; يوميات المجتمع - العدد 17 | مجلة المجتمع

العنوان يوميات المجتمع - العدد 17

الكاتب أبو أسامة

تاريخ النشر الثلاثاء 07-يوليو-1970

مشاهدات 81

نشر في العدد 17

نشر في الصفحة 10

الثلاثاء 07-يوليو-1970

كيفَ نقضِي عَلى إسْرائيل؟

وصلتني هذه الرسالة من باكستان، ولعل مضمونها يحملنا على تقديمها للقارئ مهما اعترض العمل الصحفي الذي يؤمن بالفورية:

 يؤيد المجلس التنفيذي للجماعة الإسلامية القرارات التي صدرت من مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي بجدة ويعلن استحسانه للدور الذي قام به الوفد الباكستاني في هذا المؤتمر. ويرى المجلس بعين التقدير والتبجيل إلى ما ورد في قرار المؤتمر من تأكيد قيام الحكومات المشتركة بالتشاور سويًا بغرض تعزيز تعاون وثيق ومساعدة مشتركة في المجالات الاقتصادية والتقنية والعلمية والثقافية والروحية المنبثقة عن تعاليم الإسلام الخالدة لمصلحة المسلمين والبشرية جمعاء. إن هذا الجزء من القرار من أهم ما تقتضيه الظروف الحاضرة. وإن الجماعة الإسلامية في باكستان ما زالت تلفت إليه أنظار الدول الإسلامية. وكذلك يبدي المجلس التنفيذي إعجابه بإعلان المؤتمر عن إقامة الأمانة العامة الدائمة في جدة.

ويرى المجلس أنه للقضاء على إسرائيل كليًا يجب على جميع الحكومات العربية أن تضرب خلافاتها بعرض الحائط وأن تتخلى عن المبادئ المستوردة وتلتقي على المنهج الذي جاء به محمد العربي -صلى الله عليه وسلم- أي المنهج الذي وحّد صفوف العرب المفككة قبل أربعة عشر قرنًا والذي كان هو المنقذ الوحيد لهم من الدمار والهلاك في الحروب الصليبية والغزوات المغولية.

وإن المجلس التنفيذي يرى من الواجب لفت أنظار الحكومات الإسلامية بصفة خاصة إلى ما يلي من الأمور:

ا- يجب إحياء ذكرى حريق المسجد الأقصى في العالم الإسلامي في ٢١ من شهر أغسطس وهو اليوم الذي قام فيه اليهود بالمحاولة الشنيعة لحرق قبلة المسلمين الأولى والحرم الثالث.

٢- يجب ألا يقبل أبدًا أي حل لقضية فلسطين من شأنه تخليد دويلة الصهاينة بدل القضاء عليها. إن الدول الكبرى تهدف من وراء الحلول السلمية التي تناشدها بين حين وآخر المحافظة على إسرائيل لا استرداد الحق العربي. وفي هذه المناسبة يكرر المجلس التنفيذي نفس الموقف الذي أعلنته «فتح» من هذه القضية وهو «الثورة حتى النصر».

3- على الحكومات العربية أن ترفع الحظر عن الحركات الإسلامية في بلدانها. وبدل أن تضطهد العناصر الإسلامية وتنكل بها تسمح لها لتقوم بتربية الجماهير تربية إسلامية وتنفخ في روعهم حب الجهاد والتفاني في سبيل الله. وعليها أن تدرك تمامًا أن التنكيل بالحركات الإسلامية أو فرض الحظر عليها في الوقت الحاضر يعني خدمة المصالح الاستعمارية اليهودية.

4- وبجانب بذل الجهود الجهيدة لإنقاذ فلسطين واسترداد قبلة المسلمين الأولى يجب مد يد التعاون والتناصر إلى جميع الحركات التحريرية التي تعمل في كشمير وإريتريا وتشاد والصومال والبلاد الأخرى التي ترزح تحت نير الاستعمار.

