العنوان ٣ مخاطر على طريق العمل الإسلامي (الحلقة الثانية والأخيرة)
الكاتب كلزار أحمد المظاهري
تاريخ النشر الثلاثاء 16-مارس-1971
مشاهدات 10
نشر في العدد 51
نشر في الصفحة 10
الثلاثاء 16-مارس-1971
للأستاذ: كلزار أحمد المظاهري
الأمين العام لجمعية اتحاد العلماء في باكستان
« حققت الكنيسة في باكستان نجاحًا بارزًا، إذ اعتنق ثمانية آلاف مسلم المسيحية في عام ١٩٥٧م، وقبل ذلك كان عدد المسيحيين فيها ثمانين ألفًا، وها قد أصبح عددهم الآن مائتين وثمانية وثمانين ألفًا ومائتين وثلاثة وستين نفرًا » ومما يبعث على الحزن والأسى أن العلماء والمشايخ في هذه البلاد لا يحسبون لهذا الخطر الداهم المتواصل الحساب ، بل ينساقون وراء الأمور التافهة، ويقتلون معظم أوقاتهم في إثارة الخلافات الفرعية وفي المهاترات وتكفير بعضهم لبعض، بينما المسيحيون بمساندة اليهود لا ينوون زعزعة كيانهم من النواحي السياسية والفكرية فقط، بل يتآمرون على تدمير بلدانهم وفرض سيطرتهم عليها، ولا نرى هذا التهاون والإهمال في نفر أونفرين وإنما نرى الركب بأسره مصابًا بهذا الداء.
الخطر الثالث: القاديانية أو الأحمدية:
إن هذه النحلة قد يعرفها القاصي والداني في باكستان، وبما أنها وجدت المسلمين في باكستان في غفلة وتهاون ومشكلات فرعية أخرى انتهزت هذه الفرصة وأصبحت تبث سمومها في البلاد الإسلامية الأخرى، وتنشر نحلتها تحت ستار الإسلام، إن هذا الخطر ليس أقل دمارًا وشنارًا من الخطرين اللذين سلف ذكرهما، إن القاديانيين يستخدمون لدعوتهم نفس المكايد والوسائل التي يستخدمها المسيحيون لانتزاع ثروة الإيمان من قلوب المسلمين، إن القاديانية بسبب مكايدها ومؤامراتها السياسية التي تنسج خطوطها بإيعاز من أعوان الاستعمار تشكل خطرًا كبيرًا على العالم الإسلامي على الوجه العام، وعلى باكستان على الوجه الخاص، ومما يجدر بنا الإشارة اليه أن القاديانيين لهم مركز نشيط في إسرائيل، كشف عنه النقاب بعض علماء البلاد العربية، ومن المؤسف جدًّا أن المنظمات الإسلامية لم تتمكن بعد من وضع مخطط موحد شامل لقطع دابر القاديانية في باكستان وخارجها، أما النشاط الحالي في هذا المجال فجدير بالتقدير والشكر إلا إن النحلة التي تنشر سمومها بطريقة منظمة لا يمكن مقاومتها بجهود فردية فقط.
