العنوان هروب حسين كامل وبنـات صدام وسيناريوهات مستقبل الحكم في العراق
الكاتب محمد العباسي
تاريخ النشر الثلاثاء 22-أغسطس-1995
مشاهدات 50
نشر في العدد 1163
نشر في الصفحة 26
الثلاثاء 22-أغسطس-1995
حسين كامل يساوم واشنطن بالمعلومات والأسرار مقابل حكمه للعراق وضمان حياته
سقوط البنية القرابية ومؤسساتها السلطوية الخطوة الأولى في طريق الإطاحة بصدام
قصاب كربلاء وشقيقه مجرم حلبجة يعلنان الثورة من عمان لإنقاذ الشعب العراقي
الإعلام اليهودي يختلق أكاذيب حول الدور الأمريكي في عملية فرار حسين وصدام كامل من الموت:
حسين كامل غادر بغداد مع حاشيته للنزهة في الأردن، ثم اتصل بالاستخبارات الأردنية والأمريكية
فتحت عملية هروب كل من حسين وصدام كامل زوجي ابنتي صدام حسين مع أسرتيهما إلى الأردن خلال الشهر الجاري، إذ تم منحهم حق اللجوء السياسي ملف مستقبل صدام حسين والعراق معًا، خاصة وأنها تأتي مواكبة لاجتماع «دبلن» الذي تراه بعض المصادر التركية الخطوة الأولى لتقسيم العراق، إذ تم خلاله الاتفاق على خطة سلام بين كل من: «مسعود البارزاني» زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، «وجلال الطالباني» زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني، وأصبح السؤال المثار حاليًا هو: هل تأتي عملية هروب صهري صدام في إطار سيناريو أمريكي للإطاحة بحكم صدام قبل الانتخابات الأمريكية في العام القادم لتكون ورقة في يد الرئيس كلينتون؟ أم أن ما تم هو عملية تهريب لأسرة صدام حسين إما لإنقاذهم من مصير مجهول في حالة حدوث ثورة، أو انقلاب على الديكتاتور العراقي، أو لضمان استمرار حكم العائلة التكريتية من خلال حسين كامل الذي قد تدعمه المخابرات الأمريكية للإطاحة بصدام، فتكون النتيجة -زيتنا في دقيقنا- على رأي المثل المصري، أم أن ما تم يدخل في إطار الصراع الداخلي، أو الخوف من المستقبل المجهول؟
ولكي يمكن الإجابة على تلك الأسئلة يجب إلقاء الضوء على فلسفة حكم صدام حسين، فهو مهووس بعملية صياغة كل شيء وفقًا لهواه الشخصي، ويتولى عملية «خلق» الشعب تبعًا للقالب الذي يريده، وإذا كان مثلث الحكم الذي يقبع صدام على رأسه يتشكل من الجيش والحزب وأسرته، فإنه كان حذرًا في إعادة صياغة الجيش والحزب، إذ إنهما كانا قبل وجود صدام نفسه، ولذلك تتضاءل ثقته فيهما بجانب ثقته المتزايدة في أسرته، لأن دوره في البنية القرابية مختلف تمامًا؛ إذ إنه هو الذي شكلها وأقامها وحولها من فصائل دموية خام إلى مؤسسة سلطوية واجتماعية، فثقة صدام بالأقارب ناتجة عن كون هؤلاء من صنائع صدام.
كما أن «صدام حسين» يؤمن بفكرة حصر دم جماعة المقربين في مؤازرة إهدار دم الأبعدين التي كانت العائلات الحاكمة الألمانية الإيطالية تتبعها، حيث تواكب القرابة شراكه في الجريمة، فحسين كامل قصاب كربلاء ۱۹۹۱م، وشقيقه صدام كامل مع علي حسن المجيد -وزير الدفاع السابق- مسئولون عن مجزرة حلبجة الكيماوية عام ١٩٩١م أيضًا.
