العنوان يا رسول الله حَديث في جوف الليل ... ونجوى حَائر
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 31-مارس-1970
مشاهدات 19
نشر في العدد 3
نشر في الصفحة 19
الثلاثاء 31-مارس-1970
يا رسول الله حَديث في جوف الليل ... ونجوى حَائر
بقلم : أبو هَالة
أسدل الليل أستاره الحزينة الكئيبة على منطقة من أعز بلادنا !! وتاهت أصوات المناحات في خضم حشرجة المصروعين وزفرات المقتولين من أبنائنا ونسائنا .. !! والسحب الكثيفة السوداء تظلل سماء منطقتنا !! ولا يكاد البرق يلمع بالأمل حتى يلفنا ظلام اليأس في كفن العدم !! .. والتمست فراشي في الهزيع الأخير من الليل لعلي أجد في النعاس سبيل الهروب من الفزع.. !! لكن أحاديث المسئولين هنا وهناك عن استعادة قوتنا!! وأخبار انعقاد المؤتمرات العالمية للدول الشيوعية والاشتراكية وإلقائها بكل ثقلها في إزالة آثار العدوان عن الدول العربية!! والتي أسفرت في جملتها عن تسليح دفاعي فقط أن صدقت السياسة والسياسيون !! وإنذارات وتهديدات لأمريكا وإسرائيل بالاستمرار في التزويد لدول المواجهة أو دول المؤخرة...!! والأصوات العالية في مواكب البؤساء والمنكوبين المخدوعين أو الخادعين تصرخ بشعارات الصمود والردع التي سولت للعدو أن يضرب المصنع المدني في مصر !! ويتجول هازئا بطائراته في سماء دمشق !! و نسف متحديا .. المنـازل بالجملة في الضفة الغربية و النابالم في الضفة الشرقية !! .. ولا يعلم إلا الله ما تخبئه أيام الغد لنا .. ويا ترى ما مصير قناة السويس وبترول الشرق كله بعد مد أنابيب «إيلات» وتمام تشغيلها في مهرجانات الدعاية للعزم الأكبر على إنشاء أنابيب السويس - الإسكندرية ؟!
هذا الشريط الباكي جعلني أتقلب في الفراش بفكر مكدود وأعصاب محترقة.. ففتحت المذياع ليطرق سمعي ترديد لقول «برناردشو» «ما أحوج العالم إلى رجل كمحمد يحل مشاكله بينما يحتسي فنجانا من قهوة» .. فنهضت من فراشي مسرعاً .. أمد يدي إلى كتاب الله وصحاح كتب السُّنة وأجلس في الحضرة النبوية للقائد الرسول صلى الله عليه وسلم إذ قال: «ما تركت من خير إلا وأمرتكم به، وما تركت من شر إلا ونهيتكم عنه».
وفي أسى وألم تخللها إشراقة الأمل في أن أجد لدى محمد عليه السلام حلاً لما أسموه «مشكلة الشرق الأوسط»!! بدأت في عرض المشكلة والبحث عن حلولها فكان هذا الحديث:
سيدي يا رسول الله:
نحن العرب والمسلمين...
اجتاحت أرضنا ومقدساتنا شراذم اليهود !! وأعملوا فينا القتل والحرق والدمار !! وسخروا منا سخرية لم يشهد لهم التاريخ بها مثيلا !! وهم الذين كانوا قبل إنشاء دولتهم على أرضنا بأربع سنوات يساقون إلى مجازر النازية في ألمانيا حيث لا يخرجون من الأتون ألا رمادا ...!! ها هم الآن يحلقون في سمائنا علـى البعد والقرب!! ولا تكاد مدافعنا المضادة أو طائراتنا المقاتلة تسقط من أسرابهم الهازئة المتحدية أو الضاربة سوى واحدة أو اثنتين على أكثر تقدير !!
- وإنهم ليُسَخِرون كبرى دول العالم المعاصر ... و ما أسماه بعضنا تأدباً منه أو استضعافاً... تواطؤا .. لخدمتهم في عدوانهم علينا والإجهاز على البقية الباقية فينا .. حتى يتحقق حلمهم بمُلك "إسرائيل" من دجلة للنيل !!
- وصفحة الأحداث الأليمة عن المسجد الأقصى مسراك ومعراجك وقبلتك الأولى مفتوحة أمامك!! يتصاعد منها دخان الحرائق متفاعلاً مع الروائح الكريهة لنتن انتهاك الأعراض وأنفاس المخمورين في عرس نكبتنا ومهرجانات نكستنا...!!
- وحتى الحل السلمي على أساس قرار مجلس الأمن في نوفمبر حيث تبقى دولتهم آمنة.. رفضوه !! فلماذا هذا الهوان يا رسول الله؟! وكيف وصلت خير أمة أخرجت للناس إلى هذا المنحدر الرهيب من المذلة والضياع؟!
- ومن بين صفحات التراث الضخم للأحاديث النبوية الشريفة التي سجل بها محمد صلى الله عليه وسلم حلول مشاكل الناس في الدنيا.. بدأت أبحث عن الإجابة فكان قوله عليه السلام: «يوشك أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها! قالوا : أو من قلة نحن يومئذ رسول الله؟! قال: لا !! بل أنتم كثير !! ولكنكم غثاء كغثاء السيل!! ولينزعن الله مهابتكم من قلوب أعدائكم!! وليقذفن في قلوبكم الوهن ...!! قالوا : وما الوهن يا رسول الله؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت!!» وتولى الإمام «البنا» التعليق فقال: إن الأمة التي تحسن صناعة الموت وتعرف كيف تموت الموتة الشريفة يهب لها الله الحياة العزيزة في الدنيا !! والنعيم الخالد في الآخرة !! وما الوهن الذي أذلنا إلا حب الدنيا وكراهية الموت!! فأعدوا أنفسكم لعمل عظيم، واحرصوا على الموت توهب لكم الحياة !! ثم استطرد قائلاً:
واعلموا أن الموت لا بد منه وأنه لا يكون إلا مرة واحدة، فإن جعلتموها في سبيل الله كان ذلك ربح الدنيا وثواب الآخرة ولن يصيبكم إلا ما كتب الله لكم وتدبروا جيداً قول الله تبارك وتعالى: ﴿ ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ ۖ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ۗ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ۗ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ (آل عمران:154).
فاعملوا للموتة الكريمة تظفروا بالسعادة الكاملة..
- وهنا ألقيت رأسي بين يدي، و تراءت أمامي صور الكتائب المظفرة التي فتح الله بها بلاد الفرس والروم .. لا ترهب أعداءها مهما أوتوا من ذخائر وأسلحة !! ولا تتراجع أمام أعدادهم و إمداداتهم المتضاعفة؛ لأن هذه الكتائب حملت أرواحها على أكفها تقدمها قرباناً لله عز وجل وتشترى بها جنة عرضها السموات والأرض...!!
ولمعت أمامي صورة خالد بن الوليد القائد الذي لم يهزم في معركة قط.. وهو يذيع بلاغاتـــــــه الحربية إنذارا للأعداء وإرهابا لهم «لقد قدمت إليكم بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة، ويرغبون في الآخرة كما ترغبون في الدنيا...!!» ولذلك كان ألمه وأساه وهو يودع دنيانا إلى عالم الخلد وملك لا يبلى «لقد طلبت القتل في مظانه!! فلم يقدر لي إلا أن أموت على فراشي!! ولقيت الزحوف وما في جسدي شبر إلا وفيه ضربة بسيف أو طعنة برمح.. فلا نامت أعين الجبناء!! »..
وتتابعت الصور حتى استوقفني المنظر الرائع لواحد من رجالات المسلمين وقد جاوز مرحلة الشباب يحمل على صف الأعداء من الروم وحده حتى دخل بينهم !! فصاح الناس من أحبابه وهم جنود معه وقالوا: سبحان الله!! يلقي بيده إلى التهلكة.. لكنه رد عليهم فهمهم الخاطئ للآية القرآنية قائلاً: أيها الناس: أنتم تتأولون هذه الآية هذا التأويل؟! وإنما نزلت فينا معشر الأنصار .. لما أعز الله الإسلام وكثر ناصروه !! قال بعضنا لبعض سراً دون رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أموالنا قد ضاعت، وإن الله تعالى أعز الإسلام وكثر ناصروه !! فلو أقمنا من أموالنا، وأصلحنا ما ضاع منها؟! فأنزل الله تعالى على نبيه ما يرد علينا ما قلناه (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (البقرة:195).
وكانت التهلكة: الإقامة على الأموال وإصلاحها وتركنا الغزو ! فما زال أبو أيوب الأنصاري شاخصاً في سبيل الله حتى دفن بأرض الروم!! ورفعت رأسي قائلاً :
- سيدي يا رسول الله:
هل من سبيل سوى الحرب نقضي به على المغتصبين لأرضنا من يهود ومستعمرين؟!
- وجاءني الرد مسطوراً في كتابنا المقدس: ﴿ قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾ (التوبة:29)، ﴿ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ﴾ . (الأنفال: 58)
- سيدي يا رسول الله: ماذا لو فاوضنا اليهود وأخذنا عليهم العهود والمواثيق؟!
- وقلبت صفحات القرآن الكريم الذي تلاه علينا الرسول العظيم لأقرأ فيه قوله تعالى:
﴿كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ﴾ (التوبة:8)، ﴿ لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ﴾
(التوبة:10)، ﴿أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُوا أَيْمَانَهُمْ﴾ (التوبة: 13).
وطأطأت رأسي تسليماً وخجلاً !! فمنذ عقدنا معهم هدنة «رودس» عام ١٩٤٨ وهم لها يخرقون وعلى أرضنا يستولون .. وتذكرت الإمام «ابن كثير» ، وهو يشرح لنا قول الله عز و جل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا﴾ (الأنفال:24).
أي للحرب التي أعزكم الله تعالى بها بعد الذل، وقواكم بها بعد الضعف، ومنعكم من عدوكم بعد القهر منهم لكم!!
- وفي ختام هذا الحديث... جمعت الأوراق وأطبقت الكتب دامع العين أنادي رسول الله:
قم يا محمد فالسفينة لا ترى شطاً تلوذ بجانبيه فتسلم تمضي فيغمرها العباب بموجه.. فتصيح!! لكن لا ترى من يرحم! وما زال يرن في سمعي صدى صوته عليه السلام وهو يقول: «إن مثلي ومثل ما بعثني الله به، كمثل رجل أتى قومه فقال: إني رأيت الجيش بعيني، وإني أنا النذير العريان!! فالنجاء.. النجاء!! .. فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا «أي ساروا من أول الليل» فانطلقوا على مهلتهم.. وكذَّبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم!! فصبحهم الجيش واجتاحهم!! فذلك مثل من أطاعني واتبع ما جئت به، ومثل من عصاني وكذَّب ما جئت به من الحق » !!
أبو هالة
كلمَات حيَّة
أقسام الجرائم في الشريعة الإسلامية تنقسم الجرائم من حيث جسامة العقوبة إلى ثلاثة أقسام :
● جرائم الحدود:
وهي الجرائم المعاقب عليها بحد، والحد هو العقوبة المقدرة حقا لله، ومعنى العقوبة المحدودة أنها محددة معينة فليس لها حد أدنى ولا حد أعلى.. ومعنى أنها حق لله أنها لا تقبل الإسقاط لا من الأفراد ولا من الجماعة..
وتعتبر العقوبة حقا لله كلما استجوبتها المصلحة العامة وهي دفع الفساد من الناس وتحقيق السلام لهم.. وجرائم الحدود سبع جرائم -الزنا، القذف، الشرب، السرقة، الحرابة، الردة والبغي.
● جرائم القصاص والدية :
وهي الجرائم التي يعاقب عليها بقصاص أو دية، ولهما عقوبة مقدرة، ولها حد واحد، أي ليس لها حد أدنى وحد أعلى تتراوح بينهما.. وهي حق للأفراد أي أن للمجني عليه أن يعفو عنها إذا شاء فإذا عفا سقطت العقوبة.. وهي خمس جرائم، القتل العمد، والقتل شبه العمد، والقتل الخطأ، والجناية على ما دون النفس عمدا، والجناية على ما دون النفس خطأ .. والمقصود بالأخيرتين الاعتداء الذي لا يؤدي إلى الموت كالجرح والضرب.
● التعازير :
والمقصود به التأديب وقد جرت الشريعة على عدم تحديد كل عقوبة تعزيرية واكتفت بتقرير مجموعة من العقوبات لهذه الجرائم تبدأ بأخف العقوبات وتنتهي بأشدها وترك للقاضي أن يختار العقوبة بما يلائم ظروف الجريمة وظروف المجرم .. وجرائم التعازير غير محددة كما هو الحال في الحدود والقصاص والدية.
ونصت الشريعة على بعض هذه الجرائم كجريمة الربا، وخيانة الأمانة، والسب، والرشوة.. وأوجبت الشريعة أن يكون التحريم بحسب ما تقتضيه حال الجماعة وتنظيمها والدفاع عن صوالحها ونظامها العام، وأن لا يكون مخالفا لنصوص الشريعة.
سلوك المؤمنين
قال تعالى : ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ﴾ (التوبة:71)، وقال تعالى: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾ (الفرقان:63).
الجزاء من نوع العمل
﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ (الأنفال:25).
جميع المعاصي تصيب أصحابها إلا ظلم الشعوب فإنه يصيب مقترفيه وغير مقترفيه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اتق المحارم تكن أعبد الناس وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس» .
نقاء السرّ والعلانية
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه فكل رداء يرتديه جميل، إن علاج الأمور بتغطية العيوب وتزويق المظاهر لا جدوى منه ولا خير فيه، وكل ما يحرزه هذا العلاج الخادع من رواج بين الناس أو تقدير خاطئ لن يغير شيئا من حقيقته الكريهة..
ومن هنا لم يحفل الإسلام بالظواهر إذا كانت ستاراً لتشويه معيب أو نقص شائن فما قيمة المظهر الحلو إذا كمن وراءه مخبر مر ...!
وصَايا لهن..
● أن لكل إنسان في هذه الحياة غاية، فاجعلي أيتها الأخت المسلمة غايتك رضى الله ولا تلتفتي إلى الناس.
● احترسي من المعاصي فإن المعاصي بريد الكفر .
● إياك والتسويف فالوقت كالسيف إن لم تقطعيه قطعك.
● اشغلي نفسك بالخير ، فإن لم تشغليها بالخير شغلتك بضده.
● لا تركني إلى الدنيا، فما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور .
● لا تنسي أختاه ذكر الله وتلاوة القرآن، فإن ترك الذكر من أدهى المصائب.
ألفاظ قرآنيّة
1- «الرب»
لا شك أيها المسلم - أنك تعرف أن أول ما نزل من القرآن الكريم ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾(العلق:1)، و المفروض أن تكون من المصلين وهذا يعني أنك تقرأ بفاتحة الكتاب
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (الفاتحة:2) مرة في كل ركعة.
و أنا أحببت أن أذكر نفسي وأذكرك بعض ما يوصي به هذا اللفظ الكريم و ﴿الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (الذاريات:55).
فهذا اللفظ قد تكرر في القرآن الكريم حوالي «۱۰۱۳ » مرة و ذلك في « ٩٦٧» آية منها ۷۲۱ آية مكية، ٢٤٦ مدنية. ولعلك تعرف السبب في ذلك، فالناس الذين نزل القرآن بين أظهرهم أول الأمر كانوا بين وثني وملحد وكافر ومشرك، وأصبحت مكة على كثرة من أهلها دار كفر وبعد ١٣ سنة غدت المدينة دار السلام.
والرب في اللغة يطلق علـى السيد وعلى المتصرف للإصلاح، والرب لا يقال إلا لله عز وجل وقد قيل إنه «الاسم الأعظم» والرب له أربعـة محامل.. وهي:
«المعبود»، «والمالك»، «والسيد»، «المصلح»، ويحمل في كل موضع من كتاب الله ما يناسبه.
وفي «رب العالمين» يحمل على المالك.. ولذا فهو يعم الموجودات، لأن من ملك يتناسب أن يثني عليه مملوكه لاستيلائه عليه وعظمته ومناسبة المعبود لشرفه استحقاق العبادة . والإقرار بمعنى الربوبية المطلقة يوجب علينا القيام بإسناد السيادة والحاكمية والتوجه لله بالعبادة الخالصة والاعتراف بأنه المالك والمصلح ونحن في حاجة إلى رعاية هذا المالك وإلى إصلاح هذا المصلح وبدون ذلك لا تستقيم لنا حياة ولا تسلم لنا آخرة ولا تخلص لنا عبادة.
موسي رزق ريحان
«إن الحق في هذه الأيام أصبح غير مألوف بحيث يعجب فيه أكثر الناس، ولكن العجب لن يستبد بمن كان له عقل يفكر ، ويقدر ، ويقارن ويوازن ويميز الخبيث من الطيب..»
عبَد القادر عودة
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكليا جند الله.. كفى بكاء.. ودموعًا وموتوا على ما مات عليه الهضيبي
نشر في العدد 179
21
الثلاثاء 11-ديسمبر-1973