العنوان وماذا بعد انتھاء مؤتمر المنظمات الإسلامية؟
الكاتب علي أحمد طالب
تاريخ النشر الثلاثاء 07-مايو-1974
مشاهدات 55
نشر في العدد 199
نشر في الصفحة 19
الثلاثاء 07-مايو-1974
بكل ما في النفس من أمل الاعتصام الصادق بحبل الله المتين، وبكل ما في الضمائر من وخز الإحساس بواقعنا الأليم، بكل تطلعاتنا المتلهفة إلى غد قريب تجتمع فيه كلمة المسلمين، وتتوحد صفوف المؤمنين على طريق الله الواحد المستقيم، بكل ذلك وغيره تابعنا- في إهتمام- اجتماع المنظمات والهيئات الإسلامية مكة المكرمة مهد الإسلام، ومنبت إمام الدعاة محمد- عليه السلام- .
والآن، وقد انتهى المؤتمر المبارك وأصدر قراراته وتوصياته، وهي قرارات تبشر بخير كثير، فإنني أدعو الله- عز وجل- من أحب البلاد إلى الله ورسوله أن يكون الانطباع العام الذي التقت عليه قلوب الإخوة رؤساء وأعضاء المنظمات الإسلامية في كل بقاع عالمنا الإسلامي الفسيح، هو العمل الجاد المخلص لتحقيق آمال المسلمين في أن يحيوا أعزة بين الأمم، وأبرز ما يحقق ذلك: وهو- فيما أعتقد- هدف المنظمات الإسلامية على اختلاف أشكالها، ما يأتي:-
١- التنسيق الواعي بين هذه المنظمات،بحيث تزول بينها التناقضات والخلافات ويشعر أفرادها جميعا أنهم جنود في كتيبة الحق التي تهدف إلى تحقيق الشعار الخالد:﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾
٢ - الإدراك الصادق لحقيقة أن المسلمين في واقعهم الراهن يعانون من كثرة الشعارات ودوى الكلمات وأنهم في أمس الحاجة إلى الجهد العلمي المتصل الذي يريهم الإسلام في صورته الحقيقية: قول يوضحه عمل، ومبدأ يسنده تطبيق، وعقيدة تثمر أعمالًا صالحة، وعبادة خاشعة، ومعاملات تغني- في الدعوة إلى الإسلام- عن كثير من القول.
وليكن لرواد المنظمات الإسلامية في تاريخ دعوة الإسلام خير المثل، وأفضل الزاد للمضي في طريق الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة .
٣ - لا أنكر أن بين بعض المنظمات والهيئات اختلافات في المنهج قد تصوره العصبيات الإقليمية أو المذهبية أو الجنسية– أحيانا– في صورة عداء يتعسر في ظله التعاون البناء .
ولكن الظروف الشديدة التي يعيشها المسلمون الآن جديرة أن تدعو هذه المنظمات التي يجمعها هدف واحد وتحركها غاية واحدة إلى أن تسلك طريق التقارب، وتنهج نهج الحوار المخلص البناء؛ لتوحيد طريق الدعوة إلى الله.
٤ - وليتذكر- الإخوة- ولا أظن أحدًا منهم ينقصه التذكر، أن الكيد للإسلام، والعمل الدائب لإذلال المسلمين قد وحد بين أعدائهم على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم، أو ينسى أي مسلم واع أن ميدان الإضرار به، وإبعاده عن دينه، ومحاولة إفراغ قلبه من عقيدته ليتيه في بيداء الحياة على غير هدى قد التقت في ساحته مكايد الصهيونيين، وحيل المبشرين وأحقاد الشيوعيين؟ أولئك جمعهم الباطل، ووحد بينهم الشر، أفلا يجدر بنا أن نجتمع على الحق، ونتعاون على البر والتقوى؟
5 - إن ظروف العمل للإسلام، مواتية الآن بصورة لم تتهيأ منذ قرون طويلة.
فالمسلمون بدءوا ينفضون عن أعينهم غبار السنين، ويتطلعون إلى غد جديد، يصلهم بماض عزيز، والعمل للإسلام، والانتساب إليه، والاعتزاز به مبدأ كل حاكم مسلم يريد أن ينال رضا شعبه، وثقة أمته، وفي كل يوم نسمع بصدور منشرحة، عن خطوات جديدة في طريق تضامن المسلمين، وتكاتفهم سياسيًا، واقتصاديًا، وثقافيًا.
فهيا اعملوا بكل ما لديكم من جهد؛ ليتم ذلك كله في إطار الرابطة الكلية رابطة الإيمان بالله، والاستظلال بشريعته السمحة التي يتطلع إليها المسلمون.
﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ﴾ والله معكم، وهو حسبنا ونعم الوكيل .
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل