; وانقضى رمضان. | مجلة المجتمع

العنوان وانقضى رمضان.

الكاتب عبدالله خليل شبيب

تاريخ النشر الثلاثاء 08-ديسمبر-1970

مشاهدات 21

نشر في العدد 38

نشر في الصفحة 25

الثلاثاء 08-ديسمبر-1970

وانقضى رمضان.

بقلم: عبد الله شبيب

ومضى هذا الشهر المبارك بكل ما فيه من خيرات وبر ونفحات.

وقد سعد به قوم أقبلوا فيه على الله فخرجوا منه بذخيرة طيبة لآخرتهم يوم يقوم الناس لرب العالمين. 

وشقي آخرون مر بهم الخير فلم يأبهوا له، وما مدوا إليه يدًا! فكان حج عليهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وإعراض!

انقضى هذا الشهر كما ينقضي كل شيء في هذه الحياة الدنيا! وكما ينقضي عمر الإنسان نفسه مهما طال.

ومهما بلغ ذلك الإنسان ومهما جمع من حطام الدنيا وحرص على عبادته من دون الله! ومهما جمع به غروره بجاهه أو ماله أو أنصاره أو سلطانه ونسى يومًا سيصبح فيه نادمًا ولات ساعة مندم.

﴿مَا أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ ۜ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (الحاقة:28-29)

فهل فكر صاحب غنى أو سلطان في هذا مليًا؟

وهل قرأ القرآن بقلب وتدبر ووقف عند هذا الموضوع يتأمل ويقلب الأمر على وجوهه ويختار لنفسه طريقًا ويبذل جاهه وماله في سبيل الله وقاية لنفسه من النار؟! أو هل سمع ذلك القول، أو ألقى السمع وهو شهيد؟! أم كان ممن يسلك تحت قوله تعالى:

﴿أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾ (الفرقان: 44).

﴿لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾ (الأعراف: 179).

اللهم إنا نعوذ بك من قلب لا يخشع، وعمل لا ينفع، ودعاء لا يسمع، ونفس لا تشبع.

ونعوذ بك من البطر والهوى والطغيان.

ونسأل أن تجعلنا ممن غنموا الخير في رمضان، واعتادوه في سائر الأيام،

فكان رمضان مجرد بداية تقودهم على طاعتك وزيادة الإقبال عليك، والجد في السلوك إليك.

ولا تجعل رمضان نهاية لأعمالنا الصالحة نعود بعدها إلى اللهو واللغو والغفلة والخمول.

وتبديد العمر والمال فيما لا يفيد، واللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، وأبرم -اللهم -لهذه الأمة أمر رشد يعز به أهل طاعتك، ويذل به أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا، عدد ما أحاط به علمك، وخط به قلمك وأحصاه كتابك، وعدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك، وكلما ذكرك الذاكرون وغفل عن ذكرك الغافلون، وفي الأولين والآخرين، وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، آمين.    

الرابط المختصر :