; يوميات المجتمـع (18) | مجلة المجتمع

العنوان يوميات المجتمـع (18)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 14-يوليو-1970

مشاهدات 13

نشر في العدد 18

نشر في الصفحة 10

الثلاثاء 14-يوليو-1970

يوميات المجتمـع

يقدمها : أبو أسامة

نانا.. زوجة.. وأم.. وطالبة بالجامعة

بداية مأساتها: همسة.. وسلسلة من الذهب.. ونهايتها: قيد من حديد!!

اشنقوني طهروا المجتمع مني، افتحوا لي صدوركم.

هذه أول عبارة قالتها الطالبة الجامعية والزوجة والأم وهي تطرح مأساة درامية رهيبة أمام المجتمع.

◘ كيف تحولتِ من حرم الجامعة إلى بيت دعارة.

◘ وكيف تحولتِ من زوجة لرجل إلى متاع لكل رجل.

◘ ثم كيف تحولتِ من أم لطفل إلى عار يتوج حياة الطفل.

ويكتب عليه الشقاء طول عمره.

إنها مأساة جيل تحكي نفسها على لسان هذه المرأة، مأساة جيل نحمل جميعًا مسئوليته أمام الله والناس، جيل فصلناه عن دينه فلم يجد ضابطًا لتصرفاته.

وجيل لقَّناه فلسفة مجنونة لمفهوم الحياة فلم يهتد إلى الطريق المستقيم.

وجيل هدمنا فيه كيان الأسرة وتركناه ركامًا غثًا، فلم يعد للأب فيه سلطان على ابنه أو ابنته أو زوجته.

جيل صنعه الشارع، والنادي، والصالون فلم تعد له علاقة بالبيت أو المسجد أو المدرسة.

جيل ما أضيعه.

ومن ضيعه؟

ومن المسئول؟

القصة بين يديك أيها القارئ وقعت أحداثها في القاهرة في ظروفنا الراهنة. وعرضتها أخبار اليوم على القراء ونحن نعرضها عليك ونحب أن نسمع رأيك.

من المسئول، وهل تتحمل السيدة المسئولية بالكامل، وما مسئولية الزوج والأب، والجامعة والدولة عن هذه المأساة.

من المسئول؟؟

افتحوا لي صدوركم.. واسمعوا مأساتي إنها تفتح عيونكم على صديقات بناتكم في الجامعة، وفي المدرسة، وتبدأ مأساتي وأنا طالبة في الجامعة واستطعت أن أخدع عددًا من زميلاتي وكان يمكن أن أستمر، لولا أن الأساتذة أثاروا قضيتي أمام مجلس الكلية التي أنتسب إليها حتى صدر قرار بفصلي من الجامعة.

كنت وقتها زوجة وطالبة، وأمًّا لطفل رضيع، وكان عليًّ أن أتفرغ لبيتي بعد فصلي من الجامعة وإذا بزوجي يصدر هو الآخر قرارًا بفصلي من البيت فأصبحت بلا جامعة، وبلا بيت.

صدقوني إن هذه الظروف خارجة عن إرادتي، ولكن محاسن زميلتي في الجامعة هي السبب، إنها فتاة على جانب كبير من الجمال، أكثر من شاب تقدم لها وكانت ترفض في خجل حتى تنتهي من دراستها، المهم كانت ساذجة مما دفعني للتمسك بها كصديقة وزميلة، وذات يوم طلبت مني أن أذهب معها لزيارة شقيقتها المتزوجة التي جاءت إلى القاهرة لتمضية إجازة صيف، ورحت معها وإذا بمجموعة من الشبان ينتظروننا في شقة مفروشة، وفجأة تغيرت صورة محاسن الفتاة الساذجة زميلتي في الجامعة، وتحولت إلى فتاة قادرة على مجالسة الشبان ومجاراتهم في الحديث كنت في ذهول.

ومد شاب يده لي وهو يقدم لي ساعة صدر بسلسلة ذهبية جميلة، وطلب مني أن آخذها.. وتساءلت لماذا؟

قال إنها هدية بسيطة ولو كان يعلم بمجيئي لأحضر أفخر الهدايا، وألّحت محاسن عليًّ حتى لا أرفض الهدية.