قد أشرنا فيما سبق بإيجاز إلى الأخطار الرئيسية التي تحدق بالبلاد الإسلامية، وقد كنا نريد أن نوضح هذه الأخطار ومضاعفاتها ونتائجها ببسط وتفصيل، إلا أن هذا التفصيل يحتاج إلى كتابة آلاف الصفحات ونحن لا نريد هذا الإطناب الممل، وأن الذي نريد هو لفت أنظار المسؤولين والعلماء والمنظمات الإسلامية في العالم الإسلامي إلى الجهود المعادية للإسلام وأهمية القيام بالدعوة الإسلامية بنوعيها الإيجابي والسلبي، وكانت الحاجة ماسة إلى مؤسسة تأخذ على عاتقها مسؤولية العمل في المجالات الثلاثة الماضية بصورة منظمة ومفيدة ومستمرة، وتحقيقًا لهذه الحاجة هبت جمعية «اتحاد العلماء» في باكستان، فأقامت مشروعًا باسم «مشروع الدفاع عن الإسلام وترويجه»، وإن هذا المشروع سينشئ ثلاثة فروع تالية لتنفيذ ما تهدف إليه من المشاريع:
1 - قسم الدعوة:
يتولى هذا القسم إعداد دعاة ومبلغين لنشر الدعوة الإسلامية في باكستان وخارجها حيث يكون هؤلاء الدعاة على قدر كبير من الثقافة الإسلامية والثقافة العصرية وعلى قدر كبير من التحمس للتبليغ والدعوة، كما أن هذا القسـم يبذل جهده لحث العلماء والمثقفين الجدد على القيام بالدعوة، ويوفر الإمكانيات التي تمس الحاجة إليها في تزويد الطلبة والدعاة بالبحوث والمعلومات لمقاومة الشيوعية واليهودية والمسيحية والقاديانية، ويقيم المعاهد والمعسكرات التربوية التي يستفيد منها العلماء والمثقفون ويتعرفون على حقيقة الأخطار المذكورة آنفًا، وينشئ المكتبات العامة التي تضم الكتب اللازمة التي لها علاقة بهذه المواضيع.
2- قسم النشر والتوزيع:
إن هذا القسم سيحقق ما يلي من الأمور:
۱- إعداد الكتب التي تشرح حقيقة الإسلام وصدقه وسموه كنظام شامل للحياة في جانب، وإعداد الكتب التي تميط اللثام عن الدعوات الباطلة كالشيوعية والمسيحية واليهودية في الجانب الآخر.
۲- توفير جماعة من أصحاب القلم «أو إعدادهم» الذين يدركون حقيقة هـذه الأخطار وينهضون للجهاد بالقلم لقمعها.
3- قسم المقاومة:
يبذل هذا القسم جهوده في سد الطرق التي ينفذ منهـا دعاة لتضليل المسلمين.
وستركز هذه الجهود على أمور تالية:
أ- إقامة مدارس وكليات تفوق في نظامها ومناهجها وتعليمها المدارس والكليات التبشيرية حتى يقتنع أناس يبعثون أولادهم إلى المدارس التبشيرية التي تسلب إيمانهم، بأن حاجتهم تتحقق بأكمل وجه وأنظف صورة في المدارس الإسلامية أيضًا، ولأجل توفير جماعة من الأساتذة والمدرسين الذين يصلحون للقيام بمهام التدريس في هذه المدارس تنشئ معاهد للمعلمين تزودهم بجميع ما يحتاجون إليه من أساليب عصرية للتعليم وأفكار إسلامية.
ب: إقامة مستشفيات ومستوصفات تتوفر فيها جميع التسهيلات اللازمة للمرضى الذين يضطرون إلى دخول المستشفيات المسيحية ويقعون في مصايد التضليل المنصبة من قبل المبشرين.
قوموا بواجبكم:
هذا هو مشروع إسلامي كبير «مشروع الدفاع عن الإسلام وترويجه» نهدف إلى تحقيقه، ويجب عليكم كمسلمين أن تبذلوا كل ما في مقدوركم لإنجاح هذا المشروع الضخم، وأن تتعاونوا مع رجال هذه المنظمة شاعرين حاجة الساعة، فإن حباكم الله بمعارف الإسلام فعليكم أن تسهموا في هذا المشروع بكفاءاتكم في الدعوة والتبليغ.، وإن كنتم من أصحاب القلم فاسعفوا هذه المنظمة بإنتاجكم الفكري، وإن كنتم من المدرسين أو الأساتذة أو الأطباء فالمجال واسع للقيام بدور هام في هذا الصدد، وإن كنتم ممن أكرمه الله عليه بالثروة الطائلة فمدوا أيدي العون والمساعدة إلى هذه المنظمة، والله ندعو أن يسدد خطانا ويهدينا إلى سواء السبيل.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل