العنوان وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين
الكاتب سامح أبو الحسن
تاريخ النشر الخميس 01-يونيو-2023
مشاهدات 93
نشر في العدد 2180
نشر في الصفحة 6

الخميس 01-يونيو-2023
مع انطلاق الحملة الانتخابية للانتخابات البرلمانية بالكويت، تبرز وسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت كفضاء للتنافس الانتخابي، ويتضح دورها في الحث على المشاركة أو المقاطعة في الانتخابات، بل إن بعض المرشحين أعلنوا عن عدم إقامة مقار انتخابية لهم؛ حيث يراهن هؤلاء المرشحون على وسائل التواصل الاجتماعي واعتمادهم عليها في تواصلهم مع قواعدهم الانتخابية؛ حيث تؤدي هذه المواقع نقطة الانطلاق لعملية التسويق السياسي لمرشحي مجلس الأمة.
قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت د. إبراهيم الهدبان: إن وسائل التواصل الاجتماعي والمؤثرين فيها استطاعوا إيصال صوت المرشح لعشرات الآلاف من الناخبين دون الحاجة إلى الخروج من منزله أو حتى افتتاح مقر انتخابي!
وتابع: في السابق، كانت القنوات الخاصة والمقرات الانتخابية والندوات واللقاءات الصحفية وسائل المرشحين للوصول للناخبين واللقاء بهم، لكن مواقع التواصل غيَّرت المعادلة.
وأوضح د. الهدبان أن لعبة الأرقام بدأت بين المرشحين؛ فالمهارة في استخدام «فيسبوك»، و«تويتر»، و«تيك توك».. وغيرها هي التي قد تُحدث فارقاً في النتائج.
وأشار إلى أن الوعود الانتخابية يمكن إيصالها عن طريق وسائل التواصل دون الحاجة لوجود صحفيين متخصصين أو كتَّاب مخضرمين، في وقت تكمن المهارة في كيفية تطويع «السوشيال ميديا» لخدمة المرشح.
وأكد د. الهدبان أن الهدف من الحملات الانتخابية وصول المرشحين لأكبر عدد من الناخبين في الدائرة التي تمثلهم، لكن ربما لا تزال بعض الاعتبارات والمصالح الضيقة للناخبين المحرك الأساس لتصويتهم.
من جانبه، قال أستاذ الإعلام في جامعة الكويت د. فواز العجمي: بالفعل شاهدنا إعلان عدد من المرشحين خوض الانتخابات دون مقرات، لكن أرى أن الانتخابات في الكويت من الصعوبة بمكان خوض المرشح غمارها معتمداً فقط على التواصل الافتراضي مع القواعد الانتخابية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشار إلى أن محددات الفوز في الانتخابات تتطلب عوامل كثيرة يحتاجها المرشح لبناء الثقة مع الناخبين، فتلك الثقة التي يرغب في بنائها تحتاج إلى رسالة إعلامية شاملة وخبرة سابقة حول مواقفه تجاه القضايا التي تهم الناخب.
وأوضح د. العجمي أن تأثير وسائل التواصل بما تشهده من تطور تكنولوجي مستمر، وانتشار واسع بين فئات المجتمــــــع؛ انعكـــــــــس بلا شك على الفعاليات الانتخابية خصوصـــــاً في العلاقة بين المرشـــــــــــــح والناخب.
أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د. فيصل أبو صليب، فأكد أهمية وسائل التواصل خصوصاً في الانتخابات البرلمانية الكويتية، ويضيف أن «تويتر» مثلاً يأخذ مساحة مهمة في التأثير على الرأي العام وتوجيهه وإيصال الأفكار إلى قطاع عريض من أفراد المجتمع؛ بمعنى أن له جوانب إيجابية وأخرى سلبية يجب ألا نتغاضى عنها؛ حيث تكثر الشائعات أو انتشار أخبار محرفة أو مشوهة أو غير دقيقة، وهذا الذي يختلف عن وسائل الإعلام التقليدية التي تتحرى الدقة في عملها وعدم طرح الأخبار دون تحرٍّ كافٍ حول صحة المعلومات والأخبار.
وبيَّن أن بعض المرشحين قد لا تكون لديه الملاءة المالية أو القدرة على تحمل نفقات الحملات الانتخابية وافتتاح مقر له، بالتالي فالاستغناء عن المقار الانتخابية ظاهرة صحية وبداية جيدة من الممكن أن تتطور مستقبلاً، خصوصاً أن وسائل التواصل الاجتماعي تعد قنوات مهمة تسهل من قدرة المرشح على إيصال أفكاره إلى قطاع عريض من الناخبين داخل المجتمع.
وأردف د. بو صليب: تجربة خوض مرشحين الانتخابات بلا مقرات وحتى من مرشحين كانوا نواباً سابقين حالة جيدة، من الممكن تطويرها مستقبلاً، ومن شأنها تشجيع مرشحين آخرين على أن يحذوا حذوهم والاكتفاء فقط بالندوات أو المؤتمرات الانتخابية والاستغناء عن المقرات التي تعتبر مكلفة لكثير من المرشحين ولا توفر العدالة لناحية تفاوت الإمكانيات المادية.
الحسابات الوهمية
وعن مشكلة الحسابات الوهمية، يؤكد الاستشاري النفسي د. خضر بارون أن وراءها «شخصيات متوارية» تعاني خللاً نفسياً في التواصل مع المجتمع والآخرين، فهم –حسب بارون– لا يقوون على المواجهة ولا التصريح بآرائهم بشجاعة، لأنها شخصيات تعاني من الخوف ويسيطر عليهم الوهم؛ لذا يعتقدون أن هذا العالم الافتراضي يخفي شخصيتهم الحقيقية، ويعتقدون أن الملعب أمامهم خالٍ للإساءة للمجتمع وإطلاق الإشاعات والإساءة للآخرين.
وتابع د. بارون: الأخطر أن هؤلاء الأشخاص يمكن أن يكونوا أداة أو ألعوبة في أيدي التنظيمات المتطرفة أو الأشخاص والجهات التي تضمر العداء للمجتمع، ويستخدمونهم بسهولة في تحقيق أهدافهم ببث الفرقة والخلافات بين أفراد المجتمع وإطلاق الإشاعات التي تشوّه الآخرين.
فيما شدد رئيس جمعية المحامين الكويتية المحامي شريان الشريان على خطورة الحسابات الوهمية، محذّراً من هذه المنظومة التي يستخدمها البعض لبث الفتن والأكاذيب وتصفية الحسابات.
وقال الشريان: إن التصدي لهذه الحسابات يتطلب تضافر جهود أجهزة الدولة من خلال سن تشريعات وقوانين صارمة والتواصل مع الشركة الأم لإيقافها، بالإضافة لعمل حملات توعوية لحماية أفراد المجتمع من تعرضهم للاحتيال والاستغلال.
وأضاف الشريان: نعيش حالياً أجواء الانتخابات، ونسبة كبيرة جداً من المجتمع تتابع وسائل التواصل، ومنها هذه الحسابات التي بلا شك تؤثر سلباً على المرشحين والناخبين، من خلال التعرّض للأشخاص والمساس بكراماتهم وذممهم وابتزازهم أحياناً، مطالباً بوجود أمن سيبراني قوي لكشف أصحابها ومموليها ومحاسبتهم.
وذكر أن هذه الحسابات تحوّلت إلى عمل تجاري لا أخلاقــــــــي لتوجيههـــــــــــــــــــــــا ضد أشخاص ومؤسسات ومسؤولين بهدف الانتقام.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل

برقية جمعية الإصلاح الاجتماعي إلى مؤتمر وزراء التربية العرب في ليبيا
نشر في العدد 3
95
الثلاثاء 31-مارس-1970