تركيبة الحكم:
وإذا نظرنا لتركيبة الحكم في العراق لن نجد صعوبة في رؤية العناصر الأسرية، فمن أبناء عم صدام حسن المجيد نجد علي حسن المجيد الذي تولى وزارة الدفاع سابقًا، وهناك هاشم حسن المجيد والي مدينة بابل، ومن أبناء عمه الثاني: إبراهيم الحسن زوج والدته صبحة طلفاح له (٣) أشقاء هم: برزان - كان رئيسًا للاستخبارات، وحاليًا سفيرًا في جنيف، ووطبان التكريتي، وسبعاوي وكلاهما داخل تركيبة الحكم، كما تولى عدنان خير الله -ابن خاله وشقيق زوجته- وزارة الدفاع، حتى قتل عام (۱۹۸۹م) في حادث طائرة دبره صدام حسين نفسه.
أما أبناء صدام فهم في قلب السلطة أيضًا «فعدي» ابنه الأكبر رغم عدم وجوده في أي منصب رسمي إلا أن صلاحياته واسعة بشكل يفوق والده حاليًا، «وقصي» يتولى رئاسة جهاز حراسته الخاص، أما «رغدة» الابنة الكبرى لصدام فتزوجت من حسين كامل المجيد ابن عم صدام، ووزير دفاعه، وكاتم أسراره، ويعتبر الرجل الثاني والابنة الثانية «رنا» تزوجت من صدام كامل الجنرال في الحرس الجمهوري، علاوة على أرشد المجيد ابن خالته وزوج أخته، وكان المرافق الشخصي لصدام.
وبالطبع لم ينس صدام العشيرة "التكريتية" "فنبيل نجم التكريتي" -مندوب العراق في الجامعة العربية- كان مستخدمًا صحيًا في قريته، و"عاصم التكريتي" معلم مدرسة أصبح سفيرًا للعراق في الكويت قبل الغزو، وغافل التكريتي معلم مدرسة سفيرًا في موسكو وإسماعيل حمودي مضيف أرض كان سفيرًا في أنقرة، ونوري يس التكريتي سفير سابق في باريس.
وهكذا نجد أن صدام لم يتوان في إعطاء المناصب لأقاربه وأبناء عشيرته على قاعدة الثقة فيهم، واعترافهم بجميله عليهم.
ولكن صدام حسين يعرف أيضًا أن هناك حد الخوف؛ إذ إن المخلوق قد يشب عن الطوق ويكفر بخالقه، ويطالب بخصوصيته، ولذلك يكون الأذى الصادر عنه أكبر من أذى الأبعدين، وهو ما تؤكده الأحداث الحالية التي تشير بوصلتها إلى أن العراق مقدم على مرحلة دموية خطرة؛ إذ إن المثلث الحزبي العسكري العائلي الذي يتربع على قمته صدام يظل محكومًا بدوامة العنف التي تنظم العلاقة مع نفسه أو مع غيره.
الفرار من الموت
ولأن حسين كامل يعرف ذلك جيدًا قرر الفرار من الموت في الوقت المناسب، ومعه ثروة هائلة من المعلومات قد تشفع له عند الولايات المتحدة؛ لتحميه من بطش صدام أو تؤهله لحكم العراق بدلًا من صدام نفسه، إذن إنه المعماري الأوحد لبناء الجيش العراقي وتسليمه تقليديًا، وجرثوميًا، وكيماويًا، ونوويًا.
وحسين كامل يعرف جيدا أن حكم العراق سيحول إلى عدي الابن الأكبر لصدام، والذي يعتبر أكثر دموية من أبيه، وصدام حسين هو المسئول عن إعدام عدة وزراء يوم ٨/٨/۱۹۷۹م، ومنهم غانم عبد الجليل وزير التعليم، ومحمد محجوب وزير التربية، ومحمد عايش وزير الصناعة، وعدنان حسين الحمداني الاقتصادي والبعثي المعروف، وصديق صدام المقرب، وسبب الإعدام كان لاعتراضهم على مبدأ الوراثة الذي دبره صدام لاستخلافه لأحمد حسن البكر مطالبين بأن يكون الأمر بالانتخاب.
كما أعدم قبل هؤلاء مرتضى الحديثي، وعبد الخالق السامرائي، وصالح مهدي عماش، وزيد حيدر، وشبلي العيسمي، ومنيف الرزاز وعبد الوهاب كريم وغيرهم، لقد أعدم (٥٦) مسئولًا بعثيًا في يوم واحد.
