العنوان يا معشر.. الشباب
الكاتب د. سالم نجم
تاريخ النشر الثلاثاء 17-نوفمبر-1970
مشاهدات 44
نشر في العدد 36
نشر في الصفحة 18
الثلاثاء 17-نوفمبر-1970
يا معشر.. الشباب
بقلم الدكتور سالم نجم
رئيس قسم الأبحاث الطبية مستشفى الصباح - الكويت
من فضل الله تعالى على الناس أن اختار لهم الطريق الواضح المستقيم الذي يقودهم إذا ما سلكوه إلى خيري الدنيا والآخرة، هذا الطريق فيه عز الدنيا ونعيم الآخرة، ومن الأركان الهامة في الإسلام: صیام رمضان فهو تطهير للنفس وتزكية للروح، وفي رمضان يتساوى المسلمون جميعًا لا فرق بين فقير وغني ولا بين صغير وكبير، ومن الجوانب المهمة من حكمة الصوم أنه يهذب الغرائز ويرقى بالإنسان إلى مرتبة السيادة.
سيادة شهواته ورغباته، من هذه الرغبات رغبة الجنس ولذا نجد الرسول الأعظم يخاطب الشباب ويقول «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء» أي حماية ووقاية.
والرسول الكريم يأمر المستطيع بالزواج أن يتزوج فذلك هو الأسلوب الطبيعي الفطري للشباب الذي من حقه أن يشبع غريزته، والغرائز والشهوات مظاهر بدنية وظيفية يقرها الإسلام ولا ينكرها، بل وينظمها ويوجهها الوجهة الصحيحة، ولذلك فإن المنطق السليم أن يتزوج الشاب القادر على الإنفاق وتحمل المسئولية فلذلك هو الطريق الأمثل، أما من ليست له القدرة من الشباب على نفقات الزواج وتبعاته فإن النبي صلى الله عليه وسلم ينصحه بالصوم فذلك وقاية له من تغلب شهوة الجنس عليه وإیراده مورد التهلكة بالوقوع في الخطيئة، والصيام يؤثر على الغريزة الجنسية بطريقتين:
الأولى: روحية نفسية
حيث إن الصائم في عبادة دائمة فهو في ذكر الله تعالى وفي كنفه وهو في رقابة دائمة على نفسه وعلى أعضاء بدنه: فاللسان لا ينطق إلا خيرًا والعين لا تنظر إلى محرم، والأذن لا تسمع ما يغضب الرب، واليد لا تمتد بظلم أو بطش، والقدم لا تسع إلى معصية، والفؤاد لا يهفو إلى محظور، فالروح تسمو وتعلو، والقلب يضيء والجوارح تسكن والغرائز تصان وأولى هذه الغرائز هي غريزة الجنس لدى الشباب.
الثانية: وظيفة كيميائية
وهي متعلقة بوظائف الأعضاء: فالصيام يسبب انخفاضًا في نسبة السكريات والدهنيات في الدم وتلك بدورها تؤثر على خلايا الأعضاء، وتقلل من نشاطها ووظائفها بصفة عامة، كذلك بالصيام تنخفض نسبة الأحماض والهرمونات والدائرة في الجسم، وعلى الأخص هرمونات الغدد الصماء والغدد الجنسية «كما جاء في تقرير مؤتمر هرمونات الخصيتين -لندن- عام ١٩٦٧ مجلد ١٦ مؤسسة سيبا»، وحيث إن نسبة هذه الهرمونات والأحماض في الدم التي تثير في البدن غرائز الجنس فإن انخفاض النسبة يؤدي إلى انعدام الرغبة الجنسية أو على الأقل يؤدي إلى هبوطها بدرجة كبيرة.
وعلى أي حال فالموضوع يحتاج إلى إجراء بحث مستفيض حول أثر الصيام على الغريزة الجنسية، نرجو أن يوفقنا الله تعالى إلى القيام به في المستقبل القريب بعونه ومشيئته.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل