العنوان وداعاً سمو الأمير
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الخميس 01-أكتوبر-2020
مشاهدات 27
نشر في العدد 2148
نشر في الصفحة 6
الخميس 01-أكتوبر-2020
الكويت
وداعاً سمو الأمير
بعد رحلة حافلة بالإنجاز الدبلوماسي والنشاط السياسي والعطاء الخيري والإنساني، رحل سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، يرحمه الله تعالى، مخلفاً تبعة سياسية كبيرة ينوء بحملها أولو الشدائد والعزائم؛ حيث كان يبحر بسفينة الكويت في بحر متلاطم من الأمواج والأنواء التي تحتاج لقائد ماهر ذي دربة وبصيرة للنجاة منها.
ففي يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من سبتمبر 2020م، أعلن الديوان الأميري وفاة المغفور له بإذن الله سمو الشيخ صباح الأحمد، في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد رحلة علاجية استمرت أكثر من شهرين، عن عمر يناهز 91 عاماً، قضى معظمها في دروب السياسة ومسالك الدبلوماسية المحلية والعالمية، قضى منها نحو 14 عاماً أميراً لدولة الكويت، ترك خلالها بصمته الواضحة في مختلف الملفات المحلية والدولية للكويت؛ حتى استحق عن جدارة أن يكون عميداً للدبلوماسية وقائداً للعمل الإنساني، اختتمها قبيل وفاته بمنح الرئيس الأمريكي «دونالد ترمب» له وسام الاستحقاق العسكري برتبة قائد أعلى، خلال مراسم في البيت الأبيض؛ اعترافاً بالجهود العظيمة والدؤوبة والدور الكبير الذي قاده سموه في المنطقة والعالم، وتتويجاً لعلاقات الشراكة التاريخية والمتميزة بين الكويت والولايات المتحدة.
وكان سمو الأمير الراحل قد غادر البلاد إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في الثالث والعشرين من يوليو الماضي، لاستكمال رحلة العلاج بعد إجراء عملية له في الكويت.
وقبل سفره بأيام في 18 يوليو الماضي، قرر سمو الأمير الراحل أن يتولى ولي عهده الشيخ نواف الأحمد بعض الاختصاصات الدستورية لأمير البلاد بشكل مؤقت، بعد دخول سمو الأمير الراحل المستشفى لإجراء فحوص طبية.
وفي يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من سبتمبر، فوجئ الكويتيون بقطع التلفزيون والمحطات الفضائية والإذاعية البث المعتاد ليذيع آيات من القرآن الكريم، قبل أن يعلن وزير الديوان الأميري الشيخ علي الجراح الصباح نبأ وفاة سموه الذي قال فيه:
«بسم الله الرحمن الرحيم (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ {27} ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً {28} فَادْخُلِي فِي عِبَادِي {29} وَادْخُلِي جَنَّتِي) (الفجر)، ببالغ الحزن والأسى، ينعى الديوان الأميري إلى الشعب الكويتي والأمتين العربية والإسلامية وشعوب العالم الصديقة وفاة المغفور له بإذن الله تعالى، صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، الذي انتقل إلى جوار ربه.
داعين الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون».
نعي وحداد
وفور إعلان وفاة سموه، توالت برقيات وبيانات العزاء والنعي من قادة الدول العربية والإسلامية ومن مختلف أنحاء العالم، فضلاً على السياسيين والجمعيات والهيئات والمؤسسات في الكويت وكافة أبناء الوطن الذين أعربوا عن خالص العزاء وصادق المواساة لآل الصباح الكرام، وللأمتين العربية والإسلامية.
هذا، وقد اجتمع مجلس الوزراء الكويتي، مساء يوم إعلان الوفاة، لبحث ترتيبات مرحلة ما بعد الوفاة؛ حيث نادى مجلس الوزراء -في البيان الذي ألقاه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء أنس خالد الصالح، الذي أذاعه «تلفزيون الكويت»- بولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أميراً للبلاد، عملاً بأحكام الدستور؛ حيث تنص المادة الرابعة من قانون توارث الإمارة في الكويت على أنه إذا «خلا منصب أمير البلاد نودي بولي العهد أميراً، فإذا خلا منصب الإمارة قبل تعيين ولي للعهد مارس مجلس الوزراء اختصاصات رئيس الدولة إلى حين اختيار الأمير».
كما أعلن مجلس الوزراء الحداد الرسمي بالبلاد على سمو الأمير لمدة 40 يوماً، مع إغلاق الدوائر الرسمية لمدة 3 أيام.
وعلى إثر هذا، دعا رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم لعقد جلسة خاصة، يوم الأربعاء 30 سبتمبر؛ حيث أدى سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح اليمين الدستورية أميراً للكويت، وفقاً للمادة (60) من الدستور، وقد تعهد سموه بأن يسير على درب سلفه، وأن يحافظ على مصالح الوطن، وأن يرعى الدستور والقانون.
هذا، وقد توالت بيانات التهاني والتبريكات وخالص الدعوات لسمو الأمير الشيخ نواف بأن يكون خير خلف لخير سلف.
هذا، وتتقدم مجلة «المجتمع» باسم رئيس تحريرها والعاملين فيها بخالص العزاء في سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، سائلين المولى سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
كما تتقدم بأسمى آيات التهاني لسمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله، سائلين الله تعالى لسموه موفور الصحة والعافية، وأن يعينه على هذه التبعة التي هو أحق بها وأهلها، وأن يرزقه البطانة الصالحة الناصحة التي تعينه على العبور بسفينة الوطن إلى بر الأمان.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
برقية جمعية الإصلاح الاجتماعي إلى مؤتمر وزراء التربية العرب في ليبيا
نشر في العدد 3
113
الثلاثاء 31-مارس-1970