خليل أحمد الحامدي

 

حول موضوع التلفزيون

السيد المحترم /رئيس تحرير مجلة «المجتمع» حفظه الله

أحييكم بتحية الإسلام فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته، وبعد: لقد قرأت في العدد ١٣ من مجلة المجتمع الصادر بتاريخ الثلاثاء 9/6/70 م  حديثًا عن تلفزيون الكويت وهو عبارة عن مقابلة تمت بين أحد محرري مجلتكم الغراء وبين السيد المهندس/ عبد الرحمن الحوطي، وكيل وزارة الإرشاد المساعد للشؤون الهندسية، وقد دار حوار مفيد حول موضوع التلفزيون تخطيطه وبرامجه، تقديرًا للمهمة الجسيمة الملقاة على »التلفزيون« من حيث كونه مدرسة تعلم الشعب وتثقفه -كما هو مرسوم في لوائحه- وتعمل على ترسيخ المثل الإسلامية والأخلاق الفاضلة في نفوس أبنائه، وتسعى من أجل توسيع آفاق المواطنين وتنمية معارفهم.

 وإنني لأشكر «للمجتمع» هذه الغيرة وهذا الحرص على بناء مجتمعنا بناءً سليمًا قويمًا بتناولها لمثل هذا الموضوع الهام بالنسبة لنا ولأمتنا ومستقبل أجيالنا، وأشكر للسيد وكيل الوزارة المساعد ما أبداه من حرص على عرض النافع والمفيد من المواد لبناء المجتمع في جانبيه الروحي والمادي.

وما أحوجنا إلى تناول الموضوعات التي تهمنا وتهم أمتنا بالبحث والمناقشة فكل منا راعٍ بالقدر الذي استرعاه الله وهو مسؤول عن أداء حق هذه الرعاية.

واستجابة لطلبكم في أن يكتب جمهور المشاهدين للتلفزيون بما يرون من مقترحات، فإنني أسجل هنا بعض الملاحظات أقدمها مبتغيًا بها وجه الله وخير الأمة والمجتمع الذي أعيش فيه وهي تتلخص فيما يأتي:

 ا- من الملاحظ أن البرامج الدينية وحتى برنامج التفسير والتلاوة «مع كتاب الله« يتبعها مباشرة وفي كثير من الأحيان أغان أو منوعات منها رقصات فولكلورية أو غير فولكلورية تتنافى كليًا مع كرامة ومنطقية البرنامج الديني فنرجو من السيد وكيل الوزارة المساعد لفت أنظار المسؤولين لهذا الأمر، فإنه أمر مؤلم ومخجل أن يعرض فاصل غنائي أو راقص بعد تفسير آيات من كتاب الله أو تقديم برنامج ديني. وعلى سبيل المثال جاء بعد برنامج طريق النور يوم الجمعة الفائت أغنية طيف الأمل لكارم محمود.

2- حقًا ما قاله السيد وكيل الوزارة المساعد من أن الرقص لا يمثل إلا حوالي 2% أو اثنين ونصف بالمئة من البرامج الثابتة -من حيث الوقت- ولكن هذه النسبة تتضاعف أضعافًا كثيرة عندما تتذكر أن برامج المنوعات، وعلى سبيل المثال برنامج »مجلة المنوعات« تجعل للرقص بمختلف صوره شرقية وغربية نصيب الأسد في مادتها وكأن العنوان المستور يخبئ وراءه ما يقصده معد أو مقدم البرنامج المنوع، فبمراقبة الأمر ترون سيادتكم كم يكون نصيب الرقص من برامج المنوعات، وخير دليل على ذلك أن »توم جونز« بقي يسرح ويمرح على شاشة التلفزيون هو وأمثاله من المغنين الغربيين رغم إلغاء برنامجه »الثابت« إذ بقي خلال برامج المنوعات رغم استهجان هذه الصورة من الغناء والرقص ومجها من غالبية مشاهدي برامج التلفزيون في الكويت إن لم أقل كلهم.

3- كان جميلًا أن يخطو تلفزيون الكويت وهو يملك الإمكانات الطيبة من الحرص والكفاءة، نحو إخراج برنامج فكري وثقافي وإسلامي ألا وهو »طريق النور« الذي ألمس أن طبقة المثقفين خاصة وجمهور المشاهدين عامة يعجبون به كل الإعجاب رغم حداثة نشأته ورغم أنه في مرحلة البداية »وكل مبتدأ صعب«  كما يقال، فالبرنامج يتناول موضوعات قيمة مفيدة للفرد في المجتمع الكويتي، ولكل مسلم في شتى آفاق الأرض، وإنه من الممكن إخراج برامج أخرى هادفة ونافعة تتناول مختلف الموضوعات علميها وثقافيها.