حتى أبناء عشيرته لم يسلموا من بطشه خاصة إذا ما كان أحدهم مهددًا لزعامته مثل "حردان التكريتي" وزير الدفاع السابق، وقتل في الكويت في أوائل السبعينيات، وكان من المتعاونين مع حكم عبد السلام عارف وصدام مسئول عن اغتياله، وكذلك طاهر يحيى التكريتي الذي كان من حركة الضباط الأحرار التي نشأت إبان العهد الملكي، وكان آخر ضحاياه من الأقارب عدنان خير الله ابن خاله وشقيق زوجته، ووزير دفاعه، وصديق عمره الذي قتله بإسقاط طائرته، وذلك بسبب رفضه لتدخل «عدي صدام» في شئون الجيش، علاوة على أنه أصبح يشكل بديلًا مقبولًا عوضًا عن صدام؛ وذلك نظرًا لتكريتيته وبعثيته وقدرته على منع انهيار المؤسسة العسكرية، فضلًا عن علاقاته الجيدة مع حكام دول الخليج، فكان لا بد من التخلص منه بتفجير طائرته في الجو.
وبالتالي فإن احتمال أن يكون صدام حسين وراء سيناريو تهريب حسين كامل مستبعد تمامًا من خلال دراسة شخصية؛ إذ إنه لا يهمه إلا نفسه فقط، ولكن الخوف من المستقبل والصراعات الداخلية في العائلة هو الدافع الحقيقي لهروب حسين كامل، خاصة بعد تزايد نفوذ عدي صدام الذي يزيد ضراوة ودموية عن أبيه.
محاولات لعب دور البطولة:
أما محاولات حسين كامل للعب دور البطولة فليست أكثر من محاولات لتجميل صورته والمساومة بالمعلومات التي يملكها حول القوة العسكرية العراقية، خاصة البرنامجين النووي والكيماوي، وكذلك الجرثومي ليكون البديل لصدام، خاصة وأنه لديه المؤهلات القيادية، وإذا كان حسين كامل يريد الإطاحة بصدام بالفعل لقام بذلك داخل العراق؛ لأنه في الخارج يكون محدود القوى على كل حال.
ومحاولة بعض وسائل الإعلام خاصة اليهودية التي تروج لمقولة: إن الاستخبارات الأمريكية كانت على علم بخطة الهروب إلى الأردن تستهدف إسناد دور بطولة لواشنطن هي في حاجة إليها، ولإقناع الجماهير العربية أن كل شيء يتم في المنطقة يكون بمعرفتها، إذ نشرت: «الجيروزاليم بوست الإسرائيلية» يوم (14/8/ ١٩٩٥م) أن حسين كامل أجرى اتصالات مع السي أي إيه قبل فراره إلى الأردن لضمان أمنه، ولم تعط الجريدة تفاصيلًا عن كيفية حدوث ذلك الاتصال.
قصة الهروب:
والمعلومات التي حصلت عليها المجتمع حول قصة الفرار تشير إلى أن حسين كامل وأسرته، وكذلك شقيقه صدام كامل وأسرته خرجوا من العراق للنزهة في الأردن ومعهم حراستهم؛ إذ إن العدد كان (٣٠) وليس (3) فقط، وفيهم ابنتا صدام ووزير دفاع سابق وجنرال في الحرس الجمهوري، فلا يمكن أن تغفل الاستخبارات العراقية عن تحركات هؤلاء على الأقل لتأمينهم.
وبعد عدة أيام من بقاء حسين كامل في الأردن بادر هو شخصيًا من خلال علاقاته بالسلطات الأردنية بالاتصال بالاستخبارات الأمريكية لعقد صفقة طالما كانت تسعى واشنطن إليها، تقضي بالكشف عن كافة المعلومات التي في حوزته حول الأسلحة الكيماوية والجرثومية والنووية العراقية مقابل ضمان أمنه والعفو عنه، ودعمه للوصول إلى حكم العراق، ولذلك بادر نظام بغداد بدعوة رولف إكيوسي ممثل الأمم المتحدة بزيارة العراق لتقديم المزيد من المعلومات حول البرامج التسليحية العراقية، وذلك ردًا على تصريحات حسين كامل الخاصة بعدم تقديم العراق لكافة المعلومات حول البرامج النووية والجرثومية والكيماوية، وعمومًا فإن الخيانة تحكم موقف الطرفين سواء حسين كامل أو طارق عزيز نائب رئيس الوزراء ونظامه؛ لأن تلك البرامج ليست ملكًا لأشخاص، بل هي أمانة شعب ودولة.
وبالطبع فإن حسين كامل قدم فرصة ذهبية للرئيس كلينتون كان في حاجة إليها لتجميل سجله العراقي؛ إذ إن الرئيس بوش نجح في تحرير الكويت والحد من قدرات صدام حسين، فها هو حسين كامل يضع الطلقة في مسدس كلينتون ليقضي على صدام من داخل أسرته لا من شمال العراق كما كان يسعى كلينتون.
لعبة شمال العراق:
إذ إن واشنطن كثفت جهودها مؤخرًا لإنهاء النزاع في الشمال العراقي بين الفرقاء الأكراد، ولذلك جاء جون دوتش رئيس السي - أي -إيه»، وأنطوني لاكه مستشار كلينتون للأمن القومي إلى أنقرة، والتقيا "بتشيللر" رئيسة الوزراء التركية من أجل ذلك الهدف، وتم التوصل إلى عقد اجتماع في «دبلن» يوم 11/8 الجاري بين وفدي البارزاني والطالباني، تم الاتفاق فيه على توقيع اتفاقية سلام بين الطرفين، وتقاسم الدخل الجمركي وعقد البرلمان الكردي مع توسيع دائرة المشاركة فيه، ونزع سلاح أربيل، مع احترام الوحدة الترابية للعراق كما هو معلن، وسيتم توقيع الاتفاق في حديقة البيت الأبيض في الشهر المقبل بين كل من: «الطالباني – والبارزاني» بحضور «كلينتون» إلا أن بولنت أجاويد زعيم حزب اليسار الديمقراطي قيم نتائج اجتماع دبلن في تصريح له المجتمع بأنها تستهدف الوحدة الترابية للعراق، وتؤثر بالسلب على الأمن القومي التركي، ويرى أن تلك الاجتماعات هي المدخل الأساسي لإقامة دولة كردية في شمال العراق، ولذلك على أنقرة عدم الوقوع في الفخ الأمريكي، مشيرًا إلى أن لقاء رئيسة الوزراء برئيس الاستخبارات الأمريكية مؤخرًا ليس أمرًا عاديًا، وكذلك إعطاء أمريكا طائرات تزويد بالوقود من الجو لتركيا بعد رفض عدة سنوات مثيرًا للشك أيضًا.
بينما حذرت صحيفة «اقشام» يوم (١٤/8/١٩٩٥م) من وقوع تركيا في الفخ الأمريكي شمال العراق، إذ إنها تحاول إعادة رسم الحدود وسط إغراءات بإعطاء تركيا حصة (٥%) من بترول كركوك والموصل من الدولة الكردية التي ستقام في شمال العراق تحت الوصاية التركية، والتي ستتسع حدودها لتأخذ جزءًا من الأراضي السورية والتركية والإيرانية.
وكان «روبرت دوتشه» المسئول الأمريكي عن الخليج، ومهندس اجتماعات «دبلن» قد طالب كل من البارزاني والطالباني بعدم الاتصال بأي شكل من الأشكال مع صدام حسين أو إيران، وأبلغ أنقرة غضب واشنطن لمحاولات الأولى عقد لقاء بين ممثلي البارزاني والطالباني وبغداد.
فخطة واشنطن لإسقاط صدام حسين تمر من كردستان، وكان اجتماع «دبلن» الخطوة الأولى في هذا الطريق، يليها خطوة توقيع الاتفاق في البيت الأبيض الشهر المقبل، إلا أن ضربة حسين كامل لصدام من الداخل وتسريبه لأسراره كاملة، وأسرار العراق وحجم قوته الحقيقية، وتخلي الملك حسين ملك الأردن ونصيره الإقليمي في المنطقة عنه سيساهم بدون شك في اقتراب موعد انتهاء العمر الافتراضي لحكم صدام حسين، والذي انتهى منذ عام (۱۹۹۰) إلا أنه يحاول استعادة عافيته في غرفة الإنعاش منذ (5) سنوات.
وبالطبع فإن ثقة صدام حسين في عشيرته تعتبر في حكم المنتهية رغم أن علي حسن المجيد -وزير الدفاع السابق- أبلغ صدام باسم العشيرة وقوفها معه حتى النهاية، وأكد أن قتل حسين كامل واجب.
وكانت عشائر الديلم التي يستند صدام عليها في حكمه، قد ثارت عليه أيضًا خلال الشهور الماضية؛ بسبب إعدامه لعشرات من ضباط الديلم الذين حاولوا الانقلاب عليه لتسقط بذلك القاعدة العشائرية التي كان يعتمد عليها صدام في حكمه، إلا أن محاولات صدام الأخيرة بتوسيع دائرة المستفيدين من حكمه، والابتعاد عن دائرة الأقارب والعشائر التي بدأها منذ مطلع العام الجاري، وبسببها حاول البعض الانقلاب عليه، إما ستقوي حكمه لتزايد أعداد المستفيدين أو ستضعفه، إذ سيسهل اختراقها، والأخيرة هي الأقرب للصواب في الحالة العراقية.
وإذا كان الأردن المنقذ الوحيد للعراق قد قرر التعاون مع القوى الدولية لإسقاط صدام، فإنه لن يكون أمام صدام حسين إلا أحد الخيارين وفقًا لوجهة نظر إستراتيجي تركي، إما دخول حرب مدمرة مع الكويت، أو الأردن يدمر فيها ما تبقى من مقدرات العراق والانتقام من الكويت أو الأردن، ثم الانتحار على شاكلة هتلر، أو التعاون التام مع إيران الذي قد يصل إلى إقامة كونفدرالية أو فيدرالية معها؛ بهدف إغاظة الغرب والانتقام من الولايات المتحدة التي خانت عميلها -السابق- ولن يمكن منع ذلك، بل سيتم الهروب من الحصار الدولي، وبروز قوة إقليمية يعمل لها حساب في المنطقة، والتخلص من قرارات التعويض الدولية التي ستضع الاقتصاد العراقي لعشرات السنوات في زنزاناتها.
بينما يرى «أونوراوين» -مستشار الخارجية التركية- في تصريح لـ «المجتمع» أن ما يحدث في العراق من شئونه الداخلية، مؤكدًا على ضرورة ضمان وحدة الأراضي العراقية؛ لأن حدوث أي تغيير فيها سيؤدي إلى إعادة رسم حدود المنطقة، مما سيؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار، وأكد أن الشعب العراقي وحده هو صاحب الحق في اختيار قيادته، وأضاف بأن أنقرة تتابع الموقف عن كثب في شمال العراق لضمان وحدة الأراضي العراقية؛ لأن في ذلك ضمان الاستقرار في المنطقة، ولا يهم من يحكم بغداد.
وعمومًا فإن على أرضيته زيارات «جون دوتش» رئيس الـ«سي – أي - إيه»، "وأنطوني لاكه" مستشار الأمن القومي الأمريكي لأنقرة، وإعطاء «واشنطن» تركيا طائرات التزويد بالوقود دون شروط وإقرار السلام بين الفرقاء الأكراد في دبلن، والتوقيع المنتظر في واشنطن الشهر المقبل برعاية «كلينتون»، وإعطاء تركيا دورًا في شمال العراق، وفرار حسين وصدام كامل من العراق بسبب الصراع العائلي الداخلي حول مستقبل الحكم وحماية الأردن لهما، وإعلان «واشنطن» أنها ستجري مناورات مشتركة مع «الأردن» في البحر الأحمر يمكن أن يتم تنفيذ سيناريو إسقاط صدام، خاصة بعد انهيار القاعدة العشائرية للحكم، وفقدان الثقة في الأقارب.
إلا أن العامل «الإيراني» يظل هو الوحيد حاليًا لمنع تنفيذ هذا السيناريو وتبقى "طهران" رئة صدام الاصطناعية لاستمرار تنفسه الميكانيكي، وبالتالي بقائه على عرشه ولو جثة هامدة، ولن يكون أمام الغرب والولايات المتحدة أية وسيلة أخرى سوى تطبيع العلاقات معها، وعدم ممارسة الضغوط عليها؛ ليمكنها إسقاط صدام قبل أن يقوم بإعلان وحدة أو اتحاد معها قد يغير الموازين الإقليمية والدولية.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل