهاون في المطالبة بالحق، وغرق في المظاهر الموغلة في الترف.
فعلام يدل هذا؟
إنه سؤال جدير أن نقف عنده مليًا، وأن نفكر ونتحرى وننظر بين ظهرانينا وحولنا، في عقول البشر والصحف والمجلات والإعلانات والسينما ووسائل الإعلام والشوارع والشواطئ ومحلات الألبسة والعطور والزينة وصالونات التجميل و.. و... ينبغي أن نجول في هذا كله قبل أن نجيب:
إن ما نراه ليدل دلالة واضحة على وجود بشكل من الأشكال لهذه النوادي أو لأعضائها، وهذا الوجود ليس وجودًا باهتًا وإنما وجود ذو ظلال صارخة. وذلك لأنه لا يمكن أن تتحقق أهداف نوادي الروتاري دون وجود نوع ما لها، فهذه النتائج دليل على وجود مسبباتها. وأمام هذا كله علينا بعد الاتكال على الله أن نكون حذرين دقيقين في وضع أيدينا على الداء ثم اختيار أفضل وسائل الدفاع ثم أفضل طرق الهجوم على هذه الأهداف الخبيثة وعلى أصحابها بكل ما أتانا الله تعالى من قوة وإلا!..
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
بسرعة الصاروخ.. كيف سرَّعت دول عربية التغيير فـي المناهـج الدراسيــة لمصلحــة اليهــود؟
نشر في العدد 2180
30
الخميس 01-يونيو-2023