العنوان وترجل فارس الإعلام
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر السبت 17-أبريل-2004
مشاهدات 14
نشر في العدد 1597
نشر في الصفحة 43
السبت 17-أبريل-2004
د. جميل بن حبيب اللويحق- جامعة الطائف
ترجل الدكتور عبد القادر طاش وغادرنا راحلًا إلى آخرته في زمن تمر فيه قضيته الكبرى وهي قضية الإعلام الإسلامي بمنعطف جلل، فقد أصبحت الآلة الإعلامية بأشكالها المتعددة والتعامل معها إبداعًا وتلقيًّا - بزعمي - هي أكبر التحديات التي تواجه الأمة سواء في اختراقها لميدان الأفكار والمفاهيم أو ميدان الأخلاق والقيم, بل حتى وصولها وملامستها لحاجات الحياة اليومية.
لقد كان أبو عادل - رحمه الله رحمة واسعة - من أوائل من حمل عبء هذا الهم, ومن أوائل من تعاطى مع هذا المشكل الضخم برؤية إسلامية دعوية واعية تدريسًا وتأليفًا وممارسة في الدوائر الأكاديمية والصحفية والفضائية، وكان يمثل رمزًا إسلاميًّا بارزًا في هذا السياق لا يمكن تجاوزه، لقد تحرك في زمن كان الكثيرون يقفون فيه موقف المحذر من الممارسة الإعلامية ومن كل مخرجاتها، أو على أحسن أحوال طائفة منهم موقف المتردد والمتفرج الذي لا يتجاوز الاستقبال، فكان صاحب موقف واضح متعقل يدرك طبيعة المرحلة ووعورة البداية، ولسنا ننسى المثال المتواضع الذي كسر به رحمه الله الحاجز، وهو برنامجه المبكر «المجلة الإسلامية» والذي كان يبث في التلفاز السعودي المحلي لفترة من الزمن، ولكنه كان ذا نكهة خاصة لم يألفها الناس... ثم تطورت الممارسة التي خاضها بعد ذلك إلى آفاق أرحب وأوسع.
إن مسيرة فارسنا الراحل المليئة بالمنجزات الكبرى, وبرغم دويّها الكبير وغبارها الثائر تميزت بممارسة سمتها البارزة الهدوء الرزين، والوقار, والخلق الرفيع، والأدب الجم, والتواضع العفوي. كان يرحمه الله يحرك هذه الزوايا الساكنة والقضايا الخاملة في كل موقع إعلامي تولى قيادته ثم يتركها باسمًا.
رحمك الله أبا عادل، وعوضك دارًا خيرًا من دارك وأهلًا خيرًا من أهلك، وآجر الأمة في مصابها بك، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل