العنوان يوميات المجتمع
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 28-يوليو-1970
مشاهدات 19
نشر في العدد 20
نشر في الصفحة 10
الثلاثاء 28-يوليو-1970
٣,٠٠٠,٠٠٠ ساعة إرسال في الشهر توجّهها دور السينما في الكويت
السينما في الكويت.. ماذا وراءها؟
• ثلاثة ملايين ساعة إرسال في الشهر توجهها دور السينما في الكويت.
• السينما في الكويت، ماذا وراءها؟
السينما من أخطر الأدوات التي تؤثر في تشكيل عقلية وروح الإنسان الحديث.
وبالصورة والكلمة هي صنع المثل الأعلى للفتى والفتاة بأمهر الوسائل وأحدثها.
ولو تصورنا قوة الإرسال لدار واحدة من دور السينما في الشهر الواحد لأدركنا خطورة هذه الأداة الإعلامية.
• فالدار الواحدة التي بها ما يقرب من ألفي كرسي تقدم ثلاث حفلات مدتها 9 ساعات يوميًا، وبحسبة بسيطة ندرك أنها تقدّم نصف مليون ساعة إرسال في الشهر، فإذا أحصينا عدد السينمات في الكويت لتبيّن لنا أن هذه الدور تُقدّم مجتمعة ما لا يقل عن ثلاثة ملايين ساعة إرسال في الشهر الواحد.
فإذا ما قارنا مقارنة علمية بحتة بين عدد ساعات الإرسال التي تملكها المؤسسات الإسلامية على اختلافها والساعات التي تبثها دار واحدة لسينما لأدركنا مدى العنف والسعة الإعلاميين الذي توجهه مجرد دار واحدة لجماهيرنا الإسلامية.
• وبهذه المناسبة فإن «الكتيب الإعلاني» الذي تُصدره شركة السينما الوطنية بالكويت برغم الإثارة التي يحويها فإنها تُمثّل مجرد تعبير سطحي عن أداة السينما التي تستخدم استخدامًا هائلًا لتهديم المجتمع الإسلامي.
• وفي البلاد الاشتراكية لا يسمحون بعرض أي فيلم قد يمس أصول النظام الماركسي وفكره وفلسفته من بعيد أو قريب وحتى لا تتربى في الشباب أي نزعات للمجتمع الرأسمالي وأصحاب الاتجاه الإسلامي في حاجة لإدراك المفاتيح المؤثرة في هذه الأجهزة. فبكل تأكيد لو ظلَّت الصحيفة الإسلامية تنتقد هذه الإعلانات وتلك الأفلام فلن يتغير شيء مما تصدره لمجتمعنا الإسلامي.
• أمامنا وزارة الإرشاد.
وهناك مراقبة المنوعات وهناك فيما أظن لوائح تعمل بمقتضاها طبقًا لما تشير به وزارة الإرشاد، وهناك أخيرًا بيان ولي العهد، وخطوط السياسة التي رسمها لأجهزة الإعلام إنقاذًا للكويت من التفسخ، أعتقد أن المسألة تحتاج لمواجهة مع وزارة الإرشاد، والمواجهة في حاجة لرجال يقومون بهذه المواجهة، فمن يتصدى للدفاع الإسلامي في الكويت؟
أَرفُض ميرَاث أَبي
أرفض ميراث أبي، كل ما أورثني
أحرق أسرتي، أحرق أبجديتي.
هل كان التاريخ الإسلامي هو «الخليفة يضاجع غانية»؟
هل كان التاريخ الإسلامي «مجموعة المسابح العاجية» والطربوش التركي وعلبة النشوق والشمسية؟ هل كان التاريخ الإسلامي «مجموعة من العاطلين» يشربون القهوة التركية؟
نزار أجاب: نعم، أجابها عريضة شاملة في قصيدته الأخيرة «أفتح صندوق أبي» وكان منطقيًا بعد ذلك أن يرفض الميراث، الميراث كله، في عصبية بالغة. «أرفض ميراث أبي، وأرفض الثوب الذي ألبسني وأرفض العلم الذي علمني، وكل ما أورثني» ولقد جعل نزار من فترة السقوط، في التاريخ الإسلامي بقعة سوداء ملطخة سحبها على التاريخ الإسلامي كله، ومن هنا كان الرفض ومن هنا جاء الخلط أيضًا.
نزار يرفض «ألف ليلة».
فمن يقبلها؟
يرفض الحكايا الخرافية.
«القمقم والمارد والسجادة السحرية» فليكن، يرفض «سيف الدولة المغرور».
فما المقصود؟
ولكن ما ذنب الأسرة.
يحرق رسمها.