وكانت هذه هي بداية المأساة، لقد تحولت الهدية إلى ورقة حمراء بعشرة جنيهات في كل زيارة، وكانت محاسن تقنعني بأن أحدًا لن يعرف بهذا، لكني كنت خائفة من زوجي وطفلي، وأمام إغراءات محاسن، والهدايا وأوراق البنكنوت الحمراء. استسلمت، ونسيت أنني زوجة وطالبة وبدأت أخدع زميلاتي الصغيرات، بحيث أشتري لهن الهدايا وأطلب منهن الخروج معي لزيارة أقارب لي، وهن لا يعرفن المصير المظلم الذي ينتظرهن في منتصف الطريق، واستطعت أن أؤثر عليهن. وكانت الواحدة منهن تقول لأسرتها أنها تلقت هدية من زميلتها وقد تكون الهدية قيمة وللأسف لم تحاول الأسرة في أن تبذل جهدًا في معرفة مصدر هذه الهدايا.

•• وطبعا ازداد نشاطي بعد أن فُصلت من الجامعة وبدأت أعمل لحسابي بعيدًا عن زميلتي محاسن، ولم أرحم الفتيات الصغيرات، أو المتزوجات أو المطلقات.

وكانت المطلقات بالنسبة لي صيدًا سهلًا، أحاول أن أخفف على الواحدة منهن مأساتها، وأغريها بعريس شيك ووظيفة كبيرة، وسيارة فاخرة، ثم تقع في المطب ولا تستطيع أن تخرج من القاع لأنها ذاقت طعم الهدايا وأوراق البنكنوت الحمراء.

•• وتسكت نانا، وتشير بيدها إنها عاجزة عن الكلام وهي تجلس أمام الرائد سمير سعيد رئيس مكتب آداب القاهرة ثم تسند رأسها على ذراعها.

وتمضي لحظة صمت وعيون الضباط الذين كانوا حولها تتطلع إليها، ثم ترفع رأسها وتقول:

اشنقوني.. طهروا المجتمع مني، إنني لا أستحق الشفقة، لقد خُدعت في بداية حياتي واستطعت أن أخدع غيري من الفتيات.

وأسمع من المقدم محيي الدين منيب رئيس الآداب والأحداث بمديرية أمن القاهرة أنه طلب من الرائد سمير سعيد والنقيب نبيل أبو زيد مراقبتها منذ ستة أشهر؛ ولذكائها الشديد، وثقافتها استطاعت أن تفلت من الرقابة طوال هذه المدة ثم سقطت أخيرًا.

قاض أمريكي يهاجم القرآن

صرح القاضي الأمريكي وليام دوجلاس، قاضي المحكمة الأمريكية العليا، لإحدى الصحف الأمريكية بأن المسلمين يقيمون الصلاة في مدارسهم بأمريكا وأنهم يرددون فيها فاتحة القرآن التي تحض المسلمين على الخروج وقتل كل من يصادفونه من غير المسلمين، ولقد تنبهت الجمعيات الإسلامية النشطة في أمريكا كجمعية الطلبة المسلمين واتحاد الجمعيات الإسلامية في أمريكا وكندا إلى هذا التهجم المجحف، فأرسلت الأولى کتاب احتجاج للقاضي نفسه وأرفقت به نسخة من ترجمة معاني القرآن بالإنجليزية ليبين حقيقة زعمه، وأرسل الاتحاد المذكور رسالة أخرى طالب فيها من القاضي بيان موقفه بالضبط مما نُسب إليه، فما كان من القاضي دوجلاس إلا أن تنصل مما صرح به وقال إنه لم يقل شيئًا من ذلك وإنه يقدر المسلمين ويهتم بقراءة مؤلفات كثيرة عن الإسلام.

وبعد، فإن ألسنة الباطل تخرس إذا لقيت مواجهة قوية من دعاة الحق، وهذه هي سنة الله في خلقه: ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ﴾ (الأنبياء: 18).

إندونيسيا

أذاعت رويترز في 14/5/70 أن ثمانية من البرلمانيين الإندونيسيين طلبوا من الحكومة الإفضاء ببيان في البرلمان عن أنباء تحدثت عن تهريب أسلحة إندونيسية إلى إسرائيل وإقليم بيافرا الانفصالي السابق، وما يقال من أن عددًا من جنرالات الجيش لهم علاقة بتهريب هذه الأسلحة بالاشتراك مع شركات ألمانية غربيـة وأمريكية، وسألوا عن الخطوات التي اتخذتها الحكومة للحيلولة دون تدهور العلاقات بین إندونيسيا والدول العربية.

المجتمع: والمجتمع التي تابعت أحداث إندونيسيا منذ عهد الاستقلال والتحرر باسم الإسلام إلى أن أركسها (سوكارنو) في حمأة الشيوعية وأجبر على تركها غير مأسوف عليه مخلفًا وراءه تركة مثقلة بالتبعية الروسية، والعمالة الصينية، والتنافس الغربي محاولاً طمس معالم الإسلام، حتى أن التبشير الآن بدأ يجد أرضًا خصبة له في إندونيسيا وأصابع الغرب الصليبي تمده بالمال والرجال والزاد حتى ولى رئيس أرکان الجيش المسيحي عقب زيارة نيكسون مباشرة وتغيرت المناصب الرئيسية في الجيش؛ فهل یا تری بدأت أمریكا تنجح في مخططها وتجعل لها قلاعًا في إندونيسيا تنافس بها الشيوعيين؟! والخاسرون هم الشعوب دائمًا التي يخطط لها في الظلام.

الذباب

والمرة الرابعة جاءني صدیقي، ولكنه كان مضطربًا قلق النفس مشوش الأفكار، يكاد الناظر إليه يراه وكأنه يقف على فرع شجرة يعبث بها الطوز، وعبثًا يحاول أن يثبت الفرع أو يثبت نفسه على الفرع المذعور.

وقال قبل أن يجلس: ما الحياة؟ وما الدنيا؟ ومن أنا ومن أبي؟ ومن ومن ثم تلجلج وكاد يبكي.

قلت: تريد أن تقول ومن الله

قال والعبارات تضطرب في حلقه: خشيت أن أقول ما قلت.

قلت: أنا أعرف ما تقوله، وما سوف تقوله.

قال: إذًا أنت رب لأنك تعلم الغيب.

قلت: لا يعلم الغيب إلا الله. أما ما أقوله لك فليس أكثر من الاستقراء لما في نفسك واستكناه ما في قلبك على ضوء حركة الحياة التي تدور حولنا.

إنك لست إلا واحدًا من أمتنا، نبتة من نباتها، لكن طفح عليك طوفان من الغرب والشرق فأغرقك في ضلالاته.

فالتوى عودك وتعفن ثمرك، ولم يعد لك في هذه الأرض غير جذر تمسكه بقية من تربة.

قال: لا تعجم بالله. فأنا أعيش ليلي ونهاري في معجمات. البيروقراطية، الأوتوقراطية المادية التاريخية، أفيون الشعوب، الإمبريالية، الصراعات الطبقية.

إن هؤلاء القوم قد وضعوا كل شيء في مختبرات علمية وحاولوا استخراج نتائج   منها.

وضعوا المال والفساد والمجتمع في مختبرات علمية، وأخيرًا وضعوا الدين!!

 الله جل جلاله! النبي: القرآن!! حاولوا أن يخضعوا كل هذا لمختبراتهم وتجاربهم.

قلت: وهل تعتقد أن هذا أمر غريب.

قال: بل إجرام.

قلت: هل قرأت القرآن.

قال: مرات.

قلت: ألم تقرأ ﴿يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ﴾ (الأنفال: 6).

﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ * ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ﴾ (الحج: 8-9).

﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾ (الأعراف: 179).

قلت وهل قرأت هذا الحديث

حديث

لا يزال الناس يسألونكم عن العلم حتى يقولوا هذا الله خلقنا.. فمن خلق الله.

قال مقاطعا: كل هذا قرأته.

قلت: وهل قرأت ما قاله رسول الله عليه الصلاة والسلام «تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله فتهلكوا» وسكت.

قلت: كفر الأمس هو كفر اليوم، وهو كفر الغد.

قال: وإيمان الأمس هو إیمان اليوم وإيمان الغد.

قلت: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (الحجر: 9)

صدق الله العظيم

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل