; يا مسلمون قاطعوا هذا المؤتمر الإباحي | مجلة المجتمع

العنوان يا مسلمون قاطعوا هذا المؤتمر الإباحي

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 30-أغسطس-1994

مشاهدات 22

نشر في العدد 1114

نشر في الصفحة 5

الثلاثاء 30-أغسطس-1994

لا تزال ردود الفعل تتوالى على المستوى العالمي تجاه محتويات الوثيقة التي يزمع «المؤتمر العالمي للسكان والتنمية» إقرارها في شهر (سبتمبر) المقبل، وأبدت كافة الجهات الإسلامية والمسيحية على مستوى العالم.

ابتداء: «بالأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية» بمصر، «والفاتيكان» في روما، «ورجال الكنيسة» في أمريكا، وانتهاء: «برابطة العالم الإسلامي» في مكة المكرمة . 

استنكارها للمبادئ والقيم الانحلالية التي تريد الأمم المتحدة فرضها على الشعوب.

إن جهود هذه الهيئات الدينية ولا سيما الإسلامية منها في هذا الاتجاه هي -خطوة مباركة- في سبيل الدفاع عن الأخلاق، وقيم الإسلام وثوابت الأسرة والمجتمع، وفي فضح نوايا اللا دينية الدولية في هدم القيم، ومسخ المجتمعات إلى صورة الانحلال الغربي، وفي التنديد باستغلال القوى الدولية العلمانية لأجهزة الأمم المتحدة في إرهاب حكومات «العالم الثالث» لفرض التغييرات الاجتماعية، ولقمع الحيوية السكانية لشعوب الأقطار النامية، غير أن هذه الجهود -رغم أهميتها- لن تنجح في منع عقد المؤتمر أو في تغيير بنود الوثيقة الإباحية، بما يؤكد على احترام الأخلاق، وصيانة الأسرة والمجتمع ما لم تحصن هذه الجهود بالدعم السياسي من قبل قادة وحكومات الدول الإسلامية بشكل خاص، وإن أمضى سلاح في إفشال المؤامرة اللا دينية على الأخلاق هو في مقاطعة المؤتمر والإعلان عن رفض توصياته.

إننا نتطلع إلى موقف خاص وريادي من «المملكة العربية السعودية» الشقيقة، بلدً المقدسات، ومنبت الإسلام والعروبة التي لا ترضى بقيام مثل هذا المؤتمر السيئ، وجاء ذلك واضحا من موقف وجهود «رابطة العالم الإسلامي» بمكة المكرمة، وإن العالم الإسلامي يتطلع إلى خطوة من حكومة خادم الحرمين الشريفين في اتجاه مقاطعة ذلك المؤتمر الإباحي.

إن موقفًا كريمًا وشجاعًا من خادم الحرمين الشريفين «الملك فهد بن عبد العزيز» برفض حضور المملكة العربية السعودية ذلك المؤتمر السيئ، لجدير بأن يكون بداية لموقف عربي وإسلامي شامل ضد نوايا الانحلال واللا دينية للمؤتمر العالمي للسكان.

وإن توصيات هذا المؤتمر لتصطدم اصطدامًا كاملًا بكل القيم الأسرية، والاجتماعية التي أقامها الإسلام في نفوس العرب والمسلمين، وإن وثيقة مؤتمر القاهرة بما احتوته من بنود لهي حرب شاملة على كل قيم الإسلام ومبادئ الحشمة والعفة التي تتمتع بها مجتمعات الجزيرة العربية وتفتخر بها، وعلى قيم الورع والتدين التي وفق الله دعوة «الإمام محمد بن عبد الوهاب» -رحمه الله- ؛ لترسيخها في نفوس أبناء الجزيرة العربية، وهو ما يجعل مجتمع الجزيرة بشكل خاص والمجتمعات الإسلامية بشكل عام المتضرر الأول من الردة الأخلاقية التي يبشر بها مؤتمر السكان، ويجعل العبء الأكبر في مواجهة هذا التحدي على قيادات وحكومات هذه المجتمعات.

كما أننا نتوجه إلى الرئيس المصري «محمد حسني مبارك» وقد بقيت أيام على عقد المؤتمر -المشئوم- في أرض الكنانة، ونناشده بأن يتخذ قرارًا شجاعًا برفض إقرار قيم الانحلال واللا دينية على أرض «مصر» العزيزة. 

وإن «القاهرة» التي ردت غزوات الصليبيين والتتار لجديرة أن تقف في وجه الغزوة اللا دينية الإباحية التي يراد الآن إطلاق عنفوانها من مؤتمر يعقد في عاصمة «عمرو بن العاص وصلاح الدين الأيوبي، والظاهر بيبرس»، وإن «الرئيس مبارك» والذي أعلن مشكورا أن حكومته لن تلتزم بالتوصيات المعارضة للقيم الدينية، عليه ألا يسمح بقيام هذا المؤتمر، ولا تشهد بلاده مؤامرة اللا دينية الدولية في فرض القيم الانحلالية على شعوب العالم الثالث.

هل يقبل الرئيس مبارك أن تصدر من أرض مصر وثيقة تقر الفوضى الجنسية، وتطالب الشباب بالمعاشرة المحرمة وإقرار اللواط وتأخير الزواج؟ 

وهل يقبل أن ينزل في شوارع القاهرة وبجوار الأزهر الشريف آلاف المخنثين وأصحاب الشذوذ الجنسي يطالبون بإقرار الزواج بين الجنس الواحد؟ 

وهل سيصدر من أرض مصر رخصة عالمية للقتل لكل الأطفال الذين لم يولدوا بعد، بحجة إقرار الإجهاض كحق للأم؟!.

وإذا كانت القيادة في مصر أعلنت عن رفض التطرف في القيم الدينية، فهل ستقر من خلال استضافة المؤتمر تطرفًا صارخًا لقيم اللا دينية والإباحية؟

 إننا نطالب «الرئيس مبارك» بقرار شجاع يرفض انعقاد المؤتمر في «مصر» مهما كلف الأمر، ورفض تلك الوثيقة الإجرامية للمؤتمر ونطالب الحكومات الإسلامية، والرئيس «عبده ضيوف» بصفته رئيس دورة منظمة المؤتمر الإسلامي، والدكتور «حامد الغابد» بصفته أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي - ومؤتمر العالم الإسلامي في كراتشي، وجميع المنظمات والهيئات الإسلامية المدعوة وحكومات مجلس التعاون الخليجي، وحكومات البلاد العربية بلد الكنانة، ورفض الإرهاب الذي تمارسه الدول الصناعية على شعوب العالم الثالث لإجبارها على الخضوع لمؤثرات الانحلال الاجتماعي التي وقعت فيها تلك الدول. 

ولا شكَّ أن رؤساء الدول وممثلي الدول الإسلامية يربأون بأنفسهم أن يجلسوا في مؤتمر واحد يضم المخنثين واللوطيين وأصحاب الشذوذ الجنسي من الرجال والنساء، إنها مؤامرة خطيرة ووصمة عار تلاحق الحضور للأبد.

ونذكر «بوعيد الله» الذي توعد به من يشيعون الفاحشة، ونحذر من سخطه وعقوبته بأن يصيبهم ما أصاب «قوم لوط» كما جاء في محكم آياته: ﴿وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ ۖ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾  (العنكبوت: ۲۸-۲۹).

 فأنزل الله بهم عقوبته: ﴿فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ ۖ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ﴾ (سورة: هود: ۸۲-۸۳).

﴿وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ (سورة: النساء: ١١٥).

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

مخطط جنرالات اليهود للمستقبل

نشر في العدد 4

44

الثلاثاء 07-أبريل-1970

السودان في سطور

نشر في العدد 4

35

الثلاثاء 07-أبريل-1970