بل ما ذنب «الأبجدية العربية» والتي بها كتب «نزار» وبها لغة القرآن،
فيقول «أحرق أبجديتي»، وماذا أفاد «تركيا» حين حرقت أبجديتها وتحوّلت إلى اللاتينية؟
ما ذنب ميراثنا كله الذي يرفضه؟
• نظرية الدفاع في الأدب: والمشكلة التي تواجه الاتجاه الأدبي الإسلامي، أنه يتبنى «نظرية الدفاع في الأدب» لا الهجوم أو المبادرة فقد ينشط نزار للكتابة، وحينئذ يحدث التصدي أو الدفاع، من شاعر هنا أو أديب هناك؟ وإذا أردنا أن نُنحي عنصر الإثارة جانبًا وأخذنا الجانب الموضوعي نجد أن نزار يتناول الأوضاع الفاسدة بالجرأة والحدة اللاذعة.
وضح هذا في قصيدته المشهورة «الممثلون» عقب النكسة فاجتذب قطاعات واسعة من المجتمع العربي لقراءته، الأمر الذي قد يفتقده أغلب أصحاب الاتجاه الإسلامي في الأدب، ولكن نزار ينحرف بسوء نية أو بحسن نية فيتجه إلى التراث كله يريد أن يهدمه، أن يرفضه.
وهنا نضطر ويضطر المثقفون أن يفهموا نزار موضوعيًا.
فيقلبوا سلسلة الكتب التي أصدرها فيجدون أغلبها رحلة شعرية في «نحر المرأة وثديها وفي المعاصم الطرية» في شعرها ورائحتها، إلخ.
• فكان نزار نموذجًا مصغرًا في هذه الكتب من «الخليفة» الذي يهاجمه في قصيدته الأخيرة «الخليفة» الغارق في الخطايا، تُرى أتكون هذه القصائد في هذا الجانب هجومًا من نزار ضد نفسه، تكفير عن ذنوب مطبوعة وقائمة تشهد بالتفسخ.
وما انتشار نزار وأشعار نزار في الدول العربية إلا دليل اتهام قائم على رأس الشعراء والأدباء الإسلاميين - يدينهم بالانسحاب من المعركة وقبول التهاون مع كثير من الأوضاع الفاسدة ذات النشاط المُعادي للإسلام.
صحافيون لكن شرفاء
الذين يكتبون يفهمون، والذين يقرأون يفهمون أكثر.
وكلمة ولي العهد عن «الرقابة الذاتية» على الصحف واضحة، إنها دعوة لميثاق شرف للصحافة والصحافيين فالصحافة ليست مجرد «شطارة»،
وليست مجرد «الرواج السوقي»، وإلا كانت صحافة «الشبكة وألف ليلة»
هي أحسن الصحف وأجودها كلمة ولي العهد، لا تحتاج لتأويل ولا لكبير جهد لشرحها إنه ببساطة يطلب أن يكون للكلمة «ضمير»، وأن يكون لها «ضمير إسلامي».
بوضوح ولا أظن أحدًا يقدر أن يفصل كلام ولي العهد في نهاية دورة انعقاد مجلس الأمة عن بيانه في «24 يونيو» ولو كان يريد فبيانه يتحدث عن «التفسخ والانهيار»، ولا أظن الصور العارية والتبذل الخبري، منهجًا معروفًا في بناء الشخصية العربية المسلمة ولا أعتقد أن البيان حين اعتبر أن «كل محاولة لهدم هذا التراث ومقوماته تحت أي شعار أو «بأي فعل»، يعتبر «خيانة»!» كان هازلًا.
ولا أظن أن إصرار بعض الصحف على استمرار النشر المعادي للإسلام والتربية الإسلامية، إلا نوع من امتحان كلمات البيان، بل وتحديها فإذا ظل النشر على هذا المستوى وكلمات البيان ما تزال ترن في آذان الجماهير الكويتية المسلمة، فما معناه إلا أن البعض يريدون لهذا البيان «السقوط»، وتركه بلا فاعلية، وهذه كلمات لا يقصد بها استنبات عداوة، ولكن نحن نحتاج لوعي متعمق بحقيقة «الأزمة والخطر» التي تحيط بنا من كل جانب وأنا أدعو سمو ولي العهد أن يجتمع بالصحافيين لعقد «ميثاق شرف» للصحافيين حتى يتضح إطار العمل الصحافي. وما يعتبر خيانة في حق هذا الشعب المسلم، وما لا يعتبر.
· والرقابة الذاتية تعتمد على «ضمير الصحافي»، الذي ينبغي أن يرتوي من كلمة الخليفة الراشد «عمر» «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم»، أمر جميل وطيب،
ولكن لو أن ضمائرنا كانت أبدًا هي الحاكم لأفعالنا، لما انتهينا إلى الذي بلغناه ولما احتاج ولي العهد أصلًا لإصدار بيانه.
لذلك ومن أجل ألا تتحول قضايانا الحاسمة إلى مجرد كلمات من أهل «الكلامولوجيا» ينبغي ألا نتوانى في إصدار قانون «للنشاط المعادي للإسلام».
انظروا أمامكم في العالم كله، كل الدنيا تحمي معتقداتها الشيوعيون وغير الشيوعيين يحمون معتقداتهم، ولكن عقيدتنا فقط هي الوحيدة تظل «عارية» بلا حماية.
كاريكاتير آثم عن الرسول صلى الله عليه وسلم
جريدة العمال بالقاهرة نشرت كاريكاتيرًا عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو يصور رجلين يتحدثان عن حمار «وارم منفوخ» خلفهما ويقول أحدهم للآخر: ياما قلت له يا محمد، «يعني الحمار».
وحدثت ضجة تكتم أمرها وكتبت جماهير غفيرة تحتج وبلغ الأمر الأستاذ إسماعيل الدفتار خطيب الجامع الأزهر وعضو المجلس الإداري للعشيرة المحمدية، فأبلغ السيد عبد اللطيف بلطية المسئول الرسمي عن جريدة العمال ثم قرَّر فصله من الجريدة.
§ وهكذا تصبح القاهرة في سنة 1970.. يُسب الرسول على صفحات جريدة العمال ومآذنها الشامخة تنظر في صمت، وهيئة كبار العلماء قائمة، ووزارة الأوقاف على رأسها الدكتور عبد العزيز كامل. ولو أن الموضوع نال من الاهتمام ما ينبغي في دولة مسلمة لكانت محل تحقيق دقيق لمعرفة جذور المسئولية وعلاقاتها بالشيوعيين الذين استولوا على المنابر الصحافية في القاهرة فلا تخلو منهم جريدة أو صحيفة، إن الأمر لا يقف عند هذا، فتحت أيدينا أعدادًا من المجلة العميلة «صباح الخير» التي تنشر تباعًا نكتًا قذرة عن الجنة والنار وهي أمور من صلب العقيدة بريشة رسام مسيحي هو «جورج».
§ ترى هل يجرؤ أحد في القاهرة أن يمس بقلمه الاشتراكية الماركسية ولو من طرف بعيد، وماذا يكون مصيره! أو هل يستطيع أن يكتب مثل هذه الكلمة، وأين الرقابة والمراجعة في هذه الصحيفة؟ وأين القانون الجنائي ألا يتحرك أم سيكتفي «السيد بلطية» بفصل «صاحب الكاريكاتير»؟
§ ولقد تابع العالم الإسلامي والعربي مقالات الدكتورة بنت الشاطئ في الرد على «تفسير عصري» الذي نشرته المجلة المشبوهة التي تهاجم أصول العقيدة ثم انقطعت مقالاتها وذكرت الدكتورة أنها ستعاود الكتابة بعد انتهاء موسم الامتحانات وتفرغ الدكتورة للكتابة وفوجئ الجميع أن الدكتورة عاودت الكتابة، ولكن عن «رسالة الغفران» لأبي العلاء المعري، وفوجئنا أكثر أن جامعة المغرب دعت الدكتورة لكي تكون أستاذة محاضرة في كلية الآداب هناك، فما الذي يحدث في القاهرة؟ وهل يسكت الأزهر، وتسكت الأوقاف؟ والأجيال الإسلامية التي ترى رسولها يُسب في مجال الصحافة علنًا.
§ حقًا إنها أسئلة صلبة تبحث عن إجابة في وقت تُغير فيه الطائرات اليهودية على العاصمة المسلمة.
ليبيا..
تحمي شبابها
حرمت ليبيا الخمر ثم أصدرت الحكومة قانونًا لحماية الأخلاق ومحاكمة كل من يقوم بدور تمثيلي لا أخلاقي، وكل من ترتدي الثياب القصيرة، وكل من يقوم بمعاكسة النساء.
والقائد البريطاني في قبرص ينذر
أصدر القائد البريطاني لسلاح الجو الملكي في الشرق الأدنى إنذارًا وزَّعه على جميع العائلات البريطانية المقيمة في جزيرة قبرص، وطلب فيه من أولياء الأمور للفتيات المراهقات الحد من سلوك بناتهن الفاضح أو يضطر القائد إلى إبعادهن إلى بريطانيا.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
برقية جمعية الإصلاح الاجتماعي إلى مؤتمر وزراء التربية العرب في ليبيا
نشر في العدد 3
113
الثلاثاء 31-مارس-1970