العنوان وساطة أمريكية.. ضررها أكبر من نفعها
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 02-ديسمبر-1997
مشاهدات 11
نشر في العدد 1278
نشر في الصفحة 41
الثلاثاء 02-ديسمبر-1997
أنقرة: بشار فهمي
بات من شبه المؤكد لدى المسؤولين الأتراك أن أي محاولة للضغط من أجل قبول بلادهم عضوًا في الاتحاد الأوروبي أو على الأقل ضمها إلى قائمة الدول المرشحة للعضوية أصبحت مستحيلة، ما لم تحدث معجزة قبل انعقاد قمة دول الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج الشهر الحالي.
ولا تخفي أنقرة قلقها من أن يتزامن هذا الرفض الأوروبي لقبول تركيا مع تحقق احتمال قبول القبارصة اليونانيين أعضاء في الاتحاد الأوروبي، واكتساب المحادثات القبرصية الأوروبية صفة رسمية بهذا الشأن خلال القصة.
وفي ضوء هذه المعطيات ستجد الحكومة التركية نفسها أمام خيارات صعبة قد يكون من بينها التسريع في تطبيق إعلان المبادئ التي وقع عليها الرئيس التركي سليمان دميريل مع زعيم القبارصة الأتراك رؤوف دنكطاش في ديسمبر العام الماضي، ونصت الاتفاقية على ضم الشطر الشمالي من قبرص إلى تركيا أو تحويله إلى منطقة للتجارة الحرة.
ولا تخفي العواصم الغربية وعلى رأسها واشنطن قلقها تجاه ما سيحدثه قرار الاتحاد الأوروبي في حال رفض عضوية تركيا في القارة، لأن هذا القرار سيلعب دورًا مهمًا في توجيه سياسة تركيا الخارجية ومستقبل خلافاتها مع الدول الأوروبية، إذ تتوقع الأوساط التركية مقاطعة المسؤولين الأتراك لقمة لوكسمبورج مع احتمال تنفيذ تركيا تهديدها بالانسحاب من اتفاقية الاتحاد الأوروبي الجمركي.
وكان ريتشارد هولبروك الممثل الخاص للرئيس الأمريكي في القضية القبرصية «والمفوض الأمريكي السابق إلى البوسنة»، قد وعد المسؤولين الأتراك خلال زيارته الأخيرة إلى بلادهم بالحصول على دعم الولايات المتحدة، وبالتوسط لدى الاتحاد الأوروبي من أجل قبول عضوية تركيا مقابل الحصول على موافقة أنقرة على مشروعه المتعلق بإيجاد حل للقضية القبرصية.
ويتلخص المشروع الذي تقدم به هولبروك في اعتراف الطرفين المتنازعين كليهما بحق الآخر في الجزيرة القبرصية، وتشكيل لجان مشتركة تشرف على وضع أسس لدولة فيدرالية في الجزيرة المتوسطية، وتوسيع الخط الأخضر الذي يفصل بين شطريها، إضافة إلى إسكان عائلات تركية ويونانية في المنطقة التي ستعتبر محايدة على أن تقوم قوات الأمن المشتركة مع قوات دولية بالحفاظ على الأمن بالتمركز في تلك المنطقة، بحيث تتم تصفية التواجد العسكري للقوات التركية في الوقت الذي يحل فيه الجيش القبرصي المعروف باسم الجيش المحافظ الوطني خلال مدة لا تزيد على ١٥ عامًا.
إلا أن المراقبين يستبعدون قبول الأطراف المعنية بالنزاع في الجزيرة القبرصية بخطة هولبروك، فالرئيس القبرصي كلانهاوس كلاريديس كان قد صرح بأنه ليس في وضع يمكنه من مناقشة هذه الخطة، وذلك لاقتراب موعد الانتخابات التي ستجرى في بلاده في فبراير المقبل، فضلاً عن انتقاده أي ورقة يمكن استغلالها للضغط على أثينا والحكومة القبرصية، وهو يطالب هولبروك بعدم اعتراف واشنطن بجمهورية شمال قبرص التركية، وتعد هذه كلها أسبابًا كافية لفشل الخطة الأمريكية.
وفي الوقت ذاته لا تشعر أنقرة بالاقتناع بالوساطة الأمريكية والضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على دول الاتحاد الأوروبي وهي ترى سلبيات مثل هذه الوساطة أكثر من إيجابياتها، وبالتالي فإن زيارة هولبروك الأخيرة لأنقرة التي هدفت إلى زحزحة الموقف التركي تجاه القضية القبرصية قبل انعقاد قمة الاتحاد الأوروبي استبعدت تركيا عمليًا من قائمة إحدى عشرة دولة سيناقش وضعها وانضمامها للاتحاد الأوروبي خلال القمة المقبلة.
«*» خدمة وكالة جهان للأنباء
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
بعد البطاطس.. «الفول السوداني» المصري محظور الدخول لأوروبا
نشر في العدد 1350
21
الثلاثاء 18-مايو-1999
ألمانيا تتنازل عن ديونها.. والدول المانحة تتجه لتأجيل مؤتمرها ١٥ مليون دولار من البنك الدولي لإعمار البوسنة
نشر في العدد 1350
19
الثلاثاء 18-مايو-1999