العنوان 2 أغسطس.. اليوم الذي لا يُنسى
الكاتب سعد النشوان
تاريخ النشر الاثنين 01-أغسطس-2022
مشاهدات 21
نشر في العدد 2170
نشر في الصفحة 9

الاثنين 01-أغسطس-2022
2 أغسطس.. اليوم الذي لا يُنسى
قبل 32 عاماً، أقدم النظام العراقي البائد على جريمة لم تكن حتى في بال أكثر المجرمين دهاء، فلا يمكن أن يفكر شخص سوى بغدر مَنْ قام بمساعدته طوال السنين التي احتاجه فيه، وقام بغزو لا يمكن وصفه إلا بالإجرامي والبربري، نعم صحيح أن الغزو العراقي الغاشم مرت عليه سنون كثيرة، ولكن لا يمكن أن ننسى غدر الأخ والجار، كما قال الشاعر طرفة بن العبد:
وظُلمُ ذوي القربى أشد مضاضة
على المرء من وقع الحسامِ المهنّدِ
إن الغزو العراقي البربري على الكويت لا يعرف المعنى الحقيقي له إلا الكويتي الذي عايش أيامه لحظة بلحظة، سواء كان داخل البلاد أو خارجها، سمعنا عن جرائم «هتلر» والنازيين، وعن فظائع اليهود في أرضنا المحتلة فلسطين، ولكن كنا نتعاطف من باب الإنسانية والشعور بالظلم الواقع على هؤلاء المظلومين، ولكن عندما عشنا الأيام المريرة في الغزو أدركنا معنى الاعتقال والقتل على الهوية وتدمير كل شيء، حقيقة إنه شعور رهيب ولا يكاد يحتمل، ولكن حب الكويت أعلى وأغلى من أي شعور.
فالغزو العراقي علمنا مساندة الأشقاء والأصدقاء، ولكن لا نساند الأنظمة دون أن تذوق هذه الشعوب حلاوة هذه المساعدات، فنعم الخطوة التي اتخذتها الجهات المانحة في الكويت بأن توجه المساعدات والقروض للمشاريع التي تفيد الشعوب، وكذلك علمنا الغزو المجرم أن الضامن الأول لبقائنا هو تلاحم الشعب والقيادة، وما مؤتمر جدة، في أكتوبر 1990م، والقرارات التي خرج بها إلا تتويج لهذا التوجه، وليعلم العالم بأننا لسنا شعباً منفصلاً عن قيادته، ولكننا (الشعب والقيادة) منصهرون في بوتقة واحدة تصب في مصلحة الكويت العليا، وهذا ما حرص عليه سمو الأمير، وولي عهده، حفظهما الله ورعاهما، فعندما تعقدت الأمور قبل أشهر، واستحال تعاون المجلس والحكومة؛ عادت القيادة للاحتكام للدستور وللشعب ليقول كلمته من غير أي تدخل بالانتخابات، وهذا تأكيد المؤكد.
وأيضاً تعلمنا من الغزو أن عمقنا الإستراتيجي والحقيقي هو مدى قوة علاقتنا مع دول مجلس التعاون الخليجي، فهم السند الحقيقي الذي يشعر بما نشعر، لا أنسى الوقفة التاريخية للمملكة العربية السعودية، وعندما خرج الكويتيون من أرضهم لم يكن مكانهم الأراضي السعودية فقط، وإنما في قلوب الأشقاء، ووجدنا القيادة والشعب السعودي وكل القيادات الخليجية وشعوبها.
نعم، تعلمنا من الغزو أننا دولة مهمة في العالم لموقعنا الإستراتيجي وكذلك للثروة النفطية، ولكن ليس من الحصافة السياسية أن نعتمد على قطب سياسي واحد فقط، ولكن يجب أن تكون لدينا العديد من الاتفاقيات الأمنية مع كل الأقطاب في العالم.
لقد منَّ الله علينا بالتحرير، وقبل كل التدخلات المادية كان هناك سبب خفي في تعجيل التحرير؛ ألا وهو تدفق العمل الخيري، حتى أثناء الغزو لم يتوقف، ولكن لم يكن في وهج العمل قبل الغزو.
لقد علمنا الغزو المجرم أن بالشكر تدوم النعم؛ (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) (إبراهيم: 7)، فيجب علينا الشكر لكي تستمر النعم، وأن القرب من الله تعالى هو السبب الرئيس للتحرير، وكل ما عداه هي أسباب ساقها الله تعالى.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
