; رؤية: هل ستثمر زيارة كلينتون بتطبيع العلاقات الخليجية الإسرائيلية؟ | مجلة المجتمع

العنوان رؤية: هل ستثمر زيارة كلينتون بتطبيع العلاقات الخليجية الإسرائيلية؟

الكاتب المحرر المحلي

تاريخ النشر الثلاثاء 15-نوفمبر-1994

مشاهدات 11

نشر في العدد 1125

نشر في الصفحة 18

الثلاثاء 15-نوفمبر-1994

ركز الرئيس الأمريكي بيل كلينتون خلال زيارته للقاهرة والأردن وإسرائيل وسوريا والكويت والسعودية على تنفيذ السلام مع إسرائيل مقابل الدفاع عن دول مجلس التعاون الخليجي من الأخطار المحدقة بها من العراق وإيران ومحاربة ما أسماه بالإرهابين.

وأوصى كلينتون عرفات «خيرًا» بمحاربة ما أسماه بالإرهابيين الذين يهددون السلام في الأرض المحتلة ويقصد بذلك حركة حماس. وقال بعد لقائه بعرفات ومبارك أثناء المؤتمر الصحفي: «اتفقنا على أن الشجاعة التي تحلى بها رئيس المنظمة عرفات في صنع السلام مطلوبة لمكافحة أعداء السلام، وأعداء السلام يائسون لكن يجب ألا يحبطوا قوى المستقبل المفعمة بالأمل».

والأغرب من ذلك أن الرئيس المصري مبارك أصبح يوصي أيضًا عرفات بالتعاون مع الإسرائيليين للقضاء على حركة حماس وذلك بقوله: «عرفات حريص على إنهاء عنف حماس لكن الفلسطينيين والإسرائيليين على السواء يجب أن يتعاونوا».

 وتناسى الرئيس المصري الحق المشروع لحماس في الدفاع عن أراضيهم التي اغتصبها العدو الصهيوني الذي أصبح في نظر كلينتون صاحب حق بينما أصحاب الحق في نظره معتدون ضد السلام.

ويمعن الرئيس كلينتون في غيه ويتحدى المسلمين في جميع أنحاء العالم لإجبارهم على التعايش السلمي مع العدو الإسرائيلي وذلك حين قال في القاهرة: «سيتضمن هذا- ويقصد ممارسة الضغط على الجهات الداعمة لحركة حماس- إيران» وقال: «إن واشنطن ستحاول بذل ضغوط على كل نقاط الدعم لحماس والجماعات الإرهابية».

 ويضيف إن جهد مكافحة الإرهاب شرط ضروري لجعل عملية السلام كلها تؤتي ثمارها فالإرهاب في نظر كلينتون هو مضايقة الإسرائيليين في التمتع باحتلالهم لفلسطين، والسلام في نظره هو قتل المسلمين الأبرياء واغتصاب النساء وتشريد الأطفال في البوسنة والهرسك.

 ومن جهة ثانية يأتي كلينتون في موضوع تطبيع العلاقات الخليجية الإسرائيلية فيقول بعد محادثاته مع أمير البلاد: أريد أن أشكر الكويت بشكل خاص على الدور المهم الذي لعبته في عملية السلام بمساعدتها في إفساح الطريق أمام إنهاء المقاطعة العربية لإسرائيل ويمضي في قوله  «لنقفل الباب على الماضي ولنفتح صفحة جديدة على المستقبل، مستقبل من السلام والتعايش والرفاهية لجميع الشعوب في المنطقة»، فأي ماضٍ يقصده كلينتون لنقفل بابه؟ وأي صفحة جديدة يريد أن نفتحها على المستقبل؟ وأي سلام ورفاهية تلك التي يتحدث عنها؟ هل الماضي هو نسيان احتلال إسرائيل لفلسطين وتشريد نحو أربعة ملايين فلسطيني خارج أرضهم وقتل الآلاف من الأبرياء وسجن الآلاف منهم في المعتقلات الإسرائيلية واغتصاب النساء؟

ما هو السلام وما هي الرفاهية التي سنعيشها مع العدو الإسرائيلي؟ وكيف يمكن لنا كدول خليجية أن نتناسى كل هذا الركام الكبير والطويل من العدوان ومنذ عام ١٩٤٨؟ كيف ننسى كل هذا الإرهاب والقتل وسفك الدماء وتشريد الأطفال؟ الكويتيون لم ينسوا وبعد مضي أربع سنوات على الاحتلال العراقي لدولة الكويت الذي بقي سبعة شهور فكيف لهم ولإخوانهم الخليجيين أن ينسوا حربًا طال مداها ٤٦ سنة سقط فيها الكثير من الشهداء من جميع الدول العربية وعانى منها الأمرين أهل فلسطين؟

ويؤكد كلينتون موقفه الداعم لإسرائيل، وإجبار دول المنطقة على التعامل معها وبمنطق القوة والسلام المزيف حينما قال في كلمته أمام الكنيست الإسرائيلي: «لن نتوقف عن مساعينا ما لم ترفع المقاطعة كليًا، ويؤكد التزامه بدعم «إسرائيل» في المحافظة على المستوى الحالي للمساعدات الاقتصادية والعسكرية إلى إسرائيل». 

يذكر أن الولايات المتحدة تقدم سنويًا مساعدات بقيمة 3 مليارات دولار إلى الدولة العبرية.

وللأسف وبعد كل ما تقدم تتداعى بعض دول مجلس التعاون لإقامة علاقات مع اليهود لتحقيق مكاسب اقتصادية معينة لدولهم من خلال مشاريع تجارية واقتصادية مباشرة مع إسرائيل. 

ألا يمكن أن نُعَوِّل في تنمية اقتصاداتنا على الدول العربية والإسلامية وحتى الصديقة دون أن نضطر للارتماء مباشرة في أحضان القتلة وسفاكي دماء المسلمين ومغتصبي النساء؟ ثم كيف يمكن أن نثق بأولئك اليهود ونأمنهم على مصالحنا ومشاريعنا الاقتصادية، وننسى قوله تعالى: 

﴿وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ (البقرة:١٣٠).

 فهل سنضطر لأن نتبع ملتهم؟ وكيف سيكون ذلك؟

وأخيرًا هل ستؤدي زيارة كلينتون إلى تطبيع العلاقات الخليجية الإسرائيلية من خلال إبرام مشاريع تجارية مع إسرائيل كخطوة أولى على طريق السلام تنتهي بفتح مكاتب وسفارات لإسرائيل في دول مجلس التعاون؟

 

الرابط المختصر :