 

4- يجب على المثقفين الإسلاميين أن يسهموا بالكتابة لبرامج مفيدة تقدم للتلفزيون ومن حقهم على التلفزيون أن يفتح صدره لهذه الموضوعات وقد تعهد وكيل الوزارة بهذا، وقد لمست بنفسي وأحسستُ من غيري الرضا الكبير والإعجاب ببرنامج لعل اسمه كان »بين الكتب« والذي قدمه الأستاذ رمضان لاوند لفترة، كان يناقش -مع بعض المتخصصين- ومن خلاله، بعض الكتب الهامة لمؤلفين عرب وعالميين.

5- لا أحسب أبدًا أن من يقول بالحرص على إعطاء القدر الكافي من الاهتمام بالتربية والتوجيه الإسلاميين يقصد أن تكون المدة الوقتية المعطاة للبرامج الدينية بحيث تستأثر بوقت التلفزيون، وليست التربية والتوجيه الإسلاميين في أحاديث وعظية فحسب. فالإسلام لا يفصل بين الدين والدنيا أو بين الدنيا والدين فالبرامج العلمية والتمثيليات التاريخية المبنية على أساس سليم هي برامج محبذة عند من يريد توجيه البرامج وجهة فيها النفع والفائدة إلى جانب المتعة والتسلية.

6- أجهزة التثقيف والإعلام وهي تحمل على كاهلها أمانة خطيرة، تأخذ بيد الناس إلى ما هو أفضل ولذلك لا يُرى لها عذر في أن تنزل إلى مواد غير نافعة أو مواد ضارة أمام تصورها أنها بهذا ترضي أذواق فئة من الناس فقد رأينا كم يقابل برامج «اعرف عدوك« و«طريق النور» و«أضواء على الأحداث العالمية» من اهتمام جمهور المشاهدين رغم أنها برامج جادة، فالمجتمع الكويتي مجتمع مسلم يتحلى بتقاليد وأخلاق العرب المسلمين ولذا فإنني لا أتصور أن بيننا نسبة تذكر ممن يحبون برامج الرقص غربية وشرقية، هذا لو كنا نرضى جدلًا بأن يكون تقييم البرامج خاضعًا فقط لوجود قلة قليلة تحبها، إذ المفروض أن يكون التثقيف والنفع هما الأساس دومًا -كما يرسم التلفزيون في تقارير أهدافه- وبهذا نجد أن برامج الرقص والغناء الماجن تأخذ بكثير جدًا حتى من نسبة الراغبين، فمجتمعنا ربى على أساس من ديننا الحنيف والمثل الكريمة التي تجعل الغالبية منا تمج هذه البرامج ولا تستسيغها.

هذه بعض الملاحظات التي رأيت أن الواجب يدعوني لأن أبادر بإرسالها إليكم أمام فتح المناقشة في هذا الموضوع الهام سائلًا المولى -جل وعلا- أن يوفقنا لما فيه خير ديننا وآخرتنا وحاضر أمتنا ومستقبل أجيالها وهو سبحانه من وراء القصد.

عبد الرحمن شحادة

 

 

إعلانات التلفزيون

دأب بعض أصحاب الشركات التي تعلن عن بضائعها ومنتجاتها في التلفزيون على استخدام الإثارة بصور الفتيات العارية واللوحات الراقصة الخليعة وذلك ترويجًا لبضائعهم بهذه الوسائل الرخيصة غير المشروعة في سبيل الكسب المادي الذي يحصلون عليه.

والمجتمع تأمل من أصحاب الشركات أن يثوبوا إلى رشدهم فلا يستخدموا إلا الوسائل المشروعة من أجل الكسب الحلال وتناشد وزارة الإرشاد والأنباء أن تضع على الإعلانات رقابة وشروطًا معينة حتى لا تكون الإعلانات وسـيـلـة للإثارة الجنسية ونشر الإباحية.

