; 100 عام على «وعد بلفور» المشؤوم.. والقادم أخطر | مجلة المجتمع

العنوان 100 عام على «وعد بلفور» المشؤوم.. والقادم أخطر

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الأربعاء 01-نوفمبر-2017

مشاهدات 22

نشر في العدد 2113

نشر في الصفحة 5

الأربعاء 01-نوفمبر-2017

100 عام على «وعد بلفور» المشؤوم.. والقادم أخطر

في 2 نوفمبر 1917م أصدر وزير الخارجية البريطاني «آرثر جيمس بلفور» وعداً للورد «روتشيلد»، أحد زعماء الحركة الصهيونية في تلك الفترة، يقضي بتأييد الاحتلال البريطاني إنشاء «وطن قومي لليهود في فلسطين».

وعلى الرغم من أن نسبة اليهود في فلسطين المحتلة عام 1917م لم تكن تتجاوز الــ5% فقط، فإن ذلك لم يمنع المحتل البريطاني من اقتراف أعظم جريمة عرفها التاريخ بحق شعب مسلم ما زال يعاني من ويلات وآثار تلك الجريمة النكراء، وبحق مقدسات إسلامية تعرضت في عهد الاحتلال الصهيوني إلى التدنيس والعبث والتغيير.

وبعد مرور مائة على عام على هذا الوعد المشؤوم، لا يبدو أن العدو التاريخي المتربص بالأمة الذي يريد تمزيقها واحتلال أراضيها ونهب ثرواتها قد زادته الأيام والسنون إلا كراهية وتآمراً على الأمة، وتصريحاً بدعمه وتحالفه مع ألد أعدائها.

فردّاً على أصوات فلسطينية طالبتها بالاعتذار عن الجريمة الكبرى التي اقترفتها في حق الشعب الفلسطيني، ومطالبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 20 سبتمبر الماضي باعتذار حكومة بريطانيا عن جريمة «وعد بلفور» بحق الشعب الفلسطيني، وأن يُتبع هذا الاعتذار الاعتراف بالدولة الفلسطينية كاملة السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967م وعاصمتها القدس؛ أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية «تيريزا ماي» أن بريطانيا ستحتفل بفخر بالذكرى المئوية لصدور «وعد بلفور»، الذي وضع قاعدة لتأسيس دولة «إسرائيل» في الأراضي الفلسطينية المنتزعة من أصحابها.

«ماي» وفي معرض ردها على الأسئلة خلال جلسة لمجلس العموم البريطاني الأربعاء 25 أكتوبر 2017م، قالت: «إننا نشعر بالفخر من الدور الذي مارسناه في إقامة دولة «إسرائيل»، ونحن بالتأكيد سنحتفل بهذه الذكرى المئوية بفخر».

لم يكن تصريح «ماي» مجرد رفض للاعتذار والاعتراف بالجريمة التاريخية الكبرى التي اقترفتها بحق الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية جمعاء فحسب، بل هو تأكيد على العلاقة الوثيقة التي تجمع بريطانيا مع الاحتلال الصهيوني، وكشف لحقيقة الموقف البريطاني الرسمي من القضية الفلسطينية.

كما يكشف ما يضمره أعداء الأمة لها من كراهية، وما يدبرون له من مؤامرات خطيرة تستهدف وجود الأمة ذاته.

ولعل ما تشهده بلاد الشام والعراق واليمن وليبيا من خطط ومؤامرات لتمزيق دولها وتحويلها إلى كيانات متناحرة ودويلات طائفية تلبي أطماع ومصالح الدول الاستعمارية خير شاهد على أن القادم ربما يكون أشد خطراً على الأمة من «وعد بلفور» واتفاقية «سايكس بيكو» المشؤومين، ولا منقذ لنا إلا توحدنا ونبذ التناحر الداخلي، أو فيما بين دولنا، وتلاحم الشعوب والحكام، وشحذ إمكانات الأمة؛ لنستطيع مواجهة التحديات الجسيمة القادمة.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

حَديث صَريح للشيخ محمد أبو زهرة

نشر في العدد 2

1044

الثلاثاء 24-مارس-1970

مع القراء

نشر في العدد 1

931

الثلاثاء 17-مارس-1970

مع القراء 1

نشر في العدد 2

936

الثلاثاء 24-مارس-1970