; هل تراه من الوفاء؟ | مجلة المجتمع

العنوان هل تراه من الوفاء؟

الكاتب محمد رشيد العويد

تاريخ النشر السبت 06-أغسطس-2005

مشاهدات 24

نشر في العدد 1663

نشر في الصفحة 59

السبت 06-أغسطس-2005

استشارات أسرية يجيب عنها: محمد رشيد العويد

تزوجنا وعشنا معًا حياة هانئة مستقرة، مثل كثير من الأزواج والزوجات، ورزقت من زوجي بسبعة أطفال بين ذكور وإناث.

وسارت حياتنا لا يكدر صفوها شيء حتى جاء ذلك اليوم الذي قبض فيه على زوجي وأحيل إلى القضاء ليحكم عليه بالسجن عشر سنوات.

صرت أسمع من بعض الناس من ينصحني بالتقدم إلى القضاء لطلب الطلاق، وبأنني سأحصل عليه، لكنني لم أستجب إلى هذا الكلام وأعرضت عنه وآثرت انتظار زوجي طوال هذه السنوات العشر.

كان أطفالي السبعة صغارًا، أكبرهم في العاشرة، ولذا فقد احتملت كثيرًا في القيام بدور الأب والأم معًا، ألبي حاجاتهم وأتابع دراستهم، وأقوم بتربيتهم، وأرعى شؤونهم مستعينة بالله سبحانه.

 ومضت السنوات العشر، وكبر خلالها الأطفال، وصرنا جميعًا في شوق شديد لاستقبال عائلنا الذي حرمنا منه. وحرم منا طوال هذا العقد من الزمان.

استقبلنا خروجه جميعًا بلهفة كبيرة، وفرحة غامرة، لكن المفاجأة، كانت أنه لم يبادلنا تلك اللهفة بمثلها، بل أتبع ذلك بما يشبه الصاعقة حين قرر الزواج بامرأة ثانية بعد زمن قصير من خروجه من السجن، دون أن يقدر لي ما بذلته من جهد وصبر وتضحية.

لم يكتف بهذا، بل طردني مع الأولاد من البيت، وأسكن فيه زوجته الثانية.

قلت لها: ولِم فعل ذلك؟

قالت: ذكر أنني كبرت كثيرًا خلال هذه السنوات العشر..  وأنني ما عدت كما تركني من حيث الصبا والجمال.

سألتها: كم كان سنك حين سجن زوجك؟

قالت: ثلاثون.

قلت: وعند خروجه صرت في الأربعين.. وهذه ليست سنًا كبيرة.

قالت: لقد قال: إنني صرت أبدو وكأنني فوق الخمسين. بل صار يراني قريبة من الستين.

قلت: ألم تقولي له: إن تربية سبعة أطفال طوال عشر سنوات وأنت تتحملين مسؤوليات الأب والأم معًا.. ستأخذ من نضارتك وشبابك ما تأخذ؟!

 قالت: قلت له ذلك وأكثر.. لكنه لم يكن يفكر إلا في نفسه.

قلت: وأولادك.. ما موقفهم؟

قالت: جميعهم عندي.. وهم متعاطفون معي، ولا يريدون أباهم.. لكني مع ذلك أوصيهم بزيارته وأقول لهم: مهما فعل.. فإنه أبوكم.

قلت لها: بارك الله فيك، وأرجو أن تكوني واثقة بأن الله لن يضيع لك هذا كله، وستجدين ثمرته في الدنيا والآخرة بإذنه تعالى.

قالت: ما عادت لي في الدنيا رغبة في شيء سوى أن أجد أولادي وبناتي قد تزوجوا واستقروا وسعدوا.

إضاءة

وقرن في بيوتكن

قال تعالى:﴿وَقَرۡنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجۡنَ تَبَرُّجَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ ٱلۡأُولَىٰۖ﴾(الأحزاب : ۳۳).

قال ابن كثير: أي الزمن بيوتكن فلا تخرجن لغير حاجة.

وقال القرطبي: معنى هذه الآية الأمر بلزوم البيت، وإن كان الخطاب لنساء النبي ﷺ فقد دخل غيرهن فيه بالمعنى هذا لو لم يرد دليل يخص جميع النساء، كيف والشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن والانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة.

ولقد روي أن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها كانت إذا قرأت هذه الآية تبكي حتى تبل خمارها.

 وذكر أن سودة رضي الله عنها قيل لها: لم لا تحجين ولا تعتمرين كما يفعل أخواتك؟ فقالت: قد حججت واعتمرت وأمرني الله أن أقر في بيتي. قال الراوي: فوالله ما خرجت من باب حجرتها حتى أخرجت جنازتها رضوان الله عليها .

الرابط المختصر :