 

الذبَابُ

قال لي صديقي إنني ذاهب إلى الذباب.

قلت أو ما تخافه، ولم يجبني واحتواه الطريق، واختفى يومين فالتمسته فلم أجده في كل مكان، ولكني علمت أنه مرابط في مكتبته يقيم على الكتب يتفحصها، فلما دخلت عليه ارتبك واضطرب وحاول أن يخفي كتابًا كان يتابع سطوره في نهم.

قال معتذرًا: إنني آسف لغيبتي عنك.

قلت: إنني أعلم موقفك وألتمس لك العذر.

قال: تعلم موقفي ومن أنبأك.

قلت: علمي بالذباب، وميكروباته.

قال: لا بد وأنك التقيت بأحدهم.

 قلت: التقيت بالآلاف منهم ومن أمثالهم.

فقال: وماذا قالوا لك؟ قلت: قالوا لي إنكم معشر المتدينين لا تفهمون الحياة، ولا تتذوقونها وتهربون منها إلى حياة تضعون فيها كل أمانيكم وآمالكم، حياة تقولون إن فيها لذة ومتعة، فيها طعام وفير وشراب وخمـــر ونساء وكل هذه المتع لا يمكن أن تنالوها إلا بعزوفكم عن لذات الدنيا، لا تملؤون بطنًا، ولا تشربون خمرًا، ولا تحتاجون نساء، وقد آثرتم الحياة الغامضة الآجلة وأعرضتم عن الواقع المحسوس المجد.

 قال مقاطعًا: نعم هذا ما قالوه بحذافيره، بل قالوا أكثر من ذلك وقالوا إن أبانا قرد وأمنا قردة وكنا قبل ذلك هلاميات وكنا وكنا.

قلت: وقالوا إن الله لا وجود له، وإن الدهر قد خلقنا، وإن الطبيعة أمنا وأبونا، وإن الرسل ليسوا أكثر من فلاسفة كبوذا وزرادشت وگونفوشیوس، وقالوا إن الكتب السماوية من تأليف هؤلاء الفلاسفة، وإن حياتنا ينبغي أن نصوغها حسب مصالحنا ورغباتنا ولا نتقید برب أو کتاب أو رسول.

وإننا لا نعرف من حياتنا إلا واقعها ولا نعرف من مماتنا إلا نهايتها.

قال: كل هذا قالوه لك.

 قلت: قالوا لي منذ سنين.

 قال منفعلًا: لا تسخر مني إنهم قالوه لي بالأمس.

قلت: ما قالوه لك بالأمس قالوه لي منذ سنين، وقالوا لغيري وغيرك، وكتبوه وسجلوه، وأنت الآن تقرأ أنابيش الذباب، وأوساخ أصابعها، إنني أرى بين يديك كتبًا لداروين وباكونين وسارتر، الأول اجتهد في أن ينسبك للقرود والثاني أطلقك لتكون فوضويًا لا تتقيد بقيود لا دين ولا دولة، ولا نظام، والثالث جعل وجودك محور حياتك، وأظنك تمسك بموجز عن فلسفة ماركس الذي لا يؤمن بغير المادية التاريخية.

 قلت: إنها تسجل هذا وتصوغ له فلسفة، وتطلق الذباب يطن في رؤوسنا.

 قال: لكن أليس من الصالح أن تعرف محتوى هذه الكتب وتناقشها؟

قلت: إذا كنت ممتلئ الجيب فهل تستدين من غيرك؟

 قال: طبعًا لا.

 قلت: هل قرأت القرآن وفهمته.

 قال: لا.

قلت: والنبي عليه الصلاة والسلام هل عرفته من سيرته؟

 قال: لا.

قلت: وأصحابه - هــــل جربت صحبتهم؟

قال: لا.

قلت: وتريد الآن أن تصطحب داروین وباكونين وتأخذ عنهم كتبهم وسيرتهم؟

 قال رسول الله -صلى عليه وسلم-: «لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا، وإنكم إما أن تصدقوا بباطل وإما أن تكذبوا بحق، وإنه والله لو كان موسى حيًا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني».

 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل